عناق ومصافحة العيد .. خطر الإنفلونزا في مواجهة العادات

مع انتشار فيروس «أيه أتش1 إن1» المعروف بإنفلونزا الخنازير في المملكة وتطمينات وزارة الصحة بالسيطرة على المرض، يزداد تخوف الناس أكثر مع قرب عيد الفطر المبارك خاصة مع متابعي المرض، حيث إن الوقاية تتطلب منهم التقليل من لقاء الآخرين والسلام عليهم، أمور كلها فُهمت، لكن كثيرين وغير الآبهين لا يهتمون بطرق الوقاية.
ستشكل أيام عيد الفطر المبارك تحديا كبيرا لكثير من الناس عندما لا يتفهم امتناع الناس عن السلام والقبلات والعناق، باعتبارها عادة وتقليدا جبلنا عليه وسيصبح تركها عارا. هنا نصح الدكتور عبد الله الحقيل رئيس قسم مكافحة العدوى في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، بالاكتفاء بالمصافحة والتقليل من العناق والسلام على الخد أيام العيد مع انتشار وباء إنفلونزا الخنازير عالميا ومنه محليا.
وشدد الحقيل على الحرص في التقليل من تقبيل الأطفال عند الالتقاء بالأقارب والأصدقاء أيام العيد، ناصحا بالمصافحة دون عناق، الأمر الذي يقلل من الإصابة والعدوى.
وكانت دائرة الإفتاء في الأردن أمس ألأول قد نصحت الناس في بيان أصدرته أمس بالاكتفاء عند السلام في العيد وغيره بالمصافحة فقط، مؤكدة أن التقبيل عند اللقاء بغض النظر عن موضوع العدوى ليس مستحبا شرعا إلا في حالات استثنائية.
واستشهدت بحديث عن الرسول حين قَال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ! أَحَدُنَا يَلْقَى صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فيلتزِمه وَيقَبّلُهُ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: يُصَافِحُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن واستشهد كذلك كان هذا هو حال الصحابة رضي الله عنهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَلاَقَوْا تَصَافَحُوا، وَإِذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ تَعَانَقُوا) رواه الطبراني. وقالت دار الافتاء الأردنية: «إن هذه هي إحدى الحالات الاستثنائية التي يباح فيها التقبيل، أما ما اعتاده الناس في بلادنا من تقبيل مع كل مصافحة فهذا غير مستحب شرعا».
وأفتت الدار بأنه إذا ترتب على هذا التقبيل إمكانية انتقال المرض بالعدوى فقد أصبح الأمر «غير مباح شرعا»، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يورَدَ مُمْرِضٌ على مُصِح. أي: مَن كانت مواشيه مريضة لا يخلطها عند السقي مع المواشي الصحيحة