لقد أدرك الإنسان أهمية الأساسات منذ زمن بعيد
فمنذ أكثر من 2000 سنة كتب المهندس المعماري الروماني الكبير فيتروفيوس قائلاً: ( إن الأساسات وهي الجزء الأسفل من المباني يجب أن توضع على تربة صلبة إن وجدت وفي حالة عدم وجودها يجب حفر الأرض تحتها للوصول إلى هذه التربة كما يجب التأكد من عدم زيادة ثقل المباني عن قوة تحمل التربة التي تحتها وإلا حدث هبوط للمباني ).

من هذا المنطلق نجد أن كل منشأ يتكون من عنصرين أساسين وهما:

1- الأساس Foundation

2- المبنى Building

فالأساس هو الجزء السفلي من المنشأ الذي ينقل أحمال المنشأ كلها سواء كانت أحمال ميتة أو أحمال حية أو خلافه إلى الأرض الطبيعية. وعموماً فإن الأساسات توضع أسفل مستوى سطح الأرض لتحقيق الأهداف التالية:

1- توزيع ونقل جميع أحمال المبنى إلى مساحة أكبر من سطح التربة الصالحة للتأسيس.

2- منع الهبوط المتفاوت لأجزاء المبنى المختلفة.

3- تحقيق استقرار للمبنى ضد أي تأثير خارجي مثل الرياح والأمطار والزلازل.

ويتوقف نوع الأساس المستخدم على نوعية التربة المقام عليها المنشأ فإذا كانت التربة صخراً مصمتاً فإن أساس المبنى المنشأ عليها يكون بسيطاً وبأقل مساحة ممكنة حيث تكون قوة تحمل التربة عالية جداً... ولكن في الأراضي العادية الغير صخرية حيث قوة احتمال تربتها صغير يجب دراسة نوع هذه التربة جيداً حتى يعمل للمبنى المنشأ عليها تصميم أساس مناسب.

هذا ولا يقتصر الأمر على دراسة نوع التربة المراد التأسيس عليها عند حساب الأساسات فقط بل يجب دراسة جميع المؤثرات الآتية:

1- الحمل الدائم للمبنى (الحمل الميت).

2- الحمل المتغير للمبنى (الحمل الحي).

3- ضغط الرياح.

4- قوة تحمل التربة.

5- عمق الأساس.

6- قوة احتكاك التربة بالأساس.

7- قوة ضغط المياه الجوفية على المبنى وتعويمه.

وقد يؤدي زيادة ثقل المبنى عن قوة تحمل التربة عن حدوث أحد أمرين هما :

أ‌) أما حدوث هبوط منتظم للمبنى , بمعنى هبوط المبنى كله ككتلة واحدة ويعتبر أمر عادي وغير ضار بالمبنى وذلك في حدوث بسيطة جداً لا تتعدى سنتمترات قليلة .

ب‌) أو هبوط متفاوت والذي يؤدي إلى انهيار المبنى كله .

ولذلك يجب الاحتياط من عدم هبوط الأساسات عند تشييد المباني وذلك بمراعاة الطرق العامة الآتية :

1- التأكد من انتشار الأساسات تحت المبنى كله لتوزيع أحماله بطريقة متجانسة على الأرض صالحة للتأسيس , وتكون قوة تحمل التربة لا تقل عن ثقل المبنى .

2- التأكد من الوصول إلى طبقة التربة الصالحة للتأسيس والتي تكون قوة تحملها كافية لتحميل ثقل المباني عليها بأمان وذلك باختراق التربة الضعيفة والوصول إلى التربة الصلبة أو الخرسانية .

3- التأكد من اختيار نوع التأسيس المناسب والملائم لنوع التربة المزمع التأسيس عليها .

4- سيفسد استعمال الأجهزة المساحية مثل ( التيودوليت ) وتركيز منظارها على رأسية المبنى للتأكد من عدم ميولها نتيجة لهبوط المبنى أثناء التشييد .

مما سبق يتضح لنا أهمية التأسيس بالنسبة لتشييد المباني , ولذلك فقد روعي أن يشمل كل ما يختص بالأساسات وأنواعها المختلفة طبقاً لنوع التربة وأحمال المبنى وذلك حتى يتسنى للمهندس المسئول معرفة كيفية تحديد نوع الأساس المناسب للمبنى الذي يرد تشييده طبقاً لنوع التربة التي يزعم تشييد هذا المبنى