لعل من أبرز الفروق الجوهرية بين الغرب والشرق أو بما يسمى بالدول المتقدمة والدول النامية 'المتخلفة' هي قضية البحث العلمي والتطوير، وكذلك مدى الاستخدام الجيد والفعال للتكنولوجيا المتقدمة.

ولك أن تتخيل أن شركة Richo قامت بصناعة ماكينة لتصوير المستندات وكانت تكلفتها 500 دولار ثم بيعت بـ 5000 دولار.



وهنا تبرز قضية التكنولوجيا كوسيلة لاستنزاف الدول الغير منتجة لها، وهي محصلة وانعكاس الواقع العلمي والبحثي في البلاد المنتجة والمصدرة للتكنولوجيا وكذلك المستوردة.

والأمة الإسلامية لكي تنهض لابد من أخذ زمام المبادرة في قضية التعليم الفعال وكذلك البحث العلمي المتطور وتحويل ذلك إلى تكنولوجيا صناعية يمكن الاستفادة منها.



ماهية التكنولوجيا:

هي حق المعرفة لكل ما هو محل بيع وشراء من عناصر مثل:

براءات الاختراع، العلامات التجارية، النماذج الصناعية، الآلات، الدراية العلمية والمعلومات الفنية والتي تهدف إلى:

1ـ خفض نفقة إنتاج سلعة موجودة باستخدام وحدات عمل ورأس مال أقل.

2ـ إنتاج سلعة أو خدمة جديدة.

3ـ تحسين طريقة العمل باستخدام وسائل أسرع أو أساليب أحسن.

4ـ رفع جودة الإنتاج.



العلم والتكنولوجيا:

العلم هو معرفة الـ 'لماذا'، في حين أن التكنولوجيا هي معرفة الـ 'كيف'.

فالعلم يأتي بالنظريات والقوانين العامة، والتكنولوجيا تحولها إلى أساليب وتطبيقات خاصة في مختلف النشاطات الاقتصادية والاجتماعية.

فالعلم يقوم على 'البحوث المبتكرة'، أما التكنولوجيا فتحول خلاصاتها إلى ابتكارات عملية في ميادين الحياة المختلفة.

أنواع التكنولوجيا:

هناك نوعين من التكنولوجيا:

1ـ مجسدة 'خشنة'.

2ـ غير مجسدة 'ناعمة'.

والنوع الأول: من التكنولوجيا المجسدة تتجسد إما في العمالة، أو المعدات والآلات والتجهيزات الرأسمالية بل وفي السلع الاستهلاكية المعمرة 'السيارة ـ الراديو ـ التلفزيون ...إلخ'.

النوع الثاني: وهو التكنولوجيا غير المجسدة، وتتمثل في المعرفة وتحويل خلاصات البحوث العلمية المبتكرة إلى تطبيقات علمية وعملية مفيدة في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية.

ويمكن تقسيم التكنولوجيا أيضًا إلى:

1ـ تكنولوجيا متقدمة كثيفة رأس المال: كالموجودة في البلدان المتقدمة.

2ـ تكنولوجيا تقليدية كثيفة العمالة: كالموجودة في الدول النامية.

3ـ تكنولوجيا متوسطة: وهي التي تحاول الدول النامية الوصول إليها.



ماهية نقل التكنولوجيا:

هناك عدة تعريفات لنقل التكنولوجيا ويمكن أن نستخلص منها أن نقل التكنولوجيا يعني:

أ ـ عملية أو عمليات نقل التكنولوجيا المتاحة من مكان إلى مكان آخر مع إجراء بعض التعديلات عليها أو نقلها لمقابلة احتياجات محددة.

ب ـ التطابق والنمو للعوامل التي تولد أو تنشئ تكنولوجيا مناسبة للبلد أو المكان الذي يتم نقلها إليه.

والحالة الأولى تتعلق باستيراد التكنولوجيا:

ـ في شكل مشروع.

ـ في شكل إنتاج مرخص به.

ـ أو في شكل اقتراض التكنيك مع استيراد محدود للآلات، الخبراء، المستشارين، المواد...إلخ، وتكييف ذلك مع الظروف المحلية.

والحالة الثانية:

فهي أشمل وتتعلق بالنواحي والعوامل التي تساعد الدول النامية على أن تصبح مستقلة تكنولوجيًا.



أنواع نقل التكنولوجيا:

1ـ نقل رأسي: وهو يعني تحويل خلاصات البحوث العلمية المبتكرة إلى منتجات وخدمات وطرق إنتاج، وخصائص تتجسد في السلع الرأسمالية والوسيطة والاستهلاكية المنتجة لهذه الطرق.

2ـ نقل أفقي: هو نقل الطرق والأساليب التكنولوجية من الدول المتقدمة إلى دول أقل تقدمًا دون إجراء أية تعديلات أو محاولات لتكييف هذه الطرق والأساليب مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئة للدولة المنقول إليها.

ولا يمكن اعتبار نقل التكنولوجيا عملية ناجحة إلا بقدر ما يتحول النقل الأفقي إلى نقل رأسي يرتبط ارتباطًا عضويًا وديناميكيًا بهياكل المجتمع المحلي والبيئة التي تحيط بها.

وقد تستورد دولة متقدمة تكنولوجيا من دولة أخرى، ونفس التكنولوجيا تستوردها دولة نامية إلا أننا نلاحظ:

1ـ زيادة الاستهلاك بالنسبة للمصانع العاملة.

2ـ قلة العائد بالنسبة للمصانع المتماثلة.



أسباب نقل التكنولوجيا:

إن النقل العالمي للتكنولوجيا يتم في ثلاث حالات:

1ـ إذا أراد صانعوا القرارات في دولة ما استخدام تكنولوجيا معينة.

2ـ إذا ما كانت التكنولوجيا غير متوفرة محليًا.

3ـ إذا توفر الاقتناع أن نقل التكنولوجيا أوفر من إنتاجها.

ويمكن حصر أهم الطرق الرئيسية لنقل التكنولوجيا على النحو التالي:

1ـ الاستثمار الأجنبي الخاص:

يمكن لهذا الاستثمار أن يكون على درجة عالية من الفائدة عندما تكون الدولة المضيفة قادرة على استيعاب وإدارة التدفق الاستثماري من هذا النوع، وكذا التكنولوجيا الحديثة بما يتلاءم وأهداف التنمية القومية.

2ـ تسليم المفتاح:

وفي هذا النوع تقوم الشركة المنفذة من المهندسين والعلماء والمديرين العاملين في هذه الشركة التابعة للدولة المتقدمة بتقديم المعلومة الفنية الكاملة والرسوم الهندسية والخطط التفصيلية.

ـ المساعدة على توفير المعدات في بداية تشغيل المصنع وتدريب العاملين المحليين على تشغيل المصنع.

ـ وتقوم الشركة في بعض الأحيان بإعارة عدد من العاملين بها لفترات طويلة وحتى يصبح المحليون في مركز يسمح لهم بتحمل مسئولية إدارة المصنع.

3ـ المشاركة:

تتم عادة بين شركة عالمية معروفة وطرف محلي في دولة نامية، وتبدأ المشاركة أولاً في اقتسام رأس المال بين الطرفين، وتقوم الدولة النامية بتوفير المرافق الأساسية والأيدي العاملة وحماية الاستثمار، وبينما تساهم الدولة المتقدمة في إدارة هذا المشروع المشترك.

4ـ الخدمات:

قد تكون الدولة النامية طورّت التكنولوجيا الأساسية ولكنها قد تكون في نفس الوقت غير قادرة على عمل التصميمات الهندسية التفصيلية أو على إنتاج المعدات اللازمة لإنشاء وحدة لتصنيع السلع على أساس هذه التكنولوجيا.

وفي هذه الحالة يمكن للدولة أن تتفاوض مع شركة هندسية في إحدى الدول المتقدمة للحصول على خدماتها اللازمة.

5ـ الاتفاقيات:

وهي العقود والاتفاقيات الخاصة بالمنح والقروض التي تمنحها الدول المتقدمة للدول النامية لتمويل مشروع صناعي أو خدمي معين، وتحدد الدول المقرضة الأجل الطويل لسداد القرض وسعر الفائدة عليه.

أما عن أشكال نقل التكنولوجيا في الصناعة فهي تتمثل في الأشكال التالية:

1ـ الترخيص.

2ـ براءة الاختراع.

3ـ المعرفة الفنية.

4ـ العلامة التجارية.

5ـ توفير المعدات والمعرفة والخبراء.