الطاقة الشمسية
في ثلاثينيات القرن الماضي أخذ العلماء يهتمون باستخدام الطاقة الشمسية لتلبية متطلبات المساكن و احتياجاتها من المياه الساخنة و تدفئتها, وقد شهد عقد الثلاثينات اتساع الاهتمام بالسخانات الشمسية في اليابان ذلك أن مصادر الطاقة في هذا البلد قليلة , و مما ساعد على انتشار هذه الظاهرة أن العالم شهد أزمة اقتصادية واسعة شملت معظم دوله في أوائل الثلاثينات . و أما الاتجاه الآخر فقد انصب على تدفئة المباني بالطاقة الشمسية , فقد قام العالم السويسري هوتتجر ببعض التجارب في معهد ماساشوستس في أمريكا , وقد بنيت الكثير من الآمال آنذاك حول مستقبل الطاقة الشمسية و مدى مساهمتها في تلبية الاحتياجات من المياه الساخنة و تدفئة المساكن , غير أن الحرب الثانية وضعت حدا لهذه الآمال ليتبعها بعد ذلك دخول العالم عصر النفط و الطاقة الرخيصة مما أدى إلى تراجع أبحاث الطاقة الشمسية .
إن اتجاه علماء الثلاثينات نحو استخدام الطاقة الشمسية في التدفئة و تسخين المياه يكتسب أهمية خاصة ذلك أن هذه التطبيقات تندرج تحت ما يعرف بالطاقة الحرارية ذات درجات الحرارة المنخفضة و التي لا تتجاوز 50 درجة مئوية , و هي من أكثر التطبيقات فعالية في جمال استخدام الطاقة الشمسية و أسهلها تكنولوجيا مما يجعل استعمالها شائعا بشكل واسع في ذات الوقت .
استمر الاهتمام بموضوع الطاقة في الخمسينات محصورا ضمن نطاق أكاديمي , و لكن برغم ذلك حصلت حادثتان كان لهما فيما بعد أثر واسع’ في استخدام الطاقة الشمسية . ففي العام 1954 أعلنت شركة بيل للتلفونات عن إنتاجها للخلايا الشمسية التي تصنع من السيلكون و تقوم بتحويل الإشعاع الشمسي إلى طاقة كهربائية بشكل مباشر , و أما الحدث الآخر فقد كان إعلان الاتحاد السوفيتي في عام 1958 عن إطلاقه أول قمر صناعي ,يعمل بالطاقة الشمسية و تكمن أهمية الخلايا الشمسية في أبحاث الفضاء في أنها مصدر الطاقة الأساسي المستخدم في سفن الفضاء , هذا بالطبع إذا استثنينا تزويد المركبة الفضائية بمفاعل نووي , وقد أدى الحدث السوفيتي إلى زيادة الاهتمام بالخلايا الشمسية خاصة و أن مسائل التكلفة و الجوانب الاقتصادية لم تكن ذات أهمية في هذا المجال , و من جانب آخر فقد أدت رحلات الفضاء إلى إتاحة الفرصة أمام العلماء للقيام بدراسات واسعة و تفصيلية عن الإشعاع الشمسي مما زاد من كمية المعلومات الخاصة بالطاقة الشمسية .
الطاقة الشمسية :
تركزت معظم أبحاث الطاقة الشمسية بعد ذلك على توليد الطاقة الكهربائية بمختلف الطرق الممكنة , ويعود السبب في هذا إلى أن استعمال الكهرباء قد شاع بشكل واسع نظرا لأن الطاقة الكهربائية تتميز بمرونتها الواسعة وبإمكان تحويلها بسهولة إلى أشكال أخرى من الطاقة كالطاقة الحرارية و الميكانيكية , و هي في ذات الوقت طاقة ( نظيفة) في محل الاستعمال بمعنى أن آثارها التلويثية تحصل في محطة التوليد فقط وليس حين استعمالها للإضاءة أو تشغيل المحركات الكهربائية أو تسخين المياه في أماكن الاستعمال النهائي لهذه الطاقة .
ولكن عصر الطاقة الرخيصة لم يستمر طويلا إذ سرعان ما حصلت تطورات جذرية على صعيد وضع الطاقة العالمي في أوائل السبعينات نتج عنها زيادة أسعار مصادر الطاقة بمختلف أشكالها من فحم و غاز و نفط , و قد ترافق مع هذا ازدياد الوعي بأن مصادر الطاقة الأحفورية محدودة الأجل و لا يمكن الاستمرار في استنزافها و تبذيرها , و أنه
لا بد من البحث عن مصادر أكثر ديمومة من النفط و مشتقاته . و قد ترتب على هذا أن احتلت الطاقة الشمسية مركز الصدارة باعتبارها المصدر المرشح لتلبية بعض احتياجات البشر من الطاقة على المدى القصير مع توفر إمكانات أن تتسع مساهمتها في المستقبل .
تكنولوجيا الطاقة البديلة :
نظام توليد الكهرباء من الشمس يسمى photovoltaic ويعرف بأنه عملية التحويل المباشر للضوء إلى طاقة كهربائية على المستوى الذري وقد تم اكتشاف بعض المواد التي لها خاصية امتصاص الفوتونات الضوئية حيث يسبب هذا الامتصاص إنتاج سيل من الإلكترونات وهذا السيل من الإلكترونات هو الكهرباء وتسمى هذه المواد ذات الخاصية الفريدة بالخلايا الكهروضوئية وقد تمت ملاحظة تأثير الخلية الكهروضوئية لأول مرة بواسطة الفيزيائي الفرنسي ادموند بيكوريل في عام 1839 حيث وجد أن هناك مواد معينة يمكن أن تنتج كمية صغيرة من التيار الكهربائي عندما تتعرض للضوء.
في عام 1905 وصف العالم الشهير البيرت اينشتاين طبيعة الضوء وتأثير الخلايا الكهروضوئية والتي بنيت عليها تكنولوجيا توليد الكهرباء من الضوء وحصل بذلك الانجاز على جائزة نوبل في الفيزياء.
أول نموذج لتوليد الطاقة الكهربائية من الضوء كانت عام 1954 ولكنها كانت غالية التكلفة ولذلك لم تنتشر عالميا.
وقد شهدت فترة السبعينات و حتى وقتنا الحاضر انتشار أبحاث الطاقة .الشمسية و تطبيقاتها في معظم دول العالم ومن ضمنها الدول العربية, وقد توسعت أبحاث الطاقة الشمسية لتشمل العديد من المجالات ولتشهد أيضاً تطويرات مستمرة تهدف إلى زيادة كفاءة استخدام الأجهزة الشمسية , وقد نشأت العديد من الشركات التي أخذت تقوم بتصنيع مختلف الأجهزة الشمسية وتسويقها .