فاروق

الاول ملك مصر هو ابن الملك فؤاد ملك مصر السابق ومن المعروف ان مصر كانت تحت حكم الملك

فاروق الى ان قامت ثورة 1952 واصبحت مصر جمهورية بعد ان كانت المملكة المصرية





كان زواج ( فاروق الأول ) حدثاً تاريخياً سعيداً لم تشهد مصر مثله منذ أجيال .... فقد تجلت مظاهر الإبتهاج على الشعب بمختلف طوائفه وطبقاته قبيل حفل عقد القرآن وبعده بعدة أيام فقد عم السرور أنحاء القُطر وقصدت القاهرة وفود الأقاليم حتى امتلأت بهم الفنادق والدور والشوارع وكان لفرسان العرب قسط كبير فى الإحتقال بزواج الملك .. إذ كانوا يجولون بخيولهم فى طرقات القاهرة ويجتمعون فى الميادين فيقيمون حفلات الرقص وألعاب الفروسية
وفى يوم 14 يناير قبل موعد الزفاف بخمسة أيام اجتمع الجيش بميدان عابدين وأقسم يمين الولاء للملك ...
وفى يوم 19 يناير قصدت آلاف الطلبة من الأزهر والمعاهد الدينية المختلفة ساحة قصر عابدين ووقفت تهتف بحياة الملك فأطل العليهم الملك وحياهم بيده الكريمة ...
العديد من القصص المثيرة عن زواج الملك فاروق وحياته الخاصة وأسطورة زفافه على الملكة فريدة ,, والهدايا التى حظيا بها كل منهما من جميع أنحاء العالم ..
فستان العروس والعُقد الماس الثمين والتاج المرصع بالأحجار الكريمة ..
رحلة سويسرا التى مهدت للتعارف بين الملكين .. كلها قصص مثيرة بعضها يعرفه العامة والأغلب منه سيتعرف عليه الجميع من العرض القادم عن زواج الملك فاروق .. ويمتاز هذا العرض بأنه موثق بالصور الحقيقية لحفل الزفاف والهدايا
وكل شئ سوف نتحدث عنه ....
فهيا بنا نطالع العرض الشيق المثير لإحدى الحفلات التى لا تزال محفورة فى ذاكرة التاريخ




الملك العريس



كان لابد أن نبدأ العرض بالحديث عن الملك فاروق صاحب التسعة عشرة عاماً وصاحب إحدى حفلات الزفاف الأسطورية ..
فعُرس فاروق هو عُرس الأمة كلها .. وفرحه هو فرح البلاد .. وكما يهتز عابدين والقبة سروراً وطرباً ، كذلك تملأ البهجة كل أقليم وكل قرية فى هذا الوطن سعيدة بسعادة مليكها الفتى
ذلك أن الملك دعامة من دعائم الدستور بل هو العنصر الدائم المستمر فى صُلب الدستور ..
فمهما اختلفت الآراء الحزبية ، ومهما تضاربت خطط الأقطاب و الزعماء ، فهم جميعاً يرتفعون بالملك فوق الخلافات والحزبيات بإعتباره رمز ا .
إن زواج الملوك ليس كزواج الأفراد .. زواج الافراد زواج خاص يتبع شئون الأسرة الخاصة ويهم الأهل والأقرباء وحدهم دون غيرهم من الناس أما زواج الملوك فيختلف لأنه لا يخص الأسرة المالكة وحدها .. بل يخص الشعب كله لأنه يتمم جواهر ناقصة فى فصوص الدستور ، وعناصر غائبة من عناصر الدولة وشخصية متألقة فى قصور الملك .

كان فاروق الإبن الذكر الأول لوالده الملك فؤاد .. وكان هو ولى العهد .. ولما كانت تقاليد الأسرة الملكية قد جرت على تلقيب أولياء عهودها وأمرائها بألقاب ذات معان وذات مناسبات فقد اختار الملك الوالد لولى عهده لقب ( أمير الصعيد ) بعد أن اقتنى الأمير أطياناً فى ربوعها ..
وبدأ يأخذ بقسط مناسب لسنه من الإعداد للإشتراك فى أمور الدولة العامة .. وبدأ بالإشراف على بعض المؤسسات الخيرية والمدارس الأهلية والأميرية ومعاهد البر والإنسانية .. وكان لابد من الإعداد العملى للأمير الصغير الذى سيرقى يوماً إلى التاج وسيتربع على العرش .. وكان من المحتم عليه أن يندمج فى وسط الدنيا وأن يمتزج بطبقات الناس وأن ينتظم فى سلك الدراسة النظرية والعملية معاً .. وكانت لندن خير ما يصلح لتربية أبناء الملوك ..
ولكن سرعان ما اختار الله لجواره والده الملك ، وتحمل فاروق المسئولية وهو صغير السن ..
وعلى الرغم من صغر سنه إلا أن فاروق نجح فى الوصول إلى أبناء شعبه حيث كان حريصاً على المنح و الإحسان فكان دائم الظهور مع الفلاحين فى دورهم مثلاً أو مع الرياضيين فى ميادينهم .. وكان حريصاً على لبس ثوب التقوى والدين ليتقرب من أبناء أمته ..
وتزوج فاروق وهو فى سن التاسعة عشرة إيماناً بحكمة الشرائع كلها التى جعلت الزواج أساساً للعمران ، ونظاماً شُيدت به الدنيا وعُمر به العالم وأُقيمت عليه البيوت .



الملكة العروسة




(الملكة ) هو الإسم المحبوب ، واللقب الخلاب ، الذى يتجلى على أى عرش ..
الملكة فريدة التى تزوجها الملك فاروق وهى فى السابعة عشرة من عمرها هى كريمة صاحب السعادة يوسف ذو الفقار باشا وكيل محكمة الإستئناف المختلطة ، ابن على باشا ذو الفقار محافظ العاصمة السابق ابن يوسف بك رسمى أحد كبار ضباط الجيش المصرى فى عهد الخديوى إسماعيل .أما والدتها فهى السيدة زينب هانم ذو الفقار كريمة محمد سعيد باشا الذى رأس الوزارة المصرية غير مرة .. وإشترك قبل وفاته فى وزارة سعد باشا زغلول .. وكان أحد السياسين الذين شُهد له بالذكاء والدهاء وبُعد النظر والبصر بعواقب الأمور .كان للملكة فريدة أخوين من الذكور هما سعيد ذو الفقار وشريف ذو الفقار .

درست الملكة فريدة فى نوتردام دى سيون الفرنسية ، كان للملكة عدة هوايات خاصة الموسيقى وكانت بارعة فى العزف على البيانو .
عُرف عن الملكة فريدة منذ صغرها ميلها إلى البساطة فى ثيابها وزينتها فكانت ترتدى ما هو أقرب إلى الحشمة وبعيداً عن الكُلفة .
يبقى الإشارة إلى أن اسم فريدة اختاره لها الملك فاروق واسمها الأصلى هو ( صافى ناز - صافيناز ) .
الملكة فى الدستور المصرى


===========


نصت المادة الخاصة من ( الأمر الكريم ) الصادر فى 13 إبريل 1922 على وضع نظام توارث عرش المملكة المصرية و على ما يأتى :
( لا حق للنساء أياً كانت صفتهن فى ولاية الملك )
وهذا الأمر الكريم ولو أنه سابق لصدور الدستور إلا أن دستور 19 إبريل 1923 أشار إليه ، وبذلك أكسبه صفة الدستورية .. ولكن إذا كان لا يجوز حسب الدستور والقوانين المصرية أن يعتلى عرش مصر إمرأة إلا أن السيدة التى يتزوجها الملك تُعتبر بالضرورة وبحكم إقترانها بالملك ( ملكة ) ويكون أولادها الورثة المباشرين للعرش .. ولذا فإن الملك الدستورى عند إختياره شريكة حياته يراعى عادة رغبات شعبه والتقاليد القومية .
ولما كانت الملكة هى قرينة الملك فهى تتمتع بالمقام والإحترام وجميع الحقوق و الإمتيازات التابعة عن طريق القانون والعادة لهذا المنصب ..
فيعاقب القانون المصرى بالحبس من عاب علناً فى حق الملكة .. وللملكة بطبيعة الحال نصيب فى المخصصات الملكية .. وقد حدد القانون الصادر فى يونيو 1936 مخصصات البيت المالك ، خلاف مخصصات الملك بمبلغ 69.000 جنيهاً مصرياً منهم مبلغ ستة آلاف جنيه يُخصص للملكة ومذكور بالقانون على سبيل ( التذكار ) أى أن لا يُعرف إلا بعد قران جلالة الملك .
ونصت المادة 33 من الدستور على أن ( ذات الملك حصونه لا تُمس ) وهذا ينطبق الفياً على الملكة فهى لا يمكن مساءلتها جنائياً أو سياسياً عن أعمالها وبحسب القواعد والبرتوكول والمراسيم فالملكة هى السيدة الأولى فى الدولة .
والملكة لا تتولى ولا تباشر أية سلطة دستورية إذ أن حقوق التاج وسلطانه ومركزه فى شخص الملك ذاته أو فى مجلس الوصاية إذا كان الملك قاصراً ) لكن يُخطئ من يتصور أن الملكة لا تمثل دوراً أو أن دورها صغير جداً فى حياة الملك أو فى حياة الدولة .. فلا يمكن إهمال تأثيرها على الملك خاصة إذا كان بينهما محبة ووفاق .. كذلك لا يمكن تجاهل الأثر الذى تتركه الملكة فى حياة ولى العهد فأول كلمة يسمعها ولى العهد فى طفولته عن الوطنية وأول درس يتلقاه فى واجبات الملك الدستورية إنما يسمعها من والدته الملكة .. فإذا كانت الملكة محبة للبلاد ميالة لروح الديمقراطية شبّ ولى العهد على ذلك والعكس بالعكس .
ولذا ظهر حرص فاروق الأول على الإرتباط من بين واحدة من الأسر الوطنية تأكيداً على الصلات الوثيقة بين العرش والأمة