محمد المبعـوث للنـاس رحمـةً
يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلـح

لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبـةً

لداود أو لان الحديـد المصفـح

فإن الصخور الصمَّ لانـت بكفـه
وإن الحصـا فـي كفـه ليُسَبِّـح


وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا
فمن كفه قد أصبح المـاء يَطفـح


وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعـةً
سليمان لا تألو تـروح وتسـرح


فإن الصبا كانـت لنصـر نبينـا
ورعبُ على شهر به الخصم يكلح


وإن أوتي الملكَ العظيم وسخِّرت
له الجن تسعى في رضاه وتكدح


فـإن مفاتيـح الكنـوز بأسرهـا
أتتـه فـرَدَّ الزاهـد المترجِّـح


وإن كان إبراهيـم أُعطـي خُلـةً
وموسى بتكليم على الطور يُمنـح


فهذا حبيـب بـل خليـل مكلَّـم
وخصِّص بالرؤيا وبالحق أشـرح


وخصص بالحوض الرَّواء وباللِّوا
ويشفع للعاصيـن والنـار تَلْفـح


وبالمقعد الأعلى المقـرَّب نالـه
عطـاءً لعينيـه أَقـرُّ وأفــرح


وبالرتبة العليـا الوسيلـة دونهـا
مراتب أرباب المواهـب تَلمـح


ولَهْوَ إلـى الجنـات أولُ داخـلٍ
له بابهـا قبـل الخلائـق يفتـح