العقيدة الاسلامية - اسماء الله الحسنى 2008 - الدرس (035-100)أ : اسم الله المهيمن 1لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2007-10-01


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى : ( المهيمن ):
أيها الإخوة الكرام، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم هو اسم الله ( المهيمن ).
1 – ورودُ اسم ( المهيمن ) في القرآن الكريم:
هذا الاسم أيها الإخوة، لم يرِد إلا في القرآن الكريم، وفي موضع واحد، في قوله تعالى:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
( سورة الحشر الآية: 23 )
ولم يرِد في السنة.
2 – معنى ( المهيمن ) لغةً:
( المهيمن ) اسم فاعل اشتقاقاً، واللغة العربية من أرقى اللغات، لغة التصريف، هناك جد وله أحفاد، عندنا مصدر، وفعل ماض، وفعل مضارع، و أمر، واسم فاعل، واسم مفعول، واسم مكان، واسم زمان، واسم آلة، واسم تفضيل، وصفة مشبهة باسم الفاعل، فهي أُسرة، و( المهيمن ) اسم فاعل مِنَ الفعل هيمن يهيمن هيمنة.
المعاني الشرعية لاسم ( المهيمن ):
1 – الرقيب الشهيد:
ما ( المهيمن ) ؟ هو الرقيب، الشهيد ، الذي:
﴿ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾
( سورة طه )
الذي لا يخفى عليه شيء لا في الأرض ولا في السماء، يعلم الظاهر والباطن، يعلم ما تعلم، وما لا تعلم، يعلم ما تعلم، وما خفي عنك، يعلم دقائق الأمور، يعلم سريرتك، ويعلم علانيتك، يعلم نياتك، ويعلم خواطرك .
بل لن تكون أنت أيها الإنسان مهيمناً في مكان ما إلا إذا توافرت لك معلومات دقيقة عن كل شيء، فمن لوازم الهيمنة دقة المعلومات، وأي إنسان يتخذ قرارًا قبل أن تكون له معلومات دقيقة فالقرار في الأعم الأغلب يكون خاطئاً.
2 – العليم بكل شيء:
إذاً: من معاني ( المهيمن ) أنه يعلم كل شيء، يعلم ما كان، ويعلم ما يكون ، ويعلم ما سيكون، ويعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، فهو رقيب، شهيد، سميع، بصير، يعلم خواطرك، يعلم ما غاب عنك، ويحول بينك وبين قلبك، يعلم السريرة، يعلم العلانية، يعلم ما في خلوتك، ويعلم ما في جلوتك، يعلم ما تبطن وما تعلن، ما تخفي وما تنوي، هذا من لوازم ( المهيمن )، فهو علمٌ مطلق.
﴿ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
( سورة الحجرات )
ويكفي أن تعلم أن الله يعلم كي تستقيم على أمره، يكفي أن الله يعلم كي تستحي منه.
(( اسْتحْيُوا مَنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَياءِ، قُلنا: إنَّا لَنسْتَحيي من اللَّه يا رسولَ اللَّه والحمدُ للَّه، قال: لَيس ذَلِكَ، ولكنَّ الاسْتِحياءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَياءِ: أنْ تَحْفَظ الرَّأْسَ ومَا وَعى، والْبَطْنَ ومَا حَوى، وتذْكْرَ المَوتَ والبلى ))
[ أخرجه الترمذي عن عبد الله بن مسعود ]
يكفي لاسم ( المهيمن ) أن يعلم، هو يعلم علماً مطلقاً، يعلم الظاهر والباطن، يعلم ما تعلم وما لا تعلم، يعلم ما تعلم وما خفي عنك، لا تخفى عليه خافية.
3 – القادر على كل شيء:
أيها الإخوة، ومن معاني اسم ( المهيمن ) القدرة، يعلم ويقدر، والقدرة لها معنيان، القدرة علم وقوة، قد تعلم وأنت ضعيف، لا تملك أن تفعل شيئاً، وقد تكون قوياً وأنت لا تعلم، بنو البشر منهم من يعلم وهو ضعيف، ومنهم لا يعلم وهو قوي، لكن الله عزوجل هو ( المهيمن )، فضلاً عن أنه يعلم كل شيء، يعلم كيف يعالجك.
أحياناً هذا المريض معه التهاب معدة حاد، الآن الطبيب يعلم الدواء، وعنده قدرة بإقناع المريض أن يأخذ الدواء.
فالله عز وجل فضلاً عن أنه يعلم العلاج، يعلمه علماً، ويملكه قدرة، إذاً: هو سبحانه ( المهيمن ) بالقدرة التامة على تحقيق مصالح من يهيمن عليه، فأنت قد تعلم، وقد تقدر، أما المصير فليس بيدك، لكن الله يعلم، ويقدر، وعلمه وقدرته مستمران، والمصير بيده.
﴿ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾
( سورة الشورى )
هذا العلم الشمولي، يعلم، ويحقق مصالح الذي يهيمن عليهم تحقيقاً تاماً، عن طريق علم دقيق، وقدرة بالغة، ثم المصير بيده، والمآل إليه.
أيها الإخوة، معنى ذلك أن الله ( المهيمن ) لا نهاية لعلمه، ولا نهاية لقدرته، ومصير كل شيء إليه، هذا الإله العظيم ألا يخطب وده ؟ ألا ترجى جنته ؟ ألا تخشى ناره ؟
إلى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسئول
﴿ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾
مصيرنا إليه.
والله أيها الإخوة، لو تأملنا في القبر، وأنك متحوِّلٌ من بيت 400 متر، له إطلالة، ومركبة فارهة، ودخل فلكي، وزوجة، وأولاد، ومكانة اجتماعية، وفجأة إلى قبر، هذا القبر قد يكون جنة، لكن بالعمل الصالح، بالعطاء، بالبذل، بالاستقامة.
إذاً: الله ( المهيمن )، أي لا نهاية لعلمه، ولا نهاية لقدرته، ومصير كل شيء إليه.
4 – المهيمن هيمنة شفقةٍ ورحمةٍ:
إلا أن الهيمنة فيها معانٍ أخرى، ليست هيمنة سيطرة، ولكنها هيمنة شفقة.
لو أن الابن ارتفعت حرارته، ترى الأم محيطة به، تتابع قياس درجة حرارته، تتصل بالطبيب، تأتي بالدواء، تعطيه الدواء بدقة بالغة، هذا الاهتمام البالغ جعلها مهيمنة اهتمامها، ورحمتها، وحرصها على صحة ابنها.
لا تأخذوا الهيمنة كموضوع سيطرة، الأب المربي مهيمن على أولاده، أين كنت ؟ من صادقت ؟ ما اسم صديقك ؟ لماذا تأخرت ؟ ماذا فعلت ؟ هل درست ؟ أين وظائفك ؟ من شدة الحرص على مستقبل ابنه، وعلى سلامته وسعادته في الدنيا ترى الأب مهيمنًا، أما الأب الذي يسيب ويغفل عن أبنائه فهو أب ليس رحيماً، لا يسأل أين كان الابن، البارحة ما نام في البيت، خير إن شاء الله ! هذا ليس أباً، أين نمت ؟ مع من ؟ لن تكون مهيمناً بالمعنى الكامل إلا إذا كنت رحيماً، و من لوازم الرحمة الهيمنة، والدقة.
الذي عنده بنت، البنت غالية جداً، يعلم بالضبط برنامجها في الجامعة، تأخرت، سبب الهيمنة الحب، و الرحمة، و الحرص، و الكمال.
هذا مفهوم بشري، هذا مفهوم ضيق، هيمنة الله على خلقه لأنه رحمن رحيم و هيمنة الله عز وجل هيمنة رحمة، لأنه ارحم بنا بأنفسنا، ولأن النبي عليه الصلاة والسلام أقرب الخلق إليه فهو أرحم الخلق بالخلق.
إذاً: من المعاني الفرعية لاسم ( المهيمن ) الحب والشفقة.
5 – المحافِظُ على المهيمَن عليه:
أيها الإخوة، ومن معاني الهيمنة المحافظةُ على المهيمَن عليه، يضبط كل شيء، ماذا تأكل ؟ كل في البيت، طعام البيت مضمون، طعام الطريق غير مضمون، لا يسمح لابنه أن يأكل شيئاً، بل يضبطه.
إذاً: من معاني الهيمنة الفرعية الحب والشفقة والضبط.
أيها الإخوة، المعنى الثاني المحافظة على المهيمَن عليه، ضبط كل شيء، أنت حينما ترى أن الله يتابعك، وأن الله يحاسبك، وأن الله يعاقبك أحياناً، هذه هيمنة، هيمنة حرص، وهيمنة محبة، وهيمنة رحمة.
6 – مَن كان مع ( المهيمِن ) كان المنتصِرَ:
الآن من معاني ( المهيمن ) أن الذي مع ( المهيمن ) هو المنتصر، الله عز وجل وهو ( المهيمن ) قال:
﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾
( سورة البقرة الآية: 276 )
فإذا كنت مع ( المهيمن ) طائعاً فمالك محفوظ، لأنك ابتعدت عن الربا، والذي لم يعبأ بها الأمر سوف يدمر ماله، فإذا كنت مع ( المهيمن ) فأنت المنتصر، الله عز وجل وعدك بحياة طيبة، فإذا أطعته فلك الحياة الطيبة، والذي لم يعبأ بأمر ( المهيمن )، ولم يستقم على أمره فله معيشة ضنك، فأنت حينما تكون مع ( المهيمن ) فلك النصر، ولك التوفيق، و لك المستقبل، وأنت الذي تضحك آخراً، والبطولة لا أن تضحك أولاً، أن تضحك آخراً.
﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾
( سورة الانشقاق )
أما المؤمن:
﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾
( سورة الانشقاق )
الضحك الحقيقي هو ما كان في آخر المطاف.
أيها الإخوة، إذاً الهيمنة من معانيها الكبرى العلم، والقدرة، والمصير، علم وقدرة، ومصير، من معانيها الفرعية: الشفقة والرحمة، والأمانة والضبط، ثم الاستمرار والنصر.
بعضهم شبه الهيمنة كطائر يطير حول أفراخه، يحفظهم من كل عدوان، يؤمِّن لهم طعامهم، وشرابهم، وعشهم، ويراقبهم، هذا المعنى دقيق جداً كهيمنة الطائر على فراخه.
7 – ( المهيمِن ) يأمَن المخلوق من الخوف:
شيء آخر، ( المهيمن ) قوي، ولأنه قوي أمِن مَن حوله من الخوف.
﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾
( سورة طه )
إذاً: ( المهيمن ) من يأمن غيره، وهذا يلتقي مع اسم المؤمن، ( المهيمن ) يأمن من يهيمن عليه.
لاحظ ابنًا مع أمه، مطمئن، ما عنده مشكلة إطلاقاً، يشعر بالأمن، لأن أمه حريصة عليه حرصاً لا حدود له.
تعرُّض المؤمنين للبلاء من حكمةِ ( المهيمِن ):
عندنا حالة لا بد من أن تعالج، إنْ ترَك ربنا ( المهيمن ) بعضَ المؤمنين للبلاء، أو عدو، أو ظالم، أو مسيطر، لمَ ؟ لحكمة بالغةٍ بالغة، علِمها مَن علِمها، وجهلها مَن جهلها، الآية:
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾
( سورة إبراهيم )
إخواننا الكرام، لو تصورنا صاحب محل تجاري، يأتي إلى المحل قبل أي موظف، يفتح المحل بيده، ويجلس وراء الطاولة، ومكان المال تحت سيطرته من أول دقيقة إلى آخر دقيقة، هؤلاء الموظفون أمناء أم خائنون ؟ لا مجال متاح لهم أن يمتحَنوا إطلاقاً ما دام يدخل أول إنسان، ويجلس وراء الطاولة، ومكان المال تحت سيطرته من أول دقيقة إلى آخر دقيقة، هل تقول: هؤلاء الموظفون أمناء أم غير أمناء ؟ لا نعلم.
الآن الأسواق المتطورة لو لم تدفع ثمن البضاعة يصدر صوت عند الخروج ، هؤلاء رواد هذا السوق أمناء لم يتح لهم أن يمتحنوا إطلاقاً.
لذلك ربنا لحكمة بالغة يتغافل، لو أن صاحب المحل أراد أن يمتحن هذا الموظف أبقى الدرج مفتوحًا، وفيه أموال، وذهب إلى جاره المقابل له، وعينُه على الموظف ، والموظف يظن أن صاحب المحل قد خرج، والدرج مفتوح، الآن هذا التغافل ليس غفلة، و فرق كبير بين الغفلة والتغافل، الله عز وجل يقول:
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً ﴾
تتوهمه غافلا، وهو ليس:
﴿ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾
لولا أن الله في وهم بعض الناس يتغافل لما كُشف الإنسان.
فهذا الموظف متى يكشف ؟ حينما يترك صاحب المحل مقعده وراء الطاولة والدرج مفتوح، وفيه أموال، ويذهب إلى المحل المقابل، ولا ينتبه الموظف أين ذهب صاحب المحل، الآن إما أن يمد يده، ويأخذ أو لا يأخذ.
إذاً: الآية دقيقة جداً، بمعنى أنه لا يمكن أن يأتي نهي لشيء مستحيل، هل يمكن أن يصدر قرار بعدم إطفاء الشمس مثلاً ! هذا كلام مضحك، لأنه شيء مستحيل.
من لوازم النهي أن يكون المنهي عنه قابلاً للفعل، الله عز وجل ينهى:
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ﴾
لأن معظم الناس الآن يتوهمون أن الله غافل، يقول لك: أين الله ؟ شعوب إسلامية تُقتل، تؤخذ ثرواتها، يُقتل أبناؤها، أين الله ؟ يتوهمه غافلاً:
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾
فهذا التغافل لا يتناقض مع ( المهيمن )، لحكمة بالغة، لأن الله عز وجل خلقنا ليمتحننا.
﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾
( سورة المؤمنون )
أيها الإخوة، ( المهيمن ) هو المحيط بالعالمين، مهيمن بقدرته على الخلائق أجمعين، محيط بالعالمين، مهيمن بقدرته على الخلائق أجمعين، وهو على كل شيء قدير ، وكل شيء إليه فقير، وكل أمر عليه يسير، ولا يعجزه شيء، ولا يفتقر إلى شيء. ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
( سورة الشورى )
أنت تعظم ( المهيمن )، إذا عبدت الله فأنت مع ( المهيمن )، يقول لك: يا أخي دولة عظمى ! تملك أسلحة نووية، وأقمارًا صناعية، وأموالا طائلة، و جيشًا مخيفًا، و أسلحة فتاكة، إذا كنت مع ( المهيمن ) فأنت المنتصر.
إذاً: ( المهيمن ) محيط بالعالمين، مهيمن بقدرته على الخلائق أجمعين، هو على كل شيء قدير، وكل شيء إليه فقير، وكل أمر عليه يسير، ولا يعجزه شيء، ولا يفتقر إلى شيء :
﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
أنت تعتز بالله عز وجل، أعداءك الأقوياء بيد الله عز وجل، في قبضته، الآية واضحة:
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
( سورة هود )
و ( المهيمن ) هو الرقيب على كل شيء، والحافظ له، والقائم عليه، رقيب وحافظ، وقائم. ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ﴾
( سورة المائدة الآية: 48 )
كتابنا الكريم مهيمن على كل الكتب السابقة، لأنه آخر الكتب وخاتمها.
الآيات القرآنية المتصلة باسمِ ( المهيمن ):
من الآيات التي تتصل بهذا الموضوع:
الآية الأولى:
﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴾
( سورة سبأ )
يعلم دبيب النملة السمراء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء.
الآية الثانية:
﴿ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾
( سورة طه )
أنت لك دخل معين، لو معك مئة مليار، كيف تكون ؟ لا أحد يعلم، هل تأتي إلى المسجد ؟ لا أعرف، هذا معنى قوله:
﴿ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾
الآية الثالثة:
آية أخرى متصلة في هذا الموضوع:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾
( سورة آل عمران )
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ ﴾
شيء هي أوسع كلمة تعبر عن أدق شيء:
﴿ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾
الآية الرابعة:
﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ﴾
( سورة غافر الآية: 19 )
أنت جالس في غرفة، والنافذة تطل على بناء مواجه للغرفة، وامرأة فتحت النافذة بثياب متبذلة، أنت تستطيع أن تغض بصرك، و تستطيع أن تملأ عينيك من محاسن هذه المرأة، مَن الذي يعلم في الأرض هذه الخيانة ؟ المؤمن يغض بصره، وهو وحده في الغرفة، ولا أحد يطلع عليه.
طبيب يعالج امرأة، من حقه أن يعالج موضع الداء، لو اختلس نظرة إلى مكان آخر مَن يعلم ذلك ؟
﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ﴾
الذي يعلمه الله لا يمكن لمخلوق أن يعلمه:
﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ﴾
﴿ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾
( سورة غافر )
أوضح شيء في نهار رمضان في أيام الصيف الحارة، العطش لا يحتمل، وأنت في البيت وحدك، لو دخلت إلى المطبخ، وتناولت كأس ماء مَن يعلم بذلك ؟ الصيام عبادة الإخلاص. خاتمة:
لذلك أيها الإخوة، إذا كنت مع ( المهيمن ) فأنت المنتصر، وأنت المحفوظ، وأنت الموفق، وأنت السعيد، بشكل طبيعي الإنسان ينضم إلى القوي، والله عز وجل أقوى الأقوياء.
(( أنا الله لا إله إلا أنا، مالك الملوك، وملك الملوك، قلوب الملوك بيدي، وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة، فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء، وادعوا لهم بالصلاح، فأن صلاحهم بصلاحكم ))
[أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء ]
والحمد لله رب العالمين