لا أتذكر إلا صوتك حين تدق نواقيس الغيم


يهز الودق.. يُساقط الوجد فرحا نديا
لا اتذكر إلا ظلك يسامر الوطن في المساء ويشكو له أرق الغياب
أين الحبيبة .؟
أُتراها تسكب النيل في حدق حزنٍ مؤرق
وتلهو بأصابيح جنانك المؤجلة
والعمر تلملمه من حسرات الوقت وتنتحب
وتشعل كؤوس الريح بالشوق المعتق في الربيع وفي الدماء
العصافير تمرق في البيوت وتترك الروح مذبوحة بالهوى في دهاء
سحقا أتتركيني في النوافذ أعذب الوقت
وأنتي بلعبة الفراق تبتهجين
أنتي التي لم تجربي الهوى
قلبي أرق من قلوب الطير عشقا
فدّثري باللقيا قلبي المعذبِ
أو بعثريه شغفا في الفضاء
نخيل الصمت البعيد يعلو
يُحيل النهار مؤامرة لاتدرك آهات الورد
دارت الارض دورتها
والشمس لاذت بالفرار في عواصم مهجتي
وأنا أتعبني المسير بشوك النداء
روحي قفارٌ والقلب يتلو سِفر توبته
وعاد لي الصوت
ناديت .. وناديت
المتنبي
أيا شعره المسجي آيا سحره المنفي في بغداد
لاتكتب مواقيت الفراق
إني أعوذ بالحلاج من إثم التباعد
وأحج لبرهة من لقاء