ومن لا يعرف البقدونس وهو أكثر الخضار انتشارا في العالم أجمع, فقلما يوضع طبق شرقي أو غربي أو مهما كان مصدره إلا وكان للبقدونس الدور الأهم في تزيينه وحده أو مع الليمون الحامض. ولو عرف الناس ما في البقدونس من فوائد وقدرات شافية لما اكتفوا منه فقط للتزيين بل لأصبح هو الطبق الرئيسي على المائدة.
ولا أدري أهي مصادفة أم أن الناس في منطقتنا عرفوا ما للبقدونس من مزايا فهو مكون أساس للعديد من المأكولات الشعبية. فالتبولة, وهي طبق رئيسي على المائدة اللبنانية, تتشكل أساسا من البقدونس ومن كميات أقل من البندورة والنعناع والبصل والبرغل, وهي صنف غني بامتياز.

وقد اشتهرت التبولة اللبنانية في جميع دول العالم بسبب لذة طعمها ومزاياها التي قلما تجتمع في طبق واحد.
وحاليا ينصح الأطباء بالإكثار من تناول البقدونس كطعام أساسي وليس كزينة فقط بسبب غناه بالفيتامينات والمعادن الأساسية وبما فيه من عناصر دوائية شافية.. فهو دواء ممتاز بكل معنى الكلمة, وهذا ليس عجيبا البتة, خاصة وأن البقدونس هو أغنى الخضروات على الإطلاق بالفيتامينات A و C, وهما مضادان قويان للمؤكسدات (antioxidant), ولهما ما لهما من قدرات شافية وواقية. كما أنه ثاني أغنى المصادر الغذائية بالفيتامين K, وهذا الأخير يوصف حاليا كمضاد للنزف الدموي للأم وللطفل في أثناء الولادة وما بعدها. إلا أن ما يميز البقدونس فعلا ويصنفه كعشبة طبية هو احتواؤه على مركبين كيميائيين مهمين هما الميريستيسين (Myrisiticin) والأبيول (Apiole), وكلاهما له تأثير مدر للبول. ولهذا يوصف البقدونس الطازج أو الدواء المستخلص منه كدواء فعال في معالجة التهابات المجاري البولية, ولدفع الحصى من المسالك البولية والكلى.
فوائد البقدونس

• لمعالجة مشاكل الكلى والمسالك البولية
• لتخفيف آلام الدورة الشهرية
• مرمم طبيعي للجروح والحروق
• لتنقية البشرة ومحاربة التجاعيد
• بديل لأقراص Multivitamin
المركبات الدوائية الفعالة

Myrisiticin
Betacarotene
Apiole
Vitamin C
Flavonoids
Vitamin K
Furocoumarins
Iron
Volatile oils
Potassium
Folic acid
مكونات البقدونس

إن الصيت الحسن للبقدونس كدواء شاف مرمم للأنسجة هو ليس غريبا أبدا, فالبقدونس هو أغنى المصادر بالفيتامينين A و C مجتمعين, فهو يحتوي على 4040 ميكروغراما من البيتاكاروتين, طليعة الفيتامين A, في المئة غرام منه وهذا يساوي تقريبا حاجة الجسم اليومية منه (4800 ميكروغرام).
والبقدونس هو أغنى الخضروات وثالث أغنى المصادر الغذائية بالفيتامين C, فالمئة غرام منه تحتوي على 190 ملغ أي أكثر من ضعفي حاجة الجسم اليومية من هذا الفيتامين الأساسي (75 ملغ يوميا).
البقدونس هو ثاني أغنى الخضار بالفيتامين K, والأهم أنه أغنى الخضار المعروفة عندنا على الإطلاق إذ يأتي مباشرة بعد الخضرة المعروفة باسم curley kale (الكرنب المجعد).

والفيتامين K لازم ومهم لتحفيز عملية تخثر الدم (Coagulation) بشكل طبيعي في جسم الإنسان لذلك هو ضروري قبل وبعد إجراء أي عملية جراحية حتى البسيطة منها, كما هو ضروري لاندمال الجروحات ولسلامة الأم والطفل أثناء وبعد عملية الولادة الطبيعية, وفي كل حالة تحتاج إلى تخثر الدم بشكل طبيعي وسليم كالحوادث والجراحات وغيرها.
وقد يتسبب نقص الفيتامين K بحدوث نزف دموي حاد للأطفال حديثي الولادة ما قد يؤدي إلى وفاتهم. من هنا فإن حقن الفيتامين K توصف بشكل روتيني للأطفال المولودين حديثا في المستشفيات للوقاية من الإصابة بحالات النزف هذه. أما حاليا, فإن الفيتامين K يوصف للأمهات قبل أوان الولادة , وللطفل أيضا عن طريق الفم مباشرة بعد الولادة.
ويحتوي البقدونس على ثروة مهمة من الفيتامين K, ففي المئة غرام منه يوجد 548 ميكروغراما من الفيتامين K أي ما يساوي تقريبا خمسة أضعاف حاجة الرجل وستة أضعاف حاجة المرأة اليومية لهذا الفيتامين الضروري (120 ميكروغرام يوميا للرجل و 90 ميكروغرام للمرأة).

كما يحتوي البقدونس أيضا على نسبة مهمة من الأملاح المعدنية فهو ثاني أغنى الخضار, بعد النعناع, بالحديد الضروري لبناء خلايا الدم الحمراء وللوقاية من الإصابة بفقر الدم أو الأنيميا (Anemia) الشائعة جدا, وتحتوي المئة غرام منه على 7.7 ملغ من الحديد (حاجة الجسم اليومية 18 ملغ).
يحتوي البقدونس أيضا على ثروة مهمة من البوتاسيوم والمغنيزيوم والفسفور والكالسيوم .. ولهذا كله يشتهر البقدونس بأنه واحد من أغذى وأغنى الخضار بالفيتامينات والمعادن الضرورية لسلامة جسم الإنسان.
أما ما يميز البقدونس ويضعه في مصاف الأعشاب الطبية الدوائية فهو احتواؤه على عدد لا يستهان به من المركبات الكيميائية الدوائية أو ما يعرف بالفيتوكيميكال (Phytochemicals) كالميريسيتيسين (Myrisiticin) والأبيول (Apiole).
كما يحتوي أيضا على الفلافونوئيدات (Flavonoids) ومركبات الفيوروكومارين (Furocoumarins) إضافة إلى مجموعة من المركبات والزيوت العطرية كالألفا والبيتابينين (Alpha and beta-pinene) والألفا والبيتافيلاندرين (Alpha and beta-phellandrene) والمينتاتريين (Mentha-1 ,3,8-triene) وغيرها.
البقدونس: لمعالجة مشاكل الكلى والمسالك البولية

لعل أهم ما يحتويه البقدونس من الناحية الطبية هو مركبات الميريسيتيسين (Myrisiticin) والأبيول (Apiole), وهما مدران قويان للبول (diuretic); وتساعد زيادة كمية البول على دفع الميكروبات المسببة لالتهابات المسالك البولية والتخلص منها, كما تفيد في دفع الحصى المتشكلة في المجاري البولية والتي تسبب الآلام المبرحة لصاحبها.
ومن المهم معرفة أن البقدونس حائز على موافقة الجمعية الدوائية الألمانية للأدوية الطبيعية المسماة (commission E) وذلك لعلاج التهابات المسالك البولية وحده أو مترافقا مع الأدوية المضادة للميكروبات وذلك بحسب الحالة المرضية المعنية.
البقدونس: لتخفيف آلام الدورة الشهرية

من أهم خواص البقدونس أنه مدر للبول ولذلك فهو يفيد في التخلص من السوائل الزائدة في الجسم, ويستفاد منه بشكل خاص لتخفيف الاحتقان والألم اللذين يصيبان عددا غير قليل من السيدات قبل وأثناء الدورة الشهرية وذلك نتيجة انحباس السوائل في الجسم.
لذا فإن التلذذ بقضم البقدونس قبل أيام من حلول وقت الدورة الشهرية له عظيم الأثر في التخفيف من حدة الآلام والمشاكل المترافقة معها والتي تصيب غالبية السيدات.

وفي الدول الأوروبية كثيرا ما يوصف مستخلص البقدونس (parsley extract) قبل أيام من حلول الدورة الشهرية للسيدات اللاتي يعانين من مشاكل وآلام في هذه المرحلة.
البقدونس: مرمم طبيعي للجروح والحروق

إن قدرة البقدونس الشافية لا تقتصر فقط على تأثيراته الإيجابية على المسالك البولية ومشاكلها, بل إن فوائده تتعدى ذلك فهو مرمم طبيعي للأنسجة (natural healer) بما يحتويه من ثروة كبيرة من الفيتامينات والمعادن الأساسية. والبقدونس هو أغنى الخضروات والمصادر عموما بالفيتامينات A, C, و K مجتمعة, هذه الفيتامينات لها قدرات شفائية ووقائية كبيرة في بعض الحالات الخاصة كالجروح والحروق, وكل حالة تحتاج إلى ترميم الأنسجة والتئامها بشكل عام.
من هنا, فإن الصيت الذائع عن البقدونس بأنه مرمم طبيعي ليس بعيدا أبدا عن

القدرة الفعلية لهذا الدواء الرباني.
ومن المفيد دائما تناول البقدونس قبل وبعد إجراء أي عمل جراحي فهو إضافة إلى قدراته الترميمية الكبيرة, يعد من أغنى المصادر الغذائية بالحديد الضروري في هذه الفترة لتعويض خسارة الدم من الجسم. كما أن الفيتامين K الموجود بوفرة في البقدونس يساعد على تخثر الدم بشكل طبيعي بما يعني منع النزف الدموي الحاصل نتيجة الجراحة وتسريع التئام الجرح قدر الإمكان.
البقدونس: لبشرة جميلة ونقية

من المشهور عن فتيات منطقتنا أو ما يعرف بمنطقة حوض البحر المتوسط وخاصة بلدنا الحبيب لبنان أنهن يتميزن ببشرة جميلة ونقية من الشوائب, ومن المؤكد أن للغذاء الدور الأهم والفضل الأكبر. ومن الأغذية التي تشتهر بها المائدة اللبنانية التبولة, وهي غذاء مكون بشكل رئيسي من البقدونس المفروم فرما ناعما والمضاف إليه البندورة والنعناع والبصل والحامض وزيت الزيتون.
ويتميز هذا الطبق المشهور في العالم كله بلذة طعمه وفوائده الجمة. فهو لا يقل أبدا عن تناول جرعة مقوية من الفيتامينات الأساسية والحديد إن لم يكن أفضل بكثير لكون هذه الفيتامينات تجذب بشكل أفضل من مصادرها الطبيعية.
والأهم أن البقدونس هو أغنى المصادر بالفيتامينات الثلاثة المشهورة في عالم الجمال والتجميل, والمقصود هنا الفيتامينات A, C و K.

تدخل هذه الفيتامينات في تركيب أكثر الكريمات واللوسيونات المعنية بجمال البشرة ومكافحة بروز التجاعيد التي تعد عدو المرأة الأول. من هنا, فإن تناول طبق من التبولة وحده لهو أفضل من مجموعة من أقراص الفيتامينات التي تتلهف السيدات على تناولها لأجل اكتساب النضارة والإشراقة المطلوبة في بشرتهن.
البقدونس: بديل لأقراص Multivitamin؟

يعتبر البقدونس من أغنى الخضروات والثمار عموما بالفيتامينات والمعادن الأساسية فتجده في أعلى القائمة (Top 10) في المصادر الأغنى بالفيتامينات. فالبقدونس هو أغنى الخضار بالفيتامين C بل هو ثالث أغنى المصادر الغذائية بعد الجوافا والكشمش الأسود إذ تحتوي المئة غرام منه على 190 ملغ من الفيتامين C , وهذا أكثر من ضعفي حاجة الجسم (75 ملغ يوميا).
وهو أيضا أغنى الخضروات المعروفة بالفيتامين K حيث يأتي ترتيبه في الجدول (Vit K top 10) ثانيا بعد الخضرة المسماة ب curly kale وتحتوي المئة غرام من البقدونس على 548 ميكروغراما من الفيتامين K وهي نسبة كبيرة جدا, خصوصا إذا ما عرفنا أن حاجة الجسم اليومية هي 120 ميكروغراما للرجال و 90 ميكروغراما للنساء فقط..

كما يأتي في طليعة المصادر الغذائية الأغنى بالفيتامين A أو الأصح البيتاكاروتين (Beta carotene), أي طليعة الفيتامين A حيث تحتوي المئة غرام منه على 4040 ميكروغراما أي ما يقارب حاجة الجسم اليومية لهذا الفيتامين الحيوي (4800 ميكروغرام).
وكما بقية الخضار, فإن البقدونس هو من المصادر الغنية بالفوليك أسيد ((Folic acid حيث يحتوي على ما يقارب 170 ميكروغراما في المئة غرام منه. وحمض الفوليك هو من الفيتامينات المهمة والضرورية خصوصا للمرأة وللجنين في مرحلة الحمل, فهو المسؤول عن نمو الجهاز العصبي للجنين في هذه المرحلة الحساسة. وقد يؤدي نقص الفولات إلى ولادة أطفال ذوي عيوب خلقية في الجهاز العصبي أو ما يسمى ب (Spina bifida), وهي حالة يولد فيها الطفل مع بقاء قسم من المجرى العصبي مفتوحا إلى الخارج, إن في الظهر أو في الرأس, فتكون الخلايا العصبية فيها ظاهرة للعيان من دون تغطية الفقرات أو الجمجمة لها.
ولأجل هذا ينصح الأطباء دائما بالإكثار من تناول المصادر الغنية بالفولات, وأهمها البقدونس الذي هو أيضا من أغنى المصادر الغذائية بالحديد الضروري للمرأة في مرحلة الحمل. ويشابه البقدونس في محتواه من الحديد الحبوب كالفاصوليا والعدس وهي المعروفة بغناها بهذا العنصر المهم, إذ يحتوي على 7.7 ملغ من الحديد في كل مئة غرام منه مقارنة ب 8.3 ملغ تقريبا للحبوب, وهذا ما يجهله غالبية الناس.
من هنا, ليس غريبا أبدا القول بأن تناول البقدونس هو كتناول جرعة متممة من الفيتامينات والمعادن وخاصة الحديد, بل هو بالتأكيد أفضل من الأقراص الدوائية المكملة.
كيف تحصل أفضل النتائج؟

● اجعل البقدونس الطبق الرئيسي
صحيح أن البقدونس يستعمل كمشه ومزين للأطباق العالمية بشكل واسع, إلا أن الأفضل والأصح, وهو ما ينصح به الأطباء في العالم المعروف بالمتقدم, هو اتباع عاداتنا الغذائية في لبنان. وقد ذكرت التبولة اللبنانية الشهيرة في عدد من الكتب العلمية الواسعة الانتشار على أنها من أنفع وأهم العلاجات الطبيعية التي لها قدرات طبية ودوائية مهمة.
وهذا ليس بغريب, فالبقدونس هو المكون الرئيسي لهذا الطبق وهو يقدم بشكله الأخضر الطازج على صورة سلطة ولهذا يعتبر من أغنى الأطباق وأنفعها, وهو مضافا إلى لذة طعمه صنف مميز معروف ومحبوب في أغلب الدول الغربية والعربية.

● كيفية حفظ البقدونس
من المهم معرفة أن هذه الفوائد التي ذكرنا آنفا هي بالتأكيد للبقدونس الأخضر, فهو أفضل من الجاف بمراتب بسبب محتواه من الزيوت الطيارة المفيدة في الطب والصيدلية, والتي يذهب الكثير منها عند جفاف العشبة. من هنا ينصح بالاستفادة من البقدونس الأخضر الطازج على شكل سلطات كالتبولة والفتوش وغيرها, وإذا ما أضيفت وريقاته إلى المأكولات المطبوخة فيجب إضافتها في الثواني الأخيرة. وهذا لحسن الحظ ما ينصح به خبراء الطبخ في العالم للحفاظ على النكهة اللذيذة والرائحة العطرية للبقدونس.

وللاحتفاظ بالبقدونس أخضرا ونضرا, هناك طريقتان كلتاهما نافعة.
الطريقة الأولى:
غسل أوراق البقدونس جيدا مباشرة بعد شرائها من السوق وتنقيتها من الأوساخ والأوراق الصفراء التالفة, ومن ثم تجفيفها جيدا بواسطة منشفة نظيفة أو آلة خاصة لتجفيف الخضار. هذه الآلة عبارة عن وعاء بلاستيكي يعتمد على مبدأ الدوران السريع, فما أن توضع الخضار بداخله وتبرم اليد حتى يدور الوعاء الداخلي الحاوي للبقدونس بسرعة ما يساعد على التخلص من الماء بنثره خارجا إلى الوعاء الخارجي, وهو فعال لتجفيف النباتات الورقية الخضراء كالبقدونس والنعناع والجرجير والبقلة وغيرها.
بعد غسل وريقات البقدونس وتجفيفها تحفظ في البراد ملفوفة بورق المطبخ وموضوعة في إناء غير مغلق بالكامل في الجرار المخصص للخضار. وبهذه الطريقة تحتفظ أوراق البقدونس بخضرتها ونضارتها وعناصرها المفيدة لمدة أطول.

الطريقة الثانية:
توضع باقة البقدونس بعد تنظيفها وتجفيفها في كوب مملوء بالماء حتى نصفه لكي تسقى منه. وهذا ما نجد أشهر الطباخين يفعلونه, فتجد البقدونس والحبق وبعض أنواع الخضروات الأخرى موجودة في المطبخ بشكل دائم وجاهز لكي يستفاد منها.

● زين أطباقك الشهية بالبقدونس
يمكنك عزيزي القارئ الاستفادة من البقدونس بشكل يومي, وذلك بتزيين وجباتك اللذيذة بنثر أوراق البقدونس الطازجة مباشرة فوق كل صحن تتناوله كما يفعل أشهر الطباخين في العالم, فذلك فيه لذة للعين وفائدة – وأيما فائدة – للبدن.