فاحت لي الذكرى أمام قصيـدي *** وتفجـرت أصداؤهـا بوريـدي

راحت تذكرني تهيـج خاطـري *** افرح وقل شعـرا ليـوم العيـد

هذا هو العيد السعيـد أتـى لنـا *** بـزهـوره وعـبـيـره وورود

فأجبتها: في العيد يؤلمني الأسـى *** ألمـا كجـلاد بسـوط حديـد

تبا أبـا عيـد التعاسـة والشقـا *** مازلت ترهقنـي بوضـع قيـود

مازالت العينـان منـك حزينـة *** أشكوك أم أشكو لظـى التقييـد

يا عيد مالك للحـوادث ضجـة *** مازلت أرقـب لحظـة التجديـد

يا عيد لم تـأت ولـم تأتـي لنـا *** أفراحـه بالبشـر والتصـديـد

يا عيد مازالـت مواجعنـا التـي *** أذكيتهـا تسـدى لنـا بوعيـد

يا عيـد مازالـت أمانينـا هنـا *** تشكـو إلينـا لحظـة التهديـد

يا عيد أقبلـت المواجـع كلهـا *** بيديـك ترتقـب الهنـا بالعيـد

يا عيد أذكيت الجراح ولـم تـزل *** تذكي جراحـا أينعـت بصديـد

يا عيد لا تأتي فصبحك شاحـب *** يـا عيـد لا تأتـي لنـا بجديـد

يا عيد في كل المواضـع صرخـة *** تشكوك تشكـو نبـرة التنديـد

يا عيد ما زالـت مآسينـا علـى *** آكامنـا تذكـي لنـا بشهيـد

يا عيد ما هذي المهـازل كلهـا *** مازلت تضحكني برغـم قيـودي

مازلت تهزأ بي وفي قلبـي الأسـى *** أشكوك للرحمـن ذي التمجيـد

يا عيد في القدس الشريفة صرخـة *** جرحت فؤادي أثـرت بوريـدي

أو ما رأيت جراحهـا ودموعهـا *** أم يـا تـرى قابلتهـا بجحـود

أولم تـر الفلوجـة الغرقـى بهـا *** جـرح كبيـر دنسـت بجنـود

أولم تر الشيشان شابت وانحنـت *** رزأت بخطـاب لهـا وولـيـد

كم قصة دموية الأحـداث قـد *** صيغت على شفة الجريـح بعيـد

كم طفلة ثكلى رأيـت دموعهـا *** صاغت عبـارات مـن التهديـد

كم وردة كانت على أرض العفاف *** غدت ضحيـة غـادر ويهـودي

كم جنة خضراء فـاح عبيرهـا *** قد أصبحت يبسا بعيـن حسـود

كم قائم بالأمـر نرجـو رشـده *** لكنـه بالأمـر غيـر رشـيـد

كم قد شكت ثكلى بيوم عزائهـا *** كانت لها في العيد فقـد شهيـد

هذي بكت ابنا وهـذي ترتجـي *** ابنا لهـا فـي الأسـر والتقييـد

عجبا أيا عيد الشقـاء أمـا لنـا *** في العيد غيـر قسـاوة وقيـود

عفوا أيا عيد اشتكت كل الجـرا *** ح لنا وصاغت دمعهـا بصديـد

يا عيد عد مـن حيـث جئـت *** فإنني آيست من تكرار ما في العيد

كم من جراح في الفـؤاد نكأتهـا *** تبا لمـا فـي العيـد مـن تجديـد

مازلت أبصر دمـع أرملـة لهـا *** ألم علـى زوج و صانـع جـود

مازلت أبصر خيمـة الألـم التـي *** قامت على عـود وليـس بعـود

مازلت أسمع شجو أمتنـا علـى *** ثكلـى وأيتـام لهـا وشهـيـد

مازلت أسمع آهة الشكوى علـى *** أرض البطولة فـي بـلاد الجـود

لا عيد عندي إننـي لا أشتهـي *** عيدا يذكرنـي بمـوت جـدودي

ما العيد عندي فرحة أسلـو بهـا *** حينا وأرجـع خائبـا بقيـودي

العيد عندي نصـر أمتنـا علـى *** أعدائها ليـزول كـل يهـودي

هذا هو العيد الـذي فيـه الهنـا *** و سواه ليس لنـا بأسـوة عيـد