معارك شوارع في العاصمة والمعارضة تتهم النظام بتدبير تفجير جرمانا للتغطية على مذبحة داريا .. 152 قتيلاً بالقصف العشوائي وسيارة مفخخة بريف دمشق

يمن فويس – وكالات :

تصاعدت عمليات القصف العشوائي العنيف الذي تشنه القوات النظامية السورية على بلدات ومدن الريف الشرقي لدمشق أمس، بتركيز شديد على زملكا التي تعرضت للنيران كثيفة تزامناً مع تقديم الدبابات والمدرعات من ناحية جسر المدينة حيث تنطلق القذائف باتجاه المناطق السكنية، وسط قصف عشوائي مواز بالهاون والرشاشات الثقيلة والطيران المروحي مستهدفاً عين ترما في الغوطة الشرقية، بينما شنت قوات أمنية حملة دهم واسعة في بلدة القلمون- القطيفة في ضواحي العاصمة السورية.



وحصدت نيران الأجهزة الأمنية النظامية 140 قتيلاً بينهم 10 أطفال و8 سيدات، بالتوازي مع إعدام 12 شخصاً بعد اعتقالهم في حي جوبر الدمشقي، إضافة إلى العثور على جثث 8 ضحايا جرى إعدامهم أيضاً في مدينة داريا المنكوبة، وتصفية 5 جنود في الحفة باللاذقية لدى محاولتهم الانشقاق عن الجيش النظامي.



وفي وقت سابق أمس، بث ناشطون على الانترنت شريط فيديو يظهر 5 جثث لشبان تظهر عليهم آثار تعذيب، قائلين إن القوات النظامية أعدمتهم ميدانيا بحي القدم في دمشق. وفيما أسفرت الاشتباكات المتفرقة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة عن مصرع 11 مقاتلاً معارضاً و24 جندياً نظامياً، أفاد التلفزيون السوري الرسمي أمس، بقتل 12 شخصاً وأصيب 48 آخرين بعضهم في حال خطرة، جراء انفجار بسيارة مفخخة استهدف مشيعين في بلدة جرمانا ذات الغالبية المسيحية والدرزية بريف دمشق, بحسب التلفزيون السوري الرسمي.

وعلى غرار ما جرى في حلب مع بداية المعارك فيها منذ أكثر من شهر، قامت طائرات مروحية بالقاء منشورات تحذيرية في دمشق وريفها تنذر المقاتلين بأن أمامهم خيارين لا ثالث لهما “أما موت محتوم أو إلقاء السلاح والعودة إلى حضن الوطن”.

وبحسب حصيلة نشرتها الهيئة العامة للثورة السورية أمس، فقد قتل 140 سورياً بينهم 46 ضحية في دمشق وريفها ومن ضمنهم 14 في بلدة كفرنبل جراء القصف العشوائي العنيف في إطار العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات النظامية بالمنطقة الشرقية لريف العاصمة السورية. كما لقي 12 شخصاً آخرين مصرعهم في حي جوبر الدمشقي، بعملية إعدام ميدانية إثر اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية النظامية، إضافة إلى عملية إعدام مماثلة طالت 8 آخرين في داريا التي شهدت أبشع مجزرة خلال الأيام القليلة الماضية. كما قتل في إدلب 31 سورياً بينهم طفل وسيدتان، و24 ضحية في حماة بينهم سيدتان ونقيب منشق. وحصد القصف 17 سورياً في حلب بينهم 5 أطفال وسيدتان، إضافة إلى تصفية 5 جنود منشقين في اللاذقية، و7 قتلى في درعا بينهم سيدة ومنشق، و3 قتلى في دير الزور، و6 في حمص بينهم سيدة و3 أطفال، وقتيل واحد في القنيطرة.



وشهدت مدينة جرمانا المختلطة ذات الغالبية المسيحية والدرزية بريف دمشق، تفجيراً بسيارة مفخخة استهدف مشيعين مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وجرح 48، بحسب التلفزيون السوري الرسمي، في حين اتهم المجلس الوطني المعارض النظام بالوقوف وراء التفجير للتغطية على “مجزرة” داريا التي قتل فيها مؤخراً 334 مدنياً على الأقل، بحسب الناشطين.



ولفت التلفزيون في شريط إخباري إلى “مصرع 12 مواطناً وإصابة 48 آخرين بعضهم بحالة خطيرة جراء التفجير (الإرهابي) بسيارة مفخخة الذي استهدف موكب تشييع قتيلين في جرمانا بريف دمشق”. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن “9 مواطنين قتلوا وأصيب نحو 46 إثر التفجير الذي استهدف موكب تشييع مواطنين اثنين موالين للنظام في ضاحية جرمانا”. وأحصى أحد الشهود 7 جثث في الشارع بعد الانفجار وقال إن ما يصل إلى 150 شخصاً أصيبوا.



وقالت شاهدة أخرى إنها رأت جثثاً متفحمة بينها أطفال. وبثت قناة “الإخبارية” الرسمية مقاطع فيديو لموقع الانفجار أظهر حافلة ركاب صغيرة مشتعلة ودمار كبير في المكان، بالإضافة إلى تضرر واجهات المباني المحيطة بشكل كبير حيث تحطمت واجهات الطوابق العليا.



وأفاد مسؤول عسكري أن “جنازة كانت تتجه صوب المقبرة نحو الساعة 15,00 عندما انفجرت سيارة مفخخة كانت مركونة إلى جانب الطريق”. وذكر مصور لفرانس برس من المنطقة أن الانفجار “أدى إلى تضرر عدد من الأبنية بشكل كبير”، مضيفاً أن واجهة أحد المباني “دمرت بالكامل”.



من جانبه، اتهم الناطق باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا النظام السوري بالوقوف وراء التفجير. وقال إن النظام اراد بهذا التفجير “التغطية على مجزرة شكلت ذروة المجازر البشعة”، مضيفاً أن الهدف الثاني هو “معاقبة أهل جرمانا المختلطة طائفياً على احتضان النازحين من المجازر في المدن المجاورة مثل داريا وزملكا وحرستا وعربين وغيرها”.



وفي ريف دمشق أيضاً، أفاد المرصد أن بلدة زملكا تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية مما أسفر عن سقوط جرحى بعضهم بحالة خطرة. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن “اشتباكات عنيفة تدور في أول حي تشرين بدمشق بين الجيش الحر وقوات الأمن والشبيحة”.



وقصفت القوات النظامية حمورية بمنطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق حيث سجل سقوط مايقارب العشر قذائف بأقل من ربع ساعة كما أن المدينة شبه خالية بسبب نزوح أهاليها.



كما استهدف قصف عنيف من قبل الوحدات الخاصة التابعة لجيش النظام حي القابون حيث قامت قوات من جيش النظام بتطويق المقبرة ودفن 10 جثث مجهولة الهوية في مقبرة القطيفة بمشاركة شبيحة القطيفة، إضافة لقصف في حرستا وحجيرة البلد التي استهدفت فيها مساكن المدنيين.



وفي مدينة حلب، تحدث المرصد عن تعرض أحياء الكلاسة والإذاعة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية”، لافتاً إلى “اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المعارضة في حيي صلاح الدين والإذاعة. كما تعرضت عندان بريف حلب، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل. وقال المرصد أيضاً إن حيي الخالدية وجورة الشياح في مدينة حمص تعرضا للقصف من قبل القوات النظامية، مشيراً إلى اشتباكات في مدينة القصير بالريف رافقها قصف من القوات النظامية.



وفي حمص، القى الطيران المروحي 4 قنابل في قرى جوسية والنزارية والصالحية جنوب مدينة القصير، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية، التي لفتت إلى “انفجارات ضخمة ودمار هائل وسط إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة باتجاه منازل المدنيين”.



إلى ذلك، أظهرت لقطات فيديو حملت على موقع للإعلام الاجتماعي على الانترنت ما يعتقد أنهم معارضون مسلحون يخوضون معارك مع القوات الحكومية في شوارع دمشق وحلب أمس الأول. وتظهر اللقطات ما يعتقد أنها معارك في الشوارع في باب النصر في حلب وضاحية زملكا بدمشق.



أكثر...