لا تقلق من المساحة الفارغة
*قال صلى الله عليه وسلم:«مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح، تصرعها مرة وتعدلها مرة، حتى يأتيه أجله، ومثل المنافق مثل الأرزة المُجذية التي لا يصيبها شيء، حتى يكون انجعافُها مرة واحدة»

*ذُكر أن أحد الحكماء ابتلي بمصيبة، فدخل عليه إخوانه يعزونه في المصاب، فقال: إني علمت دواء من ستة أخلاط. قالوا: ما هي؟ قال الخلط الأول: الثقة بالله. والثاني: علمي بأن كل مقدور كائن. والثالث: الصبر خير ما استعمله الممتحنون. والرابع: إن لم أصبر فأي شيء أعمل؟ والخامس: قد يمكن أن أكون في شر مما أنا فيه. والسادس: من ساعة إلى ساعة فرج.

*ستة أشياء إذا ذكرتها هانت عليك مصيبتك:

أن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن الجزع لا يرد القضاء وأن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منه، وأن ما بقي لك أكثر مما أخذ منك، وأن لكل قدر حكمة لو علمتها لرأيت المصيبة هي عين النعمة، وأن كل مصيبة المؤمن لا تخلو من ثواب ومغفرة أو تمحيص أو رفعة شأن أو دفع بلاء وما عند الله خير وأبقى.

*اقرأ قصة هذا السائح الذي زار أحد المتاحف حيث كان أحد الفنانين يعمل في لوحة ضخمة من الفسيفساء، وكانت هناك مساحة كبيرة للغاية يحتاج هذا الفنان أن يغطيها وسأله السائح: (ألا يصيبك القلق حول كل هذه المساحة الفارغة التي تحتاج إلى ملئها وكيف ستستطيع أن تنتهي من كل هذا العمل؟).

فأجاب الفنان ببساطة بأنه يعرف المساحة التي يستطيع أن ينتهي منها كل يوم، فيقوم بتحديد هذه المساحة ولا يسمح لنفسه بالقلق حول ما يوجد خارجها. فهو ينتهي من عمل كل يوم بيومه؛ لذا يدرك تمامًا أنه سينتهي من عمله في يوم ما.

إن كثيرًا من العقبات التي تعوق قوتنا الدافعة تشبه إلى حد كبير تلك المساحة الكبيرة الفارغة التي كانت تواجه الفنان، وبإمكاننا إما أن نقلق حول تلك اللوحة الكبيرة التي علينا رسمها, وإما أن نبدأ ببساطة في ملئها خطوة خطوة بصورة فريدة ورائعة، عن طريق بذل أقصى ما نستطيع في كل يوم نعيشه.

*وإذا كنت تتساءل متى تبدأ؟ فإن أفضل إجابة عن هذا السؤال هي أن تبدأ من الآن وفورًا!!