الحناء زينة حواء


قبل اكتشاف مستحضرات التجميل الحديثة استطاعت حواء ابتكار طرق طبيعية للزينة والجمال ؛ فمن بيئتها صنعت الخلطات من النباتات والأعشاب الطبيعية ، تعالجها وتسحقها وتمزجها لتتحول إلى مستحضرات تجميلية دون حاجة إلى خبرة شركات التجميل ، وما زالت تستعمل تلك الخلطات حتى اليوم ، بل أن كبرى شركات التجميل لجأت أيضاً لنفس الأعشاب ونفس الخلطات لتصنع منها أشهر أنواع المستحضرات التجميلية في العالم .

وتعتبر الحناء من أكثر النباتات الطبيعية التي استخدمتها حواء في التجميل ؛ إذ تحتوي على مادة ملونة تستعمل كخضاب للأيدي والأرجل والشعر ، حيث يتم تزيين الأيدي والأرجل بنقوش ورسومات مختلفة حسب الذوق والرغبة ، فهناك رسومات هندسية وورود صغيرة وكبيرة ، وقد ترسم بعض الطيور أو الأحرف الأولى من اسم العريس أو العروس داخل قلب لا سيما عند استخدامها في الليلة التي تسبق ليلة الزفاف والمعروفة في مصر وبعض الدول العربية والإسلامية بـ"ليلة الحناء" ، حيث يتم تخضيب أكف وأقدام العروسين بالحناء .

أولا : وصف نبات الحناء :
تزرع الحناء في الأراضي الطينية والرملية إما بالبذرة أو بالعقلة ويلزم لإتمام نموها درجة حرارة عالية ورطوبة جوية مرتفعة، لذا يمكن زراعتها في بقاع عديدة من العالم.

وتتكون شجيرة الحناء، شأنها شأن العديد من الشجيرات الأخرى من جذر وساق وأوراق وأزهار وثمار، ويصل متوسط ارتفاعها إلى حوالي خمسة أمتار ومن أصنافها الحناء البلدي والشامي والبغدادي والشائكة، أما أفضلها وأغناها بالمواد الملونة الحناء البلدي.

وتحتوي أوراق الحناء على مواد سكرية وراتنجية ودهنية كما تحتوي أيضا على عطر ومواد قابضة تعرف باسم جناتانيق بالإضافة إلى مادة اللوزون الملونة، وهي مادة متبلورة برتقالية اللون وتذوب في الماء، وهي المسؤولة عن صبغ الشعر والصوف بلون برتقالي، في بادئ الأمر ثم يزداد هذا اللون عمقا مع الزمن لتأكسد المادة الملونة.

أما أزهارها فهي خلابة المنظر، متعددة الألوان، زكية الرائحة لحتوائها على زيوت طيارة وأهم مكوناتها! مادة الأيونون

ثانيا: إعداد مسحوق وعجينة الحناء:

يحضر مسحوق الحناء بتجفيف أوراقها وفروعها الخضراء في الشمس مباشرة أو في مجففات خاصة بذلك، ثم تطحن في مطاحن خاصة، بعد ذلك ينقى المسحوق من الشوائب العالقة به، ثم يعبأ في أكياس من الجوت لضمان التهوية، وهذا المسحوق لونه ضارب إلى الخضرة رائحته زكية، يحمر لونه إذا ترك في الهواء مدة.

ويتم تحضير عجينة الحناء بإضافة الماء البارد إلى مسحوق الحناء حتى تصبح عجينة، ولضمان الحصول على عجينة فعالة للحناء فإنها تجهز في وسط حمضي، إذ إن مادة (اللوزون) الملونة لا تصبغ في الوسط القلوي، لذا يجب استخدام معجون الحناء بالخل أو الليمون ثم توضع على الأماكن المراد تجميلها أو علاجها.

ثالثاً : استخدام الحناء:

للحناء فوائد جمة، واستخدامات عديدة، وقد دعانا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لاستخدام الحناء لعلاج بعض الأمراض، فقد روى الإمامان أبو داود وأحمد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعا في رأسه إلا قال له: (احتجم، ولا شكا إليه وجعا في رجليه إلا قال له: اختضب بالحناء).

والآن نستعرض مجالات استخدام الحناء.

ا- فوائد الحناء الصناعية:

تدخل الحناء في صبغ المنسوجات الصوفية والقطنية والحريرية لإكسابها لونا، ولتنظيفها من المواد والبقع الدهنية، كما تستخدم في صناعة صبغات الشعر ودبغ الجلود، بالإضافة إلى استخلاص زيوت عطرية زكية من أزهارها تستخدم في صناعة العطور ومنه العطر الشهير (التمرحنة). وكان القدماء يستخدمون أزهار الحناء ويضعونها بين طيات ملابسهم فتطيبها وتحفظها من الإصابة بحشرات الملابس التي تسبب ما يعرف (بالعتة) حيث يذكر أن بها مادة طاردة لهذه المجموعة من الحشرات.

كما كانت تستخدم قديما أيضا في تحنيط جثث الموتى لاحتوائها على مادة مطهرة تقتل الفطريات التي تعمل على تحلل الجثث.

2 - فوائد الحناء الجمالية:

- تستخدم الحناء في الخضاب طلبا للزينة والجمال خاصة لحواء فمازال بعضهن إلى اليوم مولعات بالتخضب بمسحوق هذا النبات العجيب، حيث يتم تزيين الأيدي والأرجل بنقوش ورسومات مختلفة حسب الذوق والرغبة، فهناك رسومات هندسية وورود صغيرة وكبيرة! وقد ترسم بعض الطيور أو الأحرف الأولى من اسم العريس أو العروس داخل قلب خاصة عند استخدامها (في ليلة الحناء) التي تسبق ليلة الزفاف، حيث أن للحنة شهرة ذائعة الصيت خاصة في مصر وأغلب الدول العربية والإسلامية، فسميت الليلة التي تسبق زفاف العروسين، باسم هذا النبات الطيب (ليلة الحناء) وفيها يتم تخضيب أكف وأقدام العروسين بالحناء. كذلك تستعمل الحناء صبغة لتغيير لون الشعر لكلا الجنسين، فرارا من بياض الشيب للرجال وطمعا في مزيد من الجمال خاصة لحواء فيتلون شعرهن بلون الشقرة، ومما يزيد الحناء قبولا لدى من يستعملها أنها لا تؤثر في تغيير صفات الشعر الطبيعية كغيرها من الاصباغ.

أ?- عند إضافة الكريم إلى الحناء تكسب الشعر لونا فاتحا.

ب?- عند إضافة البيض والخل تعطي الشعر لمعانا وتزيل القشرة من الرأس.

ج?- عند إضافة قشر الجوز الأخضر بعد غليه يكسب الشعر لونا مائلا للأصفر والأشقر ويثبت اللون لفترة طويلة.

3 - فوائد الحناء العلاجية:

أ- علاج بعض الأمراض الجلدية: تعتبر عجنية الحناء صديقا لمن يعانون من بعض الأمراض الجلدية حيث يستخدم في علاج الإصابات الفطرية الناتجة عن أمراض الجرب الجلدي للإنسان والالتهابات التي توجد بين أصابع الأقدام الناتجة عن نمو بعض الفطريات (حالات التينيا) كذلك تساعد على علاج تشقق أظافر أصابع الأيدي والأرجل فتحسنها تساعد على نباتها ونموها.

كما تفيد في تطهير الجروح والإصابات المتقيحة

حيث ستخدم مرهما يوضع على أماكن الجروح ولمجثمفيها بعد فترة وجيزة من الاستعمال. كما تفيد عجينة الحناء في تثبيت شعر الرآس وتمنع سقوطه أو!صفه، كما تفيد في علأج حالات الإصابة بالقراع الإنجليزية والقراع العادي، وتنقي فروة الرأس من الميكروبات والطفيليات ومن الإفرازات الزائدة من الدهون، وتفيد في علأج قشرة الشعر والتهاب فروة الرأس، وتقلل إفراز العرق.

ب- علاج ناجع للصداع: حيلث توضع عجينة الحناء على الجبهة وفروة الرأس بعد إضافة الخل لها، لأن من شأنه أنه يساعد على تسكين الالام الحادة، لذلك فإن المصطفى محمد (ص) كان إذا صدع غلف رأسه بالحناء .

ج- مغلي ثمار الحناء: تساعد المرأة في علأجها من متاعب واضطرابات الدورة الشهرية.

د- منقوع ورق الحناء: يساعد بعد تحليته بالسكر وشربه بإذن الله على الشفاء من التهابات الزور والإسهال إذا- أضيف إليه قليل من النعناع. ا؟

هذا وقد أردت بهذا المقال الموجز تسليط الاضواء على نبات الحناء لإبراز الاسرار الكافية لمحتوياته وأهميته الصناعية والجما لية والعلاجية

املأ أن يعتنى بزراعته وبحسن استخدامه من قبل المعنيين بالأمر سواء المزارعين أو التجار أوالمستهلكين، للإقلال قدر الإمكان من الاعتماد على الأدوية الكميائية والمضادات الحيوية.


كما تستعمل الحناء كصبغة لتغيير لون الشعر لكلا الجنسين ؛ فرارا من بياض الشيب وطمعا في مزيد من الجمال خاصة لحواء ، ومما يزيد الحناء قبولا لدى من يستعملها أنها غير سامة ، ولا تؤثر في تغيير صفات الشعر الطبيعية كغيرها من الأصباغ ، ويمتد تأثيرها لقرابة عشرة أسابيع . وتمتاز بأنها تناسب جميع أنواع الشعر فهي صبغة نباتية ثابتة وآمنة

ولا تقتصر فوائد الحناء على تلوين الشعر فحسب بل أن لها العديد من الاستعمالات الطبية فهي تفيد في علاج الصلع والتئام الجروح لما تحتويه من مواد قابضة ومطهرة تعمل علي تنقية فروة الرأس من الميكروبات والفطريات الإفرازات الزائدة كالدهون كما تفيد في علاج قشرة الشعر والتهاب فروة الرأس وتقاوم سقوط الشعر.

وقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث الطبية أن للحناء فوائد أخرى ، فهي خالية تماماً من أية أضرار أو تأثيرات جانبية ، وتستعمل في علاج حالات كثيرة منها: الصداع، والأورام والقروح، وتشقق الرجلين .

يقول الخبراء : لأن الحناء مادة قابضة فإنها كثيراً ما تستخدم بين أصابع القدمين لعلاج حالات الستينيا القدمية (الإصابة بالفطريات)، فمن المألوف دائماً أن كثرة عرق القدمين يساعد على انتشار الفطريات ، وباستخدام الحناء فإنها تجعل هذه المناطق جافة ، كما أنها تساعد في قتل هذه الفطريات .

• كيف تكتشفين الغش في الحناء ؟
لبعض يغش الحناء لزيادة وزنها بإضافة الرمل الناعم عند الطحن، وهذا يسهل كشفه لأن الرمل ذو ثقل نوعي أكبر، وهكذا فإن حجماً معيناً من الحناء الأصلية أقل وزناً من نفس الحجم من الحناء المغشوشة. كما أن نفخها نفخاً خفيفاً يؤدي إلى تطايرها وبقاء الرمل، كما أن وضع كمية قليلة منها في الماء يؤدي إلى ترسب الرمل وتطفو الحناء نقية. وقد تغش الحناء أيضاً لتغطية اصفرارها بمزجها بطلاء اخضر.

وبإمكانك الحصول على العديد والعديد من الألوان لشعرك باستخدام مسحوق أوراق الحناء عن طريق إضافة بعض النباتات والأشياء الأخرى كالتالي :

1 - مغلي البابونج (الشيح الألماني) للحصول علي لون مصفر وهو مناسب لذوات الشعر الفاتح .
2 - مغلي قشور الباذنجان الأسود للحصول علي لون كستنائي .
3 - مغلي الشاي والقهوة للحصول علي لون يميل إلي البني .
4 - مغلي قشور الرمان وأوراق الكركديه للحصول علي لون يميل إلى الأحمر وهو يعطي لونا جذابا مع ذوات الشعر الأسود .
5 - مغلي مسحوق (ريزومات الكركم) يعطي لونا يميل إلى الاصفرار خاصة مع ذوات الشعر الفاتح .

و فيما يتعلق بالطريقة المثلى لاستعمال الحناء :

فتكون عن طريق وضع مسحوق أوراق الحناء مع مغلي أزهار البابونج ، ويضاف إلى هذا الخليط كوب زبادي وعدد 2 ملعقة خل و2 ملعقة عسل نحل وصفار بيضتين بالإضافة إلى 10 كبسولات من فيتامين (أ) و زيت حصا البان الذي يمنع تساقط الشعر ويزيد من كثافته ، ويمكن كذلك إضافة عصير الليمون للشعر الدهني فقط لأنه يؤدي إلى لمعان وجفاف الشعر .

أما إذا كان شعرك جافا فعليك بعمل حمام زيت بعد استعمال عجينة الحناء والذي يتكون من خليط من عدة زيوت هي زيت الخروع + زيت اللوز+ زيت الزيتون + زيت جوز الهند + زيت المنك + زيت حبة البركة فهذا يؤدي إلي لمعان وليونة الشعر .

ويفضل عدم غسل الشعر قبل وضع عجينة الحناء عليه بل توضع لمدة تتراوح ما بين (4-6) ساعات ثم يتم غسله بالماء الدافئ .

ويتطلب وضع الحنة بطريقة صحيحة تقنية خاصة منعا لأي خطأ قد يؤذي الشعر و كي يأتي باللون الذي ترغبين فيه

ويتم وضع معجون الحناء على الشعر بواسطة فرشاة صغيرة خاصة وفقا للخطوات التالية :

- أرتدي قميصا قديما كي تؤمني الحماية لملابسك ثم ضعي كريم أو زيت على محيط الشعر حتى لا يتلون الوجه أو العنق أو الأذنان بلون برتقالي غير مرغوب فيه ولا يزول بسهولة ، ولا تنسي كذلك أن تضعي القفازات في يديك .

- ضعي "الحنة" على الشعر بدءاً بقمة الرأس خصلة بعد أخرى ومن الجهتين الخارجية والداخلية أما إذا جف المزيج فأضيفي إليه بعض نقاط من المياه الساخنة وحركيه جيداً .

- وزعي الحنة بشكل متساو على الشعر كله من خلال تدليكه ثم غطيه لمدة ثلاث دقائق بورق من الألومنيوم إذا رغبت في الحصول على تموجات لامعة لكل خصلة .

- اغسلي شعرك جيدا بواسطة شامبو ناعم ثم أزيلي كل رواسب "الحنة" من داخله عبر غسله عدة مرات ثم سرحي شعرك قبل تجفيفه . ويوصي خبراء الشعر باستعمال الحناء بدلاً من الصبغة حتى لا تضري بشعرك وصحته كما يؤكدون على ضرورة استعمال الحناء مرة كل 15 يوماً على الأقل لتحقق الفائدة منها .