قصة الوعد المشؤوم الذي غير مجرى التاريخ
الوعد الذي ما زالت فلسطين تعاني آثاره

و سبب الجرح النازف الذي تتألم له كل الدول العربية و الاسلامية
وعد بلفور أو تصريح بلفور أو كما قيل وعد من لا يملك لمن لا يستحق
تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور
إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد
يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين



نص الرسالة
وزارة الخارجية في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد،يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته
التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية
وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف
إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين
وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية
على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه
أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية
المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي
الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى
".وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص آرثر بلفور

ومن الجدير بالذكر أن نص تصريح بلفور كان قد عرض على الرئيس الأمريكي ولسون
ووافق على محتواه قبل نشره
ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918
ثم تبعها الرئيس الأمريكي ولسون رسميا وعلنيا سنة 1919 وكذلك اليابان .
وفي سنة 1920 وافق عليه مؤتمر سان ريمو الذي عقده الحلفاء
لوضع الخريطة السياسية الجديدة لما بعد الحرب
وضمّنه قراره بإنتداب بريطانيا نفسها على فلسطين وفي سنة 1922
وافقت عليه عصبة الأمم وضمّن صك الإنتداب البريطاني على فلسطين .
أسباب وعد بلفور :
1- القيمة الإستراتيجية لفلسطين بإعتبارها بوابه العبور إلى أسيا
كما وصف هيرتزل دور الدولة اليهودية في فلسطين بقولة :
(( سنكون بالنسبة إلى أوروبا , جزءا من حائط يحميها من آسيا
وسنكون بثابة حارس يقف في الطليعة ضد البربرية )) .
2- محاولة بريطانيا كسب لتأييد الطوائف اليهودية في العالم لها في أثناء الحرب العالمية الأولى
3- التخلص من موجوات الهجرة اليهوديه داخل أوروبا وتوجيهها إلى فلسطين
4- إكتشاف حاييم وايزمن الصهيوني لمادة الأسيتون
وصنع المواد المتفجرة التي ساعدة بريطانيا في الحرب العالمية الأولى .
بطلان وعد بلفور :
من الناحية القانونية في الوجود البريطاني أثناء إعطاء الوعد
هو وجود غير شرعي أصلا كونها دولة إحتلال ومن المتفق عليه قانونا
أن الإحتلال لا يفيد بالملكيه لذلك فبريطانيا العظمى لا تملك أرض فلسطين
حتى تتكرم وتعطيها ليهود الأرض
لذلك إصطلح على تسمية هذا الوعد
وعد من لا يملك لمن لا يستحق .
و القصة لفترة ما قبل الوعد المشؤوم، والمؤامرات التي سبقته
إلى أن وقعت فلسطين ضحية هذا الوعد كانت كالتالي :
البدايات المعروفة: صراع فرنسي- بريطاني

ترجع البدايات الأولى لفكرة إنشاء وطن خاص باليهود
يجمع شتاتهم ويكون حارسًا على مصالح دول (أوروبا) الاستعمارية في الشرق
إلى ما قبل الحملة الفرنسية على مصر
وظهرت أولى العلامات في وعد "نابليون" بإنشاء دولة لليهود
وتصوروا أين؟ في فلسطين
حيث دعاهم "لإعادة بناء الهيكل بإعتبارهم ورثة إسرائيل الشرعيين!"
هذه الدعوة جاءت في شهر آذار/مارس من عام 1799 أي قبل أكثر من قرنين من الزمن

كان نابليون يحلم باقامة دولة تابعة له في فلسطين
لتشكل شوكة في حلق غريمته انجلترا
ولتصبح اداته في السيطرة على مصر وطرق المواصلات إلى الشرق
وبعد ان فشلت حملة نابليون إلى مصر عاد إلى اوروبا وحقق فيها انتصارات باهرة.
وتألق تاج الامبراطورية على رأسه ولكنه ظل يحلم بمشروعه
وخشي ان يستفيد الانجليز من فكرته ببناء دولة لليهود في فلسطين.
ولكي يسد الطريق عليهم وانطلاقا من قانون المصلحة الاستعماري
دعا في عام 1807 إلى اجتماع السانهدرن وهو المجلس الكهنوتي الاعلى لليهود في اوروبا
وجعل الكهنة يتخذون قرارا يعلنون فيه ان اليهود ينتمون إلى قوميات البلاد التي يعيشون فيها
وان اليهودية هي دينهم فقط.

وقد وجدت هذه الدعوة صدى لها لدى كثير من اليهود
فقد كتب المفكر اليهودي (موسى هس) يقول:
إن "فرنسا" لا تتمنى أكثر من أن ترى الطريق إلى "الهند" و"الصين"
وقد سكنها شعب على أهبة الاستعداد لأن يتبعها حتى الموت..
فهل هناك أصلح من الشعب اليهودي لهذا الغرض؟!

لقد التقت المصالح الاستعمارية الاوروبية في انتزاع فلسطين من الوطن العربي
مع المصالح الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود
بل إن قادة أوروبا هم الذين عرضوا على اليهود إقامة وطن لهم في فلسطين
قبل أن تطرح الحركة الصهيونية الفكرة بسنوات طويلة
وعلى الأخص من جانب فرنسا وبريطانيا
في محاولة للتخلص من المشكلة اليهودية في أوروبا
وتحقيق مكاسب استعمارية من الدولة اليهودية .
كان التنافس الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا واضحاً في الشرق الأوسط
حتى قبل قيام الحركة الصهيونية وكان هدف كل منهما حماية مصالحه في المنطقة
وملاحقة الدولة الأخرى من إجل إيذائها أو منافستها على تلك المصالح
وإيجاد الوسائل المختلفة التي تحمي مصالحها
واعتقدت بريطانيا بعد فشل نابليون بونابرت في مصر وبلاد الشام
أنه من المفيد إيجاد بدائل اخرى في الشرق الأوسط
لاستمرار تفوقها على فرنسا.
وقد وجدت في فلسطين مكاناً ملائماً لبسط نفوذها
بسبب الموقع الجغرافي الذي تتمتع فيه وسط الوطن العربي
وباعتبارها البوابة التي تربط بين أسيا وأفريقيا
ولهذا فإن من مصلحة الاستعمار الاوروبي والبريطاني بالذات
فصل الجزء الاسيوي عن الجزء الأفريقي من الوطن العربي
وخلق ظروف لا تسمح بتحقيق الوحدة بين الجزءين في المستقبل .
بدأ الموقف البريطاني يتضح بعد حملة محمد علي باشا والي مصر الى الشام
عندما أرسل ابنه ابراهيم باشا الى المنطقة
مما أثار بريطانيا لأنها خشيت أن تتوحد مصر مع بلاد الشام في دولة واحدة
لهذا ساهمت بريطانيا مع الدولة العثمانية في إفشال حملة ابراهيم باشا على بلاد الشام .
وبعد تدخل بريطانيا
أرسل بالمرستون رئيس وزراء بريطانيا مذكرة إلى سفيره في استانبول في عام 1840
شرح فيها الفوائد التي سوف يحصل عليها السلطان العثماني
من تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين
وقال :« إن عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين بدعوة من السلطان
وتحت حمايته يشكل سداً في وجه مخططات شريرية يعدها محمد علي أو من يخلفه » .
وفي مارس / آذار 1840 وجه البارون اليهودي روتشيليد خطاباً إلى بالمرستون قال فيه :
«إن هزيمة محمد علي وحصر نفوذه في مصر ليسا كافيين لأن هناك قوة جذب بين العرب
وهم يدركون أن عودة مجدهم القديم مرهون بإمكانيات اتصالهم واتحادهم
إننا لو نظرنا إلى خريطة هذه البقعة من الأرض
فسوف نجد أن فلسطين هي الجسر الذي يوصل بين مصر وبين العرب في آسيا.
وكانت فلسطين دائماً بوابة على الشرق.
والحل الوحيد هو زرع قوة مختلفة على هذا الجسر في هذه البوابة
لتكون هذه القوة بمثابة حاجز يمنع الخطر العربي ويحول دونه
وإن الهجرة اليهودية إلى فلسطين تستطيع أن تقوم بهذا الدور
وليست تلك خدمة لليهود يعودون بها إلى أرض الميعاد مصداقاً للعهد القديم
ولكنها أيضاً خدمة للامبراطورية البريطانية ومخططاتها
فليس مما يخدم الامبراطورية أن تتكرر تجربة محمد علي
سواء بقيام دولة قوية في مصر أو بقيام الاتصال بين مصر والعرب الآخرين».

ذهبت احلام نابليون ادراج الرياح
وإصطدمت طموحات بالمرستون بالواقع
ذلك لان اليهود انفسهم لم يكونوا معنيين ولا راغبين بما يطرح عليهم
فلقد كانت حركة الاندماج اليهودية (هسكلاة) في اوج نشاطها
وكان مجرد دعوتهم لمغادرة اوطانهم ليذهبوا إلى بلاد اخرى لا تربطهم بها اية مصالح
يضربهم كمواطنين في البلاد التي ينتمون اليها.

إلا أن الفكرة لم تمت
ولم يستسلم خلفاء بالمرستون خاصة بعد افتتاح قناة السويس
فعادوا للتمسك بمخططهم الصهيوني الاستعماري
والدعوة لتوطين اليهود في فلسطين.
ولقد تمكن ديزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا
من شراء حصة الخديوي من قناة السويس عام 1875
وكان ديزرائيلي ووزير خارجيته اللورد سالزبري يتبنيان مشروع بالمرستون
فشجعا اللورد لورنس اوليقانت بالتفاوض مع الحكومة العثمانية
حول ارض يمكن لليهود استيطانها
ولكن الاحداث تلاحقت ففي عام 1880 فاز حزب الاحرار في الانتخابات
وتولى غلادستون محل ديزرائيلي
وبحث الصهاينة اليهود عن صهاينة بريطانيا
امثال (بالمرستون وشافنسري وديزرائيلي وسالزبري)… فلم يجدوهم!

الدور الأمريكي:
قد يستغرب القاريء وجود دور أمريكي في سياق الحديث عن "وعد أو وعود بلفور"
ولكن الحقيقة أن الجميع تآمر، ويمكن تلخيص الدور الأمريكي في النقاط التالية:

·لقد كان المهاجرون البروتستانت الأوائل إلى أمريكا
يؤدون صلواتهم باللغة العبرية
ويطلقون على أبنائهم وبناتهم أسماء أنبياء وأبناء وبنات بني إسرائيل
الوارد ذكرهم في التوراة
كما قاموا بفرض تعليم اللغة العبرية في مدارسهم
حيث شبهوا خروجهم من أوربا إلى أمريكا
بخروج اليهود أيام موسى عليه السلام
من مصر إلى فلسطين
حيث نظروا إلى أمريكا على أنها (بلاد كنعان الجديدة) أي فلسطين
ونظروا أيضاً إلى الهنود الحمر وهم سكان أمريكا الأصليين
– على أنهم الكنعانيون العرب وهم سكان فلسطين الأصليين!

·وعندما أسسوا جامعة (هارفارد) عام 1636م
كانت اللغة العبرية هي اللغة الرسمية للدراسة في الجامعة
وفي عام 1642م نوقشت أول رسالة دكتوراه في جامعة (هارفارد)
وكان عنوانها (اللغة العبرية هي اللغة الأم)

·قامت أمريكا في عام 1844م بفتح أول قنصلية لها في القدس
وهناك بدأت تقارير القنصل الأمريكي تتوالى على رؤسائه
وقد كانت تتمحور حول ضرورة التعجيل في جعل فلسطين وطناً لليهود

·وفي عام 1891م قام أحد أبرز زعماء الصهيونية المسيحية في ذلك الوقت
وهو القس (ويليام بلاكستون) بعد عودته من فلسطين
برفع عريضة إلى الرئيس الأمريكي (بنيامين هاريسون)
دعاه فيها إلى الاقتداء بالإمبراطور الفارسي ( قورش)
الذي أعاد اليهود من السبي البابلي إلى فلسطين

·كذلك قام القس (بلاكستون) بعد انعقاد المؤتمر الصهيوني اليهودي الأول
عام (1897م) بتوجيه انتقاده إلى زعيم المؤتمر ( تيودور هرتزل)
لأنه وجد منه تساهلاً في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين

هذه كانت أهم نقاط التوجه الأمريكي في مجتمع ودولة ناشئة

الدور الروسي - الألماني:
وفي مواجهة دعاة الهجرة إلى امريكا من اليهود
والذين كانوا يعتبرونها اورشليمهم ويعتبرون واشنطن بمثابة ارض صهيون.
سعى هرتزل إلى التقرب من الامبراطور غليوم لدعم مشروعه
وقد تحقق له اللقاء على رأس وفد صهيوني مع الامبراطور في مدينة القدس
التي كان الامبراطور يزورها عام 1898.
وقد اكد الامبراطور للوفد الصهيوني بان
"المساعي الصهيونية في فلسطين التي تحترم سيادة حليفته تركيا
تستطيع ان تعتمد على رعايته الكاملة"
وقد ترجم الامبراطور وعده بهذه الرعاية بتوثيق العلاقة بين المستوطنين
والصهاينة والمستوطنين الالمان من جماعة هوفمان الذين بدأوا عام 1870
بانشاء مستعمرات زراعية المانية في القدس وحيفا ويافا
تنفيذا لمشروع القائد العسكري الالماني "مولتكه" بجعل فلسطين مستعمرة المانية.

وفي عام 1881 وقعت المذابح المعادية لليهود في روسيا اثر اغتيال القيصر.
وقد نتج عن هذه المذابح هجرة واسعة من يهود روسيا إلى اوروبا الشرقية والغربية
مما اسرع في انهيار حركة الاندماج
كما ان صدور قوانين ايار في روسيا عام 1882
والتي تضيق الخناق على حياة اليهود زادت في هذه الهجرة.
وتشكلت مراكز يهودية متبنية دعوة ليوبنسكر في كتابه (التحرر الذاتي)
وظهرت منظمة احباء صهيون في أوكرانيا الداعية إلى الهجرة إلى فلسطين والاستيطان فيها.

حاول الصهاينة الألمان إدخال أطروحتهم القومية معلنين أنهم:
"مرتبطين سوية بانحدارهم وتاريخهم المشترك يؤلف يهود كافة الأقطار جماعة قومية.
وهذا الاعتقاد لا يناقض بحال من الأحوال مشاعرهم الوطنية النشيطة
وقيامهم بواجبات المواطنة
وخاصة تلك التي يشعر بها اليهود الألمان حيال وطنهم الأم ألمانيا"
لقد كان مقر المنظمة الصهيونية في وقت اندلاع الحرب العالمية الأولى في برلين.
وحاول قادتها، وجلهم من الصهاينة الموالين لألمانيا
أن يسخروها خدمة لأغراضهم ومطامعهم.

الموقف العثماني:
حاول الحركيون اليهود بزعامة هرتزل - بدعم أوروبي
شاركت فيه آنذاك ألمانيا وبريطانيا
الضغط على الخلافة العثمانية لانتزاع ميثاق من السلطان عبد الحميد الثاني
يمنح اليهود حق الإستيطان في فلسطين والسماح بهجرتهم إليها
غير أن السلطان العثماني رفض الضغوط الأوروبية وإغراءات اليهود .
وفي الفترة بين عامي 1900- 1901
أصدر السلطان عبد الحميد بلاغاً يمنع المسافرين اليهود من الإقامة في فلسطين
لأكثر من ثلاثة أشهر
كما أمر بمنع اليهود من شراء أي أرض في فلسطين
خشية أن تتحول هذه الأراضي إلى قاعدة لهم
تمكنهم من سلخ فلسطين عن بقية الجسد المسلم .
وفي عام 1902 تقدم اليهود بعرض مغر للسلطان عبد الحميد
يتعهد بموجبه أثرياء اليهود بوفاء جميع ديون الدولة العثمانية
وبناء أسطول لحمايتها
وتقديم قرض بـ(35) مليون ليرة ذهبية لخزينة الدولة العثمانية المنهكة
إلا أن السلطان رفض العروض وكان رده كما جاء في مذكرات ثيودور هرتزل:
(انصحوا الدكتور هرتزل ألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع
لأني لا استطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الارض
فهي ليست ملك يميني بل ملك شعبي
لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الارض ورواها بدمائه
فليحتفظ اليهود بملايينهم
وإذا مزقت امبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن
أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني
لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الامبراطورية الاسلامية
وهذا أمر لا يكون
فأنا لا استطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة .. ) .
وعندما أيقن اليهود بفشل جميع المحاولات الممكنة
بدأوا بالعمل على إسقاط الخلافة العثمانية
حيث استطاعوا التسرب عن طريق طائفة يهود الدونمة التي تظاهر أفرادها بالإسلام
وحملوا الأسماء التركية، ودخلوا في جميعة "الاتحاد والترقي"
ووصلوا الى الحكم سنة 1907
وتصاعد النشاط الصهيوني في فلسطين
بدعم من أنصار الاتحاد والترقي ويهود الدونمة
الذين سيطروا على مقاليد السلطة في الاستانة
حيث سمح الحاكم العثماني الجديد لليهود بالهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضي فيها
مما فتح الباب أمام المنظمات الصهيونية للبدء بالنشاط العملي
على نطاق واسع حتى سقطت الخلافة رسمياً سنة ( 1924).

في المقابل: الدور العربي
كان العرب وقبل صدور الوعد مباشرة مشغولون في قتال الدولة العثمانية/تركيا
تحت مسمى الثورة العربية فتحالفوا مع بريطانيا تحديدا من أجل هذا الغرض
ومارست بريطانيا بدورها سياسات الخداع والمراوغة
والوعود البراقة بالإستقلال والحرية والإنعتاق التي لم يتحقق منها شيء.

أما بخصوص ما نحن فيه فقد كان الناطق العربي الوحيد الذي له شأن وسلطة
فيصل بين الحسين الذي قدم احتجاجاته بإلحاح
وقد نفض أولاً يديه، في رسالة رسمية إلى الحكومة البريطانية
بعد تسرب معلومات من مصادر يهودية بأنه
"أقر" لهم بسياسة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين
وقال في رسالته:
"إن كل ما اعترفت به هو أن أؤمن حقوق اليهود في تلك البلاد
بالقدر الذي أؤمن به حقوق السكان العرب المحليين".
وجلب الانتباه إلى معارضة سكان عرب فلسطين القوية
وأكد وجهة النظر العربية
بأن فلسطين هي ضمن المناطق التي وعدت بريطانيا بمنحها الاستقلال
وعبر عن ثقته بأن ذلك الوعد البريطاني لا يلغيه وعد لاحق للصهيونيين.
وأضاف أن والده (الشريف حسين) مخول
حتى بمقتضى اتفاقية سايكس – بيكو
أن يؤخذ رأيه بصدد مستقبل فلسطين، لكنه، ومما يثير للدهشة
لم يشر إلى الرسالة البريطانية إلى والده التي تلقاها بواسطة "هوغارت"
والتي جعلت الوعد لليهود خاضعاً لحرية عرب فلسطين السياسية والاقتصادية.
وختم فيصل رسالته قائلاً:
إذا ما أمكن الإبقاء على وحدة سوريا وفلسطين
"فبوسعنا أن نتوصل إلى حل يؤمن مصالح جميع من يهمهم الأمر" .
أما الشريف حسين فقد غرق حتى أذنيه في الوعود والمراسلات
التي عرفت بمراسلات "حسين-مكماهون" في تشرين أول/أكتوبر 1915
والتي إستطاعت بريطانيا من خلالها تخديره ومن معه حتى تطبيق المخطط الرهيب.
في المقابل، يلاحظ أن الفلسطينيين
كانوا يصرون على اعتبار فلسطين جزءاً من سورية الكبرى
ويرفضون تجزئة النضال، أو طرح مطالب إقليمية خاصة بهم
على الرغم من خصوصية قضيتهم لاختلاف الخطر عليهم عن بقية أبناء سورية الكبرى
حيث إنهم كانوا مهددين بالهجرة اليهودية إلى بلادهم
بينما كانت بقية الأقطار العربية تعاني من الاستعمار البريطاني او الفرنسي
من دون أن تشكل الهجرة اليهودية أي تهديد ضدها.

لكن كيف إستطاعت الحركة الصهيونية بلورة المشروع الإستيطاني؟
وما هي الخطوات التي أوصلتها لإنتزاع وعد بلفور المشؤوم وما ترتب عليه؟
هذا ما ستشرحه النقاط السريعة التالية:

·رغم أن جذور إنشاء وطن لليهود سبقت بعقود الحركة الصهيونية
إلا أن بدايات تنفيذ المشروع لم تتبلور إلا بهذه الحركة العنصرية الإستيطانية،
والتي لم تترك بابا إلا طرقته ومشت حسب برنامج واضح
وبخطوات سنوية محددة لم تخلو من الخلافات والنزاعات
التي كانت تصب أساسا حول التطرف وسرعة تحقيق "الحلم" الصهيوني.

·الحركة الصهيونية، كجسم سياسي منظم
هي من صنع تيودور هيرتزل (1860 ـ 1904)، اليهودي المجري
الذي نشر في سنة 1896 كتابه "دولة اليهود"
وعرض فيه مفهومه لجذور "المسألة اليهودية"
وبالتالي وجهة نظره في حلها، عبر انشاء "امة يهودية" مستقلة
على ارض تمتلكها. والمنظمة التي اسسها في المؤتمر الصهيوني الاول
(بازل،1897) كانت من اجل تحقيق ذلك الهدف
ومن خلالها تحرك هيرتسل بين الجوالي اليهودية
كما على الساحة السياسية الدولية، داعياً الى مشروعه
كما بينّا سابقا، بينما يقر في مذكراته بانه
"يدير شؤون اليهود من دون تفويض منهم لكنه مسؤول ازاءَهم عما يعمل."
وفي المحصلة، فانه رأى في المسألة اليهودية قضية دولية
وعليه، يجب حلها في هذا الاطار، ومن على منبر السياسة الدولية.
وادعى ان مسألة اليهود في العالم تخص جميع شعوبه
وبالتالي فعلى الامم المساهمة في حلها
وواجبه هو وضع المسألة في جدول أعمال السياسة الدولية
الامر الذي يستلزم اقامة هيئة منظمة لذلك الغرض.

·المؤتمر الصهيوني الأول عقد في مدينة بازل
أيام 29 ـ 31 آب / أغسطس 1897
بحضور 204 مندوبين "ثلثهم من روسيا"
ومنه انطلقت الصهيونية السياسية وخرجت الفكرة الإستيطانية إلى حيز التنفيذ.

·المؤتمر الثاني: عقد هذا المؤتمر في بازل ايضاً
ايام 28 ـ 31 آب/ أغسطس1898، وحضره 349 مندوباً
يمثلون 913 اتحاداً صهيونياً محلياً
قرر المؤتمر تأسيس صندوق الاستيطان اليهودي
كما أعيد انتخاب هيرتزل رئيساً للمنظمة
ونوردو نائباً له، و تقرر ان يتمثل كل 400 عضو في اتحاد صهيوني
يدفعون الشيكل، بمندوب واحد الى المؤتمر الثالث،
بدلاً من كل 100 عضو للمندوب الى المؤتمر الثاني.
كما أسست في هذا المؤتمر "جمعية التخاطب باللغة العبرية".

·المؤتمر الثالث: عقد في بازل ايضاً ايام 15 ـ 18 آب/ اغسطس1899
وافتتح هيرتزل المؤتمر بتقرير عن لقاءاته مع قيصر المانيا،
فيلهِلْم الثاني في القسطنطينية (8تشرين الاول/أكتوبر 1898)
ثم في القدس (2 تشرين الثاني/نوفمبر1898).
اتخذ المؤتمر قراراً بمنع استعمال اموال الصندوق لعمليات خارج فلسطين وسورية
كما اقر عدداً من الانظمة الداخلية المتعلقة بالجهاز الاداري
وتقسيم العمل بين هيئات المنظمة.

·توالت بعدها المؤتمرات واللقاءات
وفي كل سنة كانت المنظمة الصهيونية تسجل إنجازا جديدا
نحو تحقيق الهدف بإنشاء وطن قومي لليهود
حتى افتخر زملاء هرتسل وتلامذته بأن إنجاز الزعيم الصهيوني
تلخص في أنه "جعل الصهيونية عاملاً سياسياً تقر به دول العالم (الكبرى)
وتبجح ماكس نوردو زميل هرتسل الأقرب في خطابه
أمام المؤتمر الصهيوني السادس (بال- 24 آب/ أغسطس 1903)
بأن أربع دول هي أعظمها وتسيطر على الكرة الأرضية أعربت عن عطفها
إن لم يكن على الشعب اليهودي فعلى الأقل على الحركة الصهيونية
الإمراطورية الألمانية أعربت عن عطفها..
بريطانيا قرنت عطفها بالاستعداد العملي لتساعد الصهيونية..
الحكومة الروسية (القيصرية) أعلنت خططها لمساعدتنا...
والولايات المتحدة اتخذت خطوات دبلوماسية
توحي بالأمل بأنها ستكون عطوفة حين يحين الوقت.

·لم يتوقف دور المنظمة الصهيونية بعد موت هرتزل
بل إستمر بنفس الوتيرة ولنفس الهدف
وبعد اتفاقية سايكس - بيكو (1916)
التي حصلت فرنسا بموجبها على أجزاء من سوريا وجنوب الأناضول
وعلى منطقة الموصل في العراق
وحصلت بريطانيا على أراضي جنوب سوريا إلى العراق
شاملة بغداد والبصرة والمناطق الواقعة بين الخليج العربي
والأراضي الممنوحة لفرنسا وميناءي عكا وحيفا
أما بقية مناطق فلسطين اتفق على أن تكون دولية.
في أعقاب تلك الاتفاقية عمد قادة الحركة الصهيونية
وعلى رأسهم اللورد روتشيلد وحاييم وايزمان
لاجراء اتصالات مع بريطانياأدت إلى إصدار وعد بلفور
وكان من الأسباب التي دفعت بريطانيا للموافقة على الوعد
هو أن تكون الدولة اليهودية خط الدفاع الأول عن قناة السويس
واستمرار تجزئة الوطنالعربي.
إستمرت الضغوطات الصهيونية والمؤامرات الدولية دون توقف
ومرت بعدة مراحل تمهيدا لصدور وعد بلفور المشؤوم
وبمشاركة الجميع كما سبق وأوضحنا حسب تسلسل للأحداث سريع ومتلاحق
في ظل غياب بل غيبوبة عربية وإسلامية
وكان الدور البريطاني في هذه المؤامرة حاسما بدعم وتأييد من الآخرين:

·ما إن وضعت الحرب تركة الإمبراطورية التركية على جدول الأعمال
حتى تقدم هربرت صموئيل الذي اشترك في الوزارة البريطانية في هذه الفترة
وكان أول مندوب سام بريطاني في فلسطين فيما بعد بمشروع
يقوم على ضم فلسطين إلى الإمبراطورية البريطانية
وزرع ثلاثة أو أربعة ملايين يهودي فيها
وبذلك يتحقق حلف بين الفريقين يخدم مصالح بريطانيا
·وفي هذا الوقت بالذات في نهاية عام 1914
ومطلع عام 1915 كان حاييم وايزمن يكتب لأحد أساطين الإمبرياليين س.ب.
سكوت محرر مانشستر غارديان:
"في حالة وقوع فلسطين في دائرة النفوذ البريطاني
وفي حالة تشجيع بريطانيا استيطان اليهود هناك..
فستستطيع خلال عشرين أو ثلاثين سنة من نقل مليون يهودي أو أكثر إليها
فيطورون البلاد ويشكلون حارساً فعالاً يحمي قناة السويس"
(كتابه التجربة والخطأ طبعة نيويورك شوكن 1966 ص 149).

·كتب رئيس وزراء بريطانيا هربت اسكويث في كتابه
"شكريات وتأملات 1852-1928"
تحت التاريخين 28 كانون الثاني/ يناير و 13 آذار/ مارس 1915
يصف بعض ملامح مشروع هربرت صموئيل
ولاحظ أن "الغريب في الأمر أن يكون نصير المشروع الوحيد الآخر (في الوزارة)
لويد جورج ولا حاجة بي للقول انه (لويد جورج) لا يهتم بالمرة باليهود
لا بماهيتهم ولا بمستقبلهم ولكنه يعتقد
أنه من انتهاك الحرمة السماح بانتقال الأماكن المقدسة (في فلسطين)
إلى حوزة أو حماية "فرنسا اللا إدارية الملحدة"(الجزء 2 ص 71 و 78).
لقد تعلم الإمبرياليون منذ وقت طويل تغليف مطامعهم بغلافات الحماس الديني
والقلق على مصيره. فلويد جورج،
وفي عهد رئاسته الوزارة صدر وعد بلفور.
كان في هذا الوقت المبكر من الحرب يرى فائدة العامل الصهيوني
في ضم فلسطين للإمبراطورية البريطانية بشكل من الأشكال.
وفي سبيل ذلك كان مستعداً أن "يمنح الأماكن المقدسة لليهود
" حماية لها من "فرنسا اللا إدارية الملحدة"!!

·كما كتب لويد جورج الذي رأس الوزارة البريطانية
في الفترة الأخيرة من الحرب وبعدها في كتابه
"الحقيقة حول معاهدات الصلح" (لندن 1938 المجلد الثاني ص 1115) :
ان نوايا الدول الحليفة بشأن فلسطين حتى عام 1916
جسدها اتفاق سايكس- بيكو بموجبه "
كانت البلاد ستشوه وتمزق إلى أقسام لا تبقى هناك فلسطين".

·كان وزير الخارجية البريطانية عام 1917
من أكثر المتحمسين للفكرة الصهيونية
وحاول إقناع أعضاء الحكومة في إجتماعهم يوم 04/10/1917
بأن يهود روسيا وفرنسا يدعمون فكرته بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين
معتمدا على تقارير من الصهاينة المقيميين في لندن
ومتجاهلا التقارير الرسمية من مندوبي وسفراء الحكومة في مواقع الحدث.

·وفي اجتماع الوزارة البريطانية بتاريخ 31 تشرين الأول/ أكتوبر
أوضح بلفور نفسه ما يفهمه من التعبير
"وطن قومي يهودي".
يعني شكلاً من أشكال الحماية البريطانية أو الأمريكية أو غيرهما
ستتوفر لليهود في ظلها مرافق وتسهيلات كافية
تتيح له بناء مقومات خلاصهم الذاتي
فيرسون بالمؤسسات التربوية والصناعية
قواعد مركز حقيقي للثقافة القومية وموئلاً للحياة القومية
وهو لا ينطوي بالضرورة على تأسيس دولة يهودية مستقلة في أمد قريب
إذ يتوقف هذا الأمر على التطور التدريجي وفقاً لسنة التطور السياسي المعهودة" .

هذه بإختصار مراحل الوصول لوعد بلفور الذي نسمع به كل عام
ولم نقرأ أو نسمع يوما عن الأحداث والمؤامرات التي أوصلتنا إليه.
لكن يبقى السؤال: هل إنتهت المؤامرة بصدور القرار أو الوعد؟
الإجابة بكل تأكيد لا
ورغم أن الموضوع كان من المفترض أن ينتهي بحلول يوم 02/11/1917
إلا أنني أستميح القاريء عذرا
لأستمر قليلا في الفترة التي تلت الإعلان/الوعد مباشرة
لنعلم جميعا أن الجميع دون إستثناء شارك ويشارك في المؤامرة علينا
وإليكم باقي القصة:

·نص الوعد/الإعلان: نشر في الصحف البريطانية
صباح (23 من المحرم 1336هـ : 8 من نوفمبر 1917م) وكان نصه:

وزارة الخارجية
2 من نوفمبر 1917م
عزيزي اللورد "روتشلد"
يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة
التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية،
وقد عرض على الوزارة وأقرّته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف
إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين
وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية
على أن يكون مفهومًا بشكل واضح
أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية
التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين
ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.
وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور

·لقد حاول الكثيرون تبرير هذا الوعد بنظريات أسخف من السخف
لتضليل الرأي العام عن الهدف الحقيقي المتمثل في المشروع الصهيوني
الإستيطاني،
إن بعض النظريات السخيفة حول دوافع بريطانيا لإعلان الوعد
بإقامة وطن قومي يهودي في فلسطين
ساعدت على تشويه الرؤيا والتشكيك بمحركات الوعد الحقيقية.

·ومن هذه النظريات أن بريطانيا أصدرت الوعد
اعترافاً منها بخدمات البحاثة حاييم وايزمن
في اكتشاف الاسيتون الاصطناعي (الحيوي جداً) في أدق مراحل الحرب.

·وتروي الأسطورة أن لويد جورج رئيس الوزراء البريطاني آنذاك
سأل وايزمن "بماذا يستطيع أن يكافئه" فأجابه وايزمن "اصنع شيئاً لشعبي"
"فتأثر" أساطين الإمبراطورية وأصدروا الوعد.
(حتى البحاثة المعاصر ميخائيل بار زوهر يقبل هذا التعليل
في كتابه "النبي المسلح" حياة بن غوريون ص 33).

·وهناك النظرية الإنسانية التي روجها صاحب الوعد نفسه اللورد بلفور
الذي زعم أن اليهود تعرضوا في أوروبا للطغيان والتعذيب
ولذلك كان الوعد تكفيراً عن الجرائم التي ارتكبتها أوروبا بحقهم.
(خطابه في مجلس اللوردات البريطاني في 21 حزيران/ يونيو 1922
كما أورده كريستوفر سايكس في كتابه
"مفترق الطرق إلى إسرائيل" ص 18-19).

·وأبرز لويد جورج في كتابه "الحقيقة حول معاهدات الصلح"
بعض هذه العوامل
فأكد مثلاً أن بعض ما حفز بريطانيا إلى إصدار الوعد المعلومات
بأن قيادة أركان الجيش الألمانية في 1916
ألحت على الأتراك أن يلبوا مطالب الصهيونيين
بشأن فلسطين (ص 1116).
وان الحكومة الألمانية كانت في أيلول/ سبتمبر 1917
تبذل مساعي جدية للاستيلاء على الحركة الصهيونية (ص 1121).
واستطرد ان جمعية يهودية ألمانية تأسست في كانون الثاني/ يناير 1918
بعد وعد بلفور وان الوزير التركي طلعت، بإيعاز من الألمان
وعدها وعداً واهياً لتحقيق رغبات اليهود العادلة في فلسطين.

·ولكن العامل المقرر في نهاية المطاف
كان مصلحة الإمبريالية البريطانية لا الآنية فقط بل البعيدة المدى
وهذا ما أعربت عنه الصحافة البريطانية البرجوازية
في الفترة التي سبقت الوعد وأعقبته
فتحت عنوان "سياسة بريطانيا في فلسطين- ضرورة عبرية بريطانية
" كتبت ساندي كرونيكل": 0
و مازالت فلسطين الأبية الصامدة تنتظر النصر و تتعطر أرضها بدماء شهداءها الأبطال

موطني موطني
الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك
والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك

هل أراك
سالماً منعماً وغانماً مكرماً
هل أراك في علاك تبلغ السماك

موطني موطني
الشباب لن يكلّ ، همّه أن يستقلّ أو يبيد
نستقي من الردى ولن نكون للعدى كالعبيد

لا نريد
ذلنا المؤبدا وعيشنا المنكدا
لا نريد بل نعيد مجدنا التليد

موطني موطني
الحسام واليراع لا الكلام والنزاع رمزنا
مجدنا وعهدنا وواجب إلى الوفا يهزنا

عزنا
غاية تشرّفُ وراية ترفرفُ
يا هَناك في علاك قاهراً عِداك

موطني

ابراهيم طوقان