شادي مقرش : دور مراد علم دار في الدوبلاج : الدوبلاج عمل مجهد جدا
الفنان السوري يبلغ رصيده 40 عملا فنيا تتوزع بين التلفزيون والسينما والمسرح والإذاعة.

دمشق - من حسن سلمان يُعد شادي مقرش من أغزر الفنانين السوريين نتاجا رغم عمره الفني القصير نسبيا، حيث شارك خلال 6 سنوات بـ16 مسلسل تلفزيوني و20 عمل مسرحي (تمثيل وإخراج) و4 أعمال سينمائية ولديه أكثر من 2000 ساعة دوبلاج (15 عمل)، فضلا عن مشاركته في عدد من الأعمال الإذاعية.

لكن اسم مقرش أصبح أكثر تداولا لدى الجمهور العربي بعد تجسيده لدور البطولة في المسلسل التركي "وادي الذئاب" في نسخته المدبلجة للعربية، حيث أدى مقرش الشخصية الرئيسية في العمل "مراد علم دار".

ويرد البعض نجاح العمل إلى الأداء المتميز لمقرش في تجسيد الشخصية باللغة العربية، لكن مقرش يؤكد أنه "لو أي شخص آخر كان ممكن أن يجسد الشخصية مثلي أو ربما أكثر".

ويقول مقرش "عندما بدأت بدبلجة العمل لم أكن أعرف أنه سيحقق نجاحا كبيرا(...) لا أنكر على الإطلاق أنه ساهم بتداول اسمي كثيرا ولكنه لم يقدم لي شيئا جديدا على المستوى الفني أو المادي، كما أنني لم أحظ بامتيازات أكثر من المعتاد، الزملاء الآخرون تمت دعوتهم لقنوات أخرى وتكريمهم، أنا لم يحدث معي ذلك".

ويضيف مقرش (ضاحكا) "يقولون إني جنيت أموالا طائلة بعد الأجزاء الثالثة من العمل التي شاركت بدبلجتها وهذا غير صحيح، عموما أنا لا أنتظر ذلك ولكن دعني أكون أكثر وضوحا لقد ارتفع عندي حس المسؤولية تجاه العمل الذي أحدث إشكالا كبيرا بعد عرضه وأعتقد أنني قدمت له كما قدم لي".

وحول صعوبة نقل أحاسيس وانفعالات الشخصية الأصلية (يؤديها الفنان التركي نجاتي شاشماز) إلى الجمهور العربي يقول مقرش "لا أخفيك أنا واجهت صعوبات شديدة مع الشخصية الرئيسية (مراد علم دار)، الشخصية في الجزء الأول غيرها في الثالث، في الجزء الأول كانت الشخصية تتحدث بشتى المواضيع بانفعالات واحدة بطريقة لا تشبه حس وذائقة المتلقي الشرقي التي تحوي برودة أحيانا وحرارة أحيانا أخرى".

ويقول مقرش إن واجبه كممثل دوبلاج أن يأتي بإحساس وانفعالات الممثل الأساسي "وعندما كنت أفعل ذلك أصبح بعيدا عن ذائقة المتلقي الشرقي، فاقترحت علي المشرفة الفنانة لورا أبو أسعد أن ألحق إحساسي وليس إحساسه وقالت لي "إن الناس ستألفك أنت وليس هو" وبالفعل هذا الذي عملته".

ويضيف "وفي الأجزاء التالية مستوى أداء الممثل التركي وطريقة تعبيره اختلفت وفهمت عليه لأني ألفته وفهمت طريقة تمثيله وصار الشخصية مملوكة من قبلي، وبدأت أحبها وهذا يزيد مستوى تبنيك للعمل".

ويقسم مقرش الجمهور إلى نوعين، الأول يعتاد ما يسمع ويألف ما يرى والثاني يحس ما يسمع ويبحث فيما يرى، مشيرا إلى أن النوع الثاني خاص جدا "ممكن أن يلتقط تفاصيل عملي وجهدي، وعندما يكون جهدي وصل بطريقة حرفية للآخرين فهذا جيد".

ويؤكد أن عمل الدوبلاج مجهد ويستهلك طاقة كبيرة من الممثل "أحيانا يكون هناك مشاهد شديدة الصعوبة لدرجة أني أرتاح بعدها، وأعني المشاهد المجهدة التي تحتوي على العنف والصراخ أو اللهاث أو المشاهد الطويلة، لكن الباقي ليس به صعوبة (....) كانت مهنة الدوبلاج في بداية متعبة لكن الآن ملكنا تكنيك العمل وليس هناك تعب كبير".

ويملك مقرش خبرة طويلة في الدوبلاج فقبل "وادي الذئاب" قام بدبلجة عدد من المسلات المكسيكية والإسبانية والأمريكية.

يقول مقرش "الأعمال التركية أسهل لأنها تشبهنا نوعا ما بعكس الإسبانية والمكسيكية ذات الإيقاع السريع والأميركية التي تأخذ جهدا مضاعف لأن موسيقى كلماتها مختلفة كليا، لذلك يجب أن تبحث عن مفردات مناسبة للسلوك والمعنى في آن وهذا يأخذ منك جهدا كبيرا".

وحول اختياره لدبلجة الشخصية الأساسية في "وادي الذئاب" يقول مقرش "عادة عندما يأتي عمل جديد يقترح المشرف عدة شخصيات لأداء الشخصية الرئيسية، هم يأخذون التشابه الشكلاني والخبرة السابقة وأخيرا طبقة الصوت، والأهم أن يكون الممثل قادر على الأداء بشكل جيد، أنا تم ترشيحي مع بعض الأصدقاء واختاروني بالصدفة بعد عمل عدة تجارب في الأداء".

ويمتلك مقرش خلفية مسرحية جيدة ساهمت بشكل كبير في أدائه المتميز في الدوبلاج، ولكنه يرى أن أدوات المسرح تختلف كليا عن أدوات الدوبلاج "ولكن المتعارف عليه أن المسرح أبو الفنون مطلوب منك صوتك وجسدك وكل شيء، في التلفزيون والدوبلاج تستخدم بعض هذه الأمور فقط لكن المسرح فن شامل، وأنا تجربتي المسرحية طورت أدواتي كثيرا كممثل عموما ومسرحي خصوصا".

ويرى أن الدوبلاج علم وفن أيضا، رافضا ما يروجه البعض بأن أي شخص يستطيع أن يعمل في الدوبلاج".

ويضيف "في الدوبلاج أو أي فن تمثيلي آخر ثمة فرق كبير عندما تأتي بشخص ليه خبرة وآخر لا يملك أية خبرة، لا أخفيك أيضا أثر الدوبلاج في أدائي المسرحي والإذاعي والتلفزيوني".

ويرى أن الدوبلاج هو المكان الوحيد الذي يجب أن تركز فيه كثيرا "ويلتقط فيك كل حرف على حدا، في المسرح قد تقول جملة طويلة تبلع كلمة مثلا، لكن في الدوبلاج لا تستطيع فأنت تتواصل من خلال الكلمة مع المتلقي بصوت عربي، وهذا ما جعلني في المسرح أقول مونولوج طويل بسرعة لأني تعلمت من الدوبلاج كيف أخرج كل حرف لوحده بشكل دقيق ومؤثر".

ويؤكد أن الدوبلاج هو فن حقيقي وموجود في كل العالم "نحن فقط نحب الصيد في الماء العكر، في العالم المتقدم لا أحد يقرأ ترجمة كله يعمل دبلجة باللغات الأخرى، لأنك كمتلقي تتواصل مع العمل وكأنه محلي".

ويدعو القائمين على الدوبلاج إلى التعامل معه بشكل أكثر جدية "وهذا يحتاج لمصاريف أكثر ولكنه يؤدي إلى رفع سوية العمل".

يذكر أم مقرش يشارك هذا العام بعدد من المسلسلا التلفزيونية منها "رجال مطلوبون" للمخرج حاتم علي بمشاركة عدد من المخرجين و"رايات الحق" للمخرج محمود الدوايمي.

ويستعد لإخراج عمل تلفزيوني بعنوان "يوميات مشاكس" يتألف من 30 حلقة (مدة الحلقة بين 5 و10 دقائق) موجه للعائلة كتبه رضوان طالب، ولديه مشروع إخراج مسرحي مؤجل يقول إنه "لو تم سيكون تجربة خاصة جدا".