قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي) - المواضيع العامة - الصفحة 5
أهلا وسهلا بك إلى معهد توب ماكس تكنولوجي.
  1. ما شاء الله تبارك الله ( يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )
  2. معهد توب ماكس تكنولوجي | أعلى قمة للتكنولوجيا الحديثة في الشرق الأوسط - صرح علمي متميز
  3. طريقة تسجيل عضوية في معهد توب ماكس تكنولوجي بشكل سريع
    مع ملاحظة أن التسجيل مجاني ومفتوح طيلة أيام الأسبوع عند تسجيل العضوية تأكد من البريد الالكتروني أن يكون صحيحا لتفعيل عضويتك وأيضا أن تكتبه بحروف صغيره small و ليست كبيرة تستطيع أيضا استخدام الروابط التالي : استرجاع كلمة المرور | طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية
  4. اشترك ألان في خدمة رسائل المعهد اليومية لتعرف كل جديد اضغط هنا للاشتراك
التفاصيل : الردود : 144 المرفقات : 0 المشاهدات: 19888 مشاهدة
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق…

المواضيع المتشابهه

  1. زر شبكة توب ماكس تكنولوجي كل يوم
    بواسطة ناظر العنابي في المنتدى المواضيع العامة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-24-2010, 06:29 PM
  2. مجلس توب ماكس تكنولوجي
    بواسطة محمد الكهالي في المنتدى معرض الصور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-18-2010, 12:27 PM
  3. مجلةتوب ماكس تكنولوجي
    بواسطة chefadel55 في المنتدى مطبخ المعهد شيف المطبخ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-25-2009, 05:07 PM
  4. مجلس توب ماكس تكنولوجي
    بواسطة محمد الكهالي في المنتدى معرض الصور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-01-2009, 07:17 PM

صفحة 5 من 15 الأولىالأولى 123456789 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 145
  1. #41
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)


    العاصفة


    في لحظة عاصفة مجنونة قرر قراره ووضع متاريس حول عاطفته وحدث نفسه " أجل .. سوف أتخلص من عذابك .. من السنوات المريرة التي عشتها معك .. ثم أنسى صوتك المبحوح الذي تابع خطواتي وأقلق غفواتي .. وأرتاح من أعمالك المدمرة سوف أنسلخ من ذاتي وأرمي بك هناك ". كان يحدث نفسه وهو يقود سيارته وقد وصل أطراف مدينته …

    ويسترق النظرات اليها وهي نائمة على الكرسي بجواره … ثم ينتابه شيء من الضحكات الهستيرية … شاعرا بنشوة النصر … لأنه زاد جرعة الحبوب المنومة . أحس أن الظلام زحف مبكرا . فالسماء ملبدة بالغيوم والهواء بدأ يشتد فقال لنفسه :" سأسرع قبل أن تشتد العاصفة سأرمي بها بعيدا ثم أهرب … سأختار لها موقعا مناسبا !! وبعد العاصفة ستشرق حياتي مع بداية الربيع ".


    توغلت سيارته في الطرق الترابية .. بدت له شجرة كبيرة ملتفة الأغصان فقال لنفسه :" هنا سأريح وأستريح !!"

    ثم حمل الصغيرة ووضعها بهدوء …نظر إليها نظرة الوداع … قاوم دموعه وركب سيارته قاصدا العودة .

    حاول أن يسرع بسيارته … لكن العاصفة هاجمته قبل أن يبتعد كثيرا عن الصغيرة النائمة ضغط على مقود سيارته كأنه بطل سباق … فانغرست عجلات سيارته في التراب .

    لف معطفه وأحكم غطاء رأسه . وخرج يحاول علاج الموقف … فتح باب السيارة … لفح وجهه الهواء البارد .. فارتعدت مفاصله . ثم سمع صوت ذئب … فتضعضعت قواه … وبكى ، أغلق باب سيارته … ووضع يده على جبينه واسترسل في البكاء … وأخذ يتذكر كلام أمها رحمها الله :

    _ إنها قدرنا يا أحمد . بل هو امتحان من الله لنا

    _ أنا أدعو الله عليها ليل نهار ! فتجيبه بصوتها الحنون :

    _ بل أدع الله لنا ولها يا أحمد …

    تنهد بعمق وقال لنفسه : كم عانت أمها معها و صبرت … أما أنا فلم أحتملها سوى أشهر قليلة وها أنا أهرب من ذاتي وأرمي بها .

    أحس أن نبع مشاعره تفجر فأغرق كيانه … وعلم أنه سلك سبيل الشقاء وجانب درب السعادة .. كيف يهرب من مشاعره الأبوية مدى الحياة ؟ وهو الذي استسلم بعد دقائق معدودات .

    بل كيف يتركها للذئاب تنهشها ويرمي نفسه بين رحى الألسن الحادة التي ستلاحقه والنظرات المتسائلة التي ستتابعه ؟ اشتدت العاصفة فنهض مسرعا وخرج من سيارته باحثا عنها كالمذعور ، وأخذ يركض بين الشجر رأى جميع الأشجار كبيرة ، فأخذ يبحث تحت كل شجرة ويشهق لهفة عليها ، ويدعو الله أن لا يكون قد اختطفها ذئب … أو سرقها أحد .

    لم يكتشف أنه غبي بليد إلا في تلك اللحظات … ركض ولهث وتعب ثم سمع صوتها تبكي بذعر بالغ .!!!

    اختلطت الأصوات لديه ، صوت الريح المجنونة مع الأمطار المنهمرة ممزوجا بصوت الذئاب المسعورة لكن صوتها هي .. كان أخفت الأصوات في سمعه وأشدها في قلبه !!

    تابع الركض … سارع الخطوات خفق قلبه ، قاوم مخاوفه ، إنه يريد أن يصل إليها عبر كل المتاهات التي يراها أمامه ، بدأت خطواته تسير في الاتجاه الصحيح … وضح صوتها أكثر ، اقترب منها سبقت ذراعاه قدميه … عانقها بلهفة … أغرقها بقبلاته ودموعه ، حدق في عينيها وقال :

    "عيناك الجميلتان قدري وسوف أرضى به" ..

    حملها ، ومسح رأسها وقال لنفسه : رغم "بلاهتها " فهي ابنتي … حبيبتي … وهي هبة الرحمن لي. حملها على ظهره المنهك ، وتذكر وجه أمها المضيء وثغرها الباسم وهي تردد الآية الكريمة :

    (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ، ما كان لهم الخيرة )) .

    أم حسان الحلو





  2. #42
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)

    العجوزان
    أغلق الشيخ الباب فتنفس أهل الدار الصعداء. وأفاقوا إفاقة من يودع الحلم المرعب، أو الكابوس الثقيل، ثم انفجروا يصيحون، يفرغون ما اجتمع في حلوقهم من الكلمات التي حبسها وجود الشيخ فلم ينبسوا بها، وانطلقوا في أرجاء الدار الواسعة. ولأولاد (صغار أولاد الشيخ وأحفاده ) يتراكضون ويتراشقون بما تقع عليه أيديهم من أثاث الدار، ويتراشون بالماء، أو يدفع بعضهم بعضا في البركة الكبيرة التي تتوسط صحن الدار، فيغوص الولد في أمواهها، فتعدو إليه أمه أو من تكون على مقربة منه فتخرجه من بين قهقهة الصغار وهتافهم وتقبل عليه لتنضو عنه ثيابه وتجفف خشية المرض جسده، فإذا هو يتفلت من بين يديها، ثم يركض وراء إخوته وأبناء عمه ليأخذ منهم بالثأر، والماء ينقط من ثيابه على أرض الدار المفروشة بالرخام الأبيض والمرمر الصافي التي أنفقت الأسرة ساعات الصباح كلها في غسل رخامها ومسحه بالإسفنج، حتى أضحى كالمرايا المجلوة أو هو أسنى … وعلى السجاد الثمين الذي يفرش القاعات الكثيرة والمخادع، وهم ينتقلون من غرفة إلى غرفة، ومن درج إلى درج، ويفسدون ما يمرون به من الأغراس التي لم تكن تخلو من مثلها دار في دمشق، من البرتقال والليمون والكباد والفراسكين والنارنج والأترج (الطرنج) وقباب الشمشير والياسمين والورد والفل، تتوسط ذلك كله الكرمة (الدالية) التي تتمدد على (سقالة) تظلل البركة تحمل العنب (البلدي) الذي يشبه في بياضه وصفائه اللؤلؤ، لولا أن الحبة الواحدة منه تزن أربع حبات مما يسمى في مصر والعراق عنبا … والجدة تعدو وراءهم ما وسعها العدو تصرخ فيهم صراخا يكاد من الألم يقطر منه الدم :
    ((ولك يا ولد انت ويّاه … يقصف عمري منكم … وسختم البيت … يا ضيعة التعب والهلاك … الله يجعل عليّ بالموت حتى أخلص منكم ))
    فيختلط صراخها بصياح الأولاد، وضحك الضاحكين منهم وبكاء الباكين، وهم يتضاربون، ويسقطون ما يعثرون به من الأواني الكؤوس … ولا يصغي لنداء الجدة أحد منهم …
    * * *
    ويلبثون على ذلك حتى ينادي المؤذن بالظهر، فتنطفئ عند ذلك شعلة حماستهم، وتخافت أصواتهم ويحسبون بدنو ساعة الخطر، فينزوي كل واحد منهم في ركن من أركان الدار ينظر في ثيابه يحاول أن يزيل ما علق بها من الأوساخ، أو أن يصلح ما أفسد منها، كيلا يبقى عليه أثر يعلن فعلته، ويتذكرون ما هشموا من أثاث المنزل حين عاثوا فيه مخربين، فيجمع كل واحد منهم كل ما يقدر عليه من حطام الأواني فيلقيه في زاوية الزقاق في غير الطريق الذي يمر منه الشيخ ،ويرجع النسوة إلى أنفسهن فيسرعن في إعداد الطعام وإصلاح المنزل . وتدور العجوز لتطمئن على أن قبقاب الشيخ في مكانه لم يزح عنه شعرة، لا تكل هذه (المهمة) لكنتيها ولا لبناتها، لأنها لم تنس طعم العصي التي ذاقتها منذ أربعين سنة … في ذلك اليوم المشؤوم الذي وقعة فيه الكارثة ولم يكن قبقاب الشيخ في مكانه، وضم إليها القدر مصيبة أخرى أشد هولا وأعظم خطرا، فتأخر صب الطعام عن موعده المقدس (في الساعة الثامنة الغروبية) عشر دقائق كاملات …
    وللشيخ حذاء (كندرة) للعمل، وخف (صرماية) للمسجد، و(بابوج) أصفر يصعد به الدرج ويمشي به في الدار، (وقبقاب) للوضوء، وقد تخالف الشمس مجراها فتطاع من حيث تغيب، ولا يخالف الشيخ عادته فيذهب إلى المسجد بحذاء السوق، أو يتوضأ ببابوج الدرج …
    وتعد العجوز قميص الشيخ ومنديله، وتهيئ (اليقجة) التي تضع فيها ثياب السوق بعد أن تساعده على نزعها وتطويها على الطريقة التي ألفتها وسارت عليها منذ ستين سنة، من يوم تزوج بها الشيخ وكان في العشرين وكانت هي بنت ست عشرة،وهي لا تزال تذكر إلى الآن كيف وضع لها أسلوبه في الحياة وبين لها ما يحب وما يكره، وعلمها كيف تطوي الثياب وكيف تعد القبقاب، كما علمها ما هو أكبر من ذلك وما هو أصغر وحذرها نفسه وخوفا غضبه إذا هي أتت شيئا مما نهاه عنه، فأطاعت ولبث العمر كله وهي سعيدة مسعدة طائعة مسرورة لم تخالف إلا في ذلك اليوم المشؤوم وقد لقيت فيه جزاءها، ونظرت العجوز الساعة فإذا هي منتصف الثامنة، لقد بقي نصف ساعة … ففرقت أهل الدار ووزعت عليهم الأعمال، كما يفرق القائد ضباطه وجنده ويلزمهم مواقفهم استعداد للمعركة، فأمرت بنتها الكبرى بإعداد الخوان للطعام، وبعثت الأخرى لتمسح أرض الدار التي وسخها الأولاد، وأمرت كنتيها بتنظيف وجوه الصغار وإبدال ثيابهم حتى لا يراهم الشيخ إلا نظافا … ثم ذهبت ترد كل شيء إلى مكانه، ولكل شيء في هذا الدار الواسعة موضع لا يريمه ولا يتزحزح عنه، سنة سنها الشيخ لا تنال منه الغيرة ولا تبدلها الأيام، فهو يحب أن يضع يده على كل شيء في الظلمة أو نور،في ليل أو نهار، فيلقه في مكانه، ولما اطمأنت العجوز إلى أن كل شيء قد تم، نظرت إلى الساعة فإذا هي دون الموعد بخمس دقائق … فاستعدت وغسلت يديها و وجهها ولبست ثوبا نظيفا كعهدها ليلي عرسها لم تبدل العهد، واستعد أهل الدار بكبارهم و صغارهم.
    فلما استوى عقرب الثامنة أرهفوا أسماعهم فإذا المفتاح يدور في الباب إنه الموعد ولم يتأخر الشيخ عن وعده هذا منذ ستين سنة إلا مرات معدودات عرض له فيها شاغل لم يكن إلى دفعه سبيل . فلما دخل أسرعوا إليه يقبلون يده وأخذت ابنته العصا فعلقتها في مكانها وأعانته على خلع الحذاء وانتعال البابوج الأصفر، وسبقته زوجته إلى غرفته لتقدم إليه ثياب المنزل التي يتفضل بها .
    غاضت الأصوات، وهدأت الحركة، وعادت هذه الدار الواسعة إلى صمتها العميق، فلم يكن يسمع فيها إلا صوت الشيخ الحزم المتزن، وأصوات أخرى تهمس بالكلمة أو الكلمتين ثم تنقطع، وخطى خفيفة متلصصة تنتقل على أرض الدار بحذر وخوف … وكانت غرفة الشيخ يؤثرها على يمين الإيوان العظيم ذي القوس العالية والسقف النقوش الذي لا تخلو من مثله دار في دمشق، والذي يتوجه أبدا إلى القبلة ليكون لأهل الدار مصيفا يغنيهم عن ارتياد الجبال في الصيف، ورؤية ما فيها من ألوان الفسوق، يشرفون منه على الصحن المرمري وأغراسه اليانعة وبركته ذات النوافير … وكانت غرفة الشيخ رحبة ذات عتبة مستطيلة تمتد على عرض الغرفة التي تعلو عن الأرض أكثر من ذراع كسائر غرف الدور الشامية، تغطيها (تخشيبة) مدّ عليها السجاد وفرشت في جوانبها (الطراريح) : الوسائد والمساند، وقامت في صدرها دكة أعلى ترتفع عن (التخشيبة) مقدار ما تهبط عنها العتبة . وكان مجلس الشيخ في يمين الغرفة يستند إلى الشباك المطل على رحبة الدار، وقد صفّ إلى جانبه علبة وأدوات، وهن حق النشوق الذي يأخذ منه بيده ما ينشقه من التبغ المدقوق الذي ألفه المشايخ فاستحلوه بلا دليل حتى صاروا يشتمونه في المسجد كما حرموا الدخان بلا دليل …
    وإلى جنب هذا الحق علبة نظارات الشيخ ومنديله الكبير والكتابان الذي لا ينتهي من قراءتهما : الكشكول و المخلاة، وفي زاوية الشباك أكياس بيضاء نظيفة مطوية يأخذها معه كل يوم حينما يغدو لشراء الطعام من السوق فيضع الفاكهة في كيس واللحم في آخر، وكل شيء في كيسه الذي خصصه به، وهذه الأكياس تغسل كل يوم وتعاد إلى مكانها .
    وعن يساره خزانة صغيرة من خشب السنديان المتين أشيه الأشياء بصندوق الحديد، لا يدري أحد حقيقة ما فيها من التحف والعجائب، فهي مستودع ثروة الشيخ وتحفه، ومما علم أهل الدار عنها أنفيها علبا صغارا في كل علبة نوع من أنواع النقد : من النحاسات وأصناف المتاليك والمتاليك وأمات الخمسين وأمات المائة والبشالك والزهراويات إلى المجيديات وأجزائها والليرات العثمانية والإنكليزية والفرنسية، كل نوع منها في علبة من هذه العلب، فإذا أصبح أخذ مصروف يومه الذي قدره له يوم وضع (ميزانية الشهر)، ثم إذا عاد نظر إلى ما فضل معه، فضم كل جنس إلى جنسه، وفي هذه الخزانة (وهي تدعى في دمشق الخرستان)، الفنار العجيب الذي كان يخرجه إذا ذهب ليلا (وقلما كان يفعل) يستضيء به في طريق دمشق التي لم يكن بها أنوار إلا أنوار النجوم ومصابيح الأولياء وسرجهم، وأكثر هذه السرج يضاء ببركة الشيخ عثمان ويطفأ ليلا … وفيها الكأس التي تطوى … والمكبرة التي توضع في شعاع الشمس فتحرق الورقة من غير نار … وفيها خواتم العقيق التي حملها الشيخ من مكة، فأهدى إلى صاحبه قسما منها وأوع الباقي خزانته … وفيها الليرات الذهبية التي كان يعطيها الأطفال فيأكلونها لأن حشوها (شكلاطة) … وكانت هي عجائب الدار السبع!
    وأمام الشيخ (الرحلاية) وفوقها (السكمجاية)، وهي صندوق صغير فيه أدراج دقيقة ومخابئ وشقوق للأوراق، وبيوت للأقلام في صنعة لطيفة، وهيئة غريبة، كانت شائعة يومئذ في دمشق، موجودة في أكثر البيوت المحترمة …
    والويل لمن يمس شيئاً من أدوات الشيخ أو يجلس في مكانه . ولقد جنى الجناية أحد الأطفال مرة فعبث بلعبة النشوق فأسرعت أمه فزعة وأخذتها منه وأبعدته وأعادتها إلى مكانها، فانزاحت لشؤم الطالع عن موضعها مقدار أنملة وعرف ذلك الشيخ، فكان نهار أهل المنزل أسود، وحرموا بعده من الدنو من هذا الحمى!
    * * *
    كان الشيخ في الثمانين ولكنه كان متين البناء شديد الأسر، أحاط شبابه بالعفاف والتقى، فأحاط العفاف شيخوخته بالصحة والقوة، وكان فارع الطول عريض الأكتاف، لم يشكو في حياته ضعفا، ولم يسرف على نفسه في طعام ولا شراب ولا لذة، ولم يحد عن الخطة التي أختطها لنفسه منذ أدرك . فهو يفيق سحرا والدنيا تتخطر في ثوب الفتنة الخشعة والخشوع الفاتن، والعلم ساكن لا يمشي في جوانبه إلا صوت المؤذن وهو يكبر الله في السحر يتحدر أعلى المنارة فيخالط النفوس المؤمنة فيهزها ويشجيها، يمازحه خرير الماء المتصل من نافورة الدار يكبر (هو الآخر) ربه ويسبح بحمده، (وإن من شيء إلا يسبح بحمده)، فيقف الشيخ متذوقا حلاوة الإيمان، ثم ينطق لسانه ب(لا إله إلا الله) تخرج من قرارة فؤاده المترع باليقين، ثم ينزع ثيابه وينغمس في البركة يغتسل بالماء البارد ما ترك ذلك قط طوال حياته، لا يبالي برد الشتاء ولا رطوبة الليل . وكثيرا ما كان يعمد إلى قرص الجليد الذي يغطي البركة فيكسره بيده و يغطس في الماء ثم يلبس ثيابه ويصلي ما شاء الله أن يصلي، ثم يمشي إلى المسجد فيصلي الصبح مع الجماعة في مجلس له وراء الإمام ما بدله يوما واحدا، ويبقى مكانه يذكر الله حتى تطلع الشمس وترتفع فيركع الركعتين المأثورتين بعد هذه الجلسة، ويرجع إلى داره فيجد الفطور معدا والأسرة منتظرة فيأكل معهم البن الحليب والشاي والجبن أو الزبدة والزيتون والمكدوس، ثم يغدو إلى دكانه فيجدها مفتوحة قد سبقه ابنه الأكبر إليها ففتحا ورتبها .
    والدكان في سوق البزازين أمام قبر البطل الخالد نور الدين زنكي . وهي عالية قد فرشت أرضها بالسجاد وصف أثواب البز أمام الجدران، ووضعت للشيخ وسادة يجلس عليها في صدر الدكان ويباشر أبناؤه البيع والشراء بسمعه وبصره، ويدفعون إليه الثمن، فإذا ركد السوق تلا الشيخ ما تيسر من القران أو قرأ في (دلائل الخيرات ) أو تحدث إلى جار له مسن حديث التجارة، أما السياسة فلم يكن في دمشق من يفكر فيها أو يحفلها، وإنما تركها الناس للوالي والدفتردار والقاضي والخمسة أو الستة من أهل الحل و العقد، وكان هؤلاء هم الحكومة (كلها…) وكان الشيخ مهيبا في السوق كهيبته في المنزل، تحاشى النسوة المستهترات الوقف عليه، وإذا تجرأت امرأة فكشفت وجهها أمامه لترى البضاعة، كما تكشف كل مستهترة، صاح فيها فأرعبها وأمرها أن تتستر وأن تلزم أبدا حدود الدين والشرف وكانت تبلغ به الهيبة أن يعقد الشباب بينهم رهانا، أيهم يقرع عليه بابه، ويجعلون الرهان ريالا مجيدا أبيض، فلا يفوز أحد منهم .
    وكان الشيخ قائما بحق أهله لا يرد لهم طلبا، ولا يمنعهم حاجة يقدر عليها، ولكنه لا يلن لهم حتى يجرؤوا عليه،ولا يقصر في تأديب المسيء منهم، ولا يدفع إليهم الفلوس أصلا . وما لهم والفلوس وما في نسائه وأولاده من يخرج من الدار ليشتري شيئا ؟ ومالهم ولها وكل طعام أو شراب أو كسوة أو حلية بين أيديهم، وما اشتهوا منه يأتيهم ؟ ولماذا تخرج المرأة من دارها، إذا كانت دارها جنة من الجنان بجمالها وحسنها، ثم فيها كل ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين ؟
    يلبث الشيخ في دكانه مشرفا على البيع والشراء حتى يقول الظهر : (الله أكبر) ، فينهض إلى الجامع الأموي وهو متوضئ منذ الصباح، لأن الوضوء سلاح المؤمن، فيصلي فيه مع الجماعة الأولى، ثم يأخذ طريقه إلى المنزل، أو يتأخر قليلا ليكون في المنزل عندما تكون الساعة في الثامنة . أما العصر فيصليه في مسجد الحي، ثم يجلس عند (برو العطار) فيتذاكر مع شيوخ الحي فيما دقّ وجل من شؤونه … اختلف أبو عبده مع شريكه فبجب أن تألف جمعية لحل الخلاف… والشيخ عبد الصمد في حاجة إلى قرض عشر ليرات فلتهيأ له… وعطا أفندي سلط ميزابه على الطريق وآذى السابلة فلينصح وليجبر على رفع الأذى عن الناس …
    أي أن هذه الجماعة محكمة، ومجلس، بلدي، وجمعية خيرية إصلاحية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . وكان (برو العطار) مخبر اللجنة ووكيلها الذي يعرف أهل الحي جميعاً برجالهم ونسائهم، فإذا رأى رجلاً غريباً عن الحي حول أحد المنازل سألعنه من هو؟ وماذا يريد ؟ وإذا رأى رجلاً يماشي امرأة نظر لعلها ليست زوجته ولا أخته، ولم يكن في دمشق صاحب مروءة يماشي امرأة في طريق فتعرف به حيثما سارت، بل يتقدما أو تتقدمه ويكون بينهما بعد بعيد، وإذا بنى رجل غرفة يشرف منها إلى نساء جاره أنبأ الشيخ وأصحابه فألزموه حده . وإن فتح امرؤ شباكا على الجادة سدّوه، لأن القوم كانوا يحرصون على التستر ويكرهون التشبه بالإفرنج، فالبيوت تبدو من الطريق كأنها مخازن للقمح لا نافذة ولا شباك، ولكنها من داخل الفراديس والجنان . فكان الحي كله بفضل الشيخ وصحبه نقيا من الفواحش صيناً، أهل كأهل الدار الواحدة لا يضن أحد منهم على الآخر بجاهه ولا بماله، وإذا أقام أحدهم وليمة، أو كان عنده عرس أو ختان، فكل ما في الحي من طباق و(صوان) وكؤوس تحت يده وملك يمينه .
    * * *
    مر دهر والحياة في هذه الدار سائرة في طريقها لا تتغير ولا تتبدل ولا تقف . مطردة اطراد القوانين الكونية، حتى جاء ذلك اليوم … ودقت الساعة دقاتها الثمان، وتهيأ أهل الدار على عادتهم لاستقبال الشيخ لكن العجوز الطيبة والزوجة المخلصة لم تكن بينهم، وإنما لبثت مضطجعة على الأريكة تشكو ألماً شديدا لم يفارقها منذ الصباح . وأدار الشيخ مفتاحه ودخل فلم يراها وهي التي عوده الانتظار عند الباب، ولم تحد هذه العادة مدة ستين سنة إلا أيام الوضع ويوم ذهبت لتودع أباها قبل وفاته، فسأل الشيخ عنها بكلمة واحدة أكملها بإشارة من يده، فخبرته ابنته وهي تتعثر بالكلمات هيبة له وشفقة على أمها، أنها مريضة . فهز رأسه ودخل، فلما وقع بصره عليها لم تتمالك نفسها فنهضت على غير شعور منها تقبل يده، فلا مست أصابعه أحس كأنما لمسته جمرة ملتهبة، وكان الشيخ على ما يبدو من شدته وحزمه وحبه للنظام، قوي العاطفة، محبا لزوجته مخلصا لها، فرجع من فوره ولم يأكل، ولم يدر أحد في المنزل لماذا رجع ولم يجرؤ على سؤاله واكتفوا بتبادل الآراء لتعليل هذا الحادث الغريب، الذي يشبه في أنظارهم خروج القمر عن مداره . ومضت على ذلك ساعة أو نحوها، فدخل الشيخ وصاح روحوا من الطريق)، فاختبأ النسوة ليدخل الضيف، غير أنهن نظرن من شق الباب _ على عادة نساء البلد _ فأبصرن الطبيب وكن يعرفنه لتردده على المنزل كلما تردد عليه المرض … وكان الطبيب شيخا وكانت بينه وبين العجوز قرابة، ومع ذلك أمر الشيخ العجوز بلبس ملاءتها وألا تظهر منها إلا ما لابد من إظهاره، ثم أدخله عليها، فجس نبضها، وقاس حرارتها، ورأى لسانها . وكان هذا منتهى الدقة في الفحص في تلك الأيام، ثم خرج مع الشيخ يساره حتى بلغا الباب، فودعه الشيخ وعاد، فأمر بأن تبقى العجوز في غرفتها وأن تلزم الحمية وأن تتناول العلاج الذي يأتيها به …
    * * *
    مرت أيام طويلة والعجوز لم تفارق الفراش، وكان المرض يشتد عليها حتى تذهل عن نفسها، وتغلبها الحمى فتهذي … (( صارت الساعة الثامنة … يلاّ يا بنت، حضري الخوان … والقبقاب؟ هل هو في مكانه …))، وتهم أحيانا بالنهوض لتستقبل زوجها، وكانت بنتاها وكنتها يمرضانها ويقمن في خدمتها فإذا أفاقت حدثتهن وسألتهن عن الشيخ هل هو مستريح؟ ألم يزعجه شيء؟ والدار؟ هل هي كعادتها أم اضطربت أحوالها؟ ذلك همها في وفي صحتها، لا هم لها سواه .
    وحل موسم المعقود وهي مريضة فلم تطق على البقاء صبراً، وكيف تتركه وهي التي لم تتركه سنة واحدة من هذه السنين الستين التي عاشتها في كنف زوجها، بل كانت تعقد المشمش والجانرك والباذنجان والسفرجل، منه ما تعقده بالسكر ومنه ما تعقد بالدبس، وكانت تعمل مربى الكباد واليقطين، فيجتمع لها كم أنواع المعقودات والمربيات والمخللات (الطرشي) ومن أنواع الزيتون الأسود والأخضر والمفقش والجلط وأشكال المكدوس معمل أمقار(كونسروة) صغير تقوم به هذه الزوجة المخلصة وحدها صامته، ولا يعيقها ذلك عن تربية الأولاد ولا عن إدارة منزلها وتنظيفه ولا عن خياطة أثوابها وأثواب زوجها وبنيها، بل تصنع مع هذا كله البرغل، وتغسل القمح تعجن العجين .
    حل الموسم فكيف تصنع العجوز المريضة…؟ لقد آلمها وحز في كبدها، وبلغ منها أكثر مما بلغ المرض بشدته و هوله، فلم يكن من ابنتها وكنتها الوفية إلا أن جاءتا بالمشمش فوضعتاه أمام فراشها وطفقتا تعقدانه أمامها، وتعملان برأيها فكان ذلك أجمل ما تتمنى العجوز .
    واشتدت العلة بالمرأة وانطلقت تصيح حتى اجتمع حولها أهل الدار جميعاً، ووقفوا ووفق الأطفال صامتين وحبهم لهذه العجوز الطيبة التي عاشت عمرها كلها لزوجها وبنيها يطفر من عيونهم دمعا حارا مدراراً، وهم لا يدرون ماذا يعملون، يودون لو تفتدى بنفوسهم ليفدونها . ثم هدأ صياحها، وجعل صوتها يتخافت حتى انقطع، فتسلل بعض النسوة من الغرفة، ووقف من وفق حائراً يبكي .
    ولكن العجوز عادت تنطق بعد ما ظنوها قضت، فاستبشروا وفرحوا، وسمعوها تتكلم عن راحة الشيخ وعن المائدة والساعة الثامنة والبابوج والقبقاب … بيد أنها كانت يقظة الموت، ثم أعقبها الصمت الأبدي . وذهبت هذه المرأة الطيبة، وكان آخر ما فكرت فيه عند موتها، وأول ما كانت تفكر فيه في حياتها : زوجها ودارها … ارتفع الكابوس عن صدور الأطفال حين اختل نظام الفلك ولم يبق لهذا الموعد المقدس في الساعة الثامنة روعته ولا جلاله، ولم يعد يحفل أحد بالشيخ لأنه لم يعد هو يحفل بشيء . لقد فقد قرينه ووليفه وصديق ستين سنة فخلت حياته من الحياة، وعادت كلمة لا معنى لها، وانصرف عن الطعام وأهمل النظام، فعبثت الأيدي بعلبه وأكياسه، وامتدت إلى(الخرستان) السرية التي أصبح بابها مفتوحاً، فلم تبق فيها تحفاً ولا مالاً، وهو لا يأسى على شيء ضاع عد ما أضاع شقيقة نفسه . وتهافت هذا البناء الشامخ، وعاد ابن الثمانين إلى الثمانين، فانحنى ظهره وارتجفت يداه ووهنت ركبتاه، ولم يكن إلا قليل حتى طويت هذه الصفحة، فختم بها سفر من أسفار الحياة الاجتماعية في دمشق كله طهر وتضحية ونبل



  3. #43
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)

    العود والكأس والجارية والرجل الصالح
    روى الواحدي في كتاب ( قتلى القرآن ) بإسناد له هذه القصة ..
    كان رجلاً من أهل أشراف أهل البصرة منحدراً يوما إليها في سفينة ومعه جاريه له فشرب يوما وغنته جاريته بعود لها ... وكان معهم في السفينة فقير صالح ، فقال له : يا فتى ! تحسن مثل هذا ؟
    قال : أحسن ما هو أحسن منه .. وكان الفقير حسن الصوت ، فاستفتح وقرأ : ( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا * وأينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة )
    فرمى الرجل ما بيده من شراب في الماء وقال : أشهد أن هذا أحسن مما سمعت ، فهل غير هذا؟
    فتلى عليه : ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها ) فوقعت من قلبه موقعاً ورمى بالشراب في الماء وكسر العود ، تم قال : يا فتى! هل هنا فرج؟ قال : نعم ، (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) فصاح صيحة عظيمة ، فنظروا إليه فاذا هو قد مات .. رحمه الله.

  4. #44
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)

    العصمة
    يروى عن أحد الاخوة أنه أثناء ذهابه للمنزل حصل بينه وبين زوجته خلاف ومشاجرة وهذا الشي ليس بغريب ولكن هذه المرة طلبت الزوجة الطلاق من زوجها وهو الشي الذي أغضب الزوج فأخرج ورقة من جيبه وكتب عليها ..
    نعم أنا فلان الفلاني أقرر وبكامل قواي العقلية انني متمسك بزوجتي تمام التمسك ولا أرضى بغيرها زوجة !!
    وضع الورقة في مظرف وسلمها للزوجة وخرج من المنزل غاضباً .. كل هذا والزوجة لا تعلم ما بداخل الورقة ، وعندها وقعت الزوجة في ورطة .. أين تذهب وما تقول ؟!؟ وكيف تم الطلاق ؟!؟
    كل هذه الاسئلة جعلتها في دوامه وحيرة وفجأة دخل الزوج البيت ودخل مباشرة إلى غرفته دون أن يتحدث كلمة واحدة .. فذهبت الزوجه الى غرفته وأخذت تضرب الباب فرد عليها الزوج بصوت مرتفع ماذا تريدين؟؟
    فردت الزوجة بصوت منخفض ومنكسر أرجوك افتح الباب أريد التحدث اليك !!!
    وبعد تردد فتح الزوج باب الغرفة واذا بالزوجة تسأله بأن يستفتي الشيخ وأنها متندمة أشد الندم لعل الذي صار غلطة وانها لا تقصد ما حدث.
    فرد الزوج وهل انت متندمة ومتأسفة على ما حدث .. ردت الزوجة : نعم نعم والله أني ما اقصد ما قلت واني نادمة اشد الندم على ما حدث !
    عندها قال الزوج افتحي الورقة وانظري ما بداخلها !!
    وفتحت الزوجة الورقة ولم تصدق ما رأت وغمرتها الفرحة واخذت تقبل الزوج وهي تقول : والله أن هذا الدين عظيم أن جعل العصمة بيد الرجل ولو جعلها بيدي لكنت قد طلقتك 20 مرة !!

    حوار بين سكير وعالم دين

    حاور سكير عالم دين قائلاً : هل من مشكلة اذا تناولت التمر ؟
    فرد العالم المسلم : لا ..
    فسأله السكير : واذا اكلت معه العشب ؟!؟
    فقال العالم : وما المشكلة في ذلك ؟
    فسأله السكير مرة أخرى : وان شربت عليهما الماء ؟
    فرد العالم ضاحكا : بالهنا والشفاء
    فرد السكير بكل ثقة : مادام هذا كله جائز فماذا تحرمون علينا الخمر وهي مصنوعة من التمر والماء والعشب ؟!؟!
    عندئذ ابتسم العالم وسأله : لو سكبت عليك الماء هل سيقتلك ؟!؟
    فرد السكير : لن يضرني بشئ ..
    فقال العالم : ولو نثرت عليك ترابا هل سيقتلك ..؟
    فرد السكير باستغراب : لا يقتل التراب احدا !
    فقال العالم اذا اخذت التراب والماء وخلطتهما وجعلت من ذلك لبنه عظيمة فقذفتك بها هل ستضرك ؟!؟
    فاندهش السكير وقال : ستقتلني بكل تأكيد !!
    فرد العالم مبتسماً : كذلك الخمر ..



  5. #45
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)

    إنا لا تعرف لغة العرب
    إنها قصة عجيبه لعالم من علماء لغة العرب .. إنه الأصمعي ..
    كان سيد علماء اللغة وكان يجلس فى مجلس هارون الرشيد مع باقى العلماء ... فكان اذا اختلف العلماء التفت إليه هارون أمير المؤمنين قائلاً : قل يا أصمعى !!
    فيكون قوله الفصل .. ولذلك وصل الأصمعى من مرتبة اللغة الشىء العظيم وكان يُدرس الناس لغة العرب .. وفي يوم بينما هو يدرسهم كان يستشهد بالاشعار والاحاديث والآيات فمن ضمن استشهاداته قال :
    (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
    فواحد من الجلوس (إعرابى) قال : يا أصمعى كلام من هذا؟
    فقال : كلام الله !
    قال الاعرابى : حشا لله إن يقول هذا الكلام !
    فتعجب الاصمعى و تعجب الناس .. قال : يا رجل انظر ما تقول .. هذا كلام الله !
    قال الاعرابى : حشا لله ان يقول هذا الكلام .. لا يمكن أن يقول الله هذا الكلام !!
    قال له : يا رجل تحفظ القرآن ؟!؟
    قال : لا
    قال : أقول لك هذه آية في المائدة !
    قال : يستحيل لا يمكن ان يكون هذا كلام الله !
    كاد الناس أن يضربوه ( كيف يكفر بآيات الله )
    قال الاصمعى : اصبروا .. هاتوا بالمصحف وأقيموا عليه الحجه .. فجاؤا بالمصحف .. ففتحوا وقال أقرؤا
    فقرؤوها : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
    إذا بالاصمعى فعلا أخطا في نهاية الايه ... فآخرها عزيز حكيم ولم يكن آخرها غفور رحيم
    فتعجب الاصمعى وتعجب الناس قالوا يا رجل كيف عرفت وأنت لا تحفظ الآية ؟!؟!
    قال للاصمعى تقول :
    اقطعوا أيديهما جزاء بما كسب نكلا ... هذا موقف عزة وحكمة .. وليس بموقف مغفرة ورحمة .. فكيف تقول غفور رحيم !!
    قال الاصمعى : والله إنا لا نعرف لغة العرب !!


  6. #46
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)

    إن كان لا يعرفنا . . فأنا أعرف نفسي

    كان عبيد الله بن العباس بن عبدالمطلب مشهورا بين العرب والصحابة بالجود والكرم وأخوه عبدالد بن العباس بحر البلم وفقيه الإسلام ، رضي الله عنهما، وهو أول من فطر جيرانه في رمضان وأول من وضع الموائد في الطرق ياكل منها الصائمون وخرج عبدالله يوما من المدينة المنورة يريد الشام وبينما هو في الطريق ليلا نزل مطر غزير، فنظر يمنة فرأى نويرة مشتعلة غيربعيد، فقال لغلامه الذي يرافقه ويخدمه : مل بنا إليها، فلما أتاها، وجد عندها شيخا رث الثياب ، فحياه ورد عليه الشيخ بالسلام ، وقال له أنخ وأنزل ، ثم دخل الرجل داره وقال لزوجته : هيئي شأنك لنقضي حق هذا الرجل فقد توسمت فيه الخير، قالت أنت تعرف ما عندنا من طعام إلا هذه الشاة ومعيشة صبيتنا منها وأخاف الموت عليهم إن فقـدوها قال الشيخ العجوز: الموت أهون من اللؤم والبخل ، ثم جر الشاة وخرج يذبحها وهو يقول : حبـيبـتي لاتوقـظي بنـية أن يوقـظوا يجتـمـعـواعليه وينـزعـوا السكـين من يديه ابـغض هذا أن يرى لديه فذبح الشاة وسلخها وقطعها أرباعا وطبخها وعشى ضيفه وغلامه وما بقي قدمه إليهما في الصباح ، وعند الرحيل قال عبيدالله لغلامه : اعطي الشيخ ما تحمل لنا من مال لا تستبق منه إلا القليل فقال الغلام : يا سيدي ذبح الرجل لك شاة فتكافئه بثمن قطيع ؟! إنه لايعرفك . فقال عبيد الله . ويحك ! إنه لم يكن يملك من الدنيا غير هذه الشاة، فجاء لنا بها، وإن كان لا يعرفنا فأنا أعرف نفسي ، أعطه خمسمائة دينار! ثم إنصرفا .



  7. #47
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)

    انتهى الكلام
    ماذا أقول .. وهل ينفع القول .. وعندهم انتهى الكلام ..
    حتى وأنا أحاول القول .. سكت منى القول وقالت عيونهم كفاك قولا : انتهى الكلام ..
    في عصر الكلام والكذب والإعلام ؛ انتهى عند صغارنا الكلام ..
    كنت أختال بحبي لهم فخّيل لي أنه في الحب لا ينتهي الكلام ..
    (1)
    كنا نجري إخلاء للطالبات من الطوابق العلوية إلى الطابق السفلي تحسبا لقصف مفاجئ بعد أن تكرر القصف في مناطق مجاورة .. وهذه لم تكن المرة الأولى لعملية الاخلاء في المدرسة .. تكررت العملية ؛ إلا أن هذه المرة كانت أشد خطورة وكانت أصوات القصف أقرب وأشد إثارة لمخاوف التلميذات اللواتي تتراوح أعمارهن بين العشر والستة عشر عاما ، والتلميذات قد علمن ورأين القتل بدم بارد يمارسه الصهاينة دون التميز بين مدرسة أو متجر أو منزل أو مقر للأمن ، وكانت صور أشلاء الأطفال ، وصور الجثث المحترقة قد انطبعت في أذهان التلميذات .. وكان صمت العالم قد خرق آذانهن فلم يعد بامكانهن التصديق أو الايمان بفعل أو نجدة من غير أنفسهن .. وأنا أدور بينهن أو بين نفسي ، أركض لجمعهن أو لجمع أشلائي أو أركض للهروب من عيونهن .. أتصنع الابتسامة والاتزان وأنا أنتظر تفجر الدم من أشلاء إحدانا .. تبكي الصغيرات من تلميذات الصف السادس فأقترب منهن فلا ينطق الحب بأي فعل غير احتضان العاجز لعجزه ... وأهرب بمكر العاجزين لعمل آخر فأصطدم " بصمود" تلميذة من الصف الثامن ، أنظر باتجاهها فأراها باكية متألمة فأطيل النظر إليها فتظن أني أعاتب فيها خوفها الطبيعي ؛ فتعاتبني بقولها : أليس من حقي أن أخاف ؟ أليس هذا شيئا رهيباً ؟ ...
    آه من حبي الأخرس لا يملك لها سوى مزيد من الصمت وبسمة الخجل من عجزي ...
    وأثناء مروري بين التلميذات حاولت التصرف ما أمكنني باتزان وحاولت تنفيذ التعليمات الرسمية قدر المستطاع لكني كنت في نفسي مذهولة بمدى عجزي حتى عن الكلام ..
    ولما كان اليوم التالي كانت اثنتان من تلميذاتنا يحملن في الأكفان ضمن عائلة استشهد معظم أفرادها .. وكان الصمت قد أطبق على الجميع وانتهى كلّ ما في الكون من كلام ....
    (2)
    كان كل يوم يأتي يؤكد لي وللجميع أنه عند صغارنا انتهى الكلام ... وبعد عودتنا من الاجتياح الأخير اقتربت مني "ريما" تهديني صورة والدها الشهيد وهي مبتسمة وهادئة ومتزنة ومستعدة لاختبار الشهر الثاني لتنال أعلى الدرجات كما هو معتاد .. أتدارك نفسي وأحاول مجارات بسمتها الذكية وأمسك برسم والدها وأنا مذهولة من صمت عيونها التي انتهى عندها الكلام ...
    أنتقل لشعبة صفيّة أخرى فتخرج من بين التلميذات "سجود" بوشاحها الأسود لتخبرني أن استشهاد أختها الشابه ليس بعده كلام ..
    وأما "ختام" فهي تلميذة رائعة ؛ انتقلت مع بداية الفصل الثاني إلى مدرسة قريتها البعيدة ، انتقلت ختام قبل أن أعلم أنها فتاة يتيمة وأنها من ضمن أسرة كبيرة خلفها أب شهيد وأن الطرق الصعبة جعلت من الشاق جدا التحاقها بمدرستنا ففضل ذويها نقلها لمدرسة أقرب ، وظل اسم ختام حاضرا معي خلال الفصل الثاني فكنت بلا قصد أنادي التلميذة "منال" باسم "ختام" .. وتكرر هذا فخفت أن تتضايق "منال" فأخذت أدرب نفسي على نسيان اسم ختام ، وفي صباح اليوم الذي نويت فيه أن لا أذكر اسم ختام مطلقاً ومن اللحظة الأولى ومن الحصة الأولى سارعت باتجاهي تلميذات لتخبرنني أن أخت ختام البالغ من العمر احدى وعشرين عاما قد استشهدت ؟ وكيف ؟ قلن : أثناء الاجتياح الأخير قطع الأكسجين عن المستشفى الذي وضعت فيه أخت ختام مولودها الأول وكان الطفل بحاجة للأكسجين فتوفي على الفور أما الأم فقد أصيبت بجلطة قوية من صدمة الخبر وفارقت الحياة أمس ... !!
    فجر خبر كهذا في قلبي وقلب تلميذاتي بركان من الألم .. فلما اتجهت نحو إحدى التلميذات اللواتي انفجرن من البكاء لتكلمني لتخبرني بأي شيء من ذاتها لأحاول التخفيف عنها ؛ لم تقل لي أكثر من كلمات : نعم .. و .. لا..
    وفي الصف الحادي عشر تجلس تلميذة باكية على غير عادتها .. تخبرني تلميذة أخرى أن هذا يوم ذكرى الأربعين لعمها الشهيد .. فنحاول أنا والتلميذات التخفيف عنها بكلمات جميلة عن ذكرى الطيبين من أهلنا فتخرج فجأة تلميذة أخرى مسرعة باتجاه الباب الى خارج الصف فنصعق جميعا وتصدمنا الذكرى بأن من خرجت قد شهدت موت أخيها بين يديها وأب توفي بعد أيام ...
    (3)
    نتهم بالنسيان وبتجاهل عيوبنا وبالتغطية المقصودة على المخطئين منا وبالنفاق وبتجاوز كثير من الأولويات وبالمحسوبية وبالضعف .. ونحن كذلك في كثير من الأحيان .. لكن صغارنا لا ينسون لنا زلة ولا يتجاهلون ولا ينافقون ولا يعرفون الضعف .. كلّ الكلام عندهم انتهى إلا كلام الحق .. وفي كلّ قضية يسألون ويناقشون لهم رأي ولا يسألون لمجرد استفسار ؛ يدينون مناهجنا وانسياقنا وراء قيادتنا رغم علمنا بالأفضل، يثنون علينا محاكمة العميل الصغير وينكرون علينا تجاهل العملاء الكبار ، لهم رأي في كل شيء في محاكمة العملاء في الفساد المطبق على صدورنا في مناهجنا في طريقة الاستشهاد ونوع السلاح .. ينبشون ملفاتنا المغلقة قي بيت لحم وجنين وبلاطة .. ولا يقبلون أنصاف الحقيقة ..
    (4)
    ولم يقبل "علي" ضعفنا ، لم يقبل "علي" نفي أجسادنا ، لم يقبل "علي" أن يقف معنا دقيقة صمت على أرواحنا ، لم يقبل "على" كلامنا ووعودنا ومؤتمر التسليم الجديد ، وكيف يقبل ولماذا يقبل ؟ ومنذ أن عرف الدنيا وهو يرى والديه يطحنان في رحى الحاجة وشقاء المعيشة بينما أرض جده ووالده أمام عينيه يفصله عنها سلك شائك ، وجنود تنبعث من أجسادهم رائحة الموت والجريمة وتقطر من بين أصابعهم دماء الأبرياء ..... ومنذ كان طفلا حتى غدا أحد أفضل الطلبة في الثانوية العامة في "عين يبرود" لم يعرف " علي" سوى الاستقامة والاجتهاد والهدوء وحب الله والوطن ..
    وعندما قرر "علي" أن يعمل كما رأى هو لا كما نرى نحن ، لم يستأذنا ولم يترك لنا سوى أوراق ومذكرات مدرسية وما تبقى من مصروفه المدرسي ، ألقى التحية على كثيرين ممن تواجدوا في المسجد والطرقات وأذهل الامام بما أصرف من الدعوات .. ثم انطلق ولم يقل سوى : "ربما أغيب غدا عن الامتحان فلدي عملي" .. انطلق "علي" بعد صلاة العشاء صاعدا الجبل نحو أرض جده فقطع السلك اللعين واحتضن التراب الحزين ورواه بدمه ......
    وعندما أفرج عن جسده وصار فوق أكتافنا .. رجوته في نفسي أن يجيب : لماذا فعلت هذا يا علي ؟ لماذا ؟؟ مازلت صغيرا ؟ لماذا ذهبت وحيدا ؟ لماذا لم تسألنا السلاح ؟ لماذا .. ؟ .... أجابني صمته : أنا عندي انتهى الكلام ...!!
    وفي كل يوم من هذا كثير .. ذكريات مؤلمة وواقع أمر .. فما عاد كلامنا العاجز يصل لقلوب صغارنا..
    تتساوى الحياة والموت عندهم .. يثقون بالله وبأنفسهم ولا يثقون بنا إلا نادرا .. كلّ أحلامهم اغتيلت في وضح النهار وعلى مرأى من العالم ... فاحذر أيها العالم .. احذر .. احذر من جيل انتهى عنده الكلام .....


  8. #48
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)

    إنك لست وحيداً
    من نافذة تلك الغرفة يطل ويتأمل الخلق البديع .. جبال خضراء كنفوس من حوله من الطلبة .. غيوم بيضاء تسافر محملة بالطهر والغيث .. لا يدري لماذا تذكر صحبة الدعاة الذين سافروا لهذه البقعة البعيدة جداً لنشر المنهج الصحيح .. منهج أهل السنة والجماعة .. تعب واستنشق من الهواء النقي ..
    - درسنا اليوم عن الثبات أليس كذلك ؟؟
    - نعم أستاذ .. لكن نحن هنا مسلمون لوحدنا ، كل ما حولنا يضج بالكفر، بالمعصية ، بالإثم.. كم أنتم محظوظون في الجزيرة ؟؟
    سكت الأستاذ وقال : وأيضاً هل هناك من مزيد .. تكلموا عن الشعور بالوحدة ، بالغربة .. القبض على الجمر ..
    فتح النافذة فدخل الهواء الصباحي البارد ، هذا الصباح الذي لم تلوثه معاصي بني آدم بعد .. انظروا لتلك القمم ؟؟ هل ترونها ؟؟
    - نعم ( قالوها مبتسمين )
    - أبصروا هناك الأشجار ، انظروا الأطيار ، بل ومدوا أعناقكم أكثر لتبصروا الشلالات والأنهار تعالوا انظروها ..
    - نراها يا أستاذ ، نراها ليس هذا بجديد علينا .. هل رأيتم الأحجار ، الأمطار .. الغيوم .. الأطيار ..؟؟
    هذه كلها معك تسبح الله ، معك في طريق العبودية تسبح وتعبد الله { ولكن لا تفقهون تسبيحهم }.
    فغر الطلاب أفواههم فقد ألجمتهم المفاجأة ..
    صرخ الأستاذ : كلا بل معك أطهر الخلق ، الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .. معك الملائكة ، عن يمينك وعن شمالك ومن أمامك اثنان ومن خلق اثنان يحمونك ويرعونك ، وهم في نفس الفلك يدورون : فلك العبودية لله تعالى ..
    أطرق الطلاب ، بعضهم نشج ، بعضهم ما زال فمه مفتوحاً ..المدرس يتنفس ببطء نشج تأوه ببطء قال : ومازال مطرقاً رأسه : معك الله ، الله ، الله جل جلاله ، معك بعلمه ، بتأييده .. بنصره ، إن كنت مؤمناً حقاً ، كما قرر ذلك سلفنا في كلامهم عن المعية .. أطرق ودموع تتفجر في عينيه فأشاح وجهه يداريها وينظر للجبال ، للأطيار ، للأشجار ، للثمار ، كل شيء حوله يسبح و يسبح .. ويسبح ..
    هتف بهم بكل ود بالإنجليزية :
    So that you are not alone
    فهل وعى التلاميذ الدرس جيداً ؟!
    وهل وعيت أخي قارىء القصة الدرس جيداً....!!!
    أيهـُّذا الشاكي وما بـك داءُ *** كيف تغدو إذا غدوت عليلاً
    وترى الشوك في الورود وتعمى *** أن ترى فوقها الندى إكليلاً
    والذي نفسه بغير جمال *** لايرى في الوجود شيئاً جميلاً



  9. #49
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)

    إني أشم رائحة الجنة




    ثبت في الصحيحين من حديث ابن هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله …وذكر منهم …شاب نشأ في طاعة الله ) وثبت عن أنس بن النضر رضي الله عنه قال يوم أحد ( واهاً لريح الجنة إني لأجد ريحها من وراء أحد )7



    حدثني الدكتور قائلاً :



    اتصل بي المستشفى وأخبروني عن حالة خطيرة تحت الإسعاف… فلما وصلت إذا بالشاب قد توفي رحمه الله … ولكن ما هي تفاصيل وفاته …فكل يوم يموت المئات بل الآلاف … ولكن كيف تكون وفاتهم ؟!! وكيف خاتمتهم ؟!!



    أصيب هذا الشاب بطلقة نارية عن طريق الخطأ فأسرع والداه







    جزاهما الله خيراً به إلى المستشفى العسكري بالرياض ولما كانا في الطريق التفت إليهما الشاب وتكلم معهما !! ولكن !! ماذا قال ؟؟ هل كان يصرخ ويئن ؟!



    أم كـان يقول أسرعوا بي للمستشفى ؟! أم كان يتسخط ويشكو ؟! أما ماذا ؟!



    يقول والداه كان يقول لهما لا تخافا !! فإني ميت … واطمئنـا… فإني أشم رائحة الجنة … ليس هذا فحسـب بل كرر هذه الكلمات الإيمانيـة عند الأطباء في الإسعـاف … حيث حاولـوا وكرروا المحاولات لإسعافه … فكان يقول لهم : يا أخواني إني ميت لا تتعبوا أنفسكم … فإني أشم رائحة الجنة …



    ثم طلب من والديه الدنو منه وقبلهما وطلب منهما السماح وسلّم على إخوانه ثم نطق بالشاهدتين!!



    أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .



    ثم أسلم روحه إلى بارئها سبحانه وتعالى .



    الله أكبر !!!



    ماذا أقول…وبم أعلق … أجد أن الكلمات تحتبس في فمي … والقلم يرتجف في يدي … ولا أملك إلا أن أردد و اتذكر قول الله تعالى ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ولا تعليق عليها( إبراهيم آية 27 ) .



    ويواصل محدثي فيقول أخذوه ليغسّلوه فغسله الأخ ضياء مغسل الموتى بالمستشفى وكان أن شاهد هو الآخر عجباً !. كما حدثه بذلك في صلاة المغرب من نفس اليوم !!



    أو لاً : رأى جبينه يقطر عرقاً . قلت لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن المؤمن يموت بعرق الجبين … وهذا من علامات حسن الخاتمة 8 .



    ثانياً : يقول كانت يداه لينتين وفي مفاصله ليونه كأنه لم يمت وفيه حرارة لم أشهدها من قبل فيمن أغسلهم !!



    ومعلوم أن الميت يكون جسمه بارداً وناشفاً ومتخشبا .



    ثالثاً : كانت كفه اليمنى في مثل ما تكون في التشهد قد أشار بالسبابة للتوحيد والشهادة وقبض بقية أصابعه … سبحان الله … ما أجملها من خاتمة نسأل الله حسن الخاتمة .



    أحبتي … القصة لم تنته بعد !!



    سـأل الأخ ضياء وأحد الأخوة والده عن ولده وماذا كان يصنع ؟!



    أتدري ما هو الجواب ؟!



    أتظن أنه كان يقضي ليله متسكعاً في الشوارع أو رابضاً عند القنوات الفضائية والتلفاز يشاهد المحرمات … أم يغطُّ في نوم عميق حتى عن الصلوات … أم مع شلل الخمر والمخدرات والدخان وغيرها ؟!



    أم ماذا يا ترى كان يصنع؟! وكيف وصل إلى هذه الخاتمة التي لا أشك أخي القارئ أنك تتمناها … أن تموت وأنت تشم رائحة الجنة ! .







    قال والده :



    لقد كان غالباً ما يقوم الليل … فيصلي ما كتب الله له وكان يوقظ أهل البيت كلهم ليشهدوا صلاة الفجر مع الجماعة وكان محافظا على حفظ القرآن … و كان من المتفوقين في دراسته الثانوية …



    قلت صدق الله ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم ) فصلت آية 32




  10. #50
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: قصص موثره خاص (بمعهد توب ماكس تكنولوجي)

    أنين الجراح ... قصة من الشيشان ..
    فك أزرار ثوبه بعصبية .. شعر بهم يحيط بشريان قلبه النابض ، وكأنه حبل من الضيق التف على الفؤاد وضغط بشدة ليحبس عنه الهواء .. شعر باختناق يحاصر أنفاسه الجياشة المتلاحقة .. توجه نحو النافذة ووقف لحظات ليستنشق نسيماً بارداً يخفف به ثقلاً جثم على صدره وأصابه بدوار ..
    تنهد بعمق وهو يرمق الأشجار التي ارتدت حلة بيضاء مزركشة من الثلوج التي غطت القمم الشامخة بالقرب من أروس مارتان ..
    هز رأسه وهو يشاهد أعمدة من الدخان الأسود الذي بدأ يغطي الأفق ..
    - هجوم آخر .. أي وحشية هذه ؟!
    شعر بهواء بارد يتسلل عبر النافذة بخفة ويداعب جسده الدافئ .. سارع إلى إغلاق النافذة خوفاً على مرضاه ..
    التفت إلى الخلف ثانية ليشاهد تلك الجراح الغائرة ..
    أصابه الامتعاض .. تمتم بأسى ..
    - إلى متى ؟!
    مشى ببطء نحو الأسرة الخشبية المهترئة .. نظر بعينين ذابلتين إلى الجرحى وهم يئنون من شدة الألم ..
    غشيته سحابة من الكآبة المظلمة فكاد يهوي لولا أنه تماسك واتكأ على حافة الطاولة ..
    - أيعقل هذا ..؟ أيهبط الإنسان إلى هذه الدركة ..
    أطرق ملياً وقد تملكته الحيرة ..
    مد يده إلى الخزانة الصغيرة على الطاولة .. فتح مصراعيها الصغيرين ..
    بعثر ما بها من أوراق وعلب فارغة ..
    - لا يمكن .. !! أي ضنك هذا ؟!!
    عاد إلى النافذة لينظر إلى الأفق من جديد ..
    لم يعد يشعر ببرد الهواء الثلجي الداهم ..
    جحظت عيناه وتسمرتا وهو يشاهد سحب الدخان وقد امتدت لتغطي الأفق الذي طغت عليه حلكة السواد ..
    - هل سيأتي آخرون ؟! .. ولكن ماذا يمكنني أن أفعل ؟!
    كان المستشفى يعج بالمصابين .. وكانت الحالات حرجة ..
    بالأمس توفي ستة متأثرين بجراح غائرة .. ربما كان بالإمكان معالجتهم لو وُجد الدواء..
    سمع صراخاً بالباب قطع عليه حبل تفكيره ..
    أغلق النافذة وانفتل بسرعة ..
    هرع لينظر ما الخبر ..
    - آآه .. امرأة أخرى .. يا إلهي !!
    دخل رجلان يحملان امرأة جريحة أصيبت في يدها وساقها ..
    - أرجوك أيها الطبيب .. عجل بالعلاج فحالتها حرجة ..
    هز رأسه وهو يتمتم ..
    - لا حول ولا قوة إلا بالله ..
    نظر إلى أصابعها المتهتكة .. رأى الدماء تغطي يدها .. تأمل ساقها التي تحولت إلى مسحوق من اللحم والعظم ..
    كادت الدموع تتسلل من بين جفنيه .. أشاح بوجهه ومسحها بكمه ..
    جعل يعالجها بما تبقى من المطهرات والمسكنات .. أمسك بقطعة قماش مزقها من قميص بجانبه .. لفها على الجراح النازفة .. صرخت المرأة .. ضغطت على أسنانها بقوة .. شهقت ثم أغمي عليها ..
    - ماذا حصل أيها الطبيب .. ؟
    لوّح بيده وقد احتبست الكلمات في فمه ..
    - المعذرة .. هذا ما لدي من الدواء .. !!
    يصاب الرجلان بالوجوم ..
    - أيمكن أن تشفى بهذا ؟!
    - الشفاء من عند الله ..
    - ونعم بالله .. ولكن .. هل نستطيع نقلها لمستشفى آخر ؟!
    ينظر إليهما باستغراب ..
    - وأي مستشفى هذا الذي تتكلمون عنه .. ؟! في غروزني أم آرغون .. ؟ قد تفقدان حياتكما إذا حاولتما الوصول إلى هناك !!
    - ولكن ما الحل ؟
    - الصبر ..
    يطأطئان برأسيهما .. يبدو عليهما الحزن الشديد ..
    ضجة ممزوجة بالأنين تخترق السكون ..
    يهرع الطبيب نحو الباب على عجل .. يشعر بألم .. يتمنى لو ابتلعته الأرض قبل أن يواجه هذا المأزق ..
    - جريح آخر .. !!
    يتقدم منه شيخ عجوز .. ينظر إليه والأسى يعتصر قلبه ..
    - إنه حفيدي .. أصابته شظية برأسه .. يكشف عن الجسد المسجى ..
    ينحني الطبيب لفحصه .. يتحسس جسده ..
    - إن جسده بارد ..
    يفحص نبضه ..
    ينظر إلى العجوز بإشفاق ..
    - إنه ميت .. !!
    يصاب العجوز بالذهول ..
    - ميت .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
    - يحمله والدموع تسيل على وجنتيه ..
    ينهض الطبيب ويتابع العجوز بنظرات كسيرة ..
    - إنا لله وإنا إليه راجعون ..
    يسرع إلى المرضى بالداخل ..
    تصرخ المرأة المصابة ..
    يهرع الرجلان نحوها ..
    يهدئان من روعها ..
    تصرخ بألم وحرقة ..
    ينظران إلى الطبيب ..
    - أما في المستشفى أحد سواك ؟!
    - كلا ..
    - مستشفى وطبيب .. وبلا دواء !!
    - أنتظر وصول الدواء منذ مدة .. ولكن ..
    - ولكن ماذا ؟!
    - سرقه الجنود الروس !!
    - ماذا ؟
    تفور الدماء في عروقهما ..
    - حتى الدواء ..
    يهز رأسه بالموافقة ..
    - حتى الدواء .. !!
    يسمعون صوت سيارة في الخارج ..
    يهرع الطبيب لينظر من القادم ..
    يتأمل السيارة ..
    - إنها سيارة إسعاف ..
    يترجل منها شخص يرتدي ثوباً أبيض .. يحمل حقيبة كبيرة .. !!
    ينظر إلى يديه ..
    تنفرج أساريره ..
    - الحمد لله .. يتوجه إلى السيارة بسرعة ..
    يعانق الطبيب الضيف .. يستحثه على الدخول بسرعة ..
    يفتح الحقيبة فيجد كمية لا باس بها من الأدوية ..
    يشرعان بعلاج المرضى بهمة ونشاط ..
    يجريان عملية جراحية سريعة للمرأة المصابة ..
    - الحمد لله .. أدركناها قبل فوات الأوان ..
    يشعر الرجلان براحة لإنقاذ قريبتهما ..
    ينظر الطبيب الضيف إلى صاحبه ..
    - أرى على وجهك التعب والإرهاق ..
    يتنهد بعمق ..
    - وكيف لا والحال كما ترى ..
    - حسناً .. ألديك طعام نقدمه للمريضة ؟!
    يتغير لونه .. يشعر بكآبة تجتاحه من جديد ..
    - طعام .. كلا ..
    يقف الطبيب الضيف مذهولاً ..
    - لا يوجد طعام .. !!
    - نعم .. حتى للأطباء .. !!
    - أليس لديك طعام تأكله .. ؟!
    يقف وقد تملكته الحيرة ..
    - لم آكل شيئاً منذ يومين !!




 

 
صفحة 5 من 15 الأولىالأولى 123456789 ... الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
لتوفير الجهد والوقت عليك ابحث عن ما تريد في جوجل من هنا

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة توب ماكس تكنولوجي

Copyright © 2007 - 2010, topmaxtech.net . Trans by topmaxtech.

المعهد غير مسئول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه اتجاه ما يقوم به من بيع وشراء و اتفاق مع أي شخص أو جهة