فن الاتيكيت من الفنون الحديثة المتميزة التي تهذب وتحسن السلوك الانساني للفرد كي يرتقي الافراد بالمجتمع، فمجتمع من دون اخلاق لن يفلح فلكل ذي حق حقه ولكل مقام مقال لا بد ان يعرفها الانسان الذي يطمح ان يعايش مجتمعه بكل نجاح وتقدير، وكثيراً هي العلوم التي تطرقت للسلوك الانساني سواء النفسي او الجسدي او الاجتماعي,, الى غيره من العلوم التي لا حصر لها.
ومن هذه العلوم فن الاتيكيت الذي ظهر بالدول الاوروبية وبرز فيها كثيراً لاهتمامهم الشديد بقواعد الفن واعتبرون اساساً في حياتهم.
وجديراً ان يعرف كل مسلم ان الانبثاق الاول لفن وعلم الاتيكيت هو من الاسلام من خلق الرسول عليه الصلاة والسلام فعودة لفنون الاتيكيت الاسلامية الاصل لنرقى بانفسنا الى افضل سلوك بشري على وجه الارض الا وهو سلوك نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم (انك لعلى خلق عظيم) (كان خلُقه القرآن)

تعريف الاتيكيت:

التقينا بالاستاذة مي السديري استاذة في علوم فن الاتيكيت ومديرة المعهد الدبلوماسي النسائي بالرياض والتي عرفت فن الاتيكيت قائلة انه عبارة عن الاخلاق الحميدة وتحسين السلوك الاجتماعي المتعارف عليه في المجتمع.
ولفن الاتيكيت نظريات اغلبها يثبت ان هذا الفن يعود للدين الاسلامي الذي وصل الى بلاد الاندلس عن طريق المسلمين وبعد سقوطها اخذ هذا العلم من المسلمين واهتمت به دول كثيرة منها فرنسا واسبانيا وبريطانيا وطوروه واضافوا له الكثير حتى وصل الينا بصورته الحالية، والدول الملكية هي اكثر الدول اهتماماً بهذا الفن لانها تقدر وتحترم العادات والاعراف والاخلاق.
واشارت الاستاذة مي ان الاتيكيت عندنا هو السلوك النبوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم (وانك لعلى خلق عظيم), فهو خير مثال لفن الاتيكيت في اخلاقه خطواته ضحكته كلامه اكله حتى غضبه ,, الخ كله اتيكيت في اتيكيت.
مثلاً المشي قال تعالى (ولا تمش في الارض مرحاً ان الله لا يحب كل مختالٍ فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير).
فالقرآن حدد القواعد الاساسية للمشي في القرآن الكريم فلا ترفع رأسك كثيراً عند المشي فتتعالى على الناس ولا تخفظه وتكون منحنياً.
وعن مقومات الاتيكيت الاساسية قالت: الاسرة هي اللبنة الاولى للمجتمع والمجتمع لا يملك شيئا بدون اخلاق (الاتيكيت).
فلا بد ان يتربى كل فرد امرأة او رجلاً كبيراً او صغيراً على الاتيكيت (الاخلاق) وكيفية التعامل مع الغير ويتعدى ذلك الى السائق والخادمة المسؤول والعامل,,الخ.
في كل زمان ومكان يحتاج الجميع الى تعلم فنون الاتيكيت بخلق جيل واع يملك من الاخلاق والعادات والاعراف الحسنة التي تمكنه للنهوض بالمجتمع وللسمو بالعلاقات الانسانية.
اما اكثر من يحتاج تعلم هذا الفن المهم هم الاميركيون لانهم غير مرتبطين بعادات او تقاليد او اوامر دينية فيتصرف الفرد منهم كما يحلو له بدون قيود او حدود ما يحتم عليهم تحسين السلوك الاجتماعي لدى الفرد حتى يتم قبلوهم في المجتمع.
ولكننا والحمد لله نبع هذا العلم فن الاتيكيت من ديننا فنحن بحاجة لتعلم كيفية تطبيقه والسعي لمعرفة تفاصيله والاقتداء به, وواصلت مديرة المعهد الدبلوماسي حديثها قائلة انواع الاتيكيت متعددة تشمل جميع مناحي الحياة عن طريقة الاكل المشي التحدث,, الخ فهي تعديل لسلوك واخلاق الفرد في جميع مناحي حياته.
الخلاصة ان هناك قواعد كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية موجودة في فن الاتيكيت على سبيل المثال لا الحصر اذكربعضاً منها:
طريقة النوم في الإسلام التي تجسدت في نومه صلى الله عليه وسلم على جنبه الايمن اكتشف الطب ان هذه الطريقة في النوم تعتبر الافضل على الاطلاق وخصوصاً لراحة القلب.
تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته واطفاله وخدمه بكل رحمه وحلم وعفو عن الضعيف ففي احدى المرات اتى احد احفاده الصغار وكان يحبو وتعلق على ظهره وهو يصلي ويؤم المسلمين فلم يتحرك سيد الخلق حتى نزل الصغير عن ظهره فاعتقد الصحابة ان الرسول توفي من طول الوقت الذي بقي ساجداً فهنا تجلت شدة رحمة رسول الله بالصغار.
النبي صلى الله عليه وسلم لم يصرخ على اي شخص ولم يعلو صوته قط كما هي القواعد في فن الاتيكيت ففي حديثه (لا تغضب) ودعوة لترك الغضب تطابق قواعد الاتيكيت.
دعوة الاسلام للنظافة باستمرار وفي كل مكان في المجلس المأكل في المنزل وحتى خارج المنزل، فمثلاً يكون الانسان نظيفاً داخل منزله ويرمي الاوساخ في الشارع مثلاً هذا ليس من الاتيكيت ولا من الاسلام.
اتصف الرسول بدماثة الخلق والتواضع وكان لبقاً رغم انه تراس الدولة الاسلامية والملك والنبوة رغم ذلك كان شديد التواضع حتى مع غير المسلمين ففي احدى المرات مرت جنازة يهودي بجانبه ووقف لها فعندما استنكر من حوله وضح لهم ان هذا الشخص رغم انه يهودي لكنه نفس انسانية كرمها الله وان روحه من الله.
ومن شدة تواضعه مع خدمه كان يغسل ثيابه ولا يحمل من يخدمه فوق طاقته ان حملهم اعانهم عكسنا اليوم وللاسف فاننا نعامل الخدم وكانهم الات يخدمون في اليوم اربعاً وعشرين ساعة لا وقت للراحة او النوم,, نصرخ عليهم واحياناً نضربهم,, فلا بد ان نعاملهم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحذر منهم حتى لا يصلون لمرحلة يجرمون فيها بحقنا وحق ابنائنا كما نسمع الكثير من هذه القصص فمن لا يرحم لا يرحم وعندما نحترم انفسنا وغيرنا نجد كل الاحترام من الجميع.
وختمت الاستاذة مي حديثها بقولها فلماذا لا نتعلم ممن كان قدوة لنا الا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
واحب ان اذكر في هذا المقام مقولة شهيرة تعجبني كثيراً قالها رئيس جورجيا شفر نازه في مذكراته قال (انت في بلدك تمثل اسرتك وانت في الخارج تمثل بلدك), فعلى المسلم ان يتخلق بخلق الاسلام أينما كان وان لا يشوه الاسلام بتصرفات غير لائقة عند سفره خارج بلده.