ومضى أنسْ ،
قلبا ينادي من ضفاف العطر :
إني وردة ،
قطفوا طفولتها ،
ذبحوا براءتها ،
وأدموا ضحكة الأحلام
يا أماااه !
ما ذنبي انا ؟!
وذوى أنسْ ،
وذوى على أهدابه طلُّ البراءة ..
هل لهذا الحدِّ
تفتقد القلوبُ حنانَها ؟!
أبتاااه !
ما ذنبي انا ؟!
حتى من القاموس
لاااا أعرف إلا كلمتينْ ،
وأحس في نطقي إذا حاولت نطقهما
خَرَسْ ..
...
يا أنت !
أجهل من تكونْ ،
ألديك أطفال ، وقلب
بين جنبيك حنونْ ؟
قل لي بربك من تكونْ ؟!!
أقتلتني
وحضنت طفلكْ ؟
أقتلتني
وذكرت طفلكْ ؟
أقتلتني
وحميتَ أهلكَ؟
ورجعتَ مسرورا لأطفالك ، أقراني ،
وهم كالورد حولك يلعبونْ ؟
قل لي بربك ْ :
أرأيتهم يبكون
حين يطل من شاشة تلفازك مقتولا
أنسْ ؟
هل عدت تزهو في ثياب النصر ،
أم هل عدت والأطفال عند الباب ،
" بابا " يصرخونْ .
يهرعون إليك
أصغرهم يقولْ :
" بابا " .. لقد قتلوا أنسْ .
ويرد أوسطهم : نعم ، ذبحوا البراءة
يا أبي
ذبحوا أنسْ ..
أبتاه .. نكره قاتل الأطفال ،
نكره قاطف الأزهار ،
نكره .. نكره الأبااااء لا يبكونَ ،
حين يرونَ يا " بابا " أنسْ ..

أبكيتَ عندئذٍ لكي لا يكرهوكْ ؟!
هل أجبروكَ على البكاءْ ؟
أشعرتَ بالجرم الذي هَزَّ السماءْ ؟
....

يا أنت !
إني في رحاب الله ،
أما أنت تسبح في دمي .
ودمي جحيمْ ..
يا أنت !
حتى طفلك النائم في حضنكَ ،
لا تعلم ماذا الآن يحلمْ ..
إنه يُقرئني الآن السلامْ ،
من كل أطفال الأنامْ ..
إنه يلعن من سفكوا دمي .
أتظنه يعرف من سفكوا دمي ؟
.
.
.
لا ،
لن أقول له قُتلتُ على يديكْ ..
لا ،
لن أُحرِّضَهُ عليكْ ..

مبخوت العزي الوصابي
25 / 9 / 2011 م