يمكن تقسيم الطيف الكهرومغناطيسي إلى عدة أقسام و ذلك حسب طول الموجة في هذا الطيف ( أو حسب تردد الموجة و هو المفهوم المرتبط بطول الموجة أيضا ) ومن خلال تقسيمه ينتج لدينا العديد من أنواع الأمواج الكهرومغناطيسية .

يتراوح طول الموجة بين أقصى و أدنى الطيف الترددي الكهرومغناطيسي بين 0.0005 نانومتر ( في أشعة غاما ) إلى عدة كيلومترات ( في الأمواج الراديوية الطويلة ) وقبل أن أذكر المجالات التي تم تقسيم الطيف الترددي الكهرومغناطيسي إليها فإنني أريد أن أقول بأن هذه التقسيمات هي تقسيمات متداخلة غير مطلقة ( أي لا يوجد بينها فواصل واضحة ) تتداخل نهاياتها فتنتقل مواصفات الموجة من تقسيم لآخر بشكل تدريجي و بالتالي يختلف أداءها بالطبيعة أيضا تدريجيا من تقسيم لآخر و قد نجد ترددات معينة عند حدود التقسيمات لها مواصفات مختلطة لكلا التقسيمين الذين يجانبانها .
يبدأ الطيف الكهرومغناطيسي بالأمواج الأقل طولا ( و الأكثر ترددا بالطبع ) ثم يتدرج باستمرار فيزداد طول الموجة و يتناقص ترددها و يمكننا تقسيم الطيف إلى ما يلي :












أشعة غاما :
و هي الموجات الأقصر طولا في الطيف الكهرومغناطيسي و الأكثر ترددا بالطبع و بالتالي فهي تقع في أول الطيف الكهرومغناطيسي تتميز هذه الأشعة بقدرتها على قتل الخلايا الحية و تستخدم لتعقيم الأدوات الطبية بالقضاء على الجراثيم الموجودة عليها . توجد أشعة غاما كثيرا في الفضاء الخارجي و هي تنتج عن انفجارات أشعة غاما التي تحدث في الفضاء كما أنها تنتج أيضا عن الانفجارات الشمسية و هي تصل إلى كوكبنا مع الإشعاع الشمسي . كما أن الانفجار الناتج عن القنبلة النووية ينتج طاقة هائلة جزء منها على شكل أشعة غاما تكون لها عواقب وخيمة . وقد كان للقنبلتين النوويتين التي ألقيتا على اليابان في الحرب العالمية الثانية نتائج صحية خطيرة و مدمرة على سكان مدينتي هيروشيما و ناغازاكي عانى منها السكان على مدى عشرات السنين و لا يزالون تتمثل في مختلف أنواع الحروق الجلدية و السرطانات الجلدية و السرطانات الداخلية و أمراض الدم و الكثير غيرها .








الأشعة السينية :
الأشعة السينية ( أو أشعة X ) و تأتي بالترتيب بعد أشعة غاما في الطيف الكهرومغناطيسي تتميز بقدرتها على اختراق المواد اللينة بينما لا تخترق المواد القاسية و من أهم تطبيقاتها جهاز التصوير بالأشعة السينية المستخدم في المستشفيات و المراكز الصحية لتصوير الأقسام و الأجهزة الداخلية لجسم الإنسان و التعرف على كسور و تشوهات العظام في جسمه . كما تستخدم أيضا هذه الأشعة في الأنظمة الأمنية ( أجهزة تفتيش الحقائب بالأشعة ) في المطارات و الموانئ و نقاط العبور و غيرها من الأماكن التي تتطلب تشديدا امنيا .








الأشعة فوق البنفسجية :
تأتي في الترتيب بعد الأشعة السينية و قبل الضوء المرئي في الطيف الكهرومغناطيسي تتواجد بنسبة كبيرة في الأشعة الكونية و لكن معظمها لا يصل إلى سطح الأرض بفضل الغلاف الجوي . كما أنها موجود بالطبع في أشعة الشمس . تتميز بأنها تحوي طاقة تفوق الضوء العادي و لها تطبيقات كيميائية عديدة بسبب التأثير الكيميائي لهذه الطاقة . ومن هذه التأثيرات الكيميائية زيادة إنتاج مادة الميلانين ( المسئولة عن اسمرار الجلد ) في الجلد مما يؤدي إلى اسمراره . كما يحدث على شاطئ البحر . و من تطبيقاتها أجهزة تعقيم المياه و أجهزة تسمير البشرة ( التي تكسب البشرة اسمرارا صناعيا ) و بعض الأجهزة المخبرية . بقي أن نذكر أن التعرض الكثير للأشعة فوق البنفسجية قد يسبب سرطان الجلد و هناك مراهم و كريمات تساعد في تخفيف أثرها .








الضوء ( أو الضوء المرئي ) :
وهو يمثل الجزء الذي تستطيع العين البشرية تمييزه من الطيف الكهرومغناطيسي . يقع بين الأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء . وهو المسئول عن كل الأحداث الضوئية المرئية التي نشاهدها من حولنا و يمكننا أن نقسمه هو نفسه إلى أقسام أخرى حسب اللون . أما التطبيقات فحدث ولا حرج .









الأشعة تحت الحمراء :
و تأتي مباشرة في الترتيب بعد الأشعة الضوئية المرئية تمثل هذه الأشعة الإشعاع الحراري أي أنها تأتي من الأجسام الساخنة و مصادر الحرارة مثل الشمس و أجهزة التدفئة و المصابيح لها تطبيقات كثيرة معظمها يندرج تحت التسخين و التدفئة و لكنها أيضا تستخدم في أجهزة التحكم عن بعد و بعض تطبيقات الاتصال بأجهزة الكومبيوتر و الهاتف المحمول .








الموجات المايكروية ( أشعة المايكروويف ) :
وهي موجات راديوية كهرومغناطيسية ذات طول موجي قصير نسبيا تأتي بالترتيب بعد الأشعة تحت الحمراء في الطيف الكهرومغناطيسي لها تطبيقات عديدة منها أفران المايكروويف المستخدمة في المطاعم و البيوت كما أن للموجات المايكروية تطبيقات عديدة في أنظمة الاتصالات .








الموجات الراديوية الإذاعية و الرادارية :
وتشمل طيفا متنوعا من تقسيمات الأمواج الكهرومغناطيسية التي ينتجها الإنسان كالأمواج الإذاعية التلفزيونية و البث الإذاعي و أنظمة الاتصالات و أنظمة الرادار و سيكون لنا معها حديث أكثر تفصيلا في أقسامها و تصنيفاتها .