الحمد لله رب العالمين ، والصـلاة والسـلام علـى سـيدنا محمد الصـادق الوعد الأمين .
أيها الإخوة الكرام ؛ إذا كان المؤمنون طرف والطرف الآخر هم غير المؤمنون كل سعيهم وكل طموحهم وكل جهدهم هذه الآية :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73 ]
حينما تبدل الأحكام .
الطرف الآخر :
الآن لا يريد إلغاء الدين الإسلامي ، لأنه لا يستطيع ، لكن أمامه خيارات كبيرة جداً ؛ أن يبدل في الأحكام الشرعية ، فكل يوم تطلع علينا فتوى تبيح محرماً ، أو تحل محظوراً :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73 ]
المشكلة أن تخفف من هذه التكاليف ، أن تلغي هذا الحكم ، أن تسمح بالاستثمار الربوي ، أن تسمح بالاختلاط ، أن تسمح بالغناء ، أن تسمح بالرقص .
العبرة أن تتبدل الأحكام :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73-74 ]

الإنسان أحياناً يتمنى أن ينتشر الحق ، فلو تنازل قليلاً ، وعمّ الحق الأرض هذا يعد مكسباً كبيراً ، لكن الله عز وجل يلفت نظر نبيه إلى أنه ينبغي أن تبقى ثابتاً ، ولا تتزحزح عن الأحكام الشرعية قيد أنملة ، لأنك إن تنازلت قليلاً استمر هذا التنازل حتى أصبح القرآن رسماً ، والإسلام اسماً ، وهذا ما يطمح إليه الطرف الآخر ، أي أقرب شيء إلينا هذا الشهر ، هذا الشهر عند المسلمين شهر المسلسلات ، شهر الولائم ، شهر السهرات الرمضانية ، تبدأ بالأذان وطعام الإفطار ، وتنتهي بالرقص مع طعام السحور ، هذا الشهر شهر الفن ، شهر المخالفات ، شهر اللقاءات ، رمضان يبقى ، والحج يبقى ، كل شيء يبقى ، أما الأحكام الدقيقة التي جاء بها القرآن والتي جاءت بها السنة فينبغي أن تتغير :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73 ]
بمصر إيداع المال في المصرف ، وأخذ الفائدة لا شيء فيه ، إذًا ما هو الربا ؟ الاختلاط لابد منه ، الفتاوى التي تصدر عن جهات معينة ، وعن ندوات فضائية شيء يلغي كل هذا الدين :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73-75 ]
إذا كان سيد الخلق ، وحبيب الحق يخاطب بهذه اللغة ، فما بال أناس يريدون أن يتخففوا من أعباء هذا الدين ؟ .خصائص الفرق الضالة :

وقد ذكرت لكم في درس سابق أن كل الفرق الضالة تنتظمها أربع خصائص :
1- تأليه الأشخاص .
2- وتخفيف التكاليف ؛ أي تبديل الأحكام .
3- واعتماد نصوص ضعيفة أو موضوعة .
4- ونزعة عدوانية .
كنت في مؤتمر إسلامي كبير ، وهذا المؤتمر من تقاليده أن الضيوف يلقي كل واحد منهم في حفل الختام كلمة في دقيقة ، ستين ثانية ، اخترت هذه الآية ، لأن هذه الآية تمثل مشكلة الطرف الآخر ، الذين يريدون أن يبدلوا هذا الوحي ، إذاً نكون نحن أصدقاء :
﴿ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73 ]
والحمد لله رب العالمين