"إن مع العسر يسرا": دموع النصر ودموع الهزيمة!
"أجمل لحظات فشلي"

الى طفلتي المدللة أم خالد:

"أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ* الّذِيَ أَنقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ* فَإِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* إِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ* وَإِلَىَ رَبّكَ فَارْغَبْ".
إن الذين لديهم الجرأة على مواجهة الفشل هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون. ليس الفشل دليلا على الموت ولكنه بداية اليقظة. فما الحياة الدنيا إلا مدرسة امتحان ليبتلي الله عباده ويميز الخبيث من الطيب "ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة"، (الأنفال – 42). والناس في ذلك متباينون "فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله"، (فاطر – 32). وهذا هو المضمار الذي يجتهد فيه المجتهدون "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، (المطففين – 26). فنشكر الله ونحمده على كل حال، "لئن شكرتم لأزيدنكم" ( إبراهيم - 7). تذكر دائما الطريق إلى النجاح الكبير يتضمنه مخاطر كبيرة. عندما تخسر لا بد أن تستفيد من خسارتك، وتذكر أنه في بعض الأحيان لا تنال ما تريد وربما تكون محظوظا في ذلك. "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"، (155) البقرة. إن الاعتراض على قدر الله هو اعتراض على الخالق الوهاب الذي أن شاء أعطى وأن شاء أخذ، "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون". فالإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء وكلما اشتد البلاء على المؤمن زاد إيمانه وقوى تسليمه، "أو لا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون". لقد أصيب أيوب عليه السلام في بدنه وماله وولده فنال رضاء الله بصبره وبيقينه بمغفرة الله وفضله وعدله وحكمته "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"، "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم".
إن شعور الفرد بالرضا من أول أسباب السكينة النفسية التي هي سر السعادة، والرضا نعمة روحية مبعثها الأيمان بالله رب العالمين وحسن الظن به. الأمن النفسي هو الشعور بالهدوء، والسكينة، والسلام الروحاني، وأن يحيطك الأمان والاطمئنان في كل لحظة وفي كل جانب من جوانب حياتك، قال الله تعالى: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون". وكذلك "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، الرعد - 28. يقول الأمام علي بن أبى طالب (كرم الله وجهه): "أن تجزع تؤزر وأن تصبر تؤجر". فالصبر إذا ما اقترن بالصلاة يجعل الفرد مطمئناً إذ يقول الله سبحانه وتعالى: "استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين". ( البقرة - 153). ، "إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون"، يوسف – 87. "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً"، (الطلاق:2-3). وكذلك طاعة الله والتوبة: "فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم" (المائدة - 39). "ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو"، "فاعفوا واصفحوا".