خطورة التفسير الباطني للموضوع

[سائر في ربى الزمن]

ومن جملة تحريف الكلام عن مواضعه ما يسمونه:

التفسير الباطني للموضوع

أو تحريف معنى الكلام نفسه
قال أحد العلماء عندما ذهبت إلى أمريكا سمعت بعض الناس يحاضر هناك ويقول:
إن الإسلام سيخرج من أمريكا وأوروبا ومصداق ذلك في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

ترى أين هذا الدليل الذي أتى به؟

يقول:
قال صلى الله عليه وسلم:
(لا تقوم الساعة حتى تخرج الشمس من مغربها)

والشمس هي الإسلام، والمغرب هو أمريكا وأوروبا _ على حد قول هذا القائل _

انظر إلى هذا الكلام العجيب !!

وهذا الحديث لو بحثت عنه في جميع دواوين الإسلام لوجدته في كتاب الفتن ...

ويعني : علامات الساعة، فهذا الحديث معناه:
لا تقوم الساعة أي:
القيامة حتى تخرج الشمس من مغربها، حينئذٍ تقوم الساعة.

هذا هو فهم جميع علماء الإسلام لهذا الحديث، وهم الأولى بفهم الدين من أى أحد .
فما الذي ذلل هذا المعنى لهذا الرجل؟!
إنه التأويل الباطني .

وأكثر من ارتكب هذه الطريقة هم الصوفية المبتدعة، وعلى رأسهم ابن عربي...

وهو من هؤلاء الذين يدخلون في زمرة الذين قلبوا حقيقة الإسلام بما أسموه بالتأويل الباطني.
وهذا من تحريف الكلام عن مواضعه.

يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ما معناه:

(إن القرآن ما وقر في سمع الرجل العامي)

فأول ما تسمع القرآن فالمعنى الذي يكون في صدرك من القرآن هذا هو تفسير القرآن؛ لأن الله عز وجل أنزله حجة على كل الخلق على اختلاف طبقاتهم وثقافتهم.

لذلك:
عقيدتنا القرآن والسنة بفهم السلف الصالح، هذا الخير هو الذي يميز أهل السنة والجماعة عن أهل البدعة والضلالة، فهم يحتجون بالقرآن والسنة على فهمهم هم.

هناك رجل من أكثر قرأء القرآن في هذا الزمان، ذهب ليقرأ القرآن في محافظة من المحافظات لما ماتت أم أحد الأعيان، فجاء الرجل وجاء الناس من كل صوب ليروا هذا القارئ صاحب الصوت الشجي، فقرأ وأعجب الناس وانسجموا، وأنهى الثلاثة أرباع، فحلف عليه صاحبه أن يأتي بربع رابع ويحاسبه

فأبى

وقال: عندي مواعيد، فقام له صاحبه وكان يأخذ على الربع مبلغ وقدره فقال: أليس هذا بكثير في ربع؟

فقال: قال الله تبارك وتعالى:
وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا
[البقرة:41].

هذا هو التفسير الباطنى للقرآن تحريف للكلم عن مواضعه .

ولو جعلت الدنيا كلها ذهباً في مقابل حرف من كتاب الله، فإنك تكون قد اشتريت به ثمناً قليلاً، فهو متصور أنه كلما رفع السعر فهو يعظم القرآن
فاحتج بكلام الله على بدعته ....

وهذه كانت أعظم شوكة في ظهر المسلمين على مدار الأعصار والأزمان، تحريف آيات القرآن الكريم باسم التأويل، وما تعددت طرق المبتدعة في العقيدة وغيرها إلا بسبب هذا الأصل الذي ذكرت، فالتحريف سواء بنزع الكلام من السياق أو بلي أعناق الكلمات ..

هذا من أعظم الحرب لله ورسوله
ما ضل اليهود والنصارى إلا بعد تحريف الكلام، وما ضل الذين جاءوا من بعد إلا بسبب تحريف الذين سبقوهم للكلام وتحريف الكلام مستمر .

نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية في الدين والدنيا وفي الآخرة ..

[شهود]

[ميرال]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ...