كهرباء اليمن السعيد
خَدَعُونا بقولِهم كـــهْرباءُ ... فانخدعنــا لأنَّنا أَغبيـــاءُ
بـَـلَـدٌ لفَّهُ الظلامُ قرونًا ... فاستوى عندهُ العَمَى والضياءُ
يزعُمُ القومُ أنَّهم كهــربُوهُ ... ليت شعري أليسَ فيهمْ حياءُ؟!!
فَحَرِيٌّ بمِثْلِهم أَنْ يذوبُــوا ... خَجَلاً مِمَّا أَفْسَدُوا وأَسَـــاءُوا
ما الذي كهربوهُ في ثُلْثِ قَرْنٍ ... من مشاريعِهم وماذا أضاءُوا؟!!
ثُلْثُ قَرْنٍ ونحنُ فيْ"طَفِّيْ لصِّيْ" ... تـعترينا كآبةٌ وعنــــاءُ
ومضةٌ فارتعــاشةٌ فشحوبٌ ... فـفتورٌ فرجفةٌ فانطـــفاءُ
دورةٌ تنــقضي لتبدأَ أُخرى ... يا إلـــهي أَمَا لهذا انتهاءُ؟
ويُسَمَّــونَ هذهِ مُنـجزاتٍ ... ثَكِلَتْهم الأمهات والآبـــاءُ
“ رأسُ كتنيب” و”المخاءُ” شهودٌ ... أَنَّ دَعْـَواهُمْ كِذبةٌ وافتـراءُ
ومــــشاريعُهم مجردُ وَهْمٍ ... أو سَرَابٍ يهفُو إليه الضماءُ
فــالمحطاتُ خُرْدَةٌ وخطوطُ ... النقل خَرْطٌ والكابلاتُ غثاءُ
ثلث قـرن ما عززوها بميجا ... واحدٍ حتى نـالها الاهتراءُ
والمعوناتُ والقروضُ كَرَمْلٍ ... في الصحارى يُصَبُّ فيه الماءُ
والوعـــودُ التي لنا قطعوها ... في انتخاباتِهم طواها الفناءُ
لا أقـــاموا مُــوَلِّداً نووياً ... لا ولا بالغازِ الطبيعيِّ جاءُوا
ومخازي فسادِهم أَزكمتـنا ... والمجاري تلوثت والهواءُ
***
وننــادي المستثمرينَ إلينا ... "يا خزانا" لو صَدَّقُونا وجاءوا
فـالاوتيلاتُ والمصانعُ كلٌّ ... ولهُ في "ما طورهِ" إِكتفاءُ
فأريحوا رؤوسَنا واستريحوا ... إنَّ جذْبَ المُستثمرينَ هُراءُ
ليسَ في وُسْعِكُمْ خداعُ النَّصارى ... فالنصارى جماعةٌ أذكياءُ
رُبَّ شعبٍ في الغربِ طيلةَ قَرْنٍ ... كاملٍ لمْ يَحْدُثْ به انطفاءُ
***
ومن المُضْحِــكاتِ أنَّ لديهم ... حاسباتٍ وعندهُم رُقَبَــاءُ
وعلينا دفعُ الفواتيرِ فَــوراً ... فالتَّراخي مُصيبةٌ وبــلاءُ
كُـلُّ فاتورةٍ عليها مِقَـصٌّ ... أحمرٌ لا يُردُّ فيه قضـاءُ
وَعَليـها مِنَ المحاذيرِ سِفْرٌ ... تَعِبَتْ فِي تدبيجِهِ الخُــبَرَاءُ
***
يـا بلاداً ما بَرْمَجُوا فيهِ إلاَّ ... جدولَ القطعِ حينَ يأتي المساءُ
فاتها موكبُ الحضارةِ شوطاً ... لــم يَعُدْ باللحاقِ فيه رجاءُ
موكبٌ من مشاعلِ النورِ خَطَّتْ ... دربـَـهُ عبقريةٌ وذكــاءُ
إِنَّـهَا الكهرباءُ نورٌ ونــارٌ ... وحيــاةٌ وطاقةٌ ونمـــاءُ
آيــةُ العصرِ أبدعتها عقولٌ ... وتفــانى في صنعِها عظماءُ
فمن العارِ أنْ يَظَلَّ بعصرِالنُّورِ ... شَعْبٌ تَلُفُّهُ الظَّلْمَـــــاءُ
وهو من شَيدَ الحضارةَ يوماً ... وله فيها السَّـبْقُ والإبْتِدَاءُ