بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي القراء الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،

ردا على الهجمة الشرسة التي تشن منذ فترة ضد شخص رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وعقيدتنا السامية ، والتي ابتدأت بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة ثم انتاج فلم وثائقي ، قام الدكتور رامز طه - جزاه الله تعالى عنا وعن المة ألف خير - بتقديم تحليل نفسي لشخصية من قام برسم هذه الرسومات ، حيث تعد دراسة الرسوم احدى اساليب تحليل ودراسة الشخصية في ميدان علم نفس الشخصية . لهذه رأيت من الأهمية بمكان ان اعيد نشر هذه المقالة في هذا المنتدى ، آملة من الاخوة المشرفين تثبيتها لأهميتها ، وإعادة نشرها في صفحات الذروة .


التحليل النفسي للرسوم المسيئة للرسول


أثار موضوع نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم في عدد من الصحف والمجلات الأوربية طوفانا من الغضب والاشمئزاز بين ملايين المسلمين , وقد بدأت هذه الحملة العدائية في صحيفة مجهولة في الدنمارك ثم أعيد النشر بل وأضيفت رسوم أخرى بذيئة في صحف النرويج والنمسا وفرنسا وألمانيا , وأيضا في عدد غير قليل من مواقع الانترنت الأوربية .
إن أكذوبة حرية التعبير كشفتها هذه الدراسة لتحليل رسوم هؤلاء الرسامين والتي يظهر ضعف مستواها الفني أيضا وركاكتها من اللمحة الأولى وأنها نتاج مجموعة من الهواة الذين أسقطوا انفعالات مريضة وأفكارا مشوهة يمكن تصنيف الكثير منها تحت ما يسمى بالأدب المكشوف أو التصوير الفاضح الذي يصنف ضمن الاضطرابات النفسية التي تصل في بعض الحالات إلى حد كتابة ألفاظ نابية بذيئة على الحوائط في الخفاء تعبيرا لاشعوريا عن الانحراف النفسي والجنسي ، ويشعر هؤلاء بنشوة ولذة عندما يرى الآخرين هذه الرسوم والتعليقات النابية البذيئة أو الرسوم المستفزة المثيرة . .
ورغم أنني طبيب إلا أنني اهتم بتحليل الشخصية ودراستها وعلاج مشكلاتها ليس بالدواء فقط بل بكل وسائل التشخيص والعلاج النفسية من خلال كل وسائل التعبير اللفظية وغير اللفظية خاصة الرسوم , ولقد تضمنت رسالتي في الماجستير ودكتوراه الطب النفسي فصولا في تحليل واستخدام تلك الرسوم والصور كأساليب مساعدة في التشخيص والعلاج , وعندما أثير موضوع هذه الصور البذيئة قررت إجراء هذه الدراسة التحليلية لكشف دوافع وتفسير دلالات ما جاء في هذه الرسوم , ولقد أدهشني ما توصلت إليه من نتائج بوجود دلالات لنزعات عدوانية وتعصب وإسقاطات جنسية تصل إلى حد الانشغال الزائد بالجنس , بل وإلى حد الهوس الجنسي في بعض تلك الرسوم , كذلك اكتشفت وجود دلالات تشير إلى الاغتراب وأخطاء في التفكير والاعتقاد كالمبالغة والتعميم والتصلب والجمود .. وغيرها .
وأعتقد أن هذه الدراسة هي ردا مناسبا بمنهج ولغة الغرب حيث أن الاحتجاج والغضب لا يكفى لمخاطبة العقل الغربي , بل لابد من أبحاث ودراسات منضبطة وفق منهج علمي متطور يكشف العلل ويشخص الداء ويصف العلاج والدواء , كما يجب علينا التعريف العلمي بالأعجاز السلوكي الذي قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم للبشرية نصوصا وتطبيقات عملية تتفق مع أحدث معطيات أبحاث علم النفس السلوكي وأساليب تعديل التفكير والسلوك وهى دراسة أخرى نشرتها منذ عدة سنوات ونوقشت في مؤتمرات علمية متعددة.
وأتمنى أن يساهم من يطلع على هذا المقال و الدراسات المشار إليها بإعادة نشرها قدر ما يستطيع دفاعا عن الرسول الكريم ( إلا تنصروه فقد نصره الله ) كما يفضل أيضا أن يرسل المقال والترجمة إلى احد الصحف أو المواقع الالكترونية خاصة في الدول التي صدرت منها هذه الرسوم المسيئة والى أي صديق له في الغرب تصحيحا لهذه الافتراءات والتشويه .
وبالطبع فلن أعيد نشر الرسوم التي تم تحليلها إجلالا واحتراما لشخص رسول الرحمة سيد
الخلق محمد صلى الله عليه وسلم