فراسة العين

العين تبدي أقوى الدلائل على طبيعة الشخص وأخلاقه ومكنون صدره، فهي تنطق بكل لسان ولا تحتاج إلى ترجمان، والناس يتحدثون بعيونهم أفصح مما يتحدثون بألسنتهم، يستوي في ذلك الذكر والأنثى، الكبير والصغير، الغني والفقير، العربي والعجمي، القوقازي والزنجي، والعين أصدق من اللسان والآلات، منها العيون الجريئة، والواثقة، والضعيفة، والمريبة، والمتكبرة، والحانية. والعين تفتن عن مكان صاحبها ونواياه ويتقلب مظهرها باختلاف ما يطرأ عليها من العواطف: تذيل من العشق والسهر، وتحمر من الغضب، وتبرأ من التحفز، وتشرد من التخيل والتأمل.


حجم العين

يتفاوت حجم العين بين الخوصاء الصغيرة الغائرة، والنجلاء الكبيرة الواسعة، وتعتبر الأخيرة عنوان الجمال، ولذا تغزل العرب في عيون المها، وكبر العين دليل على الطهر والبراءة وقوة الذهن، وسرعة الإدراك، والصراحة، أما ضيق العينين فدليل على المكر والخداع والأنانية والكسل، وإذا كانت العينان وسطا بين السعة والضيق كان ذلك دليلا على الاستقامة التامة والأمانة.


سعة العين

تدل على سعة النظر مع قلة الاستيضاح، صاحبها يرى كثيرا ويفكر قليلا.



طول العين
يدل على قلة الرؤية مع حسن تفهم المرئيات، والرقة، والعطف، والرقي الإنساني.



جحوظ العين
صاحبها قادر على تعلم اللغات، فصيح في الخطابة والكتابة، يميل إلى الإجمال دون التفصيل والتدقيق.



العين الغائرة
صاحبها ينظر إلى الشيء فيتفهم تفاصيله ولا يميل إلى التعميم.



اتجاه العين إلى أعلى: دليل على التدين، والتزلف، والدعة، وكثرة التوسل.
اتجاه العين إلى أسفل: دليل على الوداعة والتواضع.



انكسار الأجفان
دليل على الرزانة وحيوية الضمير، وسرعة الرجوع من الخطأ.



الأجفان المرتعشة
مع عدم القدرة على التطلع إلى وجه المتحدث، دليل على الاستحياء، أو الخوف، وعلى الخبث والرياء والغدر.


العينان المتلاصقتان
دليل على حدة الذهن، والخبث، والخيانة، والضعة.



العينان المتباعدتان
دليل على سعة التفكير، والعبقرية، وحب الخير، والنبل، أما إذا تباعدت العينان جدا بشكل واضح، فذلك دليل على الغباء وبلادة الشعور والغلظة.



استدارة العينين
دليل على أن صاحبها عملي، مادي، واقعي، لا يميل إلى الخيال غالبا، ونادرا ما تستهويه المثل العليا.



ألوان حدقة العين تنقسم العيون من حيث ألوان الحدقات إلى :
زاهية : يغلب في أصحاب العيون الزاهية أن يكونوا من شعوب الأقاليم الباردة المعتدلة. ويتصفون ببياض البشرة، وخفة الشعر ولطف المزاج، وسلامة الذوق، وسرعة الحركة، ولين الجانب.



هذا عن ألوان الحدقات بصفة عامة
يتبع
وفيما يلي دلالات الألوان بالتفصيل:
•العيون الزرقاء: يتغزل فيها الغربيون مثلما يتغزل العرب في العيون السود، والعيون الزرقاء عند العرب دليل سوء الخلق والبلادة والكسل، وفي هذا تناقض بين الرأيين، دليل على أن خصائص العيون ليست في ألوانها وإنما في صفائها وحركاتها وإشراقها وانطباعات الأشخاص بها، وعلى أي حال ذهب علماء الفراسة إلى أن العيون الزرقاء دليل الجرأة والإقدام، وإذا كانت الزرقة خفيفة فهي دليل الأنانية كما تدل أحيانا على النقاء، الإخلاص، الوفاء والتضحية في سبيل الحب.

•العيون السمراء: تغلب عليها سيطرة العواطف الرقيقة، يشتد سلطان العاطفة على العقل كلما اشتد اسمرار الحدقة، يتميز صاحبها بالتفكير السليم، والقدرة على حسن تصريف الأمور وحل المشاكل.

•العيون السوداء: إما صغيرة براقة يصاحبها إعجاب بالذات أو غائرة متوقدة يصاحبها إخلاص، أو لينة متحركة ناعسة وتكثر في نساء الترك، أو هادئة تتدفق منها العواطف وتفيض من خلال أهدابها أشعة الذكاء، عيون جميلة آسرة، لا راد لفتنتها وسحرها وقوة جذبها للقلوب، يقوى سحرها إذا كانت في وجوه بيضاء.

•العيون الشهلاء: هي العيون السمراء التي يخاط سمارها لون آخر كالحمرة والخضرة، وهي دليل الذكاء والعاطفة عند الرجل، وسهولة الانقياد وتغلب العقل على العاطفة وشدة الانعطاف إلى الزوج عند المرأة تؤثر رضاه وهي كثيرة العمل قليلة الكلام شاع هذا النوع من العيون الشهلاء عند كثير من عظماء الرجال.

•العيون الرمادية القاتمة: أصحابها ذوو قوى نفسية، يمتازون برقة العاطفة، الوفاء، الوداعة وهم مثاليون.

•العيون شاذة الألوان: تشير إلى ميول إجرامية.



أجمل العيون
ذكر بعض متفرسي العرب أن أجمل صفات العيون أن تكون متوسطة الحجم، ساكنة في مآقيها، صافية من الكدر، نقية من النقط، حسنة البريق، كامنة العروق، معتدلة الطرف بالجفن، نجلاء يخالطها السرور والمهابة، نقية البياض والسواد، لا عظيمة ولا صغيرة، لا جاحظة ولا غائرة، لا شاخصة جامدة ولا سريعة التقلب كالزئبق، لا شاخصة الحدقة، ولا صغيرتها، ولا كبيرتها، ولا واسعتها، ولا مختلفة الوضع في البياض والسواد، رطبة المنظر من غير ضعف أو علة. شهلاء أو خفيفة الشهولة، أو كحلاء، أو شعلاء خفيفة الشعولة، شحيمة الجفنين.
نادرا ما تجتمع هذه الأوصاف كلها في عين، لكن هذه الأوصاف نموذج للحكم بأن من توافرت لعينه أكثرها، كان كريم الخلق، غزير المروءة، جيد العقل، فاضل، فطن، خير.




إن العين ربما كانت أفضل وأدق وسيلة من بين وسائل الاتصال الكثيرة التي يتمتع بها الإنسان لإظهار ما يعتمل في نفسه وبوضوح لأن العينان تمثلان نقطة بؤرية في الجسم ولأن بؤبؤ العين يعمل بشكل لا إرادي