السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكد العلماء أن الصوم ثلاث مراتب:


١ – صوم العموم:وهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة. وهذا الصوم هو صوم عامة الناس،
الذي يمتنع عن الطعام والشراب والجماع ولكنه ماصام عن الأشياء المحرمة؛

ولذا قال رسول الله: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ."
وهذا دليل علي أنه صام عن الطعام والشراب والجماع ولكنه أفطر علي الأشياء المحرمة وهذا يدل علي أن
صيامه عادة وليست عبادة.


٢ – صوم الخصوص:وهو كف النظر واللسان واليد والرجل والسمع والبصر وسائر الجوارح عن الآثام وهذا أعلي من
النوع الأول لأن الصائم إستفاد من صيامه وهو أنه لماحرم علي نفسه ماأحله الله من الطعام والشراب والجماع
أخذه تربية لنفسه في الإمتناع عماحرم الله.

لذا يقول الرَّسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَمْسٌ يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ:الْكَذِبُ، وَالْغِيبَةُ، وَالنَّظَرة، وشهادة الزور, وَالْيَمِينُ الغموس."
وهذه مفطرات معنوية ومن فعل واحدة من هذه الأشياء فصيامه باطل.
ونشعر أن هذه الأشياء الخمسة فيهاخلاف الواقع؛
فالكذب خلاف الواقع، لذا حرمه رسول الله عندما قال: "وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلَى النَّارِ, وَإِنَّ الرجل ُليَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا."

فالكذب خلاف الواقع، والغيبة هي ذكر أخاك بمايكره وهذا أيضا خلاف الواقع لأنك مااستطعت أنك تذكر ذلك أمام
أخيك ولكن من خلفه لذا نهي عنه الله في قوله: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ (سورة الحجرات:١٢).

والنظرة هي النظرة المحرمة إلي النساء، وهي من الأشياء التي تضعف الإيمان عند الشباب.
قال رَّسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن رب العزة: "النَّظْرَةُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إبْلِيسَ، مَنْ تَرَكَهَا مِنْ أجلي أَبْدَلْته إيمَانًا يَجِدُ حَلَاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ."

وكذا شهادة الزور وهو أن أجعل الحق يذهب إلي غير أهله وهو أمر فظيع.
قال رَّسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم لأصحابه:"أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قُلْنَا:بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ,
قَالَ:الْإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ:أَلَاوَشَهَادَةُ الزُّورِ, وظل يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا:لَيْتَهُ سَكَتَ."

وكذا اليمين الغموس وهو من يحلف علي شيء متعمدا علي أنه ما فعله ولكنه فعله وسمي غموسا لأنه يغمس
صاحبه في النار.


٣ – صوم خصوص الخصوص:فهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة وعدم تعلق القلب بغير الله وهذا أعلي المراتب
ألايكون في قلب الصائم شغل إلاالله ولايتحرك إلابإسم الله ولايعمل عملا إلاعلي منهج الله ولايترك شيئا إلاوقد
نهي عنه الله.



فاللَّهُمَّ اجْعَلْ رمضان شاهدا لنا لاعلينا.. آآمين..

وصَلّى اللهُ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ وسلِّمْ