اسرائيل تقتل 205 في هجوم جوي على غزة




غزة (رويترز) - قصفت طائرات حربية وطائرات هليكوبتر قتالية اسرائيلية قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) يوم السبت مما أسفر عن سقوط 205 قتلى على الاقل في واحد من أكثر الأيام دموية على مدى 60 عاما من الصراع مع الفلسطينيين.

ورد النشطاء الفلسطينيون الذين شنوا عشرات الهجمات الصاروخية ضد اسرائيل منذ انتهاء هدنة قبل نحو اسبوع باطلاق المزيد من الصواريخ مما ادى الى مقتل اسرائيلي وإصابة آخرين.

وقال كلا الجانبين انهما مستعدان لشن هجمات أوسع مما يهدد باغراق المنطقة في أزمة قد تخرج المحادثات بشأن اقامة دولة فلسطينية عن مسارها.

وتصاعد دخان أسود في سماء مدينة غزة حيث كان المصابون والقتلى ملقون على الارض بعد ان دمرت الضربات الجوية الاسرائيلية اكثر من 40 مجمعا أمنيا بما في ذلك مجمعان كانت حماس تقيم بهما حفل تخرج لمجندين جدد.

وفي حفل تخرج المجندين الجدد الرئيسي بمدينة غزة أوضحت تغطية تلفزيونية كومة من جثث المجندين الذين يرتدون الزي الرسمي بينما كان المصابون يصرخون في ألم. وكان بعض عمال الإنقاذ يضربون رؤوساهم ويصيحون "الله اكبر". ورقد رجل مُصاب بجراح بليغة يتلو في هدوء آيات من القرآن.

وقال مسؤولو صحة ان أكثر من 700 فلسطيني أُصيبوا.

وقال الجيش الاسرائيلي انه استهدف "البنية الارهابية" بعد أيام من الهجمات الصاروخية من غزة على اسرائيل التي سببت بعض الدمار لكنها أوقعت القليل من الاصابات البشرية. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان من الممكن استهداف زعماء حماس.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك "هناك وقت للهدوء ووقت للقتال وحان الان وقت القتال."

وزادت الهجمات الصاروخية من الضغط على الزعماء السياسيين الاسرائيليين للتحرك مع اقتراب انتخابات العاشر من فبراير شباط.

ولم يحدد الجيش إطارا زمنيا لكن رئيس بلدية عسقلان وهي مدينة تطل على البحر المتوسط وتقع في مرمى صواريخ جراد التي تطلقها حماس قال ان المخططين العسكريين أبلغوه ان العملية ستستمر "أكثر من أسبوع".

ودعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وهي مرشحة بارزة لتولي رئاسة الحكومة الاسرائيلية القادمة الى دعم دولي ضد "منظمة اسلامية متطرفة... تدعمها ايران."

وفيما يتفق مع خط الدولة اليهودية بدا ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش التي تمضي أسابيعها الأخيرة في السلطة تلقي المسؤولية على حماس في منع مزيد من التصعيد.

وقال المتحدث جوردون جوندرو في بيان "الهجمات الصاروخية المستمرة لحماس على اسرائيل يجب أن تتوقف حتى ينتهي العنف." وحث البيان اسرائيل ايضا على تجنب الخسائر البشرية المدنية لكنه لم يصل الى حد الدعوة الى انهاء الضربات الجوية الاسرائيلية.

وعلى النقيض دعا الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة الى وقف عاجل لكل العنف.

وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الضربات الجوية الاسرائيلية ووصفها بأنها اجرامية ودعا المجتمع الدولي الى التدخل.

وقالت مصر انها ستواصل محاولة استعادة الهدنة بين اسرائيل وغزة.

وهددت حركة حماس بفتح ابواب "الجحيم" للانتقام للقتلى بما في ذلك احتمال شن هجمات انتحارية داخل اسرائيل.

وقالت حماس ان 100 فرد على الاقل من قواتها الامنية قتلوا بما فيهم قائد الشرطة توفيق جبر ورئيس وحدة الامن والحماية التابعة لحماس الى جانب 15 امرأة على الاقل وبعض الاطفال.

وضاقت المشارح في انحاء قطاع غزة عن استيعاب الجثث.

وقالت الحركة الاسلامية التي تقاطعها القوى الغربية بسبب رفضها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل ان كل مجمعاتها الامنية في قطاع غزة دمرت او لحق بها ضرر بالغ.

وحذرت جماعات المساعدة من ان العملية الاسرائيلية يمكن ان تثير أزمة انسانية في القطاع الساحلي الفقير الذي يسكنه 1.5 مليون فلسطيني يعتمد نصفهم على المساعدة الغذائية.

وقالت مستشفيات غزة ان ما لديها من الامدادات الطبية ينفد بسبب الحصار الذي تقوده اسرائيل مما يزيد من امكانية ارتفاع عدد القتلى.

وخرج فلسطينيون في مظاهرات احتجاج في القدس الشرقية ورام الله والخليل مما ادى لمصادمات مع الجيش الاسرائيلي.

وقال المحلل العسكري الاسرائيلي رون بن يشاي ان الضربات "علاج بالصدمة... يهدف الى ضمان وقف طويل الأجل لاطلاق النار بين حماس واسرائيل بناء على شروط مواتية بالنسبة لاسرائيل."

ودمرت الطائرات الاسرائيلية المجمع الرئاسي في غزة والذي استولت عليه حماس في يونيو حزيران 2007 من قوات حركة فتح العلمانية التي يتزعمها عباس بعد قتال فصائلي قصير.

وافاد شهود عيان أيضا بقصف اسرائيلي عنيف على امتداد حدود غزة مع مصر. ويستخدم الفلسطينيون مئات الانفاق تحت الحدود لنقل كل شيء بداية من السلع حتى الاسلحة مما يجعلها على رأس الاهداف الاسرائيلية.

وجاءت الضربات الجوية في أعقاب قرار لمجلس الوزراء الاسرائيلي الامني المصغر بتوسيع الهجمات للرد على اطلاق نشطاء فلسطينيين صواريخ عبر الحدود في أعقاب انهيار تهدئة استمرت ستة شهور بين اسرائيل وغزة كانت مصر توسطت فيها.

وكان هجوم استمر خمسة أيام في مارس اذار قتل أكثر من 120 شخصا ولكن عدد القتلى في الضربات الجوية اليوم السبت قد يكون الاعلى بالنسبة للفلسطينيين منذ انتفاضتهم في الثمانينات.

وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت حماس مطالبا اياها بوقف اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل.

وقال لقناة العربية التلفزيونية الفضائية "لن أتردد في استخدام قوة اسرائيل في ضرب حماس وحركة الجهاد الاٍسلامي."