إخفاء المشاعر
فنٌ بشري خالص
و هو ربما
نتيجة طبيعية للوعي بالذات
و التحسس لجوانب من البيئة المحيطة
و متطلبات العيش فيها و معها بسلام
و من المشاعر

التي يخفيها الكثرة
و يعلنها القلة تلميحاً
هو الملل الرمضاني
و الذي ينتاب الناس في العشر الأواخر
و مع اقتراب العيد
وأقصد بذلك المتعبدين غالباً
و يزيد الشعور إلحاحاً

عندما يكونون مترقبين لنهاية الشهر
وهل عليهم إتمام العدّة ثلاثين
أم يختصرون
الزمن و
يحتفلون بالعيد السعيد
و هي ربما تكون مشاعراً متضاربة

ومتباينة في حدتها
و هي تجمع بين
رغبة في الراحة
ورغبة في الإحتفال
أو العودة للروتين
ومعاودة الحياة الطبيعية
المعتادة
و لعل الإخفاء لهذا الشعور

عن البيئة المحيطة
هو تجنب بشكل أو بآخر
من نظرة الآخرين التي لا ترحم
أحياناً
و التي تقول
إتق الله .. رمضان شهر الرحمات
تريده ان ينتهي
لذا فنحن نتظاهر أحياناً بأننا نشيطين

نريد الشهر أن يكون كل العام
و نريده ثلاثون لا تسعة عشرون
و لا نريد ان نتوقف
عن الصيام و التراويح
و العبادة
بينما نكون فعلياً

نترقب من طرف خفي إعلان العيد
و اغنية .. ومن العايدين .. و من الفايزين
إن شا الله
لننطلق لشراء ما تبقى من ملابس العيد
ولا غرابة

فنحن كأي رياضي
غير مستعد
و مسافر
غير متأهب
و مبارز
من غير عدّة ملائمة
ما يلبث ان يحيط به الإعياء
و يعلو محياه و عثاء التعب
و الله يعلم منا ذلك
و لكن هذا هو جمال الشهر

على أي حال
أن تعيش لذة استقباله .. أولاً
ثم تراقب في هدوءٍ .. سرعة تحوله
ثم تترقب انقضاءه
بنفس الروح التي استقبلته بها
روحٌ قلقة
تريد أن تأخذ المكافأة .. و تنصرف

صبرٌ جميل .. بقي على العيد أيام