يظن الكثيرون أن التسويق ما هو إلا الإعلان والترويج ولكن العالمين بحقيقة التسويق يعرفون أنه أكثر من ذلك بكثير. هؤلاء يعلمون أن التسويق ليس 30 ثانية في الراديو أو مربع في أسفل الصفحة بل هو عملية فهم رغبات العملاء ومن ثم محاولة إرضائهم وتحفيز رغباتهم في الحصول على ما تبيعه. التسويق هو العامل الأكثر تأثيراً لارتباطه بالمال.
أول ما عليك أن تعرفه عن التسويق هو أنك لا تبيع السلعة بل تبيع القيمة فما معنى ذلك؟
إذا كنت تبيع السيارات مثلاً فإن العميل لا يشتري المحرك والجسم والإطارات وغيرها من العناصر المكونة للسيارة بل يشتري القيمة والتي قد تكون:
§ الرفاهية
§ متعة القيادة وسلالة المناورة
§ الأمان
§ السعر المناسب
§ راحة الأسرة
§ أناقة الذوق
§ السرعة أو التقنية المتميزة
هذه هي العناصر الفعلية التي يراها المشتري والتي يمكن لأيها أن تدفعه للتخلي عن حصة من المال مقابل تلك القيمة. التسويق هو محاولة معرفة ما يدور برأسه ثم التركيز عليه لإغرائه بتلبية احتياجه لتلك القيمة. مثلاً هناك من يعتبر الأمان في السيارات هو القيمة الأعلى وبالتالي فإن دور القائم على التسويق يتلخص في بضعة خطوات: إيجاد المشتري ثم معرفة رغباته بدقة ثم إقناعه أن المنتج يمنحه القيمة التي يبحث عنها وفي النهاية إغراءه بالشراء. عملياً تسمى تلك الخطوات: الدعاية والإعلان وأبحاث التسويق والتسعير وإستراتيجية التسويق ثم في النهاية خدمة العملاء والمبيعات.
أحياناً تختفي الحدود الفاصلة بين التسويق والمبيعات وخدمة العملاء وأحياناً تظهر جلية. هناك عدة أسباب لهذا منها على سبيل المثال التطور في نظريات الإدارة وثم هناك كذلك حجم الشركة وحاجتها لفصل أو دمج تلك العمليات وكذلك فإن الأعمال التي تستهدف الأعمال الأخرى business to Business تختلف في هيكلها عن الشركات التي تستهدف الأفراد business to consumer وذلك بسبب اختلاف طبيعة العملاء ونمط تفكيرهم.
من أهم عمليات إدارة التسويق هي الأبحاث وهي تبدأ من عملية تقسيم العملاء حسب علاقتهم بالمنتج ونمط تفكيرهم فيه ثم تأتي محاولة معرفة رغبات كل من تلك الفئات ومن ثم يبدأ الترويج لهم من خلال القنوات الأكثر فعالية وتأثيراً فيهم. فمثلاً الموظفين يستمعون للراديو في طريقي الذهاب والإياب من العمل أول اليوم وآخره بينما يميل مثلاً كبار السن إلى الصحف وهكذا.
هناك عدة أدوات تستخدم في التخطيط والإستراتيجي والتسويق ومنها على سبيل المثال "تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات" وكذلك "تحليل القوى الخمس لبورتر" وهي عوامل الدخول وتهديدات المنتجات البديلة والموردين والعملاء والمنافسين. تلك الإستراتيجيات سنتناولها في مقال لاحقة إن شاء الله.
بالطبع هناك الكثير من التفاصيل التسويقية التي يمكن لكل منها أن يملأ عدة مجلدات ولذلك لن يمكننا أن نتوسع فيها هنا ومنها على سبيل المثال وليس الحصر الإعلان وكذلك هناك موضوع العلامة التجارية وولاء العملاء و الحملات الترويجية.
في النهاية بقي أن نتذكر أن علم التسويق هو أهم الأنشطة التجارية على الإطلاق فهو مصدر المال وبالتالي فيجب أن يأخذ حقه من الاهتمام مهما صغرت الشركة أو كبرت.