كن سيداً بالحلم
الحلم سيد الأخلاق :
أخي الكريم الحلم هو ضبط النفس عند الثورة والغضب
والحلم يجمل صاحبه بجميل الخصال ويحببه إلى الله تعالى ويرفع قدره عند الناس
وقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم آياته ))وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ((صدق الله العظيم

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب "

وروى أن رجلاً أتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم : فقال له أوصني " قال لا تغضب فرددها مراراً قال لا تغضب "

فلماذا نغضب وعلى ماذا, ليس هناك ما يستحق في هذه الدنيا أن نغضب من أجله
فهذه الدنيا فانية ونحن فانين ولا يبقي آلا وجه ربك ذل جلال والإكرام
فدع عنك أخي الكريم الغضب واقتدي برسولك الكريم الذي لا ينطق آلا الحق
وعش حياتك بكل هدوء وزرع الحلم في نفسك حتى تكون سيداً في قومك
فقد قال على رضي الله عنه : أول ما يُعوض الحليم في حلمه , أن الناس أنصاره .
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصار يومًا : من سيدكم ؟ .
فقالوا : الجدُّ بن قيس على بخل فيه !
فقال صلى الله عليه : ( أي داء أدوأ من البخل ؟! بل سيدكم الجَعْدُ الأبيض عمرو بن الجموح(
***********
قيل لقيس بن عاصم : بم سدت قومك ؟
قال : لم أخاصم أحدًا إلا تركت للصلح موضعًا .
*********
وقال رجل للأحنف : بم سودك قومك وما أنت بأشرفهم بيتًا ولا أصبحهم وجهًا ولا أحسنهم خلقًا ؟
قال : بخلاف ما فيك يا ابن أخي !
قال : وما ذلك ؟
قال : بتركي من أمرك ما لا يعنني كما عناك من أمري ما لا يعنيك .
**********
وقالو : يُسَوّد الرجل بأربعة أشياء : بالعقل والأدب والعلم والمال .
وقيل لعُرابة الأوسي : بم تسود قومك ؟
قال : بأربع خلال :
أنخدع لهم في مالي ...وأذل لهم في عرضي... ولا أحقر صغيرهم ...ولا أحسد كبيرهم ..
****************
وقال ابن الكلبي : قال لي خال القسري : ما تعدُّون السؤدد؟
قلت : أما في الجاهلية فالرياسة ، وأما في الإسلام فالولاية ، وخير من ذا وذاك التقوى .
قال له : صدقت ، كان أبي يقول : لم يدرك الأول الشرف إلا بالعقل ، ولم يدرك الآخر إلا بما أدرك به الأول .
قلت له : صدق أبوك ، إنما ساد الأحنف بن قيس بحلمه ، ومالك بن مِسْمَع بحب العشيرة له ، وقتيبة بن مسلم بدهائه ، وساد المُهلّب بهذه الخصال كلها .
******************
وكان سلم بن نوفل سيد بني كنانة ، فوثب رجل على ابنه وابن أخيه فجرحهما فأتى به .
فقال له : ما أًمَّنك من انتقامي ؟
قال : فلِمَ سودناك إذًا إلا أن تكظم الغيظ ، وتَحْلُم على الجاهل ، وتحتمل المكروه ؟!
فخلى سبيله .
*********************
قيل لرجل من بني شيبان إن السؤدد فيكم لرخيص !
فقال أما نحن فلا نسوّد إلا فتىّ يوطئنا رحله ويفرشنا عرضه ويبذل لنا ماله .
فقال : أشهد أن السؤدد فيكم لغالٍ .
*****************************
وقال الأحنف بن قيس يومًا لقومه :
إنما أنا رجل منكم ليس لي فضل عليكم ، ولكني أبسط لكم وجهي ، وأبذل لكم مالي ، وأقضي حقوقكم ، وأحفظ حرمتكم .
فمن فعل مثل فعلي فهو مثلي ، ومن زاد علي فهو خير مني ، ومن زدت عليه فأنا خير منه .
قيل له : يا أبا محمد ما يدعوك إلى هذا الكلام ؟
قال : أحضهم على مكارم الأخلاق !!
**************************
وقال أبو عمرو بن العلاء : كان أهل الجاهلية لا يسوِّدون إلا من كان فيه ست خصال وتمامها في الإسلام سابعة :
السخاء والنجدة والصبر والحلم ، والبيان والحسب . وفي الإسلام زيادة العفاف