حب المرأة وحب الرجل:
أجمل ما في الدنيا الإنسان، وأجمل ما في الإنسان الحب، وأجمل ما في الحب التضحية، وأجمل ما في التضحية عطاء بلا حدود، عطاء بالصدق والتفاهم والتسامح والسلام. وهكذا فطر الله تعالى الرجل والمرأة على ميل كل منهما إلى الآخر وعلى الأنس به والاطمئنان إليه ولذا منّ الله على عباده بذلك فقال: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"، الروم-21. وقال: "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها"، الأعراف-189، وقال أيضا: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، البقرة-187. هذا الميل الفطري مجراه الطبيعي هو الزواج وهذه هي العلاقة الصحيحة التي شرعها الله بين الرجل والمرأة. إن هذا الحب يفرز لنا أسراً قوية البنيان لتعزز لنا هي الأخرى مجتمعاً متين الأركان، ولا تكون المجتمعات إلا قوام أمة قوية مرهوبة الجانب. هذا هو الحب في الإسلام بين الرجل والمرأة. إنه حب عفيف لا ريبة فيه، حب يخدم الأسرة والمجتمع والأمة. إنه حب حقيقي، حب يتسامى فيه الرجل والمرأة.
إن الحب الحقيقي قد فقد عند بعض الناس، وضاعت هذه الكلمة "الحب" وأصبحت غليظة لا ترقى إلى عالم الروح، لقد ضاعت المعاني الجليلة والأماني السامية الرفيعة، وحبست الآهات العفيفة، وفقدت المُثل العليا وحل محل ذلك الحب المزيف، وتحولت كلمة الحب إلى باب من أبواب الخداع والمكر، للوصول إلى غاية ما، هذه هي ثمرة الحب الزائف، حب زائف لا عفة فيه ولا طهر، بل كذب وتدليس.
إننا نسمع الكثير عن المشكلات الإجتماعية، من حيث العلاقات الجنسية: الانتحار، الضياع, الجنون، لِمَ يحدث هذا ؟ هل من حب حقيقي متبادل بين الطرفين نشأ على العفة والصدق؟ أم أن أحد الطرفين قد حمل مشعل الزيف، ليحرق به الآخر، متظاهراً بأنه ينير له الطريق، وما حمله على ذلك إلا خبث نفسه، ونجاسة ثوبه، وفقده لكل ما يمت بصلة إلى المروءة والرحمة والود، فهو لم يفكر إلا بالوصول إلى مآربه، لإشباع غريزته التي استولت عليه. فهذه صيحات الشباب ترن في الآذان، وويلات الفتيات تهز المشاعر. يكفينا أن نفتح كتاب الله سبحانه، فنجد هذه الآية الحكيمة: "زُين للناس حُبّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاعُ الحياة الدنيا واللهُ عنده حسنُ المآب"، آل عمران: 14.
الرجال عادة ما يواجهون الصعوبات عندما يتعلق الموضوع بحاجات المرأة العاطفية. بالنهاية تحاول المرأة بذكائها الملفت أن توجه الرجل إلى الاتجاه الذي تريده عن طريق معرفة مفاتيح شخصيته بحيث تقوم هي بإيجاد التناغم والتفاهم لكي تستمر العلاقة. بهذه الطريقة يكون الرجل سعيدا كون المرأة تتفهم شخصيته وتكون هي سعيدة لأنها عرفت كيف تحقق التوازن في العلاقة. بعض النساء يقولن أن الرجل لا يستطيع أن يشبع جميع حاجاتك ورغباتك. فعندما تحتاجين إلى التكلم والاتصال والمشاركة الوجدانية إتجهي إلى صديقاتك، حاولي الحفاظ على صديقاتك. وتذكري انك تكونين متفوقة إذا كنت متميزة عن غيرك ، فقط آمني بنفسك وبطاقاتك ولا تنتظري النجاح أن يأتيك بل بادري للبحث عنه.
يبلغ الحب القمة الروحانية السامية متى ما تنازلت المرأة عن عنادها والرجل عن كبريائه، عندما تكره المرأة رجلا إلى درجة الموت، فاعلموا أنها كانت تحبه إلى درجة الموت. فما دمت أيها الرجل لا تستطيع أن تخفي عنها شيئا فأنت تحبها. فهل وراء كل امرأة ناجحة حب فاشل؟ الحب الذي هو فصل واحد وحسب في حياة الرجل، هو تأريخ المرأة بكامله. عندما يتهم الرجل المرأة بأنها بلا قلب، فمن المؤكد أنها خطفت قلبه. حب الرجال كالكتابة على الماء، وإخلاصهم كالكتابة على الرمال, قلب المرأة العاشقة محراب من ذهب غالبا ما يحتضن تمثالا من طين، أعطاء المرأة صورتها لمن تحب وعد بأنها ستعطي الأصل.
للمرأة ثلاث مراحل مع الحب، في الأولى تحب وفي الثانية تعانيه وفي الثالثة تأسف عليه. كثيرون من الرجال يقتلون أنفسهم لأجل الحب، ومن النساء أكثر من يمتن من الحب. الحب عند المرأة قصة عاطفية هي بطلتها، وعند الرجل قصة هو مؤلفها. هناك لحظات في حياة كل امرأة تحس فيها بالحاجة إلى رجل كي تحبه بكل جوارحها.
في الحب: الرجل مهاجم، والمرأة مدافعة. عندما يحب الرجل امرأة فانه يفعل أي شيء من اجلها إلا شيئا واحدا هو أن يستمر في حبها، منطق المرأة يجري على سنة من تحبه وتهواه. الرجل أبرع من المرأة في الصداقة ولكنها أبرع منه في الحب، الرجل إذا أحب فهو كالأسد مراقب وحذر ومهاجم، أما المرأة إذا أحبت أخلصت وضحت. الحب: امرأة ورجل، مهما تكن المرأة ثرثارة فأن الحب يعلمها السكوت، الرجل في حبه يحب دائما أن يعرف كل ما تفعله المرأة. إذا أحبت المرأة الرجل بصدق فأنها لن تذل رجولته أبدا.
إذا حباً أمكن يوماً أن ينتهي، لم يكن في يوم من الأيام حباً حقيقياً. ولا ينزع الحب من قلب المرأة إلا حب جديد، لا تستطيع المرأة أن تعيش بدون حبيب، قلة الإكتراث هو أخوف ما تخافه المرأة. الحب يهبط على المرأة في لحظة مملوءة بالسكون والإعجاب، المرأة تحب الرجل لأجل نفسه، والرجل يحب المرأة لأجل نفسه أيضاً. حب الرجل سطر وحب المرأة صفحات، سعادة المرأة في أن تحب الرجل وتخضع له. حالما تحب المرأة تبدأ تمزق قلبها بالمخاوف والظنون. الإحساس والحب والإخلاص كل ذلك سيبقى مكتوباً على المرأة أن تقوم به.
يقال أن الرجل يستطيع أن يجمع بين ثلاث نساء: فهناك أمرأة يحبها، وأمراة يعبث بها، وامرأة يشكو اليها. ولكن المرأة لا تؤمن إلا برجل واحد تحبه وتشكو اليه وتعبث به. فهل هذا معقول؟. الأصدقاء ثلاثة، فقسم كالغذاء (العاقل) لا يستغنى عنه، وقسم كالدواء (اللبيب) نفعه عند الحاجة، وقسم كالداء (الأحمق) يجب إجتنابه. فمن يكون الغذاء ومن يكون الدواء؟ وهل هي لها حكمة لقمان وصورة يوسف ونغمات داود وعفت مريم، ولي احزان يعقوب ووحشة يونس وآلام أيوب وحسرة آدم؟.
صناعة الحياة هي أن يكون لك موقع في هذا العالم، فتكون رقماً له قيمة لا صفراً على شمال العدد، ومعنى ذلك أن تساهم في البناء والعطاء بما تستطيع، لا أن تكون حملاً ثقيلاً على الحبيب، لأن النحلة الميتة ترمى خارج الخلية لأنه لا قيمة لها، وإن الشجرة اليابسة تزال من الحقل لأنه لا نفع من ورائها. فما هو جزاء إنسان سميع بصير لا يعطي ولا ينتج ولا يعمل ولا يحب.
أحبك يا أمي وأختي وحبيبتي وصديقتي وزوجتي. أحبك في كل الظروف، في السراء والضراء، وفي السر والعلانية، حب بلا شروط ومعاهدات دولية لأنني متأكد من حبك لي مع شروق الشمس وتساقط الثلوج. فهيا نحب ونحب، فالحب حب، وهو غذاء الروح سواء كان منك أم مني، الحب ينور طاقاتنا الروحية ويجعلها شفائية لكل البشر مليئة بالمودة والرحمة والسلام. وكما قال تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"، سورة الروم - 41.
--------------------------------------------------
منقول