جميل والله يا شباب






أريد من كل واحد منكم أن يتخيل نفسه ربانا على متن السفينة، وهي تسير في بحر خضم الأمواج من حولك وحواليك الرياح عاصفة وأحيانا تصبح الرياح هادئة،وأنت بمشاعرك وأحاسيسك وعقلك وفكرك وقلبك ، وطموحاتك وأهدافك وماضيك وتاريخك تقف خلف دفة القيادة.
أنت تمسك بالدفة وتقود السفينة ، ترى في تلك اللحظة هل بإمكانك أن تسمح لغيرك أن يتولى دفة القيادة بدلا منك، ويقول لك دع الدفة وتمتع بالرحلة ، وأنا آخذ مكانك في القيادة.
أم أنك أنت لاعتقادك أنك الأعرف بهذه المركبة التي تقودها الآن ، أنت الأعرف بها وأنت الأجدر بالقيادة، الحقيقة إخواني وأخواتي ، هناك من يترك الدفة للآخرين ويكون سأتمتع بالرحلة وأترك القيادة، وهناك من يقول سأتشبث بالدفة لأنني أنا الذي أعرف إلى أين تتجه هذه السفينة، وإلى أين تسير .
كثير من الناس في واقع الحياة يقتربون كثيرا من هذا المثال ، من الناس إخواني وأخواتي ، من ترك الحياة بكل ما فيها للأخرين ، يقودونها ويتحسبون بدفتها، مرة زعلان ، ليش زعلان قال هذا زعلني ، ومرة فرحان لأن هذا فرحني ومرة متضايق لأن هذا ضايقني ، ولإن اتصل به أحدهم وكلمه فضغب منهم غضبا شديدا واستمر غضبه سائر النهار واليوم.
ترى من الذي يتحكم في مشاعر هذا الشخص هو أم شخص آخر ، أنت وأنا وأي واحد أينا يتفاعل مع موقف ما ويندرج معه حتى يؤثر هذا الموقف على مسيرة حياته، وعلى أهدافه وتطلعاته، يكون ذاك الشخص قد ترك الدفة ، للأخرين، وهو الحدث الخارجي الذي غير مجرى يومه وغير موازين حياته.
نحن عندما نتأثر مع الأشياء المحيطة بنا ونتفاعل معها إلى درجة أنها توقف مسيرتنا ، نكون قد سمحنا لها أن تقوم بدفة القيادة وأن تمسك بعجلة قيادة السفينة والمركبة، بل سامحنا لها أن تكون لها.

منقول بتصرف منقول من موقع الرسالة الفضائية، نصوص البرامج، برنامج 3*5، الدكتور مريد الكلاب

حلقة دفة القيادة



***********************************
قصة ظريفة، لكنها رمزية جداً

كان هناك مدير شركة قرر أن يحضر لعمله مبكرا ، لأنه كان دائما يتأخر عن العمل وتأخيره كان يسبب تسيب بالنسبة للموظفين، الذين يجدون فيه قدوة وأسوة سيئة ، هو قرر أن يحضر بدري للعمل وقال إن شاء الله تعالى أول يوم سأحضر في الوقت الملائم، صاحبنا استيقظ من نومه الساعة السابعة صباحا ، تناول إفطاره مع أولاده لبس ملابسه ، اتجه إلى عمله ، التوقيت ملائم ومناسب , ولكن مفاجأة ، بينما هو في الطريق فإذا بشاب مراهق في الصباح الباكر يستخدم السيجارة بطريقة سيئة يلهو بها ويترنح بسيارته يمنة ويسرة ويصدم بسيارة المحترم مدير الشركة، شعور مدير الشركة لا يوصف ، غضبان زعلان ، الشاب هذا استطاع أن يؤثر على شعوره بطريقة لا يمكن أن تتخيلوها.
نزل الرجل المحترم مدير الشركة وقد خرج في رأسه سبعة نخلات ، نزل من سيارته ضرب الباب بقوة إنهال بالشتائم على الشاب ، وبينما هم كذلك جاء رجل الشرطة يقول خير إن شاء الله خير، فالتفت مدير الشركة إلى رجل الشرطة وقال ومن أين يأتي الخير وأمثال هؤلاء يمرحون في الشوارع وانهال بالشتائم على رجل الشرطة.
خرج مدير الشركة وصل إلى عمله ، بس وصل متأخر ، على نفس عهده، شوف الشاب الذي قابله في الصباح أثر عليه على أي درجة يا جماعة ، دخل إلى مكتبه فتح الباب دخل المكتب سحب المقعد جلس على المقعد اندفع إلى تحت المقعد ، ووضع رأسه وبدأ يقلبها اتصل بالسكرتير ، تعالى حالا ، نظر إليه وكأنه نار تلظى ، قال أين الأوراق التي طلبت منك أن تعطيها لي بالأمس ليش ما أنجزتها حتى الآن ، وانهال بالشتائم على السكرتير أنت لا تعمل أن لا تفهم أنت غبي وأنت طول عمرك مهمل ، انهال عليه بالشتائم، لا تتخيل شعور السكرتير في تلك اللحظة.
طلع السكرتير من مكتب المدير جلس على مكتبه رفع السماعة ، اتصل على موظف الصيانة ، ألو تعالى يا لوح أنا بالأمس قلت لك صلح الطابعة، أنت لم تصلح الطابعة ، أنت لا تنفع تشتغل ، انهال عليه بالشتائم إلى درجة لا يمكن أن تتخيلوها وبدأ يهزء المسئول عن صيانة الطابعة.
مسؤول صيانة الطابعة شعوره لا يوصف ، غضب جدا رفع السماعة اتصل على السائق قال يا أخي أنا طلبت منك أن تأتي به الطابعة لم تتصلح وزعل مني السكرتير ، والمدير، أنت أصلا ما تعرف تشتغل أنت سائق مهمل أنت سائق متخلف عقليا ، وانهال عليه بالشتائم شعور السائق في تلك اللحظة ، لا يمكن أن يوصف ، السائق طلع بدري من الشركة زعلان وليس على الدوام وقال أنا الغلطان لأني أشتغل في شركة مثل هذه ، اتجه إلى البيت دخل وجد أم الأولاد ، أمامه ، قال لها وين الغداء ، فالتفتت إليه لسه بدري ما جاء وقت الغداء ، قال أنا المدير في هذا البيت أتغدى في الوقت الذي أحبه وفي الوقت الذي أريده، أنت أصلا ما تصلحي ربة منزل ولا حتى ربة مطبخ ولا حتى ربة حديقة حيوانات، أنا أتغدى في الوقت إلى يلائمني ، وانهال عليها بالشتائم، شعور الزوجة في تلك اللحظة، لا يمكن أن يوصف، بينما هي غضبانه دخل طفلها الصغير راجع من المدرسة شال الشنطة نظرت إليه بعنف وقالت له إيش اللون الغريب الذي على ثوبك ، قال لها علبة عصير انكبت على الثوب ، قال لها يا ولد أنت ما تفهم، أنت غبي كم مرة أقول لك حافظ على ملابسك وانهالت عليه بالتوبيخ، شعور الطفل في تلك اللحظة لا يمكن أن يوصف الطفل خرج في حديقة المنزل زعلان غضبان وهو يمشي في حديقة المنزل يقول إيش البيت الغبي كيف أمي تتعامل معي بهذه الطريقة نظر إلى قطة تسير في الممر أمامه ، ركل القطة بكل قوة برجله، طارت القطة هناك، شعور القطة لا يمكن أن يوصف ،
سؤال هل كان بإمكان مدير الشركة المحترم من البداية أن يأتي ويركل القطة برجله ويخلصنا من القصة هذه التي طولت علينا الموضوع؟



الحقيقة أنه نحن إذا لم نكون قادرين على قيادة حياتنا وتركنا الظروف هي التي تقودنا سنصبح كالأرجوحة ترمي بنا الظروف حيث شاءت وسنصبح أيضا جسر تعبر من خلاله المشاعر السلبية إلى الأخرين .,
ولذلك سنكون حلقة وصل لك سلبية ، الرسول صلى الله عليه وسلم عندما استشاره الرجل وقال له أوصني ، فقال له لا تغضب، لا تغضب لا تغضب، والرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يوصي إنسان بشئ وهو قادر على تطبيقه، وكأنه يقول له لا تغضب ويقول له لا تطلقوا العنان لمشاعركم السلبية اقبحوا جماحها بما أن الغضب شعور هو يمكن السيطرة عليه، فيمكن السيطرة عليه ، يمكن كبته يمكن تحجيمه يمكن كبح جماحه



منقول بتصرف منقول من موقع الرسالة الفضائية، نصوص البرامج، برنامج 3*5، الدكتور مريد الكلاب

حلقة دفة القيادة