تعتبر المحاسبة لغة التعامل ولغة شؤون الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمالية كما أنها تعتبر لغة الأعمال, فهي معنية بتسجيل العلاقات الاقتصادية والمالية والاجتماعية بلغة الأرقام. لذا لا بد لكل منشأة أن تستخدم المعلومات المحاسبية في إدارة أعمالها وأساساً لاتخاذ قراراتها والتعرف على نتائج أعمالها وكذلك التعرف على أوجه الاستثمار ومصادر الأموال لذلك فإن الوظيفة الأساسية للمحاسبة هي إيجاد السجل المنظم للأنشطة الاقتصادية اليومية معبراً عنها بالوحدات النقدية.


نشأة المحاسبة



عرف الإنسان المحاسبة منذ بدء الحضارة الإنسانية, وتشير معظم الدراسات إلى أن أكثر الأنظمة المحاسبية القديمة تطوراً كان النظام الذي عرفه الفراعنة في مصر حيث كان المحاسب يستخدم سجلات كمية لإحصاء ثروات الملوك والقياصرة والفراعنة.
ومع نشوء وتطور الدولة الإسلامية (ما بعد عام 600 ميلادي) تطورت تطبيقات المحاسبة حيث أنشأت الدواوين والأجهزة التي تهتم بالمال العام ولعل أشهرها بيت المال الذي أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وقد شهدت العصور الوسطى بدايات نظم محاسبية لحصر موجودات المزارع التي يمتلكها الإقطاعيون في إنكلترا وتسجيل نفقات تلك المزارع وإيراداتها.
وحتى بداية القرن العاشر الميلادي كانت السجلات المحاسبية بدائية لا تزيد عن كونها مذكرات يثبت فيه التجار ومقرضو الأموال معاملاتهم المالية الآجلة مع الغير بقصد إظهار ما يترتب على هذه المعاملات من حقوق والتزامات, أما العمليات النقدية فكان التاجر يخضعها لرقابته الشخصية دون الحاجة لتسجيلها وقد أطلق فيما بعدد على هذا الأسلوب في تسجيل المعاملات المالية مصطلحالقيد المفرد.


الفترة الحديثة :


ما بين القرن 17 و 19 هذه المدة خاصة بالمؤلفينالفرنسيين منهclaudeirsanالذي اكتشف فكرةالميزانية في مكان ميزان المراجعةMathieuالذي أعطىللمحاسبة شكلها التقليدي بتأسيس النظام المركزي وتقديم الميزانية بجانبين المدينوالدائن ، كما نشرفي هذه الفترة كتاب حول دراسة تحليلية عن المحاسبة التجارية.
ومع تطور الشركات الصناعية وظهور الاحتكارات والشركات المساهمة ومن بعدها الشركات المتعددة الجنسيات وظهور الشركات العملاقة من صناعية وتجارية ومالية, تطورت المحاسبية وتعددت فروعها ووسائلها وأساليبها, ووجدت هيئات محاسبية مستقلة أخذت تعمل على تطوير علم المحاسبة والقيام بالبحوث والدراسات وتقديم التوصيات ووضع المبادئ المحاسبية التي تمكن هذا العلم من مواكبة كافة التطورات الاقتصادية.


مفهوم المحاسبة


إن النظام المحاسبي يقدم الخلفية المناسبة لتقديم المعلومات المحاسبية للمديرين والمستثمرين والعملاء وغيرهم من خلال القوائم والتقارير المحاسبية المختلفة وهكذا فإن مفهوم المحاسبة هو عبارة عن تحويل البيانات المحاسبية (المدخلات) إلى تقارير وقوائم (المخرجات) وذلك بإجراء بعض العمليات مثل التسجيل والتبويب والتلخيص باستخدام بعض الوسائل اللازمة لإنتاج هذه المعلومات.


أهمية المحاسبة:

تكمن أهمية المحاسبة في إنتاج المعلومات المفيدة للمستخدمين لاتخاذ قراراتهم المالية والتي تكون مبنية على معلومات منتجة بمهنية وعلى أسس علمية..




مجال استخدام المحاسبة


تستخدم المحاسبة في مختلف الوحدات الاقتصادية التي تمارس نشاطاً معيناً من أجل تحقيق هدف معين, بصرف النظر عن طبيعة هذا النشاط أو الشكل القانوني لهذه الوحدات, ولهذا فإن استخدام المحاسبة واسع ومتعدد إذ يختلف باختلاف الوحدات الاقتصادية. ويمكن تصنيف هذه الوحدات الاقتصادية وفقاً لما يلي :



أولاً:من حيث طبيعة النشاط:

1-التجارية: كمنشآت البيع بالجملة ونصف الجملة والمفرق.
2-الصناعية:كالمصانع المختلفة التي تحول المواد الأولية إلى سلع جاهزة أو نصف جاهزة.
3-الاستخراجية:كالزراعة والمناجم والبترول.
4-المالية:كالبنوك وشركات التأمين.
5-النقل:كالخطوط البرية والجوية والبحرية.
6-المهن الحرة:كالمحامين والمحاسبين والمهندسين والأطباء.
7-المرافق العامة:كالكهرباء والمياه والهاتف.
8-الهيئات غير الهادفة للربح:كالكهرباء والمياه والهاتف.


ثانياً:من حيث الشكل القانوني:


1-المشروعات الفردية:وتضم كافة المشروعات التي يملكها ويتولى إدارتها شخص واحد يقوم بشراء وبيع البضائع بنفسه ويتحمل مسؤولية المشروع.


2-الشركات على اختلاف أنواعها: وتشمل كافة المشاريع التي يمتلكها أكثر من شخص واحد سواء كانت عامة أم خاصة.


الافتراضات المحاسبية



الفرض هو " ما يؤخذ على انه مسلم به أو يوضح كبديهةوبتحديد أدق ، الفرض هو الذي يعطي الأساس الأول في التدريب لعملية الاستنتاج، أو منأجل نظام فلسفي أو مدرسة فكر أو ما شابه ذلك "
وتتصف الفروض " بأنها جمل إخباريةمسلم بها لا تتضارب فيما بينها ، وهي متطلب ضروري لاشتقاق المبادئ ، ولا تحتاج إلىبرهان ، ويتعذر إثبات صحتها أو إقامة الدليل عليها.

تبنى المحاسبة المالية على خمس افتراضات أساسية هي:

1.افتراض الوحدة المحاسبية:
ويعني هذا الافتراض أن للمشروع شخصية معنوية مستقلة وأن تسجيل العمليات المالية في الدفاتر يرتبط أساسا بهذه الشخصية المستقلة حتى ولو امتلكها أشخاص مختلفون أو متعددون.وبناء على هذه الافتراض يقوم المحاسب بإجراء العمليات المحاسبية لهذا المشروع كوحدة مستقلة وليس لأصحاب هذا المشروع كثروا أم قلّوا.
2.افتراض الاستمرارية:
ويعني هذا الافتراض أن المنشأة وجدت لتستمر في ممارسة نشاطها العادي لفترة زمنية غير محددة .وهذا يعني أنه تدور أرصدة السنة الحالية إلى السنة التالية(( مثال أرصدة الزبائن)).
3.افتراض وحدة القياس:
ويعني هذا الافتراض وجود وحدة قياس موحدة تربط بين مختلف العمليات والأنشطة في المنشأة وتسمح بإجراء العمليات الحسابية والمقارنات. وتعتمد المحاسبة على وحدة النقد الوطني أساساً لقياس القيمة لمختلف الأحداث التي تهم المحاسب.
4.افتراض الفترة المحاسبية:
عاد تحدد مدتها بسنة ميلادية واحدة تبدأ في 1/1 من كل عام وتنهي في 31/12 لنفس العام ويتم قياس الربح والمركز المالي في نهاية الدورة المحاسبة أو في نهاية العام.
5.افتراض التوازن المحاسبي:
ويعني هذا الافتراض أن كافة العمليات المحاسبية تنطلق من توازن تام بين طرفي القيد المحاسبي الطرف المدين والطرف الدائن مما يجعل المجموع الجبري لأي قيد محاسبي يساوي الصفر ويجب أن تتوازن الميزانية وميزان المراجعة ويساعد هذا الغرض في إمكانية كشف الأخطاء الناتجة عن عدم التوازن.



المبادئ المحاسبية



ترسمالمبادئ المحاسبية الإطار العام الذي يحكم الطرق والإجراءات المتبعة في إثباتالعمليات المالية وفي إعداد القوائم والبيانات المالية ، والمبادئ المحاسبية هيتعميمات أو إرشادات توجيهية عامة لما يجب أن يتبعه المحاسب في ظرف أو موقف معين وهيمن صنع الإنسان تطورت عبر السنين لاستخدامها كأداة عملية تساعد في حل المشاكلالمحاسبية وتتصف بالشمول والملائمة وبالقابلية للاستخدام في معظم المشروعاتالاقتصادية
وفى رأي مجلس معايير المحاسبيةالمالية الأمريكيFASBهناك أربعة مبادئ محاسبية مشتقة من الفروض المحاسبية التيسبق وأن شرحناها وهذه المبادئ هي:


1. مبدأ المحاسبة على أساس التكلفةالتاريخية(Historical Cost)
.2مبدأ الاعتراف بالإيرادRevenue Recognition))
.3مبدأ المقابلة (مقابلة المصروفات بالإيرادات((Matching)
.4مبدأالإفصاح التام(الكامل(Full Disclosure





تعريف المحاسبة المالية:

تقوم على مجموعة محددة من الفروض المنطقية والمبادئ العملية , التي تستخدم في قياس الأحداث الاقتصادية وإعداد القوائم المالية الخاصة بوحدة اقتصادية معينة. وإيصالها إلى المستخدمين المختلفين.
ويقصد بالمستخدمين المختلفين, الجهات المستفيدة من المعلومات المحاسبية وهذه الجهات قد تكون داخلية تتمثل بالإدارة أو تكون خارجية تتمثل بالمستثمرين والدائنين..........وغيرها.


أهداف المحاسبة المالية

يمكن تقسيم أهداف المحاسبة المالية إلى أهداف ترتبط بالجانب التطبيقي وأهداف ترتبط بالجانب النظري.
أ- الأهداف التي ترتبط بالجانب التطبيقي

1- توفير سجل كامل لجميع العمليات المالية للمنشأة سواءً كانت تتعلق بالمصرفات والإيرادات أو بالمدينين.......الخ
2- تحديد نتيجة أعمال المنشأة من ربح أو خسارة خلال فترة مالية معينة.
3- تحديد المركز المالي للمنشأة في نهاية الفترة المالية.
ب- الأهداف الأساسية للجانب النظري العلمي.

1.إعداد التقارير الدورية اللازمة للمستويات الإدارية المختلفة التي تساعد في اتخاذ القرارات الرشيدة.
2.تقدم البيانات والمعلومات التي تخدم أعراض المستخدمين الخارجين مثل الموردين والمقرضين
3.توفير البيانات والمعلومات التي تخدم الجهات الحكومية في الأغراض الضريبية وفي مجالات إعداد الخطط العامة على مستوى الدولة.
4.تقديم المعلومات المتعلقة بالموارد الاقتصادية للمشروع وبالالتزامات المترتبة عليه نتيجة حصوله على تلك الموارد.

وظائف المحاسبة المالية

1- إعداد سجلات متكاملة لجميع العمليات المالية الخاصة بالوحدة الاقتصادية:

  • كمصروفات الوحدة وإيراداتها.
  • مديني الوحدة ودائنيها
  • أصول الوحدة والتزاماتها وحقوق الملكية

2- استخراج نتائج أعمال الوحدة الاقتصادية من ربح أو خسارة
3- تحديد المركز المالي للوحدة الاقتصادية في نهاية الفترة المالية
4- تزويد الإدارة بكافة البيانات والمعلومات عن أوجه النشاط في الوحدة الاقتصادية وتحقيق الرقابة الفعلية عليها.