يمن فويس – متابعة :

قال المعارض اليمني البارز المقيم في الولايات المتحدة منير الماوري إنه يستعد للعودة إلى البلاد خلال الأيام القليلة القادمة بعد نزوح قسري دام 18 عاماً جراء انتقادات وكتابات صحافية لاذعة أثارت حفيظة النظام اليمني السابق.

الماوري الذي أثار غضب السلطة لأول مرة عام 1993 بعد نشره مقالاً مطولاً عن جريمة اغتيال الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي وشقيقه عبدالله في صحيفة "الوحدة" الحكومية، روى لـ"العربية نت" قصة نزوحه إلى أمريكا وحقيقة نشر مقاله الشهير "نعم لتحرير العراق" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عام 2002، ليثير حملة تشهير ضده ووصفه النظام حينها بعميل أمريكا والساعي للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

ولفت الماوري إلى أنه وجراء كتاباته الناقدة للرئيس السابق علي عبدالله صالح فقد تعرض لمحاولات إيذاء جسدي نجا من أشرسها بأعجوبة, مشيراً في ذات الوقت إلى أن الترهيب الذي كان يتعرض له رافقه محاولات ترغيب لشراء ولائه وإسكات قلمه كان وسطاؤها "زملاء صحافيين"، وقال: "نعم كانت هناك بعض المحاولات التي لم أكن أعرف مصدرها، لكنني أعرف الأشخاص الذين حاولوا استمالتي إلى جانب القوى المتحمسة للحرب".

لجوء سياسي

وعن اللحظة التي قرر فيها مغادرة البلاد والوجهة التي اختارها لهجرته قال: "لأنني أنتمي لأسرة مهاجرة في الولايات المتحدة وسبق أن دخلت أمريكا بطريقة شرعية ولديّ إقامة كنت أحرص على الاحتفاظ بها، فقد قررت الهجرة إلى أمريكا بصورة دائمة عندما أدركت أن الحرب قادمة لا محالة وأن القوى الظلامية تتسلح بالوحدة من باب بالنفاق؛ لأنها أكثر ذكاء في حين أن الطرف الآخر الذي كنا نعول عليه لبناء مشروع اليمن الكبير بدأ يقزّم نفسه في مشروع أناني صغير وسلم سلاح الوحدة لخصمه بكل سذاجة. ومع ذلك فقد كنت ممن رفعوا أصواتهم في معارضة الحرب قبل اندلاعها إدراكاً مني بأن الحرب سوف تثير الأحقاد وتصيب الوحدة في مقتل وقد تؤدي لانفصال أبدي بين أبناء الشعب الواحد".

وقال إنه بعد وصوله للولايات المتحدة لم يكن مؤهلاً للحصول على لجوء سياسي لأنه مهاجر شرعي وبالتالي كان عليه أن يعتمد على نفسه، مشيراً إلى أنه اضطر للعمل في البحار والمحيطات كبحّار وعمل في مصنع للسيارات وفي ورش قطع غيار ومارس كل الأعمال العضلية، إضافة إلى أنه عمل مراسلاً لعدة مؤسسات صحافية من أبرزها مجلة "المجلة" السعودية. وانتقل الماوري عام 2000 إلى قطر حيث عمل صحافياً.

قصة "يديعوت أحرونوت"

وعن حقيقة وأسرار المقال الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية وسبب له شائعات واتهامات بالجملة، أجاب: "في عام 2002 شعرت بأن الحرب على العراق أصبحت قادمة لا محالة فكتبت مقالاً ناشدت فيه صدام حسين أن يتخلى عن السلطة لحماية شعبه، وهاجمته بشدة بسبب تشبثه بالسلطة وعدم خوفه على بلاده من التدمير بسببه، ووجد المقال طريقه للنشر في موقع "إيلاف" حديث النشأة وقتها وفي مواقع عراقية معارضة لأني وزّعت المقال لجميع الأصدقاء في قائمة بريدي".

وأضاف: "قيل لي بعد أيام إن مقالي ترجمته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى العبرية نقلاً عن موقع "إيلاف" اللندني، فلم أكترث بالأمر نهائياً ولم يتمكن أحد من أصحاب هذا الزعم أن يعطيني دليلاً واحداً من أرشيف هذه الصحيفة الإسرائيلية أو غيرها يؤكد ما ذهبوا إليه بأن المقال جرى نشره بالعبرية او الانكليزية أو أي لغة في أي صحيفة إسرائيلية. وبعد سنين من هذا الزعم استعنت بزملاء فلسطينيين يجيدون العبرية من أجل البحث عن المقال المشار إليه في أي صحيفة إسرائيلية فلم أجد أي أثر له أو لأي مقال آخر تحت اسمي".





أكثر...