شرح الحديث الشريف - إتحاف المسلم - الدرس (29-45) : مخالفة بعض العادات الشرع .. النواح على الميتلفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.بدعة ظهرت في المجتمع الإسلامي :
أيها الأخوة, في المجتمع الإسلامي عادات وتقاليد بعيدة بعداً كبيراً عن أصول الدين, فهذه المرأة التي تحدُّ على أخيها سنة, وتسيء إلى زوجها, هذا عمل ليس من الدين في شيء.
فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((الميِّتُ يُعذَّبُ في قبره بما نِيحَ عليه))
[أخرجه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب]
بعض شرَّاح الحديث, قال: هذا الميت: ما علم أهله السنة, ما علم أهله كيف ينبغي أن يقفوا حينما يموت قريباً لهم, فالنياحة, وشق الثوب, ولطم الوجه, ورفع الصوت, هذا كله من دعوى الجاهلية؛ لأن قبول قضاء الله وقدره جزء من الدين.
النبي عليه الصلاة والسلام, حينما مات ابنه إبراهيم بكى, قالوا: ((أتبك؟ قال: إن العين لتدمع, وإن القلب ليحزن, ولا نقول ما يغضب الرب, وإنا عليك يا إبراهيم لمحزنون))
الدين ما منعك أن تحزن, لكن منعك أن ترفع صوتك, منعك أن تخمش وجهك, منعك أن تلطم خدك, منعك أن تمزق ثوبك, لأن هذا رفض لقضاء الله وقدره, أما هذا البكاء طبيعي جداً, الإنسان إنسان, عواطفه عواطفه, وقد يكون المتوفى غالياً جداً, فالموقف المعتدل.......
فهذه التي تنوح على زوجها, وتلطم خدها, وتمزق ثوبها, وتشد شعرها, وتخمش وجهها, هذه لا تعرف الله عز وجل, لا تحترم قضاء الله وقدره .
وفي رواية ثانية في شرح آخر: ((إنَّ الميتَ يعذَّب ببكاء أهله عليه))
[أخرجه البخاري ومسلم عن ابن أبي مليكة]
إذا كان من أهل الإيمان, ورأى مقامه في الجنة, وانتقل نقلة نوعية من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة, فإذا رأى أهله يبكون, يتألم لألمهم الفارغ, هو في جنة, هم يتألمون على مغادرة الدنيا, وما الموت في حكم المؤمن, إلا خلع ثوب مهترىء؛ شاب حيوي, يرتدي ثوباً مهترئاً, خلعه, وارتدى ثوباً جديداً, هذا الموت, ولا يزيد عن ذلك أبداً؛ لذلك: ﴿بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾
[سورة آل عمران الآية:169]
كلمة (فقيدنا): خطأ, ليس لها معنى, كلمة (فقيدنا): يعني انتهى, لا, هو لم ينته بكامل حياته, أحياء, ماذا يعني أنا حي؟ يأكل, ويشرب, ويتمتع: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ﴾
[سورة آل عمران الآية:169]
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: ((أُغْمِيَ على عبد الله بنِ رواحة، فجعلت أخته عَمرةُ تبكي: واجبلاهُ –كان مثل الجبل, والآن يقولون: جسر وانهد, ويتكلمون كلمات كلها شرك, نعم- واكذا، واكذا، تُعَدِّدُ عليه، فقال حين أفاق: ما قُلتِ شيئاً إلا قيل لي: أنتَ كذلك؟))
[أخرجه البخاري عن النعمان بن بشير]
وسبحان الله! يعني تجده مهملاً في حياته, تغيب شهرين عند ابنتها, ثلاثة أشهر, تعمل عمرة عند ابنها, تغيب سنة, وقد تركته, أثناء موته, صار جسر .......
في عالم عنده دعابة, أحد علماء دمشق, توفي رحمه الله, مشى في جنازته مليون شخص, وكان في درسه ثلاثون شخصاً, فهذا العالم من دوما, قال لهم: أنا مسامحكم بالجنازة, تعالوا احضروا, وأنا حي, في حياته ثلاثون طالب علم في جلسته, لما مات, مليون مشوا في جنازته, عند الناس الحي مطموع فيه, لما يموت, صار جسر البيت, ويتكلمون عنه كلاماً, صار في مبالغة, هذا ليس من الدين في شيء.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((اثنتان في الناس هُمَا بهم كفر: الطعن في النسب, والنياحة على الميت))
[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة]
في نساء يخرجن بقميص النوم للطريق أثناء خروج الميت من البيت, مجانين, من دون شيء على رأسها, وتشد شعرها, وتولول, وتصرخ, هذا كله من دعوى الجاهلية, وهذا كله زعبرة الشيطان, هذا قرار الله عز وجل, تحب الله, احترم قراره, الذي يحب الله, يحترم قراره, هذا قضاء وقدر.أمر ليس بمستبعد :
أيها الأخوة, أنا سمعت -لكن ما وجد هنا النص- بعض الصحابة حتى يعلنوا عن طاعتهم لله, كانوا عقب وفاة أحد أقربائهم يتزينون, يعني: نحن يا رب, راضون بقضائك وقدرك.
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ((لما مات أبو سَلَمَة قلت: غريب، وفي أرضِ غُرْبة لأبْكِيَنَّةُ بُكاء يُتَحَدَثُ عنه –يعني أريد أن أبكي بكاء, يتعجب الناس منه - فكنتُ قد تَهَيَّأْتُ للبكاء عليه، إذ أقبلَتِ امرأة من الصعيد, تريد أن تُسعِدَني، فاستقبلها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتريدين أن تُدخِلي الشيطان بَيْتاً أخرجه الله منه؟–هذه التي تنوح بالأجرة نائحة, مستأجرة, قالوا: ليست النائحة كالثكلى, هكذا العرب, كانوا في الجاهلية, يستأجرون واحدة, تبكي معهم, لكي يعملوا ضجيجاً- فقال: أتريدين أن تُدخِلي الشيطان بَيْتاً أخرجه الله منه؟))
[أخرجه مسلم عن أم مسلمة]
فتجد المؤمن إذا كان صار في وفاة؛ في هدوء, في بكاء, لكن لا يوجد صوت مرتفع, لا يوجد تصرفات شاذة, لا يوجد حركات غير مقبولة, هذه من السنة, والإنسان يعلم أهله تطبيق السنة, وإلا يحاسب عنهم, كلما بكوا أكثر يتعذب.
وعن زينب بنت أبي سلمة قالت: ((دخلت على أُمِّ حبيبةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم, حين تُوُفِّيَ أبوها أبو سفيان بن حرب –أم حبيبة زوج النبي, وهي بنت أبي سفيان, فلما توفي-، فدعت أُمُّ حبيبةَ بطِيب فيه صُفْرَة, خَلَوق أو غيرُه, فَدَهَنت منه جارية، ثم مَسَّت بعَارِضَيْها, ثم قالت: والله، ما لي بالطِّيب من حاجة، غير أني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم, يقول على المنبر: لا يَحِلُّ لامرأة تُؤمِن بالله واليومِ الآخِرِ, أن تُحِدَّ على ميت فوق ثلاثَ لَيَال، إِلا على زوج أربعةَ أشهر وعشراً))
[أخرجه البخاري ومسلم عن زينب بنت أبي سلمة]
في أسر بدمشق, يستمر الحداد سنتين, كل أربعاء يستقبلون المعزين, وإلى متى!؟ كل أربعاء, كل اثنين, كل أحد, كل جمعة, ويلبسون السواد, وصار في عبوس, وجو كهنوت, وجو حزن, والزوج أغلق على قلبه بهذه المشكلة, على الزوج فقط: (أربعة أشهر, وعشرة أيام), ما سوى الزوج (ثلاثة), ولا يجوز أن تزيد عليه, ولا يوم, ولا ساعة.
فهذه السيدة أم حبيبة, دعت بطيب بعد أيام ثلاثة, دهنت جاريتها, ومست عارضيها, وقالت: ((والله! ما لي بالطيب من حاجة, ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يَحِلُّ لامرأة تُؤمِن بالله واليومِ الآخِرِ, أن تُحِدَّ على ميت فوق ثلاثَ لَيَال، إِلا على زوج أربعةَ أشهر وعشراً))
[أخرجه البخاري ومسلم عن زينب بنت أبي سلمة]
قف عند هذا الكلام :
أيها الأخوة, يقين المؤمن بعقيدته, أن الإنسان له أجل, لا يزيد ولا ينقص, حتى المقتول, قتل في أجله, وفي يومه, هذا الشيء مريح, المرض لا يقرب الموت, والصحة لا تبعد الموت, الموت قضاء وقدر, لحكمة بالغة, الله عز وجل أعطى كل إنسان أجل, فمن لم يمت بالسيف, مات بغيره, تنوعت الأسباب, والموت واحد.
علينا أن نراجع كل عاداتنا وتقاليدنا, في عادات ما أنزل الله بها من سلطان .
في الأعراس: تجد أسرة مسلمة, محافظة, ينبغي على العريس أن ينصمد أمام مئتي امرأة؛ كاسيات, عاريات, ضمن المسلمين هذا, وإذا لم ينصمد, يكون في عيب, معناها: إذا الإنسان لم يركل بقدمه العادات والتقاليد, التي تتناقض مع الإسلام, لا يكون مسلماً .
دائماً يقولون: الإنسان من ضعفه يخضع للبيئة, أما عظماء الناس يخضعون البيئة لهم.
الآن في عرس: يضعون أغاني صارخة, ما الذي يمنع أن يكون العرس فيه موعظة بليغة من داعية فرضاً؟ ما الذي يمنع في العرس: أن يكون في مديح لرسول الله بصوت منخفض؟ تجد في مستوى ذوق عال جداً.
أنا أعرف أعراساً, لكنها قليلة جداً, سمعت عنها, يعني فرقة نشيد في البيت, طبعاً الصوت غميق, لا يصل أبداً للخارج, فرقة نشيد لطيفة, وداعية كبيرة, هذا العرس الإسلامي, وكل النساء يرتدين جلابيب, لا يوجد تخلع في الثياب من قبل النساء, البيت لا تعرفه, معروف البيت, لا يوجد حاجة للتبذل, فما الذي يمنع العرس أن يكون منضبطاً في ثياب المدعوات, وفيما يلقى على الناس؟ في موعظة, وفي مديح لرسول الله عليه الصلاة والسلام .
حضرت من مدة عقد قران, أتوا بثلاثة خطباء متتابعين, ألقيت كلمات عميقة جداً, الجلسة هذه؛ جلسة دعوة إلى الله مكثفة, وقدمت الضيافة, ينبغي أن تقدم قطعة سعرها ألف ليرة, وأنت دعوت: ثمانمئة ألف.....
أخ من أخواننا, لفت نظري, يريد أن يتزوج, قال لي: عندي قطعة أرض بالغوطة, فاوض عامل باطون, قال له: خمس وخمسون ألفاً, تكلف من المواد, غرفة ومنافعهم, وقال: أجرتي أقرضك إياها, أقل بيت سمعت عنه في حياتي: خمس وخمسين ألفاً؛ أربعة حيطان من دون أثاثات, ومنافع, وتزوج, فإذا ثمانمئة ألف على مئة, قسمهم, يتزوج ثمانية شباب.
إذا كان إنسان –مثلاً-: عنده أرض لوالده, نعمل له غرفة, ومنافعهم, زوجناه, عملنا أسرة, ضبطنا المجتمع, تسمع عن عرس خمس وثمانين مليون, يعني يزوج ثمانمئة شاب, ثمانمئة أسرة تؤسس, ما ينفق في ليلة واحدة, يغطي نفقات ثمانمئة أسرة, فالكفار إذا أمسكوا المال, أمسكوه بخلاً وتقتيراً, وإن أنفقوه: أنفقوه إسرافاً وتبذيراً, نعم .
الآن: بدأت...... في طالب من طلاب المسجد, يبدو حالته رقيقة جداً, ماذا وزع على المكتب؟ أخذ ثمانية أشرطة, أسماء الله الحسنى, ووزع, عمل له طباعة لطيفة, عقد قران فلان, شريط سعره ثلاثون ليرة, يكفي, قضية رمزية, والإنسان انتفع بهذا الشريط, إنسان يقدم كتاب.........
حضرت عقد قران, الرجل من أغنياء دمشق قال: نحن لم نقدم هدية إطلاقاً, لكن أودعنا مع الدكتور فلان, أحد علماء دمشق, مليون ليرة, لتوزيعها على شباب المسلمين, يعني مليون ليرة حق قطعة فضة, في ثمانمئة بألف, قد دعا حوالي ألف شخص, مليون شخص, عوضاً من أن نضع في خزانتنا قطعة فضة, ولا يوجد محل أساساً, يزوج بمليون ليرة عشرة شباب, والله شيء جميل, يقدم كتاب......
في أحد أخواننا أيضاً: بعث بطاقة الدعوة, يوجد معها بطاقة وصل لمعهد شرعي بداريا بمئتي ليرة, بألفي ليرة, كل شخص قد دعا حوالي ثمانين, مئة وستين ألفاً, أنا أهديتك باسمك وصلاً, لبناء معهد شرعي عريق, قلعة من قلاع الإسلام, هكذا نريد أن نفكر.
أخواننا الكرام, الآن: إذا لم يفكر المسلمون تفكيراً جدياً, لحل مشكلة الشباب, سوف تصبح الشام كلها بيوت دعارة, هذا كلام دقيق: ﴿إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾
[سورة الأنفال الآية:73]
هذه الشهوة متغلغلة بأعماق النفس, هذه سر بقائه في الحياة, الإنسان يأكل, يحافظ على وجوده, يتزوج, يحافظ على بقاء النوع, فالله عز وجل أودع في الإنسان الشهوة بشكل عميق جداً, فلما نتجاهل هذه الحاجة, نقع بإشكال كبير جداً, فينبغي أن يكون في حركة؛ حركة معاونة الشباب, حركة تزويج الشباب.
كثير في أخبار أسمعها, طيبة, رجل بداريا, أنا لا أعرف شكله, ولا اسمه, لكن أكبرته, أكبرته جداً, عمَّر أربعة, خمسة أبنية, ويوجد في كل بناية عشرين شقة, وهبهم للشباب, طبعاً بأجرة, عمل سعر الشقة ألفي ليرة بالشهر, شيء مقبول, أقل معاش خمسة آلاف, وضع ألفين, عاش بثلاثة, سكن في بيت, أسس أسرة, أربعة أبنية بداريا, ممنوع أن يباعوا (للأجار فقط), يعني للمؤمنين, للشباب المؤمنين, تقريباً هذا: حل مشكلة, فينبغي أن تحل مشاكل الشباب بشكل أو بآخر؛ بالتعاون, بتخفيف المهور.......
الآن: أسمع بدو ببعض الدول الإسلامية, تصير مثلاً: جمعيات ضخمة, كيف عندنا جمعيات ضخمة؛ من أجل رعاية الأيتام, من أجل معالجة المرضى, صار في جمعيات ضخمة: لتزويج الشباب, يعملون محاضراً ضخمة؛ خمسمئة شقة مثلاً, يصبح عرساً واحداً جماعياً, خمسمئة شاب بعرس واحد, النفقات تقسيم خمسمئة, لا شيء يصبح تقريباً.
فكل إنسان إذا كان قدم شيئاً للمسلمين, إذا لم يطلب من صهره, مطالب عالية جداً, قال له: ((وما أريد أن أشق عليه))
نهاية المطاف :
أيها الأخوة, فقصدي في الدرس: يوجد عندنا عادات للزواج, عندنا تقاليد بالوفاة, بالتعازي, كلها ما أنزل الله بها من سلطان, يقولون: فوق همك, وفوق أن أباك ميت, ومسحوق سحق, تريد أن تعمل طعام الغداء للذين وقفوا معك, وطلعوا بالجنازة, هذا خلاف السنة, النبي قال: ((اصنعوا لآل جعفر طعاماً, فإنه جاءهم ما يشغلهم))
ادع مئة شخص, وائت بطعام من السوق, وتغلب, وهو لا يرى دربه, هذا خلاف السنة أيضاً؛ أول خميس, وأول أربعين, لمدة سنتين زمان, وكله ليس له أصل, ليس له وجود أساساً, فالإنسان عليه أن ينتبه, بالمناسبات: الفرح والحزن, النبي سنَّ لنا هذه الأشياء, يجب أن نتقيد بها, وإلا مثلنا مثل الآخرين.
أشعر في بعض الأخوان, يعملون وصية دقيقة جداً, إذا توفيت لا أحد يبكي, لا أحد ينوح, لا تفعلوا كذا, لا في خميس, لا في أربعين, هذا كله يلتغى, مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم, والإسلام بسيط, ومريح, ومتوازن .
أحياناً: تجد لكي يلبي التقاليد والعادات, يجعل عليه مئتي ألف دين, يكون شاباً يتيماً, الأب لم يترك شيئاً, لمدة سنتين, ثلاثة ديون, حتى قال: والله أطعمناهم الظهر .
أحياناً: طعام الغداء يكلف خمسين ألفاً, وعملنا أول خميس, وثاني خميس, ومظاهر فارغة كلها, تحمل الأيتام ديناً فوق طاقتهم, فلا بد من أن نتحرك حركة إسلامية.
سمعت بعض القرى بالغوطة, أعجبني الموقف: اجتمع الوجهاء, وقرروا: أعلى مهر ساعة, وخاتم خطبة فقط, هذه الصيغة, كلما ترفع النفقة تضع عقبات, كلما خففت النفقات, صار الزواج ميسراً.
أبلغني أحد أخواننا (قضاة الشرع), اجتهاد محكمة النقد الآن: البيت الشرعي, الذي تُجبر الزوجة على أن تتابع زوجها فيه: غرفة في بيت أهلها أو أهله, مع سرير وخزانة فقط, هذا اجتهاد محكمة النقد .
الآن: هذه الغرفة, هي مسكن شرعي, وعلى المرأة أن تتابع زوجها فيه, أما عندنا نحن تقاليد, والعياذ بالله, مثلاً: إذا كانت الزوجة لا تصلح زوجة, معها مرض عضال, وفكر أن يتزوج زوجها, كأنه ارتكب جريمة, تطلب الطلاق فوراً, أنت مريضة بالفراش, إذا كان بقيت على عصمته, ومعززة مكرمة, هو حل مشكلته, حتى لا يعصي الله بزوجة ثانية, هذه يسموها بعض العلماء: حبة التسمية, إسلام بابوي, يعني إسلام نصراني, كأنه ارتكب جريمة, لم يرتكب جريمة أبداً, فكل امرأة أيضاً, ترفض حكم الله عز وجل, هذه امرأة جاهلة.
سمعت حواراً مفتوحاً بإذاعة أجنبية, على الهاتف يسألوه, فسألوا دكتورة في مصر عن رأيها في التعدد, قالت: أنَّى لي أن أقول رأياً في التعدد, وقد سمح الله به؟ من أنا حتى أعطيكم رأيي في التعدد, إذا الله سمح فيه؟ .
المؤمن يحترم شرع الله عز وجل, طبعاً إذا إنسان عنده زوجة, وارتاح معها, لا يوجد حاجة, أما إذا في حاجة قاهرة, لا تقبل إلا لتطلق, حتى زوجها يحل مشكلته, لا تقبل, هذه جاهلية, ضمن المسلمين في جاهلية, ضمن حياتنا, ضمن رواد المساجد, لا يعطي البنت, هذا المال ذهب للصهر, هذا كلام جاهلي, ابنتك هي صلبك, إذا جعلت لها مبلغاً, وأخذت فيه سيارة, هي وزوجها, وتمتعت في الحياة, تكون قد غلطت, فقط لابنك كل شيء, أكثر الناس: كل الشيء للذكور, الإناث ما دام متزوجة, ليس لها شيء, طيب: لها حق عندك.
كل إنسان: يغير شرع الله عز وجل؛ يمنع, يعطي بغير النصوص الشرعية, هذا إنسان جاهلي.
فأنا لم أرد فقط: موضوع النياحة, أردت أن أوسع الموضوع, الشرع له قواعد صارمة دقيقة في كل شيء, حتى في المناسبات الحزينة والسعيدة, يجب أن تطبق, وإلا لسنا مسلمين, صار عندنا إسلام استعراضي, إسلام بروتوكولي, يعني: أنا مسلم, ثيابي إسلامية, مظاهري إسلامية, بالأعياد نعمل ترتيبات معينة, أما في التعامل اليومي, لا يوجد إسلام.والحمد لله رب العالمين