للقلوب, منازل

للقلوب مواسم





هذا لصباح

قلبى خريفى المزاج
مشطور بين إنصهار الربيع القادم
و زحف الشتاء المرتجف الى الوراء
فـ قلبى يعشق المواسم
فــ هى تخلصه من صداع الوقت اللانهائى
و خواء فضاء الإنتظار
المواسم تُدخل قلبى فى منظومة كبرى





تنقذنى من الشتاء المذعور
تدخلنى فى دائرة إيقاعية رائعة دافئة
و مجهولة كــ الفجر الخجول





مواسم القلب
تعلمنى أن لـ كل قصة نهاية
و أن الحياة تتسرب من بين أصابعى




و أن الايام تمر
و ما ينتهى يبدأ
و ما يمر يعود
وأن كل بداية جديدة
تقربنى من نهاية أخرى






المواسم تعلمنى
حتمية الألم و ضرورة المعاناة




و تعلمنى أن احب الزهور أكثر من الأشجار
لـ أن عمرها قصير لا تعيش
المواسم تعلمنى عشق الوردة الخاطف
و الولع الاهث بــ رائحة الياسمين الهاربة
كــ طيف يحمل عبق النشوة








المواسم و الفصول
تجعل مذاق الحياة على لسانى حلواً و علقماً
و تعلمنى ان انتظر بداية العام الجديد




و أن أبحث عن القمر
ما أجمل أن يكون لديك تقويم خاص بك
يجعلك تعيش حرارة الصيف لالاذعة فى الشتاء
و زرقة الحزن الشتوى فى ليالى الصيف





المواسم و الفصول
تعلمنى لعبة الشطرنج
التغير و الانتقال الجميل الذكى
لعبة المفاجآت الحياتية










فمع المواسم
تذوب الاحزان الشتوية فى زهر الربيع المتفتح
كما يذوب الندم العميق فى بحر الأسف الهادئ
و كما تذوب سنوات المراهقة المتوترة
فى بدايات الشباب الواثبة
و كما يذوب الشباب الجامح
فى سنوات النضج الصبورة





المواسم تعلمنى




ألا أصدق الخرافات العاطفية
و الضمانات المزاجية
فـــ لحظة أن نتصور أن الشتاء انتهى
تصفعنا عاصفة ثلجية

لــ تذكرنا أننا كنا مخطئين







و للـــ قلوب مواسم
و هذا المساء قلبى ربيعى الدقات
تفر الايام كـــ دماء الوريد فى داخلى
خريفاً محتضراً
و موال عاشقة حزينة
قلبى ربيعى الدقات
هرب من دوائر المستحيل المغلقة
و فلت من عالم البرك الراكدة ...
الى عالم المواسم
و الفصول المحيرة
قلبى ربيعى الدقات
قرمزى المشاعر
متوهج
مشتعل
يركض بين الضلوع
يشتهى لحظة فرح
و لمسة حب و حنان









و هنا أدركنى الصباح
فــ سكت عن الكلام المباح