السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

معرفة أن هذه الموهبة قد تولد مع الإنسان ويصبح متحدثا بارعا منذ الصغر ، وهي أيضا غالبا تكتسب اكتسابا فليس الذي اعتاد التحدث إلي العامة والجمهور كمن لم يعتاده.

وهو ما يطلق عليه ..... الذكاء اللفظي.

وما هو الذكاء اللفظي ؟

إن الذكاء اللفظي هو النظام العقلي المسئول عن كل شيء يتعلق بالكلمات.

فهو يمكنك من:

1- تذكرها.

2- فهمها.

3- التفكير فيها.

4- التحدث بها.

5- قراءتها.

6- كتابتها.

وقد أشاد الناجحون العظماء بأهمية الذكاء اللفظي المتمرس حتى أن " د. ويلفر فانك " معلم ومؤسس دار النشر " فانك ووجنالس " قال:

" بعد إجراء كثير من التجارب وسنوات طويلة من الإختبارات اكتشف العلماء أن أيسر الطرق وأسرعها للتحرك قدمًا هو ترسيخ معرفتك بالألفاظ ، فمهما كان سلوكك المهني فمن الحكمة أن توسع من ذكائك اللفظي ، فهو جواز مرورك إلى قمة الكثير من المهن ".

وهناك ثلاث وسائل لتطوير ذكائك اللفظي:

الوسيلة الأولى : الجمل القوية.

لقد اكتشف علماء اللغة في بداية القرن الماضي أن للجمل قدرة فريدة على التنبيه والتحفيز ، فالجملة القوية هي توليفة حية من كلمتين أو أكثر أكثرها لا يتعدى أربع كلمات ، تقوم بتوصيل المعنى المقصود في التو ، وتبرز قوتها من بين الكلمات الأخرى ، حيث إنها تحفز ذهن القارئ والمتلقي.

ولذا ....

فأهم سمات الجملة القوية:

1- قوية وتنبض بالحياة.

2- سهلة التصور والفهم.

3- تنبئ عن جملة جريئة.

4- تحتوي على معلومات هامة أو تدعو إلى حديث ما.

5- تجذب الإنتباه.

6- موجزة مختصرة.


إذن كيف نكون جملة قوية ؟

هناك ست خطوات لتكوين الجملة القوية وهي:

1- قم بصياغة ما تريد في أسلوبك الخاص.

2- قم بإعادة صياغته في عجلة.

3- قم بتمييز العديد من الصيغ المعدلة.

4- ضع خطًا تحت أكثر الألفاظ قوة.

5- جمع تلك الألفاظ بشكل إبداعي.

6- قم بمقارنة نتائجك بالمعايير الستة للجمل القوية.


الوسيلة الثانية: التحدث الفعال.

هناك سر بسيط جدا لإحكام القدرة على التحدث ألا وهو:

أن تكون على سجيتك ..... أي طبيعيا.

وقد اتفق العلماء جميعهم على أفضل وسيلة لتحقيق النجاح ، وهي أن:

تتصرف بطريقة طبيعية ، فقل ما تريده وكأنك تتحدث إلى نفسك أثناء استرخاء وأنت تغتسل.

ولذا إذا وجدت نفسك .....

بصدد إلقاء خطبة ما أو في مواجهة مناسبة اجتماعية احتفظ بالمبادئ التالية:

1- تحدث بطريقة طبيعية:

أ- استرسل في التحدث بنغمة صوتك الحقيقية.

ب- لا تحاول تغيير لهجتك الرصينة ، أو نبرات صوتك الرنانة ، فلهجتك توحي بطبيعتك الخاصة وخبراتك الواسعة.

2- اعكس خبرتك السابقة على طريقة تحدثك:

أ- لكل وظيفة أو مهنة أو موهبة لغة خاصة بها ألفاظًا وجملا ، فانتق بعضا من الجمل المتأصلة المتعلقة بوظيفتك أو هوايتك.

ب- قم بإدراجها ضمن ما تبغي قوله من الآن فصاعدا ، حيث إن لغة خفية كهذه من شأنها إمدادك بقوة إضافية أثناء التحدث.

ولك في هدهد سليمان علية السلام أعظم مثال فقد استخدم لغة بحثه عن الرزق لينكر على أهل سبأ عبادتهم للشمس ، قال تعالى على لسان الهدهد:

( أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ) ... ( النمل: 25 ).

3- التزم بما تقول:

إذ إنك عند تركيزك على مواطن المهارة لديك ستتحدث بثقة ووضوح ، ومن ثم ينتبه المتلقون إلى نبراتك ، وينصتون لما تقول.

4- اعترف بعدم معرفتك للإجابة إذا وجه إليك سؤال لا تعرفه:

حتى لا تفقد مصداقيتك مع جمهور الحاضرين.

5- أفسح مجالا لانفعالك أثناء عرض مادة حديثك:

أ- لا ترهق نفسك بمحاولة جذب انتباه الجميع إلى مادتك.

ب- لا ترهق نفسك بالإبقاء على حالة الهياج الشديد التي تظهر عليهم دون أن تترك لهم مجالا للإستجابة.

ج- أتح الفرصة لحماسك ، وانفعالك ، واهتمامك ، وغضبك ، بل وفكاهتك أيضا للظهور.

الوسيلة الثالثة: الإنصات الفعال.

نستطيع من خلال الإنصات بفاعلية أن نجني ثمارًا كثيرة ، منها:

1- تذكر الحقائق والأرقام ذات الدلالة الهامة ، حتى وإن قيلت ارتجاليا بأحد المؤتمرات.

2- استخراج كل ما هو أساسي من خطبة طويلة تبعث على الملل ، دون أن تجهد أذنيك بالإستماع لكل كلمة بها.

وهناك أربع خطوات أساسية للإنصات الفعال:

1- ركز جيدًا في بداية وخاتمة الحديث:
حيث غالبا ما يعرض المتحدث فكرته الرئيسة ، والأفكار الفرعية التي سيتناولها ، أو التي تناولها بالفعل جيدا.

2-استمع جيدا للألفاظ الدلالية:
أي التي تذكر بالأفكار الرئيسة والفرعية ، والتي تحوي معلومات هامة بالنسبة لك.

3- انتبه لألفاظ تغيير محور الحديث:
التي تشير لفكرة جديدة بصدد طرحها مثل .....

" وعلى صعيد آخر " ... " ولكن " ... " وبالتالي " ... " وهكذا " ... " وعلى خلاف ذلك ".

4- لا تلتفت إلى التفاصيل:
بالطبع أنت في حاجة لكشف مزيد من التفاصيل ، ولكن عادة ما تشتمل تلك التفاصيل على النوادر والإحصائيات الإضافية بهدف تدعيم أفكار المتحدث ، فإذا كنت تسعى وراء الأفكار فحسب فلا تعر اهتماما لأكوام من المواد المتراكمة بغية إبراز الفكرة الرئيسة.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




وهناك .....

سمات لابد من توافرها فى المتحدث الجيد ، ماهي ؟

أولاً : السمات الشخصية.

وتضم:

1- الموضوعية:

و تعنى قدرة المتحدث على السلوك والتصرف واصدار أحكام غير متحيزة لعنصر أو رأى أو سياسة أو العدالة فى الحكم على الأشياء ، والتحدث بلسان مصالح المستحقين وليس المصالح الخاصة.

2- الصدق:

ويعنى أن يعكس الحديث حقيقة مشاعر المتحدث ، أي أفكاره وآرائه ، كما يعنى أن تتطابق أحوال المتحدث مع أفعاله وتصرفاته.

3- الوضوح:

ويعنى القدرة على التعبير عن الأفكار بوضوح ، من خلال اللغة البسيطة والمادة المنظمة والمتسلسلة منطقيا.

4- الدقة:

وتعنى التأكد أن الكلمات التى يستخدمها المتحدث تؤدى المعنى الذى يقصده بعناية.

5- الإتزان الإنفعالى:

ويقصد به أن يظهر المتحدث انفعاله بالقدر الذى يتناسب مع الموقف ، وأن يكون متحكما فى انفعالاته.

6- المظهر:

ويعنى أن يعكس مظهر المتحدث مدى رؤيته لنفسه ، كما يحدد الطريقة التى ينظر بها الآخرون إليه ويشكلون احكامهم عنه ، ويضم المظهر العام النظافة والأناقة الشخصية ، والملبس والمظهر المناسب للحالة وكذلك الصحة النفسية والبدنية.

ثانياً : السمات الصوتية.

وقد تؤثر العوامل الخاصة بالنطق على مدى نجاح المتحدث ، مثل النطق بطريقة صحيحة ووضوح الصوت ، والسرعة الملائمة فى النطق واستخدام الوقفات.

ثالثاً : السمات الإقناعية.

وتتضمن القدرة الاقناعية مجموعة من المهارات المتمثلة فى:

أ- القدرة على التحليل والإبتكار.

ب- القدرة على العرض والتعبير.

ج- القدرة على الضبط الإنفعالى.

د- القدرة على تقبل النقد.

وأخيرا فإن مهارة التحدث أمام الجمهور ...

أو إذا كنت ممن تسعى أن تقدم محاضرة أو ورقة عمل ناجحة ، أو إذا كنت تسعى أن تتحدث مع الآخرين بفعالية وتواصل ، وكنت تود التخلص من القلق والتوتر الذي يصاحبك أمام الجمهور ....

فما عليك إلا أن تتبع هذه الإرشادات:

أولا: التدريب المسبق.

ثانيا: تطوير الموقف ايجابيا.
( كأن تقول لنفسك: إنني مسرور لأنني سوف أتحدث أمام الآخرين مع تكرار هذه العبارة وأنت تسير إلى القاعة أو المجموعة ).

ثالثا: لا تركز أو تهتم بما قد ينتابك من مشاعر.

مثل:

1- كيف سيفكر الآخرين بي عند الإلقاء ؟

2- كيف سيكون كلامي ؟

3- هل سيظهر علي إنني متوتر ؟

فبدلا من ذلك فكر بأهمية المعلومات التي ستطرحها أمام الآخرين.




رابعا: الألفة.

1- قم بزيارة القاعة التي ستلقي فيها المحاضرة.

2- تأكد من صلاحية مكبر الصوت.

3- حاول الحضور إلى القاعة قبل الموعد.

( وذلك لتبني الألفة بينك وبين المكان ).

خامسا: تدرب.

1- يمكنك التدريب على المحاضرة أو مادة الحديث ، من خلال الإلقاء التجريبي أمام الأقارب ، أو مجموعة من الأصدقاء تشعر معهم بالأمان.

2- يمكنك التدريب أمام المرآة التي تساعدك على تنمية مهارة اتصال العيون مع الآخرين ، من خلال النظر إلى الجمهور أثناء الحديث آو الإلقاء.

بعض الإرشادات الهامة:

1- تجنب:

المنبهات قبل المحاضرة أو الإلقاء ، مما تزيد من احتمال حدة التوتر مثل الشاي أو القهوة.

2- تذكر:

إن الناس يبدون أمام الآخرين كما يفكرون ، فليكن موقفك مع نفسك والآخرين إيجابيا.

3- مارس:

مهارات الإسترخاء قبل الإلقاء ، مثل التنفس العميق.

4- ابتسم:

للجمهور لبناء الألفة بينك وبينهم ، فللإبتسامة مفعول السحر في جذب قلوب المستمعين.

5- إحذر:

من أن تبدأ بنكتة ( مثلا ) إن كنت غير متأكد من قدرتك على ذلك.

6- تحدث:

بصوت مسموع مما سيزيد ثقتك بنفسك.


وإذا سعيت أن تطبق هذه الإرشادات .....


بإذن الله ستكون متحدثا رائعا مبهرا يشيد له وبه الكل ، وقادر على مواجهة الجمهور.

والله الموفق المستعان.