التمويه أو التخفي أو التنكر كلها صفات تتخذها بعض الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة، أو من أجل الظفر بغذاء في بيئة تكون الغلبة فيها للأقوى.
لهذا يعتبر التمويه أو الإخفاء ظاهرة منتشرة في عالم الحيوان بمختلف أصنافه؛ من طيور وحشرات وأسماك…، وهي تعد واحدة من أهم الوسائل الدفاعية من أجل الاستمرار والبقاء في بيئة لا مكان للضعيف فيها ، ذلك أنه في جسم الحيوان هناك تجهيزات خاصة، فخلايا الجلد تتغير تبعا للبيئة المتواجد بها، وبهذا يعمد الحيوان إلى التفاعل مع البيئة المحيطة به بفرزه المواد اللازمة لتلوين جلده تماشيا مع محيطه، وبذلك تكون معظم الكائنات تتخذ من التمويه والتخفي وسيلة من أجل إثبات الذات، وذلك بواسطة التمازج مع البيئة المحيطة بها حتى يكاد المرء لا يعرفها أو يميزها على أدق تعبير، فالطبيعة تخفي الكثير الكثير من هذه المخلوقات العجيبة والرائعة.



سحلية خضراء تجيد فن التمويه



لا شك أن فن التمويه يجعل الحيوان في منأى عن الخطر المحدق به في بيئة لا تعرف الرحمة، لهذا زود الله سبحانه وتعالى هذه المخلوقات بهذه الخاصية كوسيلة دفاع وبقاء في آن واحد.

هيا بنا لنتأمل بعض هذه الحيوانات على سبيل المثال لا الحصر، فلو قمنا بجرد جميع هذه الحيوانات لما كفانا العمر كله لحصرها، فسبحان الله.



نبدأ بالحديث عن معظم الحيوانات الثديية التي تتخذ من فروها أفضل وسيلة لتتوارى عن الأنظار، وكذا من أجل الحصول على فريستها، وهي ميزة لم يُتح حتى للبشر فعلها، ذلك أن النسيج اللوني لشكلها العام يساعدها على التخفي والتمويه بشكل جيد من أعدائها.









فهد يستغل لونه لكي يخدع فرائسه.









الدب القطبي، هو نوع من أنواع الدببة، يتواجد في منطقة القطب الشمالي وهو سيد التمويه في بيئته.

أما الزواحف التي تعيش قريبة من الأرض، فإنها تتميز بألوان ترابية تساعدها على التمويه مستغلة بذلك البيئة التي تعيش فيها، كما إنها تستعين بالحراشف والزعانف من أجل التخفي عن أنظار عدوها، أو من أجل اقتناص فريسة تكون طعاما لها عندما تجوع، وبهذه الطريقة تكون قد حافظت على حياتها.






أفعتان مموهتان بشكل كبير مستغلتان محيطهما حتى يكاد المرء لا يميزها. هل استطعت تمييزهما؟









وهذه سحلية مموهة بشكل جيد.


وأما الطيور فإنها تستعين بريشها من أجل التخفي، حيث تستطيع محاكاة الطبيعة المحيطة بها حتى ليحسبها المرء أي شيء من الطبيعة.







هذه بومة، وهي من الطيور الليلية الجارحة المميزة في عالم الطيور، وتبدو هنا وقد استطاعت أن تجعل من نفسها شبيهة بجذع الشجرة.







طائر كروان وهو سيد التمويه في بيئته.


وأما الحشرات فإنها تتخذ من شكلها الخارجي وهيكلها عاملا مساعدا يمكنها من التمويه والتخفي، لكن عموما فإن أسلوب التخفي لدى الحشرات أقل تعقيدا من الكائنات الحية الأخرى، وهذا لا يعني بأنها غبية في محاولة اختفائها، بل على العكس من ذلك فهي لها أساليب بارعة في التمويه لا يسع الرائي لها إلا القول: سبحان من وهب هذه المخلوقات كل هذه الميزات.


هذه خنفساء مموهة بشكل جيد.



الجندب، وهي حشرة آكلة للنبات، تستطيع أن تخفي نفسها بشكل غريب.
وأخيرا الكائنات البحرية، وهذه جمعت بين الأساليب كلها التي نجدها في عالم البر، حيث يختلف أسلوب التخفي لديها ويتنوع بتنوع أصنافها، من تغيير للون الجلد إلى تغيير للشكل الخارجي إلى ترهيب للمفترس وقس على ذلك…









تنين البحر المورق هو سمكة بحرية ترتبط بحصان البحر. الموطن الأصلي لهذه المخلوقات هو جنوب وغرب أستراليا، وغالبا ما تبقى في المياه الضحلة معتدلة الحرارة. تأخذ هذه الأسماك اسمها من مظهرها، حيث تغطي جسمها نتوءات تشبه أوراق الشجر الطويلة.




فرس البحر يتواجد غالباً في المياه الاستوائية والمتوسطة والضحلة.
إليكم مجموعة من الصور المتنوعة لعديد الحيوانات التي زودها الله عز وجل بالقدرة على التمويه والتخفي:





عنكبوت مموهة جيدا، تبدو وكأنها مجرد صورة لحبيبات الرمل فقط!


حشرة على شكل ورقة! سبحان الله.






























وكخلاصة نجد أن هناك أنواعا عديدة من المظاهر التنكرية، سواء تعلق الأمر بالحيوانات البرية أو البرمائية أو البحرية، ومجال التنكر أو التمويه هذا الذي عند الحيوانات مبهر حقا، حتى إنه قد أذهل العلماء فكيف بنا نحن، فكان أن وجد العلماء أنفسهم يتعلمون فن التمويه من هذه المخلوقات العجيبة لتوظيفها في أغراض أخرى، وكأن الله سبحانه وتعالى قد سخر لنا هذه المخلوقات لنتعلم ونستفيد منها، فهل نحن مدركون أي عظمة منحنا الله إياها؟
____________________________________