العصائرالمحضرة في المنزل أسلم للصحة.. ومن الأفضل إرواء الجسم بالفاكهة كاملة العصـائـر المصنعـة هل هي مغذيـة وآمنـة؟



شريفة محمد العبودي
مع اشتداد حرارة الصيف تكثر في الأسواق الفواكه الصيفية المنعشة، كما يطيب تناول المشروبات الباردة والمثلجة، وفي الأسواق الكثيرمن أنواع العصير الذي يؤكد أنه طبيعي مئة بالمئة. ولكن هل تلك العصيرات مغذية وآمنة؟ وهل هي افضل من تناول الفاكهة كاملة أو تحضير العصير في المنزل؟ فكّر مرتين قبل أن تجيب، لأن هناك عدداً من الأمور التي يجب ان تعرفها عن العصيرات الجاهزة التي تؤكد انها طبيعية:
- أولاً: مصانع إنتاج العصير الطبيعي الضخمة تبدو آمنة لأول وهلة لأنها تستطيع إنتاج كميات ضخمة من العصير النظيف والمعقّم. ولكن نظرة إلى واحدة مشهورة منها (ولا داعي لذكر اسمها التجاري) تنتج عصير البرتقال الطبيعي من كميات ضخمة من البرتقال قد تصل إلى 1800طن من البرتقال يومياً. وهذه الشركة تنتج عصير البرتقال الطازج، وعصير البرتقال المركز المجمّد، وزيت البرتقال المستخلص من قشور البرتقال، وأخيراً طعام للمواشي من بقايا ثمرة البرتقال وقشرها. ولإنتاج كل ذلك تقوم إدارة المصنع أولاً برمي ثمار البرتقال كاملة في المكائن الضخمة حيث تضاف إليها إنزيمات معينة لاستخلاص أكبر كمية ممكنة من العصير ليس فقط من الثمرة ولكن أيضاً من قشرتها! وأشجار البرتقال، كما هو معروف، من الأشجار التي يتم رشها بكثافة بمبيدات مثل الأورجانوفوسفات ومثبطات كولينستراز. وهذه المواد سامة تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب تلف خلايا المخ عندما تتسرب إلى العصير عند عصر الثمار. كما أن بقايا البرتقال تعالج وتجفّف ثم تحوّل إلى علف للحيوانات مما يجعل مواد مثل الإنزيمات والأورجانوفوسفات ومثبطات الكولينستراز تصل إلى طعام الحيوانات التي يتناول الإنسان ألبانها ولحومها التي تكون قد تشبعت بهذه المواد!
- ثانياً: هناك أمر آخر يتعلق بالعصيرات التي تنتجها المصانع، فعلى الرغم من أنها جميعها تخضع لعمليات معالجة بالحرارة (بسترة) لتعقيمها إلا انه اكتشف أنه حتى بعد تلك العمليات وجدت أنواع من العفن والبكتريا مقاومة للحرارة في عصيرات مثل البرتقال والمانجو والطماطم. أي أن عمليات المعالجة بالحرارة التي تقضي على الإنزيمات والفيتامينات الطبيعية النافعة في الفاكهة لم تستطع أن تمنع نمو العفن وبكتريا إي كولي فيها بصورة كاملة. أي أن الانسان يتناول عصيراً ميتاً من الناحية التغذوية بالإضافة الى أنه ملوث بالبكتريا!
- وأمر ثالث يتعلق بالعصيرات المعالجة. هل سألت نفسك كيف تتم معالجتها لكي تبقى متجانسة ولا ينفصل السائل فيها عن المواد الصلبة؟ إن المصانع تضيف مواد معينة للوصول إلى ذلك مثل بروتين الصويا مخلوطاً مع مواد بكتينية ذائبة (هذا إذا استخدمت مواد طبيعية). كما يمكنك تصور ماذا يمكن أن يحدث إذا كان الفرد يعاني من حساسية تجاه تلك المواد.
- ورابعاً: الثمار الطبيعية ليست دائماً حلوة بما فيه الكفاية، ولذلك تقوم المصانع بإضافة محليات لجعل منتجاتها من العصير أكثر قبولاً لدى المستهلك. ومن أكثر مواد التحلية استخداماً في العصيرات هي شراب الذرة عالي الفركتوز والمركّز، وهذه المادة تؤثر سلباً على مستويات السكر في الدم. كما أن هناك الكثيرين الذين لديهم حساسية ضد منتجات الذرة.
- خامساً: قد لا يسجّل جسم الإنسان السعرات الحرارية التي يشربها بنفس الكفاءة التي يسجّل فيها السعرات الحرارية التي يأكلها. ومعنى ذلك أنك عندما تتناول مشروباً حلواً، أي غني بالسعرات الحرارية قبل الوجبة أو أثناءها فلن يحتل مساحة في معدتك تشعرك بالشبع مثل تلك التي يحتلها طعام صلب فيه نفس الكمية من السعرات الحرارية. وهذا يعني أنه لن يقلّ مقدار ما تأكله أثناء اليوم كتعويض لما تناولته من سعرات حرارية داخل المشروب.