القصيدة رقم : 228
الرجاء التصويت للشاعر بالضغط على اعجبني في صفحة المشاركة في الفيس بوك من هنا

مبخوت العزي الوصابي

عفواً نبيَّ الهُدى ضاقت بنا السُبُلُ
لم يبقَ إلا الهوى والعشق والغزلُ

كلٌ بليلاهُ موهوم ، وليس له
في وصل ليلى وإن حَثَّ الخُطى أملُ

ليلى كعادتها في خدرها حلمٌ ،
لا كان قيس ولا ليلى ولا الطللُ

لا كان حبٌ ولا كانت قصائدنا
والجرح ينزف والألفاظ والجملُ

عفوا خذلناك . قالوها وقد صدقوا
يا جرح بالشعر قل لي هل ستندملُ ؟

ماذا نقول ؟ رسولَ اللهِ معذرةً
هذي بضاعتنا ، الإحباطُ والفشلُ

ماذا نقول وآيُ الذكرِ ناطقة
كأنها الصبح لا زيف ولا دَجَلُ

قد أخرست فصحاء العُرْب قاطبةً
ماذا سيكتب قوم خَطْبُهم جَللُ!

لا المدح يرضيك ، أدري من نكون ؟وهل
يأتي من الرمل ما يستلطف الجبلُ ؟!

عفوا نبي الهدى ماتت ضمائرنا
متنا ومن قبل أن يستوفي الأجلُ

ماذا نسمي حياة لا مقام بها
إلا لمن بهم الخنزير ينتعل!

ماذا سنكتب ؟ عار ما ستقرأه
أنغسل العار أم بالعار نغتسل ؟!

هذي فلسطين ليلانا ، أليس هنا
قيس له صبوة إن جاز لي المثل؟!

أنطلب العز ؟ عفوا , كيف ندركه
والقدس فوق ثراها يعشب الخجل ؟!

أما الرشيد فلا تقرأ رسائله ،
يا دجلة الخير لا تحكي إذا سألوا

ماذا سنحكي عن "المارينز"كم هتكوا
عرضا ، وكم نكلوا فينا ، وكم قتلوا !

عفوا نبي الهدى هذي حكايتنا
نهذي كعادتنا ، قد ملَّنا المللُ

وسادة القوم لا قاموا ولا قعدوا
كلٌ على ركبتيه ، حمله جبلُ

قد أثقلونا بما هم مثقلون به
لا هم أَتَونا ، ولا من بيننا رحلوا
***
يا ذلك الوجع المحتل أوردتي
قل لي متى يا زمان الصمت ترتحلُ

قل لي متى يرتدي الإسفلت أحذية
كانت وجوها حملناها وينتعل ؟

عفوا ، سأخلع وجهي كيف ألبسه
حتى وإن قيل عني : الفارس البطلُ!

ما زلت أعرف قدري ، كيف أنكره ،
وأدعي أنني كالبدر أكتمل !

فالخوف ما زال مزروعا بأوردتي
أدعوا بعزة أمريكا وأبتهلُ

أضاجع الخطب العصماء معتقدا
أني أمارس جرما ليس يُحتمَلُ

وأرتدي وجه هارون الرشيد ، ومن
أذنابهم معطفي أعداؤنا غزلوا

عفوا نبي الهدى هذي حقيقتنا ،
نسجي الدموع ونغفو حيث تنهملُ

هذا أنا . من أنا ؟ رقم سيجهله
الأقصى إذا سألت بغداد : هل وصلوا ؟

فالعفو يا سيدي إن جئت معتذرا
خلف الحدود أنا ميْت ومعتقلُ

لكنني رغم ضعفي وانطفاء دمي
لربما ذات يومٍ ما سأشتعلُ

صنعاء
2006م