رمضــــــــــــــــــــــــــــــــــــان جاء
توقف
نعم توقف
كائناً من كنت
توقف
فهذا رمضان جاء
و عاد
و استهل الباب
وحل بيننا
شعرنا به أم لم نشعر
نعم رمضان
الذي جاء مرراً في حياتنا
جاء اليوم
رمضان الذي جاء
و نحن في قمة البراءة
ثم جاء و نحن في قمة الشقاوة
جاء و نحن في قعر الإسفاف
ثم جاء و نحن في قمة الهمة
جاء و نحن في أصلح حالاتنا
و جاء و نحن في اطلح صورنا و حالاتنا
جاء
نعم جاء
ليعاتب البعض
و يشكر البعض
و يقف بجانب البعض
و لينظر إلى أخرين بشوق
جاء
ليقول
خض في ربوعي تجربةً فريدة إن شئت
أو خض تجربة اعتيادية كأي الناس
عش في ايامي رمضانياً مشرقاً
أو نم ذابلاً في انحائي .. على الرحب و السعة
جاء ليقول
ليس مهماً ان يكون رمضانك
يرضي كل أحد
و لكن عشني بكليتك
و استمتع بلحظاتي للأبد
و بطريقتك الخاصة
التي تحلو لك
ارتق في سمائي
أو انحدر كيفما شئت في ربوعي
لايهم
الذي لابد منه
هو أن تسترسل معي
كيفيما يقودك فؤادك
و تحتم عليك روحك
رمضان يقول
لا اشترط منك الكثير
بقدر لحظات صدق
تحياها بروحك لا بجسدك
و بفؤادك لا بجوارحك
لحظات صدق كلها رقّة
هذا رمضان جاء
سر فيه
على قدر ما
تطربك نفحاته و أنغامه
و تحركك لياليه
و أيامه
و تسرح في مخيلتك بركاته
الواسعة التي يراها
المتلمس لها
الباحث عن أنوارها
و فيوضها
رمضانكم فريد
و كل سنة و صدوركم للخير أرحب


رمضان عبر التاريخ
شهر معارك و انتصارات
فالمزاج فيما يبدو حادٌ و متأهّب
يريد الإنقاض و مستعد للظفر
و لعله الدم الجائع في الكيان الشره
يجعل الدم أهوجاً يريد الخروج عن الجسد
لا تذهبوا بعيداً كعادتكم
فأنا أتكلم كعادتي عن تاريخي الشخصي
و دمي أنا .. و رمضاني الخاص
و معاركي المحدودة و انتصارتي القليلة المظفرة
في الشهر الكريم
لاحظت هذا الرمضان
و مع تقدم سني فيما يبدو
بأن المزاج يميل لأن يكون
مزاج محاربٍ لا يرضى بالضيم
و لا يقبل بغير الصدر أو القبر
و قد كان هذا هو حال المسلمين الاول
ربما
و عادة ما يحالف المحارب شيء من النصر
بينما يبقى المسالم
قليل الظفر
محدود الإنتصارات
لا يدري به أحد
و لا يعبء بوجوده صديق
فضلاً عن العدو
إن الحرارة الغضبية
التي تغلي في داخل الإنسان الصائم
طاقة هائلة خلاقة لمن اردها كذلك
و هي نفسها يمكن ان تكون طاقة قاتلة مضرة
إن كنت تفضل الوقوف منتظراً
في طابور الفول و مترقباً
لضرب مدفع الإفطار العتيق
في مدننا الوادعة لحظة المغيب