[TR]
[TD]
رمضانيات : اليوم الثاني من رمضان
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD][/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]المؤمن كالغيث
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

(لطيفة رمضانية)
جاء في الحديث الصحيح: ( لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) الخُلوف : تغير رائحة فم الصائم لخلو المعدة .
نقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن القاضي حسين في تعليقه أن للطاعات يوم القيامة ريحا تفوح ، قال : فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك )

(مقالي اليوم) عنوانه :
قال الطفل لصاحب المطعم إعطيني (بسبوسة ) ثم اعتذر عنها ( قصة غاية في لألم ) ...!!!

المؤمن كالغيث

ونحن في شهرنا الفضيل هذا .. شهر رمضان المبارك ..
ذهبت كعادتي لأشتري فطورا لي ولزملائي ( حيث أننا بعيدون عن أهالينا للدراسة )

فاستوقفني محل يبيع بعض الوجبات الرئيسية ومنها ( السمبوسة ) ولها طابع رسمي ..على سفرة الإفطار كما تعلمون ..

أوقفت سيارتي وترجلت منها ودخلت بابتسامة .. نادرة في ذلك الوقت الذي يبلغ فيه الغضب منتهاه عند كثير من الناس ..

وتبدأ الشتائم فالكل على عجل والكل يريد أن يوصل الإفطار لأهله قبل أن يباغتهم الأذان وهم في الطريق ..

بغض النظر عن مراعاة الناس فكراماتهم ودمائهم مهدورة فلا يراعي الصائم لسانه ولا يراعي مركبته حين يقود بسرعته المجنونة ..


المهم .. طلبت من الأخ الذي يعمل في المطعم ..

ممكن نصف كيلو سمبوسة لحم لو تكرمت ؟؟


حاضر من عيوني .. وبدأ يعد لي ما أردت ..

استوقفني .. طفل صغير ..

يصف حاله .. ثيابه الشديدة الوسخ والممزقة ..

ووجهه الشاحب .. وحذاءه المتهالك الذي يتعذر على شخص اقتناؤه ..في شريحة دون المتوسطة فما بالك بمن هو أعلى ..

ووجدت في يده ( عشرة ريالات ورقة واحدة )

كأنني بالأسرة قد أعتصرتها لتخرجها - ويقينا أنها عندهم غالية -

ليشتروا بها شيئا معينا من الأكل ..

نظر الطفل إلى نوع من الحلى اللذيذ ( البسبوسة )

وقد صنعتها يد ماهرة ممزوجة من الشاميين والأتراك ليخرج لك طبقا لا تتحمل النظر إليه .. فهو شهي جدا ..

تطلعت إليه نفس الطفل ..

وسأل : بكم هذا ؟؟

قال له العامل ؟؟ وهو صاحب تجارة لا يراعي الفقر .. فهو مأمور وبند الصدقة عنده مغلق بأمر من سيده ..وهكذا كل المحلات إلا من رحم ربي ..

فقال بعشرة ريالات ؟؟؟!!

تذكر الطفل الفقير أن كل أن كل ما يملكه ولربما ما يملكه البيت بأكمله .. هو العشرة الريالات التي سيشترون بها هذا الطلب الذي أرسلوه له ..

فقال بثقة يصطنعها حتى لا يرى الناس ضعفه ويستشعرون فقره ..

قال : لا لا خلاص يكفي ما أخذناه ..

آه .. لمرارة الحرمان ..

كنت خلفه بالضبط .. وقد أثر في موقفه .. وتذكرت غيره من الأسر التي أعلم عن شديد فقرها ..

ووقفت على بعض منها ..

وحبست دمعة كادت تفضح حزني وحرقة صدري ..

غمزت غمزة خفيفة لصاحب المطعم أن يجهز له ما يريد على حسابي الخاص وبدون أن يشعر فغلف له البسبوسة الحلوة إضافة إلى ما يشاء .. وأمرته بخفة أن يقول هي هدية من المطعم ..
فلما أعطوه وجبته وأضافوا له البسبوسة .. تعجب الولد وكان نبيها .. فقال مباشرة :
أنا ما أعطيتكم فلوس للحلا ؟؟
فرد العامل وقال هذي هدية لك من المطعم .. بالعافية .. أخذها وقد أدرك الخطة فيما يظهر !!

فكرت .. اليوم وجد من يكفيه المئونة .. فلربما تلذذ بها واشتهاها غدا فمن يعطيه مع عزة نفسه .. !!
كم من أطفال لا يجدونها أصلا .. لا تتخيل مدى أن تمر على مطعم تشتهي أن تأكل منه ولا تجد ..
أخي الصائم أختي الصائمة .. أحبابنا في جوال بيوت مطمئنة قرائي الكرام ..

كم نتلذذ بالوجبات .. وأصناف المأكولات وألوان الحلويات ... ومزيج المشروبات ..

كلوا هنيئا مرئيا ..

ولكن .. لا تنسوا ..

هذا الطفل .. في شارعكم في حيكم في مدينتكم ..

اذهبوا للمؤسسات الخيرية اسألوا الثقات الذين يذهب الفقراء دوما إليهم ..

من خرج من بيته سائلا الله إن يوفقه لفقير فسيجد ..
وتمتع بلذة السخاء .. ولو كنت ضيق الحال فللكرم لذة لا يعدلها لذة ..
ولسدة خلة جائع .. سعادة لا يعدلها سعادة ..
ولربما شربة ماء ولقمة صغيرة من غذاء .. يوجب الله لك بها شربة من الكوثر ورضى دائما وغنى باقيا من رب غني عزيز مقتدر ..

إضاءة :
قال يحيى البرمكي: أعط من الدنيا وهي مقبلة، فإن ذلك لا ينقصك منها شيئاً، وأعط منها وهي مدبرة فإن منعك لا يبقى عليك منها شيئاً،

(أفكار رمضانية )
خذ أو خذي حصن المسلم وعلم ابنك كل يوم ذكرا يحفظه وهو صائم واجعل لها هدية صغيرة وهكذا كل ليلة ليحفظ أبناؤك ثلاثين ذكرا في رمضان .. !
2- إسأل سؤالاً شرعيا في السيرة أو الفقه لأسرتك وإذا أجاب أي واحد منهم كافئهم بالذهاب لجامع جيد لصلاة التراويح فيه،وذلك لبث الروح الرمضانية والفوائد الشرعية .


محبكم
المؤمن كالغيث
www.saaid.net/Doat/almomen
ade2006@hotmail.com
[/TD]
[/TR]