تعز – رياض الأديب - خاص :

في سابقة أولى أقدمت أيادي مجهولة بمدنية تعز على طمس جدارية المرحوم – بإذن الله تعالى - الفنان التشكيلي هاشم علي وتغطية اللوحة الجديرية باللون الأسود , ولم تستبعد مصادر محلية وقوف جماعات متشددة وراء الاعتداء الذي لقي استنكارا واسعا وسط المحافظة وسائر الجمهورية مستدلة بذلك على البيت الشعري التي خلفها المعتدين (إذا كان ترك الدين يعني تقدما ... فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي ) .

وجدارية هاشم علي هي عبارة عن لوحة أبداعية جسدها مجموعة من شباب الثورة بساحة الحرية فريق " ألوان الحياة " بتعز على سور مكتب المالية بالمحافظة حيث استغرق العمل قرابة شهرين متتاليين حيث اشتمل الجدار والجدران المجاورة له وأخرى في المدينة على عدة ألوان عكست اللوحة الجمالية والثقافية التي تتمتع بها المحافظة .

وأثار الاعتداء على جداريه هاشم علي العديد من ردود الفعل المستنكرة للواقعة حيث نفذ مجموعة من شباب الثورة اعتصاما مفتوحا أمام الجدارية مطالبين الأجهزة الأمنية بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة .

وأتهم شباب الثورة ومجموعة من الناشطين من وصفوهم بالقوى الضلامية المتطرفة التي ترفض التجديد والتحديث حيث تلتقي أهدافها و بقايا النظام في السعي لشق الصف الثوري .

وقال شباب الثورة أن ما حصل اليوم عار ينكى له الجبين فهناك أيادي بغيضة حاقدة فاسدة باحثة عن الفتن كارهةً للجمال والنور عبثت بهذا المعلم الرائع طمست ودنست هذا الجدار .. اليوم تعز مع كل أبنائها ومثقفيها وفئاتها تتنكر ما فعل هؤلاء الشراذم الجبناء الذين لاتعرف قلوبهم السوداء سوى ابغض الصفات التي يحملونها بداخلهم ويترفع كل ذو عقل عن ذكرها .

وناشد المعتصمون كل مثقفي ومثقفات محافظة تعز وعشاق الجمال والفن والمنظمات المحلية والفعاليات السياسية إلى الوقوف صفا واحدا ضد العابثين بالتراث الإنساني والثقافي التي تزخر به مدينة تعز وتتميز به عن غيرها من المدن.

محليا أستنكر محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي / شوقي أحمد هائل الواقعة مخاطبا فريق " ألوان الحياة " بقوله : أبنائي وبناتي المبدعين الفنانين والمبدعات , فريق تعز ألوان الحياة (كنتم ولازلتم) وهج لعاصمتنا الثقافية وكلما مررت من جانبكم شعرت بالسعادة والأمل.

وكرر محافظ المحافظة : أبنائي الأعزاء وبناتي: لا يدخل الإحباط في نفوسكم رغم الأسى الذي تشعرون به ، سيظل شارع هاشم علي نابضا بصدقكم وإخلاصكم وبصماتكم التي لن يمحوها الزمن حتى لو حاول التعساء طمس جميع معالمها أنتم هنا وستبقون هنا!!

وختم رئيس المجلس المحلي :ولكم مني شخصيا ومن قيادة محافظة تعز والسلطة المحلية كل الدعم والسند والعون لكم ولكافة المبدعين في المحافظة بكم وبأمثالكم من الشباب المستنيرين تنهض محافظتنا الحبيبة ولي رجاء خاص من كل واحد فيكم , استمروا ..استمروا.. استمروا فنحن بحاجة لألوانكم وفنونكم وتعز كلها إلى جانبكم .

من جانب آخر أصدرت دائرة شباب الحزب الاشتراكي اليمني – بتعز بيان تسال فيها هل كانت نصوص "هاشم" البصرية منكراً يجب إزالته ، أم فعلاً فاضحاً على جدارٍ عام ، أم كان سلوكاً إجرامياً وجب الحدُ عليه وأباحت الشرائع معاقبته ؟؟!

وأضاف البيان : جملة من الأسئلة استفاقت عليها المدينة وهي تشاهد نتاج أشهر مبدعيها يتعرض للاغتيال تشويهاً ، قامت به عصابة قتل مهووسة ومحترفة تحت جنح ظلام وضلال مراجعها وسكون المدينة وسكينتها. وتابع البيان : هل كان على هاشم علي فنان تعز ومبدعها ورائد الفن التشكيلي في اليمن أن يدفع ضريبة تراكم تركة الرجعية والتخلف مرتين في حياته تهميشاً وتشويهاً بعد موته ، كانت الأولى على يد عصابات نعلمها ، بينما الثانية على يد عصابات لم تعرف أرواحهم الجمال ، ولم تصغي حواسهم للفن ، ولم تتذوق أبصارهم وبصائرهم لون الحياة وإدهاش تعدد الألوان وبث الحياة بها.

كل شيء يدل على قلوبهم السوداء ونواياهم كذلك وحتى سلاحهم المستخدم في تنفيذ جرائمهم والستار الليلي الذي يتسترون به.

وزاد البيان : هل يجب على تعز بوابة المدنية في اليمن وحاضرة التعايش والتسامح السلمي مع الآخر والمختلف وعاصمة الثقافة والفكر والإبداع أن تدفع الآن فواتير مدنيتها وسلميتها وثقافتها للعصابات الظلامية والقوى الرجعية وأصحاب المشاريع الصغيرة والعصبويات المناطقية وضحايا المرجعيات الدينية المحنطة وفتاوى الدم ثمناً لفعلها المدني الفاضح على رصيف رجعي عام يمتد من العمامة إلى زناد البندقية.

وأضاف البيان :إننا ندين كشباب للحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز بشدة مثل هذا الفعل ونطالب من الجهات المختصة كشف القائمين به وفضح من دفعهم لفعله أو تعبئتهم به وسرعة تقديمهم للعدالة والمحاكمة لينالوا جزاء جرمهم ، وحتى لا يصبح الدين سلاح جريمة يحلل القتل ويحرّم السلم الاجتماعي.

إن الاعتداء على شخوص نصوص هاشم علي البصرية هو اعتداء إجرامي آثم وجبان ومخالف لكل الشرائع السماوية والضوابط القانونية وقيم المجتمع وفعل إجرامي دخيل ومدان ، ونتاج حصاد سنوات من ثقافة الكراهية المعادية للعقل والعلم والإبداع والفن وكل ما له علاقة بالجمال والخلق الإنساني الإبداعي في ظل وجود ثقافة تؤبد للرجعية وتوأد كل فعل إبداعي تحت رسم البدعة ضلالة والضلالة في النار سجنت بموجبها العقل في قوالب النقل.

لكننا وبمعية كل القوى المدنية والتقدمية نراهن على أن ألوان الحياة أبقى من لون الموت ، وأن الأصابع التي تجيد صنع الجمال والإبداع أقوى من الأصابع التي تجيد فن القتل وتتقن ممارسة الجريمة في الظلام.







أكثر...