تغد بهم قبل أن يتعشوا بك



وبعض الناس يحسن فعلاً أن يغلق الأبواب على المعترض قبل أن يشعره باعتراضه ..



أذكر أن شيخاً كبير السن جلس في مجلس فتكلم عن حادثة خصومة رآها بين اثنين في محطة وقود،وكيف أن شجارهما زاد واشتد حتى حملا إلى مخفر الشرطة


فقفز أحد الجالسين – من الثرثارين – مشاركاً في القصة فقال : نعم صحيح .. وحصل بينهما كذا .. وفلان هو المخطئ .. وبدأ يذكر تفاصيل لم تحدث ..


فالتفت إليه الشيخ وكأني به يكاد ينفجر .. لكنه تماسك وقال بكل هدووووء :


أنت هل حضرت الحادثة ؟ قال : لا


قال : فهل حدثك أحد ممن حضروها ؟ قال : لا


قال : فهل اطلعت على محاضر التحقيق ؟ قال : لا


عندها صاح الشيخ وقال : طيب يا ... كيف تكذبني وأنت لا تدري عن شيء !!


فأعجبتني مقدماته قبل اعتراضه ..



ولو أنه اعترض دون أن يذكر مقدمات يغلق بها الأبواب على صاحبه .. لكان لصاحبه مجال واسع للخروج من الموقف ولو بالكذب ..




كتاب: اِسْـتـمـتِـعْ بـِحـَيـاتـِك، مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية، حصيلة بحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين سنة، بقلم / د.محمد بن عبد الرّحمن العريفي