الطاقة الفكرية هي قدرة المنظمة على استخراج قيمة من رأس المال الفكري الذي تمتلكه، و يعتبر رأس المال الفكري عصب فاعلية أي منظمة وهو يتكون من الملكية الفكرية ومجموعة متشابكة من العمليات التشغيلية و الثقافة بالإضافة إلى رأس المال البشري ورأسمال العلاقات(1)
و الشكل المرفق يوضح أكثر رأس المال الفكري:

وتظهر أهمية العنصر البشري في أي منظمة من حيث أنه العنصر المحفز و المنشط لكل أنواع الأصول بها سواء الملموسة أو غير الملموسة فهو الذي يزيد من فاعلية استخدامها معا، لذلك يجب أن نفهم كيف يتفاعل العنصر البشري مع باقي أنواع الأصول بالمنظمة. وقد أصبح واضحا أنه في اقتصاد اليوم يفوز الإبداع، فكافة الأعمال التجارية يمكنها الحصول على مردود مادي كبير إذا قامت بابتكار منتجات وخدمات وعمليات ذات فعالية أكثر من الآخرين في نفس مجالهم.(2)

أ- الملكية الفكرية: وهي تمثل أداة قوية لنمو الاقتصاد(3) و تتمثل في كل البيانات الخاصة بكيفية تنفيذ العمليات داخل المنظمة و أسلوب العمل بها وكيفية تصميم نظم الاتصالات و التعامل التكنولوجي بداخلها، وتضع الإدارة في أي منظمة قيودا صارمة على الملكية الفكرية بها خاصة ما يتعلق بالمستندات و البيانات التي تحتويها مما يسبب عدم استثمار الطاقات الكامنة بالمنظمة مثل القدرات لدى العاملين بها؛
ب- ثقافة المنظمة: الثقافة التي تسود داخل المنظمة هي التي تعطيها المظهر المتفرد الخاص بها، فهي تحدد القيم و التوقعات و الطقوس و المحرمات ونظم المكافآت و العقوبات و السلوكيات المرغوبة و المرفوضة مما يجعلها قوة جاذبة لأفضل العناصر و العقول المتاحة في سوق العمل.
وإن كانت ثقافة المنظمة عبارة عن مجموعة من القيم والسلوكيات والمعايير التي توضح للأفراد ماذا يفعلون وكيف؟ ما هو المقبول؟ وما هو الصحيح؟ فالتغيير في البعد الثقافي والقيمي أضحى ضرورة ملحة.(4)
ج- رأس مال العلاقات: يتضمن كل العلاقات الخارجية سواء مع العملاء و الموردين و الشركاء و المنافسين ووسائل الإعلام ...أي كل المنتفعين من خدمات المنظمة، ونظرا للأهمية البالغة لهذا النوع من رأس المال فقد اعتبر أسس التسويق الناجح على كل المستويات هي:
- فهم السوق؛

- التحرك مع السوق.
فالعلاقات لها صفة الدوام حتى مع حدوث أية تغيرات في اتجاهات السوق، ولذلك تعتبر أحد القوى الفعالة في رأس مال المنظمة وأحد المميزات التنافسية؛
د- رأس المال البشري: منذ ظهور مفهوم المنظمة دائمة التعلمLearning Organizationتتجه معظم المنظمات على مستوى العالم إلى زيادة مهارات ومعارف العاملين بها من أجل مصلحة الفرد و المنظمة معا ولإضافة قيمة لرأس المال الفكري الذي تمتلكه، لذلك فقط تبنت الكثير من المنظمات شعار (البشر هم أكثر الاستثمارات أهمية).(5)
................
(1) اتحاد الخبراء و الاستشاريون الدوليون، عائد الاستثمار في رأس المال البشري، القاهرة، ايتراك للنشر و التوزيع، 2004، ص 175.
(2) طارق السويدان، قيادة السوق، الرياض، دار ابن حزم، 2001، ص63.
(3) M. Kamil, IDRIS, « La Propriété Intellectuelle un Moteur de Croissance », REVUE DE L‘OMPI (ORGANISATION MONDIALE DE LA PROPRIETE INTELLECTUELLE), Genève, Janvier - Février 2003, p 2.
(4) علي عبد الله، أثر البيئة على أداء المؤسسات العمومية، أطروحة دكتوراه دولة، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر، 1999، ص125.
(5) اتحاد الخبراء و الاستشاريون الدوليون، مرجع سابق، ص ص 176-178.