ننشر اليوم قصيده " لا تحزني يا مصرُ " للشاعر اليمني عمر النهاري

لا تحزني يا مصرُ ، إنك أرفعُ وبهامةِ العليا لقدرِكِ موقعُ
لن ترفعي راياتِ ذُلٍ أو خنا ما مثلُ شعبِكِ بالعمالةِ يُخدَعُ
لن يسرقوا بالمكرِ أسمى ثورةٍ كادت يهودُ لهُ تّذِلُّ وتخضَعُ
وتراءتِ الأمجادُ والغدُ باسمٌ ولهُ الشعوبُ بلهفةٍ تتطلَّعُ
يا مصرُ ، يا أرضَ الكرامةِ والعُلا من أرضِكِ النصرُ المبينُ سيطلُعُ
أشرقتِ شمساً للحضارةِ والهدى فشعاعُها في كُلِّ أرضٍ يسطُعُ
والحقُّ منتصرٌ بصبرِ رجالِهِ وثباتهم ، ومتى الجبالُ تُزعزَعُ!!
بثباتِ أهليها انتصارُ مبادئٍ ولجرحِها نأسى وتجري الأدمُعُ
لكنَّها والحقُّ أبلجُ لم تَهُنْ ومتى الأسودُ لدى الوغى تتضعضعُ!!
ومتى الرجالُ تبيع مبدأ عزِّها إن خانّ أنذالٌ وإن هم ضَيَّعوا
وهل الخليجُ بمكرِه وبحقدِهِ يسطيعُ ذِلَّتَنا بمالٍ يَدفَعُ
ها قد رأينا مصرَ فرقانَ الهُدى ودليلَ إيمانٍ لمن يَتتبَّعُ
في مصر فسطاطانِ قد بانا لنا وجهُ النفاقِ ووجهُ حقٍ أنصعُ
أما الرئيس ُ العدلُ ( مُرسيْ) فهو في عرشِ الكرامةِ والمفاخرُ يُرفَعُ
ووراءَهُ مصرٌ بخيرِ رجالِها ونسائِها والخيرُ منهم يَنبُعُ
ووراءَهُ علماؤها ، أحرارُها شرفاؤها ، وجموعهم تتوسَّعُ
ووراءَهُ سارت ( حماسُ ) وجندُها وهمُ رجالٌ عن حِمانا تَدفَعُ
ووراءَهُ وقفتْ (فلسطينُ ) العُلا والناسُ في ( الأقصى ) لمرسي تَرفَعُ
ووراءَهُ الشرفاءُ والأحرارُ والدّْ ـــدُنيا على ( مُرسيْ) تئنُ وتَدمَعُ
وهناكَ فسطاطُ النفاقِ رأيتُهُ مستنقعاتٍ خُبثُها يتجّمَّعُ
كَشَفَ الإلهُ الحَقُّ وجْهَ خِداعِهمْ ولكَمْ أطالوا مكرَهمْ وتَبرقَعوا
وبـِـ ( مُرسيَ ) انقلبوا كما انقلبوا على كُلِّ المبادئِ ، فالضبابُ يُقَشَّعُ
جَمَعَ الفُلولُ المارقونَ صفوفَهمْ ولبعضِهم دورَ الخيانةِ وزَّعوا
وأتى الخليجُ بكبرِهِ وبمكرِهُ وبمالِهِ للخائنينَ يُلَمِّعُ
ورأيتُ إسرائيلَ هَلّلَ وجهُها مثلَ الخليجِ وباعترافٍ أسرعوا
ورأيتُ (بَشَّارَ ) اللئيمَ مؤيِّداً مثلَ الروافضِ ، فاللئامُ تَشجّعوا
ورأيتُ (مُرسي ) بعد عامٍ كاملٍ صبراً وحباً وهو عمراً يَدفعُ
أمسى رهينَ القيدِ وهو رئيسُها هذا الجزاءُ لأنَّهُ لا يَخضعُ
هذا الجزاءُ لمن يناصِرُ قُدسَنا وبحُكمِهِ وَلَّتْ يهودٌ تُهرَعْ
من فَتَّحَ الأنفاقَ يُنجدُ ( غَزَّةً ) وجدارُ عزلِ الشعبُ عنها يُنزَعُ
عامٌ .. وقد أرسى بعَدلٍ حُكمَهُ ويَدُ الفسادِ على يديهِ تُقطَّعُ
عامٌ .. وما تركوهُ يهدأ لحظةً كم أحرقوا ! كم دمَّروا ! كم أفزعوا !!
عامٌ .. وأبواقُ النفاقِ تَسُبُّهُ لكنَّهُ من حِلمِهِ لا يَقْمَعُ
عامٌ .. ولم يُغلِقْ قناةَ نفاقِهِمْ ومضى يُشيِّدُ مجدَ ( مصرَ ) ويُبدِعُ
فأرادَ رَبُّ الكونِ رفعةَ شأنِهِ وارادَ فضحَ منافقينَ تَذَرَّعوا
فتآمرَ( السيسي) و ( إسرائيلُ ) والْـــ (ـــمَدُّ الصليبيْ الرافضيُّ ) يُجَمِّعُ
والخائنونَ مع ( الفلولِ ) وكُلُّ مَنْ خانوا البراءَةِ ، والعدالةَ شَيَّعوا
الكُلُّ جَمَّعَ للخيانةِ أمرَهُ فلعلَّ مرسي والشريعةَ تَخضَعُ
لكن رسا ( مرسيْ ) وشرعةُ رَبِّنا تعلو ، وكُلُّ الخِزي فيمن ضَيّعوا
وبدا انقلابهمُ انقلاباً أسوداً ضد الشريعة ، والوقائعُ أشنَعُ
كم منبرٍ للحَقِّ أُغْلِقَ بابُهُ كم عالمٍ في السجنِ ظُلماً أودعوا !!
كم ثائرٍ قتلوا وكم من حُرةٍ هَتَكوا وما يَخفى أجَلُّ وأفظَعُ
شكراً لأموالِ الخليجِ فتلك ملـْــ ـــياراتُهم لفؤادُ مصرَ تُقَطِّعُ
فجميعُ أعداءِ الإلهِ استبشروا وجميعُ أحبابِ الإلهِ تَوَجَّعوا
هذا سبيلُ النصرِ عندَ تبايُنٍ وتَمايُزٍ فتصبروا لا تجزعوا
لم يَبقَ إلا لحظةٌ من عزمِكمْ ثوروا !! وللعلماءِ والحَقِّ اسمعوا !
لا تتركوا ( مصرَ ) الكرامةِ وحدَها إن يُغلبوا فبكاؤكم لا يَنفَعُ !!
هيا اجمعوا مليونَ حرٍ مؤمِنٍ في كُلِّ أرضٍ واستحثوا وافزعوا
من كُلِّ منطقةٍ وكُلِّ مدينةٍ نحو العواصمِ بالملايينِ ادفعوا
لا تتركوا بلداً يَقِرُّ قرارُهُ ما دامَ ( مُرسي ) في الزنازنِ يَقبُعُ
تدعونَ ( إسرائيلَ ) تُكملُ عرسَها عُرسُ الشهادةِ والكرامةِ أروعُ
تدعون ( أمريكا ) تخادعُ قومَكُمْ والشَّرُّ من تزويرِها يَتَمَتَّعُ
تَدَعُونَ في ( مصرَ ) العُلا علماءَكُم ودُعاتَكُمْ في كل سجنٍ تُودَعُ
رمضانُ شهرُ الصبرِ والنصرِ الذي فيهِ جذوعُ الظالمينَ ستُقْلَعُ
بدرُ البطولةِ فيهُ سوفَ نُعيدُها والكُفرُ منها والنِّفاقُ يُمَزَّعُ
إن تبقَ للإيمانِ بعضُ بقيةٍ إن نحنُ للإسلامِ حقاً مَنبَعُ
لا نرتضي ذُلاً ونزحف جحفلاً ولمصرَ عِزَّتَها ومُرسِي نُرجِعُ !!