لآلىء سوداء، لآلىء رمادية أو لآلىء تاهيتي: أسماء ساحرة من شأنها أن توحي بفرادة وندرة هذه الجوهرة التي مصدرها البحر. وتنمو لؤلؤة تاهيتي هذه، هدية الإله "أورو"، ملك السماء، وتكبر بالشكل واللون في أعماق مياه بحيرات بولينيزيا الفيروزية اللون. وكجوهرة الجزر المرجانية السرية لطالما اعتبرت لؤلؤة تاهيتي رمزاً ملوكياً عظيماً.

تتألف من مادة طبيعية هي في الواقع تزاوج حيواني معدني. مزروعة من قبل الإنسان، تبقى لؤلؤة تاهيتي الشاهد على الحوار المستمر بينه وبين العناصر. محضونة منذ طفولتها في رحم الصدفة الأم ذات الشفاه السوداء، تعمل بصبر على إكمال جمالها لمدة سنتين كاملتين. يراقبها المزارع دورياً تماماً كما يراقب الأب الحنون نمو طفله اليانع، فإذا كان الطقس عاصفاً عمل على دفعها إلى مستوى أكثر عمقاً في مياه البحيرة وإذا مال الطقس إلى الحرارة، نقلها برفق إلى مكان أكثر برودة وانتعاشاً.

تخرج لؤلؤة تاهيتي المزروعة من محارتها كاملة خلابة فلا تحتاج إلى نحت أو قولبة بل ما يبرز سحرها بين باقي الجواهر التي تليق بها. وهكذا ليس أمام مزارع بولينيزيا إلا أن يعهد بهذا المخلوق الإلهي إلى أيدي امهر الجواهريين، الذين يعرفون كيفية إبراز جمالها الملوكي.

مارتين كويرولي



قصص وأساطير اللؤلؤ


لعصور خلت كانت تاهيتي وجزرها أشبه بفردوس أسطوري. واليوم تنمو في مياه بحيراتها الفيروزية اللون، إحدى أروع مخلوقات الطبيعة. هي لؤلؤة تاهيتي السوداء، جوهرة البحر و رمز الطهارة والكمال. و قبل أن يكتشف الغربيون تاهيتي بوقت طويل، اشتهرت اللؤلؤة السوداء بقيمتها وندرتها الاستثنائيتين خاصة بعد استعمالها في ترصيع مجوهرات الملوك و النبلاء في العالم. هكذا عرفت اللؤلؤة الطبيعية السوداء باسم "لؤلؤة الملكات" و "ملكة اللؤلؤ" و أثارت روعتها تساؤلات كثيرة بين الشعوب وعلى مدى قرون من الزمن. وقد أدى النقص في المعلومات العلمية بالناس إلى ابتكار الأشعار و الأساطير. فالصين القديمة تعتقد بأن اللآلىء إنما ولدت في عقل التنين.

لطالما اعتبر الصينيون القدماء اللؤلؤة السوداء الطبيعية رمزاً للحكمة والمعرفة، لهذا كانوا يحفظونها بين أسنان التنين. لقد ربط الكتاب الهنود اللآلىء بالغيوم، الفيلة، الأفاعي، الخنازير البرية، الأسماك واحياناً المحارات. بينما اعتقد الإغريق والرومان بان اللآلىء تولد من قطرة مطر أو ندى، تلتقطها المحارات. أما الفرس فقد اعتقدوا أن اللؤلؤة الغير مستديرة الشكل إنما سببها الطقس العاصف. وغير ذلك من الأساطير المنوعة التي تقول أن اللآلىء تنتج عن لقاء قوس القزح بالأرض.

في الشرق تنسب اللآلىء إلى دموع الملائكة، الحوريات أو أقزام الروايات. تخبر أسطورة شرقية كيف أن دموع آدم وحواء كونت بحيرة أعطت الحياة للآلىء - بيضاء أو زهرية من دموع حواء، وأخرى أغلى وأندر من اللون الرمادي أو الأسود من دموع آدم. لماذا هذا الفرق؟ تقول الأسطورة أن الرجل يدرك أكثر كيفية التحكم بأحاسيسه، لذلك فدموعه أكثر ندرة وبالتالي أكثر قيمة. وتفيد أسطورة بولينيزية قديمة تناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، أن الإله أورو البولينيزي، اله الحرب والسلم، نزل إلى الأرض على ظهر قوس قزح وقدم للإنسان هدية، هي عبارة عن نوع مميز جداً من المحار.


البحيرة واللآلئميتشل رودنيتسكا >




لقرونِ خلت ، أفاقت تاهيتي وجُزُرها جنات أسطورية. اليوم، أحدى مخلةقات الطبيعة الرائعة تنمو في البحيرات بِلَونِ الفيروزَ في هذه الجُزُرِ وأخاديدها المرجانية. هذه المخلوقة هي لؤلؤة تاهيتي السوداء، جوهرة البحرِ و رمز حيّ مِن النقاوة والكمال.

قبل فترة طويلة اكتشف الغربيون تاهيتي، وكان للؤلؤة السوداء عِنْدَها سمعة واسعة للقيمة والندرة الإستثنائية، ساهم فيها إستعمالها في مجوهرات الملوك والنبلاء في العالم.
في حد ذاتها، كانت لؤلؤة تاهيتي السوداء الطبيعية معروفة ب"لؤلؤة الملكاتِ" و" ملكة اللآلئِ"، وقد أثارت أعجوبتها العديد مِنْ الأسئلةِ بين الناسِ، قبل قرون. لكن قلة معرفتهم العلمية قادتْهم إلى ابتداع الأساطير والشعر.



الأساطير اللؤلؤية البارعة
هكذا، إعتقدَ الصينيون القدماء بأنّ اللآلئ قد ولدت من أدمغة التنينات. في الصين الإمبراطورية، كانت لؤلؤة سوداء طبيعية تعتبر رمزاً للحكمةِ. لذلك كانت محروسة بين أسنانِ تنين.
رَبطَ الكُتّابُ الهندوسُ اللآلئ بالغيومِ، الفيلة، الأفاعي، الخنازير البرية، الأسماك وأحياناً بالمحارِ. إعتقد اليونانيون والرومان أن اللآلئَ ولدت مِنْ قطرات المطر أَو الندى التي جمعها المحار. إعتقدَ الفُرْس بأنّ لؤلؤةَ ناقصةَ كان بسبب رعد السماء. وهناك نسخة أكثر ألواناً تَقُولُ أن اللآلئَ نتيجة إجتماع قوس قزح بالأرضِ.


اللآلئ جاءتْ مِنْ دموعِ الملائكةِ
في المشرقِ، تَرتبطُ اللآلئ بدموعِ الملائكةِ، حوريات بحر أَو الحوريات أسطورية. تُخبرُ أسطورةُ سيلان كَيفَ ان دموع آدم وحواء خَلقت بحيرة ولدت فيها اللآلئَ - لآلئ بيضاء أَو وردية مِنْ دموعِ حواء، ورمادية نادرة وأكثر ثمناً ولآلئ سوداء مِنْ دموعِ آدم. لماذا الإختلاف؟ يَعْرفُ الرجلُ بشكل أفضل كَيفَ يُسيطرُ على عواطفِه، طبقاً للأسطورةِ. لذا، دموعه أكثرَ قيمة وندرة.

طبقاً للأساطيرِ البولينيزيةِ القديمةِ التي تناقلت من جيل لآخر، أورو، إله بولينيزي للحرب والسلامِ، نَزلَ إلى الأرضِ على قوس قزح ليقدم نوع خاصّ مِنْ المحارِ اللؤلؤيِ إلى البشريةِ.

هدية أورو
ميتشل رودنيتسكا
يقدم لؤلؤةً إلى أميرةِ بورا بورا



تاريخ لؤلؤة تاهيتي السوداء



في الوقت الذي اكتشف فيه الغربيون تاهيتي (1767)، كَسبتْ اللؤلؤةَ السوداءَ الطبيعيةَ سمعة في أوروبا وفي كل مكان آخر ك"لؤلؤة الملكاتِ" و" ملكة اللآلئِ".

كاثرين العظيمة في روسيا (1729-1796) كَانَ عِنْدَها عقد مِنْ 30 لؤلؤِة سوداء، تزن أكبرها 3.9 غرام. في نفس العهد كان التاج النمساوي مرصعاً ب30 لؤلؤة سوداء. الإمبراطورة الفرنسية يوجيني (1826-1920)، قرينة نابليون الثّالث مِنْ 1853-1870، كَانَ عِنْدَها عقد من اللآلئِ السوداءِ. وجواهر التاجِ الروسيةِ تَضمّنتْ عقد مَع قطعة مركزية هي لؤلؤية سوداء دُعِيتْ أزرا.


جناح كورتيز
أكدت كتابات الأسبقين الأوروبيين لحوَّالي القرن الثامن عشر بأنّ المحارِ اللؤلؤيِ نَما في كافة أنحاء بولينيزيا، مبطلة بذلك تقاريرَ مُعَمَّمةَ مفادها بأنه لا وجود لمحار لؤلؤ في جُزُر أسترال.

وقد لحظ كاتب مجهول "بأنّ بين الاصداف الغير معدودة التي وَجدتْ على الشواطئِ في جُزُرِ ماركساسMarquesas. . . بنتادين أَو صَدَفَة لؤلؤية، الذي لا يَظْهر بأنها كَانت قَدْ إستغلّت بعد كما في سيلان."

وقد أكد كاتب آخر، إل . رولن، وجودَ محار ماركسان اللؤلؤي، "نادر نسبياً، وجدَ خصوصاً على الساحل الشمالي لTahuata."
أما جيِم موريسون، أحد هؤلاء الزوّار الأوروبيين الأوائِل، فقد لاحظَ حضورَ المحار اللؤلؤي في Tubuai في أرخبيلِ جُزُرِ Austral. لكن بالرغم من وفرتها، لم تكن المحارات اللؤلؤية تحملُ أيّ لآلئ داخلها.
وعلى العكس، أشار الكثير من كُتِب القرن الثامن عشر الى وجودِ المحار اللؤلؤي في Tuamotus.


لا معلوماتَ عن تجارة اللؤلؤ مِنْ العهدِ قَبْلَ الأوروبيِ

بينما نجِدُ بِضْع كتابات حول إكتشاف المحار اللؤلؤية مِن قِبل الزوّار الأوروبيين الأسبقين إلى هذه الجُزُر، ليس هناك عملياً أي معلوماتَ متوفرة حول العهدِ ما قَبْل الأوروبي. والكتابات الأوروبية التي نجِدُ مِنْ تلك الفترةِ هي أكثر إثارة منه غنى بالمعلومات المفيدةِ.

نحن نَعْرفُ، على أية حال، أن البولينزيين القدماء قد قدروا الجمال الطبيعي ونوعيات المحارات اللؤلؤيةِ. البعض إستعملوا للأغراض التزيينية، مثل الحُلي. آخرون استعانوا بها للإستعمال العملي كصنع أدواتِ بيتية وخطّافات سمكِ. والجدير بالذكر أن المحار اللؤلؤي قد إستعملَ كذلك كغذاء أثناء فترات المجاعة الطويلة.

لكن الجمع المُنظَّمَ للأصداف اللؤلؤية لَمْ يُطوّرْ حتى أوائِل القرن التاسع عشرِ، وبشكل رئيسي كنتيجة لزيَاْرَة الجوَّالين والتُجّارِ الأوروبيين وتحفيزهم. وكانت الأصداف اللؤلؤية من هذه الجُزُرِ، وهي الأكثر جمالاً في العالمِ، تمثّلَ أرباحَ متوقعة كبيرةَ لهؤلاء التُجّار. وقد أصبحت هذه حقيقيةَ راسخة خاصة بعد أن استنزفت مصادرِ سابقةِ أخرى في البحر الأحمرِ، الخليج الفارسي والكاريبية وخارج ساحل فينزويلا وكانت تلك التي في أستراليا وأندونيسيا لم تكتشف بعد.


جمع الصَدَفَ اللؤلؤيِ يبدأ عصره الذهبي في 1820
في الواقع إنه في عام 1820 بدأ جمع الأصداف اللؤلؤيةِ يصبح عملية تجارية كبيرة وحقيقية. تلك كَانتْ نفس الفترةِ التي نما فيها الجمع ليصبح عملاً.

جُهود كبيرة بذلت لتحويل أرخبيلِ Tuamotu إلى مكانَ لقاء للإنجليز، الأمريكيين والتُجّار البلجيكيين حتى. وكان الغوص من أجل المحار اللؤلؤي يجري مِن قِبل السكّانِ أَو مِن قِبل الغوّاصين مِنْ جزيرةِ Pitcairn، جُزُر كوك، فالمصدر يَعتمدُ على الكاتب والمدون في تلك الفترة.
أما الأكثر أهميةً فقد كَانَ سمةَ ذلك الغوص اللؤلؤيِ الذي التصق بالأجانب، بَعْدَ أَنْ خَلقَ فرص جديدة مِنْ العمل في المحيط الهادي. النتيجة كَانتْ عدداً متزايداً مِنْ الغوّاصين المحترفينِ لمُجَاراة الطلب المستمر التّزايدَ.


كانت الكحول الوسيلة الأكثر شيوعاً لدفع الأجور.
كما كان الغوّاصون يتقاضون أجورهم بالبنادقِ، المساحيق، الالبسة، السكاكين وأدوات أوروبية أخرى. لكن الأكثر شيوعاً كان الكحول.

وفي بعض الأوقاتَ كانت عرباتَ بينَ جزيرةَ محمّلة بالمحارات اللؤلؤيةِ تتعرض للهجوم والسلب مِن قِبل سكنةِ جزيرة Tuamotuan. وقد حدد لهذه الأعمال سببان:

أولاً، كان المكتشفون الأوروبيون في القرونِ السابعة عشرةِ والثامنة عَشَرةِ مُسلَّحين بشكل جيد جداً ويبقون لوقتِ قصير لا يسمح للبولينيزي المحليّ بشَنّ هجوم. أما السُفنَ المخصصة لتجارة الأصداف اللؤلؤيةِ فلم تكن مسلّحة كما كانت إقامتها تَدُومُ عِدّة شهور.

ثانياً، تكون عربات التجارة بالغة الحمولة بالسلعِ التي استقدمت من أجا المقايضة. ومن السّهل إذاً فَهْم أهمية إقتناء هذه السلع بالنسبة لهؤلاء الناس الأصليين.



الضريبة على المحارات اللؤلؤيةِ في 1825

كانت الدافع وراء مثل هذه الهجمات كَانتْ محليّاًَ، حتى من أحد أفراد العائلة المالكة. وإحدى أفراد العائلة المالكة كانت تنَظر إلى جمع أصداف اللؤلؤ كمصدر دخل مهم يذهب الى أيدي التُجّار الأجانب، وهي "Pomare Vahine "، الذي كَانَ الوصية على تاهيتي فيما Pomare الثّالث كَانَ تحت السن.

لذا، أَمرَت في 1825 بأنّ تجمع ضريبة على الأصداف اللؤلؤيةِ، التي لا تُجْمَعَ بدون رخصة ملكيةِ. وقد أدى ذلك الى ضبط كُلّ سفينة تَنتهكُ ذلك المرسوم، خصوصاً في أرخبيلِ Tuamotu.
في هذه الأثناء، أصبح جمع الأصداف اللؤلؤيةِ عملاً مُنْتِجاً جداً، وتعود الحسابات الأولى إلى 1802. وكانت أرياف البحيرات غنية بالأصداف اللؤلؤية وما كان على القاطف إلا أن يغوص حتى خاصرته في الماءِ لكي يَجْمعَ مِئاتَ الكيلوات في اليوم، طبقاً لأحد الحسابات المكتوبة.


900 الى 1000 طن من الاصداف اللؤلؤيةِ تجمع سَنوياً
أثناء بَعْض السَنَوات، مثل 1839، على سبيل المثال، 900 طن مِنْ المحارِ جُمِعتْ. في 1862، جمع ما مجموعه 1,000 طن.
وقد إستعملتْ طريقةُ فعالة وهي تقضي بقيام ثلاثة زوارق مليئة بحوالى 30 غوّاص بنشرهم على البحيرة. وقد أتت النتيجة بحوالى طَنّ مِنْ المحارِ اللؤلؤيِ في اليوم وعن عمق 13 ضربة مِنْ قاعِ البحيرةِ، بالرغم من أنّهم عادة ما يوجدون فقط عن خمس ضربات مِنْ القاعِ.
كان كُلّ غوّاص يبقى تحت الماءَ من ثلاث الى أربع ثواني، ويجلب ثلاثة الى أربعة محارات كُلّ غوصة. في تلك الأيامِ، كان السعر الذي يدَفعَ مقابل الطن مِنْ المحارِ اللؤلؤيِ في لندن يرتفع الـ13 لويس ذهبية.

أحد الكُتّاب الأوروبيين في ذلك العصر كتب عن غوّاص كان بإمكانه أن يَبْقى تحت الماء تقريباً لدقيقتين ما يَسْمحُ له بتَجميع ستّة الى ثمان محارات.


العديد مِنْ البحيرات أفرغتْ بحلول الـ1880
لم يكن الغوّاصون يلبسون شيئاً لحِماية أيديهم. كَانَ عملاً شاقّاًَ، يَتضمّنُ أخطارَ كبيرة على الصحةِ، مثل الطرشِ، الشلل الجزئي وخصوصاً الإشارات الأولى للجنون.
نما جمع الأصداف اللؤلؤية بقوة بين 1845 و1879. لكن بحلول 1880 كانت البحيرات قد أفرغت بإستثناء تلك الأكثر بعداً.

نتيجة ذلك كان لا بُدَّ للغواصين من أنْ يَذْهبوا أعمق وأعمق. ولسخرية القدر إجتاحت الأعاصير الجزر المرجانيةَ وأرض الجزر في نهايةِ القرن التاسع عشرِ وساهمتَ في إعادة ملء البحيرات. بفضل تلك العواصف، غُطّيتْ البحيرات بجذوع أشجار جوز الهند وقِطَع الخشب والحجارة، وقد عملت جميعها على دعمِ فعلي للمحار.


لم تعرف الأوقات القديمة جمع اللؤلؤ
أما بالنسبة إلى اللآلئِ بحد ذاتها، فلم يكن هناك أيّ جمع حقيقي للؤلؤ في هذه الجُزُر في الأوقات القديمة. بدلاً مِن ذلك، كانت اللؤلؤة في ذلك الوقت توجد الغالب عرضياً.

لآلئ من Tuamotus تستعمل للتبادل التجاري مَع تاهيتي
على أية حال، لم يكن هذا حقيقياً في أرخبيلِ Tuamotu، حيث عَرفَ الناسَ قيمة اللآلئ التجارية بالإضافة إلى قيمتها التزيينية. إلا أن اللآلئَ إستعملتْ في التجارةِ مَع أهل تاهيتي مقابل الحصول على بعض الأدوات المفيدةِ كفؤوس البازلت، التي لا تَوجدُ على الجزر المرجانية.



العائلة المالكةَ تتابع بشكل دائم تقريباً تجارة اللؤلؤ
لَمْ يتطوّرْ جمع اللؤلؤ حتى بِداية القرن التاسع عشرِ. في تلك الأيامِ، لم تكن محارات اللؤلؤ تفتح إلا في حضورِ الناسِ مِنْ هذه الجُزُر. وكانت 20 طنَ مِنْ المحار تنتج ما معدله فقط باوند واحد من اللآلئ. وفي تلك الأيامِ كان باوند اللآلئ يساوي 100 لويس ذهبية، ذلك أن قيمة اللآلئَ كانت متفاوتة ونوعيتها مختلفةَ لدرجة كبيرة، طبقاً لأحد الكتاب.

أثناء عهدِ Pomare في تاهيتي، أقحمت تجارة اللآلئ العائلة المالكةَ بشكل دائم تقريباً.
مرَّة أو مرَّتين في السَنَة، كانت زوارق إبْحار بولينيزيةِ كبيرةَ ترسل مِنْ تاهيتي إلى جزر Tuamotu المرجانية. كان الناس الذين يَعتاشون على الجزر المرجانية يتاجرون بالأصداف واللآلئ وسلع محليّة أخرى مثل الأحجار والفؤوس الجديدة المصنوعة من البازلت.


اللآلئ مقابل الأجسام المعدنية
استمرت مثل هذه التبادلات حتى بعد وصول الأوربيين الأوائل. ولم يكن الإختلاف الرئيسي إلا باستبدال تلك الفؤوسِ المصنوعة من البازلت بالسلعِ الأوروبيةِ الصنعِ، مما يفسر كيف انتشرت المعادن في كافة أنحاء الجُزُر.
ومن أحد الأمثال التي كَتبت في تلك الأيامِ أن سفينة حربية كبيرة قد زارتْ تاهيتي مرتين أو ثلاث مرات في السّنة. كانت الأصداف واللآلئ تقايض على إحدى الجزر بالمساميرِ والمواد الحديديةِ. وهذه السلع الأوروبية كانت موضوع تجارة لاحقة بعد ذلك على الجُزُرِ الأخرى التي كَانتْ أكثر بعداً.
مؤلف الكتابِ المشهورِ "تاهيتي قديمة"، تيورا هنري، أخبر عن كاهن مِنْ رايتيا في جُزُر ليوورد أحضر معه الهدايا المُخْتَلِفة تتضمن لؤلؤة لآلهة ورؤساء تاهيتي.
لكن الإكتشافَ الأكثر أهميةً كَانَ على يد كاتب أوروبي، أي. سي . كيولت الذي يُخبرُنا قصّة يعتبرها الناسِ في أرخبيلِ Tuamotu القصّة الأكثر قِدماً والتي وصلتهم من أسلافهم الذين تعاملوا باللآلئِ.


اللآلئ تُستَعملُ لدَفْع "الضرائبِ"

كانت اللآلئ في الوقت القديم في تاهيتي توازي تقريباً الرسم الأوروبي للخدمة العسكرية. في تاهيتي، كان الناسُ ينتمون إلى القبائلِ أَو الى مناطق. لذلك كان عليهم القيام ببعض الواجبات على شكلَ خدمات جَماعيةِ أَو تبرّعات. وكانت اللؤلؤة والمحارة واردتين في هذه التقديمات.
المؤرخ الأمريكي دوغلاس أوليفير، مُؤلف "مجتمع تاهيتي قديم" في ثلاثة أجزاء، كَتبَ:

". . . بالإرتباط مع بَعْض مشاريع الأعمال العشائرية، جَعلَ العديد مِنْ الأعضاء مساهماتِهم على شكل أشياء بدل الخدمات، أشياء تُستَعملُ غالباً االأشغال اليدوية. بالإضافة، وكان هناك العديد مِنْ المناسباتِ الأخرى حيث الأشياء ولَيسَ الخدماتَ كَانتْ الهدفَ المقصودَ للمساهمات من قِبل أعضاء القبيلة. من بين مثل هذه المناسباتِ كَانتْ مناسكَ الفاكهةِ الأولى الموسميّةِ، مراسم التقدير الرسمية لكبار القادة أو رؤساءِ العشائر، رسوم لأغراضِ عشائرية أَو إدارية بشكل مُحدّد، وتسليم على شكل دائم إلى رؤساءِ العشائر رفاهيات على شكل سلاحف، لآلئ، وأشياء أخرى إعتبرتْ مِن قِبل Maohis ذات أهمية وقيمةَ خاصّتين."


إيجاد اللآلئِ كَانَ ثالث أولويات الزوار الأوربيين
هكذا، أصبحتْ اللآلئَ والاصداف أغراض المقايضةِ مع وصول الأوربيين. تظهر كتابات الجوَّالين الأوروبيين الأوائل بأنّ اللآلئ والمحارات كَانتا بين أولوياتِهم الثلاثة الأكثر أهمية عندما وَصلوا إلى تاهيتي. الأولوية الأولى كَانتْ إيجاد الغذاءَ والماء أما الأولوية الثانية فكَانتْ النِساءَ.

على أية حال، أولئك الأوربيين الأوائل إكتشفوا تناقضاً كبيراً. فبينما كانت اللآلئ كجزء مِنْ الترف البولينيزي عُموماً، لم تكن هذه الحال لأولئك الذين يَعِيشونَ في أرخبيلِ Tuamotu، المكان الأكثر مناسبةً لإيجاد اللآلئِ والمكان حيث تستعمل اللآلئ كبديل للسلعِ مِنْ جُزُر سوسايتي.

من سخرية القدر، أصبحَت جُزُرُ سوسايتي معروفة ك"جُزُر اللآلئِ"، بينما لم تذكر الكتابات في تلك الأوقات أن اللآلئ جاءتْ مِن Tuamotus.


مشكلة ثُقْب لآلئِ في Tuamotus
لم تكن اللآلئ تعتمد في تبرجِ الناسِ في جزر Tuamotu المرجانية. والسبب يَبْدو تقنياً بدلاً مِنه ذَوقاً أو مزاجاً. اللآلئ مستديرة، ولذلك كان قدرها أن تُلْبَسَ. لكن لبس اللؤلؤةَ يعْني إيجاد طريقة ما لثقبها وجَعْل فتحة فيها من أجل صنع عقد، على سبيل المثال.

كان سكنة جزيرة Tuamotuan يَستعملون صَدَفَة أَو سنّ قرش لثقْب الصَدَفَة اللؤلؤية بسهولة . لكن نفس الطريقةِ لَمْ تصلح على اللآلئِ. وما كَانَ مفقوداً هو شيء معدني لحَفْر الحفرة في اللؤلؤة.

هذا يُوضّحُ لِماذا لآلئَ أصبحتْ جزءَ من التزين في جُزُرِ سوسايتي. Bora bora كَانَت المكان حيث يكمن اكتشاف "سِرَّ" كَيفَ تثْقبُ اللؤلؤة. في البِداية أُتلفتْ لآلئ كثيرة أثناء ثقبها الى أن أدرك مراقب أوروبي وجوب إستعمال نوع من المعادن في عملية الثقب. المشكلة الوحيدة كَانتْ في معرفة هذا الجسمَ المعدني ومن أين أستقدامه لأن التاهيتيون لم يكونوا بعد قد بدأوا بإنتاج معادنهم الخاصة.


وهـــذه بعض صور اللؤلؤة الســــوداء