كيفيَّة القضاء على النّاموس في البيت

فصل الصيف عندما يبدأ فصل الصيف تنتشرُ الحشرات الطائرة والزّاحفة في أنحاء المنزل بكثرةٍ شديدة، فتنشط وتزدادُ وتيرة تكاثرها، وتتسبَّب هذه الحشرات بالكثير من المُشكلات التي تصعبُ مكافحتها على مستوى المُدُن، رغم الجهود التي تبذلها بعض البلدان في مقاومتها وتقليص أعدادها. والنّاموس أو البعوض من أهمِّ الحشرات الضارَّة التي يُعاني منها الإنسان، فهو يتغذَّى على الدَّم، ويُسبِّب الحكّة، ومصاعب النّوم، وتقرُّحات الجلد، وفي بعض الأحيانِ قد يكونُ سبباً في نقل أمراضٍ شديدة الخطُورة، مثل الملايا والحُمّى الصّفراء وغيرِ ذلك. والبعوض هو اسمٌ عامٌّ يصفُ فصيلة من الحشرات الطائرة، وله عِدَّة مئاتٍ من الأنواع المُتفاوتة في أحجامها وألوانها وأشكالها، إلا أنَّ أكثرَ أنواعه انتشاراً في المنطقة العربيَّة هو الذّبابة المنزليّة الشَّائعة، وهي رماديَّة اللَّونِ، يبلغُ طولها حوالي سبعة ملليمترات. ولدى ذكور البعوض غذاءٌ عاديٌّ مُشابه لغذاء الكثير من الحشرات، فهي تأكلُ الفضلات والمواد العضويّة المُتحلِّلة المُنتشرة في الحاويات وسلّات المُهملات، كما تتغذَّى على أيِّ طعامٍ فيه سُكريَّات، وعلى العديد من أنواع النّباتات، وذُكور البعوض ليست لها أجزاءُ فمٍ ثاقبة، ولا تستطيع إيذاء الإنسان أو امتصاص دمه، وأما الإناث فهي لا تتغذَّى سوى على الدم، وهي تُكثرُ من ذلك على وجهٍ خاصٍّ عندما تكونُ حاملةً بالبيض لحاجتها إلى الكثير من المواد الغذائيّة

أمراض ينقلها الناموس


لا يُكافح الإنسان انتشار البعوض بسبب لسعته المؤلمة أو خسارة الدَّم التي يُسبِّبها فحسب، وإنَّما من أكبر مُشكلاته أنه ناقلٌ جيّدٌ للأمراض التي قد تُصيب الأطفال والكبار على حدِّ سواء، والتي يُمكن أن تتسبَّب في حالات الوفاة أحياناً، والسَّببُ في ذلك أنَّ البعوضة (عندما تُريد امتصاص دم الإنسان) تُحدث جرحاً في الجلد وتُفرز عليه لعابها عبر قنواتٍ تمتدُّ من شفتها السُّفلى عبر ستَّة أجزاءٍ تُشبه الإبر تُسمَّى اللَّقيمات، وهذا اللّعاب يُخدِّر الإنسان ويمنعُ دمه من التخثّر، وهو يختلطُ بدم الإنسان مع ما يحملهُ من جراثيم وطُفيليَّات فتنتشرُ في أنحاء الجسم. وفي الحقيقة، العديدُ من أنواع البعوض لا تحملُ جراثيم خطرةً، ويقتصرُ ضررها على لسعتها المُزعجة، إلا أنَّ أنواعاً خاصَّة منه تحمل جراثيم لأمراضٍ مُعيَّنة تجعلها شديدةُ الخطورة، وهي تكثرُ على وجهٍ خاصٍّ في المناطق الرَّطبة والحارَّة المُحيطة بخطِّ الاستواء، ومن هذه الأمراض التي ينقلها البعوض ما يأتي:

[٢] الملاريا:
وهي من الأمراض التي قُضِي على الكثير من البشر على امتداد العالم بسببها، ويعتبر الناموس الناقل الأول لهذا المرض، إلّا أن الوقت الحالي يشهدُ انحساراً ملحوظاً لهذا المرض نتيجة التّوعية، وذلك مع أنَّه انتشر في فترةٍ ما في الدّول الأفريقيّة وأدى إلى أضرارٍ كبيرة في الثّروة الحيوانيّة أيضاً. وقد اهتمَّ العُلماء مُنذ ستينيّات القرن العشرين بمُكافحة الملاريا، والقضاء على تجمُّعاتِ البعوض قدر الإمكان.
الحُمّى الصّفراء:

والمعروفُ أنها تنتقل بسبب نوعٍ مُعيَّنٍ من النّاموس كبير الحجم، والذي يلدغ الجسم ويترك علامة واضحة على الجلد، ومن الممكن علاجُها، ولكن أغلب النّاس لا ينتبهون للعدوى إلّا بعد تفاقم الإصابة وسوء حالة المريض، ممَّا يجعلُها على درجةٍ من الخُطورة.


كيفيَّة القضاء على النّاموس في البيت


تُوجد العديد من الشركات المُختصَّة في المجال مُكافحة البعوض والقضاء عليه داخلَ البيت،

والتي عملت على ابتكار العديد من الطّرق المُفيدة التي تُلاقي رواجاً بين الناس، خاصة أولئك الذين يعيشون على ضفاف المدن، والذين يقطنون بجوار المزارع أو الغابات وغيرها، كما تُوجد بعض الطّرق الشَّائعة والمُتعارَف عليها في القضاء على هذه الحشرات
، ومنها:
إغلاق مداخل الشّبابيك جيّداً:

فأكثر الأماكن التي تُساعد النّاموس على الدُّخول إلى المنزل هي الشّبابيك وما حولها من شُقوقٍ أو فتحاتٍ صغيرة، لذلك قبل أن يحلّ الظّلام يجبُ إغلاق جميع الشّبابيك أو الحرصُ على أن تكونَ مناخلها (الشَّبك الذي يُغطِّيها) مُغلقةً جيِّداً لمنع الحشرات من الدّخول. وقد لا يكفي إغلاق الشّباك بالطّريقة العادية، فقد يكونُ من الضروري التحقُّق من وُجود التشقّقات والفَتحات في الحائط بوضعِ شعلة كبريتٍ صغيرة حوله ومُلاحظة ما إذا كان الهواء يتدفَّقُ عليها أم لا، وفي حال وُجود تيَّارِ هواءٍ فذلك يعني وُجود فتحات يجبُ إغلاقها للتأكّد من عدم قدرة الحشرات على الوُلوج إلى الغرفة
.[٣] تجمُّعات الماء:
يُحبُّ الناموس وضع بيُوضه في تجمُّعات الماء الرّاكدة، في حال كان المنزل من البيوت القديمة التي تنتشر فيها المزروعات، أو تُوجد بها برك المياه (حتى ولو كانت صغيرةً جداً)، فيجبُ أن تُنظّف هذه البرك باستمرارٍ أو تُجفَّف نهائياً، وفي حال ركودها يجب على صاحب البيت التخلّص منها لاعتبارها مكاناً آمناً لوضع بيوض البعوض، وبذلك تكون المُشكلة الحقيقية موجودة في البيت ويجب التخلّص منها، وذلك يشملُ أيضاً أيِّ تجمُّعاتٍ للماء في المطبخ والحمام، إذ لا بُدَّ من إبقاء جميع أجزاء المنزل جافَّة قدر الإمكان.[
٤] المضارب الكهربائيّة:

من الطُّرق اليدويّة السهلة والرَّخيصة في القضاء على البعوض المِضرب الذي يُشحَن بالكهرباء، أو يعمل على البطاريّة، وجميع الأسلاك التي يتكوَّنُ منها شبك هذا المضرب يسري فيها تيَّارٌ كهربائيّ يتسبَّب بقتل البعوضة بمُجرَّد ملاسمتهِ لها، وله زرٌّ مُخصَّصٌ لإشعال وإطفاء التيار الكهربائي عند الحاجة، ويجبُ الحذر عند استعماله، مع أنَّ صعقته ليست خطرةً على الإنسان إلا أنَّه يُسبّب بعض الألم لو لُمِسَ بالخطأ.


[٥] العلبة الكهربائيّة للقضاء على النّاموس المنزليّ:

وهي علبة تُشبَك بسلكٍ في مِقبس للكهرباء، ويوضع فيها شريط أو قطعة تُصدر رائحة ليست مؤذية للبشر، لكنّها في نفس الوقت سامة جداً للبعوض، وتعمل على القضاء عليه بفعاليَّة، ومن الممكن شراؤها من الصيدليذات، وهي فعّالة جداً وآمنة على الأطفال وأهل المنزل، كما أنها تُخفّف من تواجد البعوض في البيت.
[٥] الشّريط المُحترق:
من الطّرق القديمة والتقليديّة التي تتمثَّل بإشعال النّار في شريطٍ صغيرٍ ووضعه بمكانٍ آمن داخل الغرفة، ويُترَك حتى يصدرَ الدّخان الذي يقضي على البعوض خنقاً أو يُخرجهُ من المكان، وفي نفس الوقت تُغلق عليه الغرفة حتى لا يخرج الدّخان، ويجبُ الحذر عند استعمال هذه الطريقة كي لا تُسبِّب أيّة أضرارٍ للمنزل.
الناموسيّة:

وهي من الطّرق القديمة والتقليديّة أيضاً، وتُساهم هذه الطّريقة في التخلّص من البعوض بشكلٍ فعال، فحتى لو كانت الغرفة تعجّ بالبعوض يُمكن للشَّخص النوم بهُدوءٍ دُون التعرُّض للأذى، وهي عبارةٌ عن قطعة قماشيَّة رقيقة مليئة بالفتحات الصَّغيرة التي تسمحُ للهواء بالوُصول إلى الشّخص النّائم، لكنها تمنعُ أيّ حشراتٍ - بما فيها البعوض - من الوصول إليه، وهي تستخدم لتغطية أسرَّة الأطفال حديثي الولادة خُصوصاً بسبب حساسيَّتهم نحوَ الأمراض التي يُمكن أن تنقلها هذه الحشرات أحياناً