أكّدت آخر الدراسات أن الإشعاعات الصادرة من الهواتف الذكية لا تُسبب سرطان المُخ حسب مزاعم سابقة، أو على الأقل، لا توجد روابط بين الإصابة بسرطان المخ واستخدام الهواتف الذكية.
وأُجريت مجموعة من الدراسات على الفئران التي تعرّضت أجسادها يوميًا لموجات الراديو، وهي الموجات المُستخدمة في الهواتف الذكية، بمعدّل تسع ساعات لمدة عامين. لكن هذا لم يؤدّي إلى إصابة أحدها بالسرطان باستثناء فأر واحد ظهرت أورام خبيثة حول عضلة القلب الخاصّة به.
وخلصت الدراسات إلى أن تعرّض الفئران لإشعاعات بهذا الحجم أمر مُبالغ فيه بالأساس، فلا يوجد إنسان يضع الهاتف الذكي على مقربة من رأسه لمدة تسع ساعات يوميًا. وإن حصل ذلك، فإن الدراسات تؤكّد أن موجات الراديو لا تُسبب أية أضرار على الدماغ لأنها بالأساس مُنخفضة الطاقة، ولا تُقارن بتلك المُستخدمة في المجال الطبّي القادرة على إحداث أضرار في الحمض النووي الخاص بالإنسان بسبب قوّتها.
وبالتفصيل، فإن الدراسة الأولى أُصيب فيه فأر واحد من الذكور، بينما لم تُصب الإناث بأية أضرار على الرغم من تعرّضها لنفس الإشعاعات ولنفس الفترة. أما الدراسة الثانية فكانت سليمة ولم تُصب مجموعة الفئران بأذى أبدًا. وهذا يعني أن موجات الراديو سليمة ولا ترتبط بالأورام الخبيثة.
ويقوم اتحاد الاتصالات الفيدرالي بالحد من حجم الإشعاعات الصادرة من الهواتف الذكية، وتلك ضوابط تلتزم بها جميع الشركات دون استثناء للحصول على الموافقات النهائية لطرح الأجهزة في الأسواق. كما أن الاتحاد يقوم باستشارة هيئة الغذاء والدواء التي تقوم بالتأكّد من نتائج الدراسات لاعتمادها أو رفضها بشكل قاطع، الأمر الذي يزيد من مصداقية تلك الدراسات التي نفت وجود روابط بين استخدام الهاتف والأورام الخبيثة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الاختبارات أُجريت باستخدام شبكات الجيل الثاني والثالث، 2g و3g. كما أن الفأر بعمر عامين يُعادل إنسان بعمر الـ 70 عام، وهذا يعني أن تراجع قدرة منظومة الدفاع في الجسم مأخوذة بعين الاعتبار. وأخيرًا، حجم الإشعاعات الذي تعرّضت له الفأران مُرتفع جدًا ولا يوجد مثيل له في الحياة اليومية.
وتحدّثت هيئة الغذاء والدواء عن نتيجة غير علمية تُفيد أن الفئران التي تعرّضت للإشعاعات عاشت لفترة أطول من تلك التي لم تتعرّض لها. لكن رئيس الهيئة أكّد هذا الاختلاف ما هو سوى صُدفة لا تستند على حقائق علمية.