بسم الله الرحمن الرحيم


الخنساء:

قذى بعينك أم بالعين عوار **********أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
تبكي خناسٌ على صخرٍ وحق لها**********إذ رابها الدهر إن الدهر ضرار
وإن صخراً لوالينا وسيدنا**********وإن صخرا إذا نشتو لنحار
وإن صخراً لمقدامٌ إذا ركبوا**********وإن صخراً إذا جاعوا لعقار
وإن صخراً لتأتم الهداة به**********كأنه علمٌ في رأسه نار
حمال ألويةٍ هباط أوديةٍ**********شهاد أنديةٍ للجيش جرار
نحار راغيةٍ ملجاء طاغيةٍ**********فكاك عانيةٍ للعظم جبار
قد فيكم أبو عمروٍ يسودكم**********نعم المعمم للداعين نصار
يوماً بأوجد مني خين فارقني**********صخر ٌوللدهر إحلاءٌ و إمرار
طلق اليدين لفعل الخير ذي فجرٍ**********ضخم الدسيعة بالخيرات أمار
لا يمنع القوم إن سالوه خلعته**********ولا يجاوزه بالليل مرار

وقد قتل للخنساء أربعة إخوة فلم تبك عليهم كثيراً لأنهم ماتوا مسلمين وأما صخر فقد مات وهو على غير الإسلام

وقالت أيضاً:

ولولا كثرة الباكين حولي**********على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكين مثل أخي ولكن**********أسلي النفس عنه بالتأسي
يذكرني طلوع الشمس صخراً**********وأذكره لكل غروب شمس

متمم بن نويرة:

قتل أخاه فحزن حزناً شديداً والذي قتله هو خالد بن الوليد فقال يرثي أخاه:

ومستضحكٍ مني ادعى كمصيبتي**********وليس أخو الشجو الحزين بضاحك
لقد لامني عند القبور على البكى**********رفيقي لتدراف الدموع السوافك
فقال أتبكي كل قبرٍ رأيته**********لقبرٍ ثوى بين اللوى فالدكادك
فقلت له إن الشجى يبعث البكى**********فدعني فهذا كله قبر مالك




جرير بن عطية الخطفي:

ماتت زوجته فبكى عليها ورثاها وهذا من يكون بينه وبين أهله مودة فقال:

لولا الحياء لهاجني استعبار**********ولزرت قبرك والحبيب يزار
وقد نظرت وما تمتع نظرةٍ**********في اللحد حيث تمكن المحفار
نعم القرين وخير علق مضنةٍ**********ولدي منك سماحةٌ ووقار
صلى الملائكة الذين تخيروا**********والصالحون عليك والأبرار

أبو حسن التهامي:

مات ابنه وهو في الرابعة عشر من العمر فحزن عليه حزناً شدداً وقال:

حكم المنية في البرية جار**********ما هذه الدنيا بدار قرار
ليس الزمان وإن ولدت معاتباً**********خلق الزمان عداوة الأحرار
طبعت على كدرٍ وكنت تريدها**********صفواً من الأكدار والأقذار
ومكلف الأيام ضد طباعها**********مستطلبٌ في الماء جذوة نار
يا كوكباً ما كان أقصر عمره**********وكذا تكون كواكب الأسحار
أبكيه ثم أقول معتذراً له**********وفقت حين تركت ألأم دار
جاورت أعدائي وجاور ربه**********شتان بين جواره وجوار

وقيل بأن التهامي بعد ما مات رُئي في المنام فقالوا ما فعل الله بك؟

قال: غفر لي وأدخلني الجنة

قالوا: بما ذا ؟

قال: في قولي في قصيدتي:

جاورت أعدائي وجاور ربه**********شتان بين جواره وجوار


المهلهل:

قتل أخوه وائل بن ربيعة الملقب بـ(كليب) فحزن عليه حزناً ما بعده حزن وحارب من أجل أخيه أربعين عاماً وسميت هذه الحرب بحرب البسوس وذلك لأن امرأةً اسمها البسوس أثارت نار الفتنة بين أبناء العمومة والحرب كانت بين قبيلتي تغلب وبكر.
فقال المهلهل يرثي أخاه:

أهاج قذاء عينك الاذكار**********هدواً فالدموع لها انحدار
خذ العهد الأكيد علي عمري**********بتركي كلما حوت الديار
وهجري الغانيات وشرب كأسٍ**********ولبسي جبةً لا تستعار
وإلا أن تبيد سراة بكر**********فلا يبقى لها أبداً أثار

يزيد بن خراق

أول من رثى نفسه على حالها البائس فقال

هل للفتى من بنات الدهر من واق**********أم هل له من حمام الموت من راق
قد رجلوني وما بالشعر من شعثٍ**********وألبسوني ثياباً غير أخلاق
وقسموا المال وانفضت عوائدهم**********وقال قائلهم مات ابن خراق


بنات الدهر:المصائب
رجلوني:سرحوا شعري
العوائد:المجالس

أبو تمام:

لقد رثى أبو تمام محمد بن حميد الطوسي مرثية رائعة ولما سمعها الأمير قال: والله أني وددت لو أني قتلت وأنها قيلت في القصيدة
فيقول أبو تمام:

كذا فاليجل الخطب وليفدح الأمر********** فليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذر
توفيت الآمال بعد محمدٍ**********وأصبح في شغلٍ عن السفر السفر
فتىً كلما فاضت عيون قبيلةٍ**********دماً ضحكت عنه الأحاديث والذكر
فتىً مات بين الضرب والطعن ميتةً*******تقوم مقام النصر إن فاته النصر
تردى ثياب الموت حمراً فما دجا**********لها الليل إلا وهي من سندسٍ خضر
وما مات حتى مات مضرب سيفه******** من الضرب واعتلت عليه القنا السمر
وقد كان فوت الموت صعباً فرده**********عليه الحياض المر والخلق الوعر
ونفسٌ تعاف العار حتى كأنه**********هو الكفر يوم الروع أو دونه كفر
كأن بني نبهان يوم وفاته**********نجوم سماءٍ خر من بينها البدر
مضى طاهرالأثواب لم تبق روضةٌ******غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
عليك سلام الله وقفاً فإنني**********رأيت الكريم الحر ليس له عمر